flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
معالم المسجد الاقصى
يشتمل المسجد الأقصى المبارك على عدة مصليات وقباب ، وأسبلة مياه، ومواضئ، وآبار، ومصاطب، ومحاريب، وأروقة، ومدارس، وغير ذلك من المعالم التي تقارب في عددها 200 معلَم، وتقع داخل سور
المسجد المبارك وسوف نتعرف في هذا التقرير على ابرزها .
1 - الجامع القبلي
الجامع القِبْلي (بكسر القاف وتسكين الباء) هو الجامع المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، والواقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك، جهة القبلة، ومن هنا جاءت تسميته بالقبلي.
أما تسميته بالجامع، فلأنه المصلى الرئيسي الذي يتجمع فيه المصلون خلف الإمام في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
المبارك، ومنه تمتد صفوفهم لتملأ الساحات غير المسقوفة في المسجد المبارك. فهو المصلى الرئيسي للرجال في المسجد
الأقصى المبارك حيث يقف الإمام، وحيث يوجد المحراب والمنبر الرئيسيان.
والبناء الحالي للجامع القِبلي أموي، شرع به الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد في الأعوام 86 – 96هـ / 705 – 714م, وكان في الأصل مكونا من 15 رواقا، ثم أعيد بناؤه وترميمه بعد
تعرضه لزلازل أدت إلى تصدعه عدة مرات بعد ذلك، واختصرت أروقته إلى سبعة.
فهو حاليا يتألف من رواق أوسط كبير عال، وثلاثة أروقة على جانبيه، وفوق الرواق الأوسط من جهته الجنوبية ترتفع
القبة المصنوعة من الخشب والمغطاة بألواح الرصاص لنحو 17 مترا. يبلغ طوله 80م، وعرضه 55م, ومساحته حوالي أربعة دونمات ونصف (الدونم = ألف متر مربع)، وله 11 بابا, ويتسع لـ 5500 مصل.
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قد خط هنا، على الأرجح، مسجده الأول لصلاة الجماعة بعد فتح بيت المقدس عام 15هـ/ 636م، حيث إن هذا الموضع هو صدر المسجد الأقصى المبارك
الأقرب إلى القبلة. تروي الآثار أنه (رضي الله عنه) لما أراد بناء المسجد، قال لكعب (أي كعب الأحبار، وكان يهوديا قبل أن يسلم): أين ترى أن نجعل المصلى؟ فقال: إلى الصخرة، قال: ضاهيت والله اليهودية يا
كعب، بل نجعل قبلته صدره، كما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلة مساجدنا صدورها (تاريخ الطبري، باب ذكر فتح المقدس). وكان بناؤه في ذلك الوقت من الخشب وجذوع الشجر كهيئة مسجد النبي
(صلى الله عليه وسلم) في حينه, وكان يتسع لألف مصل, ثم جدده معاوية بن سفيان (رضي الله عنه)، فاتسع لثلاثة آلاف مصل.
ومن العلماء من يرى أن الجامع الأول الذي أقامه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) داخل المسجد الأقصى المبارك كان يقوم في الموضع الذي يقال له اليوم "جامع عمر"، وهو مبنى متطاول يتكون من رواق
واحد في عرضه وأربعة أروقة في طوله، ويقع جنوب شرقي الجامع القِبْلي ممتدا بمحاذاة السور الجنوبي للمسجد الأقصى.
وهذا المكان يتبع الجامع القِبْلي حاليا، وله مدخلان: أحدهما من داخل الجامع القِبْلي، وهو مفتوح في كل الأوقات، والثاني
من ساحات المسجد الأقصى المبارك، ويؤدي إلى جزء من جامع عمر تم تحويله إلى "عيادة طوارئ الأقصى" لإسعاف المصلين في أوقات تعرضهم للاعتداءات الصهيونية.
عندما احتل الصليبيون القدس، جعلوا جانبا من الجامع القِبْلي مسكنا لفرسانهم ومقرا لقيادتهم إلى أن حررها صلاح الدين (رضي الله عنه) عام 538هـ/ 1187م. ومنذ سقوط المدينة في يد الصهاينة،
تعرض الجامع القِبْلي لمئات الاعتداءات على أيديهم، كان أضخمها إحراقه في 8/6/1389هـ - 21/8/1969م، فاحترق حينها منبر نور الدين زنكي, الذي كان نور الدين قد أمر بإنشائه أثناء سيطرة
الصليبيين على القدس، وحمله صلاح الدين للأقصى بعد التحرير، كما امتد الحريق لمساحة 1500 متر مربع من الجامع القِبْلي، شملت الأروقة الثلاثة الشرقية منه، إضافة إلى سقفه الخشبي، وبعض الأعمدة
الرئيسية التي تحمل قبته.
فضلا عن ذلك، تعرض الجامع القِبْلي لمحاولات عدة لتفجيره، بل وقصفه بالصواريخ خاصة عامي 1980م و1984م , كما أن أعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى المبارك
وتحت أجزائه المختلفة باتت تهدد أساسات الجامع القِبْلي بصفة خاصة، حيث إنه مقام فوق تسوية مقامة فوق الأرضية
الأصلية للمسجد الأقصى المبارك، وليس فوق الأرضية الأصلية مباشرة. كما يهدد الحظرالمفروض على أعمال الترميم
الإسلامية في مختلف أجزاء المسجد الأقصى الأسير بإضعاف بنيان الجامع القِبْلي ومختلف الأبنية الأثرية التاريخية الأخرى
داخل الأقصى، بسبب عوامل التعرية وتسرب المياه.
حيث بدأت بعض أعمدة الجامع القِبْلي وبعض قطع الرخام فيه في التآكل، كما تشوهت بعض زخارف ونقوش قبته القيمة
بعوامل التبلية التي مرت سنوات طويلة عليها، وأيضا بأثر الرصاص الذي طالما أمطر به الصهاينة مختلف قباب المسجد
الأقصى، خاصة قبة الجامع القِبْلي وقبة الصخرة، منذ احتلالهم المسجد المبارك عام 1967م.
كما تأثر الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، مما يلي الجامع القِبْلي، بسبب الحفريات الصهيونية في الجهة الجنوبية
من الأقصى.
وبينما منعت سلطات الاحتلال الأوقاف الإسلامية من إعماره، أقامت ثكنة عسكرية عنده للإشراف على أعمال التشويه الذي
تقوم به، تحت مسمى أعمال التطوير، فارضة سيطرتها على هذا الجزء ضمن غيره من الأجزاء المحيطة بالمسجد الأقصى
المبارك.
2 - قبة الصخرة
قبة عظيمة في قلب المسجد الأقصى المبارك, تعتبر المعلم المميز للمسجد المبارك ولمدينة القدس عموما، وتعد
من أجمل ما بنى من التحف المعمارية في العالم قاطبة.
أمر بإنشائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بين عامي 66-86هـ / 685-705م، لإظهار عظمة
الدولة الإسلامية الوليدة في ذلك الوقت، وأوكل العمل إلى المهندسين: رجاء بن حيوة البيساني، ويزيد بن سلام
المقدسي، فأقاماها على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة، على شكل مبنى مثمن الشكل، له أربعة أبواب تفتح على
الجهات الأربعة، وتعلوه قبة مطلية بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م.
ويعتقد بعض الباحثين أن بناتها خططوا لجعلها قبة للمسجد الأقصى المبارك كاملا.
وفي داخل مبنى قبة الصخرة، توجد تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة
تتوسطها الصخرة المشرفة التي تمثل أعلى جزء في هضبة بيت المقدس - هضبة موريا – التي يقوم عليها
المسجد الأقصى المبارك، أرض المحشر والمنشر, كما ورد في الأثر. ويرجح أن تكون هذه الصخرة الموضع
الذي عرج منه الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات السبع. وهي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل،
تتراوح أبعادها بين 13 و18 متراً، وارتفاعها حوالي المترين، وتوجد مغارة أسفل جزء منها تعلوها فتحة.
ويحذر من تعظيمها، حيث لم يرد بذلك شرع، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها.
أما المساحة المسقوفة المحيطة بالصخرة المشرفة، فهي مصلى مخصص حاليا لصلاة النساء في المسجد الأقصى
المبارك (خاصة في صلوات الجمعة والأعياد والتراويح). ويمتد هذا المصلى ليشمل صحن الصخرة المكشوف
خارج مبنى القبة بمساحة إجمالية تقرب من ثلاثة دونمات (الدونم = ألف متر مربع).
أثناء الاحتلال الصليبي للقدس والمسجد الأقصى، جرى تحويل قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت باسم (كنيسة
أقدس المقدسات) أو (معبد الرب Temple Domini)، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة، ورفع الصليب فوق
القبة، إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين (رضي الله عنه) عام 583هـ - 1187م, وأمر بإعادة
تذهيب القبة من الداخل.
وإذ يولي الصهاينة أهمية خاصة للصخرة المشرفة في المعبد المزعوم الذي يسعون لإقامته على حساب المسجد
الأقصى المبارك، فقد تعددت اعتداءاتهم عليها، حيث تعرضت لقصف بطائراتهم خلال عدوان عام 1948م، كما
اقتحموا الأقصى المبارك بأسلحتهم ودنسوا الصخرة المشرفة برفع علمهم فوقها لبعض الوقت لدى احتلال
الأقصى عام 1967م.
وخلال الثمانينيات من القرن العشرين، جرت محاولات عدة لنسفها بالمتفجرات شديدة التدمير على متطرفين
يهود، واقتحمها جندي يهودي، يدعي هاري جولدمان، في عام 1982م، وأطلق النار على المصلين بشكل
عشوائي مما تسبب في استشهاد اثنين وإصابة أربعة من المصلين. كما تحتل شرطة الاحتلال خلوتين للعبادة
تقعان شمالي صحن الصخرة بعد أن حولتهما إلى مركز لها في قلب المسجد الأقصى المبارك.
إضافة لذلك، تتواصل الحفريات والأنفاق الصهيونية حول الأقصى وتحته، وصل بعضها إلى ما تحت قبة الصخرة
(الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك)، بل يعتقد أنهم أقاموا فيها كنسا يهودية. ومع تعدد هذه الاعتداءات،
ورغم أنها لم تنجح في التأثير على أساسات قبة الصخرة، بفضل إقامتها على أرضية مستوية في أعلى هضبة
موريا التي يقوم عليها المسجد الأقصى، إلا أن الرخام الذي يحيط بالقبة من الداخل، وزخارفها الفسيفسائية من
الداخل والخارج تعاني من التشقق والتآكل والتساقط. وهذا الوضع مهدد بالتفاقم بسبب الحصار الذي تفرضه
سلطات الاحتلال الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك ومنعها المسلمين من القيام بأية أعمال ترميم لأي من
أجزائه، بما في ذلك قبة الصخرة المشرفة.
وهذه صورة الصخرة في داخل القبة
القبة من الداخل :
وهذا الجامع في الداخل ( مسجد قبة الصخرة )
وهذه صورتان قديمتان :
المصدر بتصرف:
http://www.nawasreh.com/vb/t24001.html