المهندس الرائد
New Member
كنت في السكن الجامعي عند عبدالله الواسعي
وكان بيني وبينه انسجام وأخوة في دين الإسلام
وكان يحفظ علوماً شتى منها ماذكره سيبويه في باب حتى
ويحفظ الفقه وأصوله والحديث وفصوله
ويحفظ نظريات الاعلام وفتاوى شيخ الاسلام
كما أنه أضافة الى ذلك يحفظ موطأ مالك
وبرغم أن جسمه معتل كان مجلسه لايمل
وتحدثنا عن انتشار الفساد في الناس واتباعهم للوسواس الخناس
وما أصاب أخلاقهم من التلف بسبب بعدهم عن منهج السلف
وتحدثنا عن خبث السرائر ومعاكسة البنات الحرائر
وكيف سار شبابنا في البرايا يرتمون في أحضان البغايا
يبددون المال وينثرونه ويزرعون الشر ويحصدونه
قال عبدالله الواسعي: منهم من يسافروينغمس في الشهوة والأحلام حتى تصيب ظهره الآلام
فانظر رحمك الله إلى هذا الشباب المارج كيف شَد الرحال إلى الخارج
وغشوا سبل الخيانة في كل مرقص وحانة
وانصرفوا عن الدار الآخرة من أجل ليلة ساهرة ومتعة عابرة
أفلا يعلمون أن الله يزيل النعم ويجلب البلاء والنقم
ويميت الخلق بالزلازل وهو سبحانه العادل
قال سهيل بن منصور: صمت صاحبي هنيهة فتأملت ماعانته بعض الشعوب بسبب المعاصي والذنوب
وكيف مزق المترفون سلامها وكدر الفاسقون أمنها
قلت أهكذا يقتل الترف الأخلاق ويميت المشاعر والأذواق؟؟
قال عبدالله الواسعي: هل شئ أعظم من طغيان المادة يحرف الناس عن الجادة
وينخر الأبدان والعقول ويصيب الأذهان بالخمول
ويورد الخلق موارد الدمار ويقضي عليهم في رابعة النهار
تماما كما يفعل الجنون الكروي الذي أصاب الحضري والبدوي
قلت كيف قال ألم تر مافعلته الكرة بالناس حتى ضربوا أخماساً في اسداس
وكيف سارت بذكرها الركبان وتحدث بها في كل مكان
وأقيمت من أجلها الولائم وشقت بسببها العمائم
وصارت شغل الناس الشاغل وحديثهم في المحافل؟؟؟؟
ألم تر كيف تعصبوا لهذه النوادي الحاضر منهم والبادي
وأصبح كل بفريقه يفاخر ويفديه بالعين والمناخر
ويصبح بعضهم طلعت الروح ويقع في الملعب كالمذبوح
وهو والله لم يشرق بريقه ولم ينبأ بوفاة صديقه وإنما سجل هدف في فريقه
ألم تسمع بالذي طرد جدته من البيت بعد أن صب على رأسها الزيت
لمجرد أن فريقه سقط ولم يحصل على كل النقط
أم لم تسمع بالذي جفا أخاه وعق أباه وشتم أمه وركل عمه
لأنهم انتقدوا تعصبه الأعمى وحثوه على خلق أسمى
أليست هذه إحدى المصائب الجمة التي نكبت بها الأمة ؟؟
قلت : بلى قال ألم تسمع بالطالب الذي استهواه جنون الكورة فلم يحفظ من القرآن سورة
(وأضحى يتتبع أخبار الدوري بحس مجنون (ثوري
حتى إذا أشرف على الموت وكاد أن يؤخذ فلا فوت
أوصى لقبره بالسعة وأن تدفن الكرة معه؟؟
قال سهيل بن منصور : وخفق فؤادي من شدة الحزن وذرفت عيناي كماء المزن
وقلت لصاحبي : في أحسن حالاً من هؤلاء قال علي بن أبي طالب : أشباه الرجال
ولارجال عقول الأطفال وحلوم ربات الحجال فكيف بهؤلاء ؟
والله لاتنهض بهم البلاد ولاينتفع بهم العباد
قال عبدالله الواسعي: استمع ياصاح إلى هذه القصة أجارك الله من الغصة
كنت يوماً في شارع الستين فعجبت من رجل سمين
يمتطي سيارة صغيرة كسيت بأعلام كثيرة
ويصيح كأنه الغريق: يعيش النادي والفريق يعيش النادي والفريق
وإذا الصفوف متراصة وإذا الطرقات غاصة
وإذا الكفوف تصفق وإذا الأعلام تخفق
وإذا هرج ومرج وصياح ونواح
وزحام وضجة وزلزلة ورجة وكلام لم أفهمه ؟
قلت : اليوم تمر وغداً أمر
إن العدو هاجم البلاد وسبى النساء والأولاد
أو أني لاأفهم منذ اليوم ؟
وحاولت أن ابتعد بالسيارة فلم تسلم نافذتي من الحجارة فسألت أحد المارة: ماخبر
القوم؟
قال: هذه الحركة والانتفاضة تعصب للكرة والرياضة
فأسقط في يدي كأنما ضـربت يدي
وخنقتني دموعي وأحسست بكسر في ضلوعي
ورجعت إلى البيت ونمت وما تعشيت
قال سهيل بن منصور: وعجبت لفهم صاحبي وسعة عمله مع صغر سنه ونحول جسمه
:وأدهشني نكتته الحاضرة ولطائفه النادرة وتمثلت بقول الشاعر
ترى الرجل النحيل فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور
فقلت له هـلّا أعطيتني كتباًً جامعة فيها من قصصك النافعة؟
فقام من ساعته وأهداني بعض الكتب فعجبت لقوة يقينة وقبلته فوراً على جبينه
فوالله لقد قرأت كتاباً واحداً صرت بعده راكعاً ساجداً
.فلله الحمد والمنة وأسأله الثبات على السنة
[LINE]hr[/LINE]
مجله الاسره شوال 1415هـ صفحه 72 بتصرف يسير
وكان بيني وبينه انسجام وأخوة في دين الإسلام
وكان يحفظ علوماً شتى منها ماذكره سيبويه في باب حتى
ويحفظ الفقه وأصوله والحديث وفصوله
ويحفظ نظريات الاعلام وفتاوى شيخ الاسلام
كما أنه أضافة الى ذلك يحفظ موطأ مالك
وبرغم أن جسمه معتل كان مجلسه لايمل
وتحدثنا عن انتشار الفساد في الناس واتباعهم للوسواس الخناس
وما أصاب أخلاقهم من التلف بسبب بعدهم عن منهج السلف
وتحدثنا عن خبث السرائر ومعاكسة البنات الحرائر
وكيف سار شبابنا في البرايا يرتمون في أحضان البغايا
يبددون المال وينثرونه ويزرعون الشر ويحصدونه
قال عبدالله الواسعي: منهم من يسافروينغمس في الشهوة والأحلام حتى تصيب ظهره الآلام
فانظر رحمك الله إلى هذا الشباب المارج كيف شَد الرحال إلى الخارج
وغشوا سبل الخيانة في كل مرقص وحانة
وانصرفوا عن الدار الآخرة من أجل ليلة ساهرة ومتعة عابرة
أفلا يعلمون أن الله يزيل النعم ويجلب البلاء والنقم
ويميت الخلق بالزلازل وهو سبحانه العادل
قال سهيل بن منصور: صمت صاحبي هنيهة فتأملت ماعانته بعض الشعوب بسبب المعاصي والذنوب
وكيف مزق المترفون سلامها وكدر الفاسقون أمنها
قلت أهكذا يقتل الترف الأخلاق ويميت المشاعر والأذواق؟؟
قال عبدالله الواسعي: هل شئ أعظم من طغيان المادة يحرف الناس عن الجادة
وينخر الأبدان والعقول ويصيب الأذهان بالخمول
ويورد الخلق موارد الدمار ويقضي عليهم في رابعة النهار
تماما كما يفعل الجنون الكروي الذي أصاب الحضري والبدوي
قلت كيف قال ألم تر مافعلته الكرة بالناس حتى ضربوا أخماساً في اسداس
وكيف سارت بذكرها الركبان وتحدث بها في كل مكان
وأقيمت من أجلها الولائم وشقت بسببها العمائم
وصارت شغل الناس الشاغل وحديثهم في المحافل؟؟؟؟
ألم تر كيف تعصبوا لهذه النوادي الحاضر منهم والبادي
وأصبح كل بفريقه يفاخر ويفديه بالعين والمناخر
ويصبح بعضهم طلعت الروح ويقع في الملعب كالمذبوح
وهو والله لم يشرق بريقه ولم ينبأ بوفاة صديقه وإنما سجل هدف في فريقه
ألم تسمع بالذي طرد جدته من البيت بعد أن صب على رأسها الزيت
لمجرد أن فريقه سقط ولم يحصل على كل النقط
أم لم تسمع بالذي جفا أخاه وعق أباه وشتم أمه وركل عمه
لأنهم انتقدوا تعصبه الأعمى وحثوه على خلق أسمى
أليست هذه إحدى المصائب الجمة التي نكبت بها الأمة ؟؟
قلت : بلى قال ألم تسمع بالطالب الذي استهواه جنون الكورة فلم يحفظ من القرآن سورة
(وأضحى يتتبع أخبار الدوري بحس مجنون (ثوري
حتى إذا أشرف على الموت وكاد أن يؤخذ فلا فوت
أوصى لقبره بالسعة وأن تدفن الكرة معه؟؟
قال سهيل بن منصور : وخفق فؤادي من شدة الحزن وذرفت عيناي كماء المزن
وقلت لصاحبي : في أحسن حالاً من هؤلاء قال علي بن أبي طالب : أشباه الرجال
ولارجال عقول الأطفال وحلوم ربات الحجال فكيف بهؤلاء ؟
والله لاتنهض بهم البلاد ولاينتفع بهم العباد
قال عبدالله الواسعي: استمع ياصاح إلى هذه القصة أجارك الله من الغصة
كنت يوماً في شارع الستين فعجبت من رجل سمين
يمتطي سيارة صغيرة كسيت بأعلام كثيرة
ويصيح كأنه الغريق: يعيش النادي والفريق يعيش النادي والفريق
وإذا الصفوف متراصة وإذا الطرقات غاصة
وإذا الكفوف تصفق وإذا الأعلام تخفق
وإذا هرج ومرج وصياح ونواح
وزحام وضجة وزلزلة ورجة وكلام لم أفهمه ؟
قلت : اليوم تمر وغداً أمر
إن العدو هاجم البلاد وسبى النساء والأولاد
أو أني لاأفهم منذ اليوم ؟
وحاولت أن ابتعد بالسيارة فلم تسلم نافذتي من الحجارة فسألت أحد المارة: ماخبر
القوم؟
قال: هذه الحركة والانتفاضة تعصب للكرة والرياضة
فأسقط في يدي كأنما ضـربت يدي
وخنقتني دموعي وأحسست بكسر في ضلوعي
ورجعت إلى البيت ونمت وما تعشيت
قال سهيل بن منصور: وعجبت لفهم صاحبي وسعة عمله مع صغر سنه ونحول جسمه
:وأدهشني نكتته الحاضرة ولطائفه النادرة وتمثلت بقول الشاعر
ترى الرجل النحيل فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور
فقلت له هـلّا أعطيتني كتباًً جامعة فيها من قصصك النافعة؟
فقام من ساعته وأهداني بعض الكتب فعجبت لقوة يقينة وقبلته فوراً على جبينه
فوالله لقد قرأت كتاباً واحداً صرت بعده راكعاً ساجداً
.فلله الحمد والمنة وأسأله الثبات على السنة
[LINE]hr[/LINE]
مجله الاسره شوال 1415هـ صفحه 72 بتصرف يسير