وتلك نصيحتي ......؟ (مقامة )

babroman21

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم




المكان :


في بيت بابرومان حكيم الزمان


الزمان :


بين المغرب والعشاء , ووقت ما آن

الشخوص :

بابرومان
أسمهان

وحفيدهما عدنان

جاء عدنان وهو في عمر المردان ( الشاب الجميل ) إلى جده بابرومان ثم قبًل يديه ورأسه وقد جلس عند قدميه وسأل حكيم الزمان :




أى جدي : إني أُريد مشورتك , وخلاصة خبرتك ؟

فقال الحكيم : خبٍرني من محبوبتك , أطفأ لك لوعتك ؟

فقال : إى والله يا جدي إنى نظرت إليها نظرة أعقبتني ألف حسرة , فهي رشيقة القد ( القوام ) زهرية الخد , تمشي في دلال كأنها الغزال .

فقال الحكيم : آآخ يا فلذة كبدي .... هذا ما قد كان عندي فصرت لا أنام ومنقطع عن الكلام ,, القصد والسلام أني أخبرك بالمرام

فقال عدنان : والله يا جدي ما أتركك حتى تحكي لي قصتك ,وتخبرني عن لوعتك .

فقال الحكيم : مه يا غلام

فقال عدنان : وحياة راسك ياجدي .... فأنت تعلم أخلاقي , أما يشفع عندك عناقي ( فقام وعانق جده )


فقال الحكيم : اعلم يا بني أن جدتك أسمهان كانت في ريعان شبابها كالحور الحسان,

وإني كنت أعمل تاجراً في دكان لوالدي أبيع فيه وأشتري وكان ملآن بالحب والرمان والليمون والزيتون وبلح الشام وفاكهة كثيرة وشمام

وذات يوم مرًت علىً ست الحسن والجمال , جدتك أسمهان

فلما دخلت السوق, لم تجد التجار الكبار فقد كنا في أول النهار.

فلما رأيتها في حليها وحللها ( كامل زينتها ) طار قلبي من مكانه , وصكً فكي بأسنانه .

وتمنيت لو أنها جاءت فاشترت من عندي ,فأبيعها كل ما تريد دون مقابل.

فرأيتها تمشي القهقري وعادت من حيث أتت دون أن تشتري .

ولم تكن تعلم اني أنظرها , فلما غابت عن ناظراي لحقتني الندامة وفارقتني الإبتسامة .

وصرت على حالي هذا ثلاث ليالي حتى إني لم أنشط لبيع أو شراء

وفي ليلة رجعت إلى الدار وقد مال وجهي للإصفرار وصرت أطلب الشفاء من شدة الإعياء.

فظلت أدعو الله أن يجمعني بها لأظفر بحسنها وتكون جاريتي وأم عيالي

فلما أصبحت باكراً فصليت الفجر في جماعة وتفكرت في أمر البياعة , ثم أخذت أدعو الله في مثل هذه الساعة .

ثم إني أكلت فطوري ولبست عمامتي وقفطاني وذهبت إلى دكاني .


وعندما وصلت إلى الدكان , فتحت الطاق ( باب يبيت في مكان يشبه القبلة )


ونظفت الرواق ثم وقفت أبيع وأشتري .

وإذ بي فجأة أرى شيئاً عجيباً , لو كتب بالإبر على آماق البصر , لكان عبرةَ لمن اعتبر
وللحديث بقية ,,,,,,,,,,,

إلى الملتقى ....................
 
حسناً أخى بابرومان الحكيم
وأنا من أحب الحكماء
لقد أثرت فضولى لمعرفة باقى القصة التى تضمنتها المقامة
من قال إن الحريرى والهمذانى لم ينجبا أحفاداً ؟
مقامة ممتعة

وإليك بعض الإشارات
- ( جاء عدنان وهو في عمر المردان )
أظن أنك لو استبدلت بكلمة المردان كلمة الشبَّان لكانت خيراً
إذ إن كلمة المردان تشير إلى وصف معين لا يفيدنا فى هذا السياق
لكن تفيدنا كلمة الشبان لأن المقصود وصف الشخص بالشباب
كما أن الأمرد ليست الشاب الجميل فى كل حال فليس كل أمرد جميل وإلا لما وجد أبو نواس وقتا كافياً ليصف ذلك !

أى جدي : إني أُريد مشورتك , وخلاصة خبرتك ؟

فقال الحكيم : خبٍرني من محبوبتك , أطفأ لك لوعتك ؟
أخشى أن هاهنا نقلة كبيرة , فلا يوجد فى سؤال الشاب ما يشير إلى أنه يحب وجاءت إجابة الحكيم مفاجأ للقارئ
يمكن تدبير هذا الأمر بالإطناب فى وصف الشاب بالنحول والذبول والتغير كعلامات للعشق , يقول المتنبى :
وإذا خامر الهوى قلب صبٍّ .. فعليه لكل عين دليلُ

ست الحسن والجمال
أخشى أن كلمة ( ست ) هى تحريف شائع لكلمة ( سيدة )
ومن الطرائف حول هذا الأمر أن شاعراً يُدعى البهاء زهير ذكر فى سياق شعره :
بروحى من أسميها بـ ( ستِّى ) ... فيرمقنى النحاة بعين مقت
يرون بأننى قد قلت لحنا ... وكيف ؟ وإننى لزهيرُ وقتى
ولكن غادة ملكت جهاتى ... فلا لحنٌ إذا ما قلتُ : ستى !

هنا أعطى للكلمة تعليلاً ظريفاً وهى أن محبوبته مكلت عليه جهاته الست .. فهى ستُّه !

أحييك أخى
وأنتظر تكملة المقامة
 
لم أكن أعلم أن هناك من سيقوًِِمني ويعضد كتاباتي........................




شكراً للتعقيب المفيد


سأنشر البقية بمشيئة الله



 
عودة
أعلى