بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوميات الإنترنت تتيح تسجيل الأحداث لأي شخص إلا أنها توظف لصنع امبراطوريات نشر إلكترونية
نيكولاس دنتون الناشر لـ «غاوكر ميديا»، واحد من رواد يوميات الإنترنت او ما يطلق عليه «البلوغ» (البلوج) Blog ومن الأفضل عدم طرح سؤال على دنتون حول قائمة الاعداد المتزايدة للمواقع الإنترنتية في امبراطوريته. كذلك يجب عدم الاستفسار عن خطة عمله، فهو لن يقول أكثر من أنه لم يمتلك أي خطة كهذه، والسبب الوحيد لتأسيسه هذه الشركة هو لعمل شبكة من «البلوغات» لكثرة جاذبية الراغبين في الإعلان.
في الوقت الذي راحت تعقد مؤتمرات حول هذا الموضوع مثل ذلك الذي عُقد في باريس قبل عدة اسابيع تحت عنوان «البلوغات» لمناقشة الإمكانات المضمرة لهذا الشكل من الإعلام الجديد، وحينما قالت مجلة «بزنيز ويك»: «إن البلوغات ستغير مشروعك التجاري» علق دنتون إن «البلوغ» هو أفضل في تمزيق الأشياء أكثر من بنائها: تمزيق الناس والحرف والماركات التجارية. أما بالنسبة لثورة «البلوغات» فإن دنتون يقول إنها ليست سوى مرحلة عابرة.
على الرغم من تأكيد دنتون عن عدم وجود ثورة حقيقية في هذا المجال فإنه يسعى مع فريق موظفيه إلى تحويل شكل اليوميات عبر الإنترنت كأسلوب يعتمد على العرض القصير والسرعة العالية والتشبث بالآراء، كي تصبح قادرة على الاستمرار حتى لو لم تكن مشروعا شديد الربحية. أما أولئك المعلنون الكبار مثل أودي ونايْك وجنرال الكتريك يتنافسون لاحتلال مساحة ما على بلوغات غاوكر التي وصفها دنتون بأنها جذابة وخالية من الوقار وصغيرة وذات طابع محلي.
ويقول دنتون إنه ليس هناك أي سحر بخصوص شركته «غاوكر ميديا» التي مضى على تأسيسها ثلاث سنوات والتي يقع مقرها في نيويورك، فحسب رأيه جاء إنشاؤها على أساس نموذج نشر أولي. لكن بغض النظر عما يقولونه فإن دنتون، 38 سنة، أصبح واحدا من الرواد في حقل تأسيس مواقع إنترنتية على أساس «البلوغات».
في الطابق الثالث الذي هو علية مبنى متواضع بنيويورك يقع مركز هذه الشركة وهناك يحتل دنتون مكتبه. وهو يفضل عدم الحديث عما إذا كانت شركته ربحية أم لا أو كيف هو يدفع لما يقرب من عشرة «محررين» للبلوغات مثلما تسميهم الشركة.
* محررون ونشرات
* عبر سلم ضيق يمكن الوصول إلى فراغ يحتله بعض محرري «غاوكر ميديا» ومن بينهم هناك لوكهارت ستيل مدير التحرير مع غينا تراباني المحررة لتحديث بلوغات الشركة. ولشركة «غاوكر» محرران، وتقوم حاليا بإصدار نشراتها أربع وعشرين مرة في اليوم. وعلى كل محرر أن يقوم بإصدار النشرات لاثنتي عشرة مرة في اليوم مقابل أجر مقطوع حسبما قال ستيل. وأضاف أن هناك 8 إصدارات قبل الظهر لجلب القراء كي يعودوا ثانية لمواقعهم الإنترنتية لاحقا.
ويقوم المحررون بتقصي شبكة الإنترنت عن أحسن الأخبار، حيث يقوم القراء والمؤلفون الذين سبق أن نشرت أعمالهم بإرسال إخباريات مفيدة للموقع. وحينما يسلط موقع غاوكر مقالات على سبيل المثال من صحيفة نيويورك تايمز فإنه على الأكثر يقوم مؤلف المقالة ببعث رسالة إلكترونية إلى غاوكر مشيرا إلى وجودها.
يمكن القول إن الاهتمام بعدد زوار الموقع يكتسب أهمية كبيرة للعاملين في هذه الشركة. فغاوكر Gawker تجذب حوالي مليون زائر شهريا. بينما يجذب موقع فلشبوت Fleshbot ضعف هذا العدد. أما موقع البلوجات المعروف باسم غيزمودو Gizmodo والمكرس للأدوات فإنه يجذب 1.5مليون زائر.
لكن المحررين يرفضون الكشف عن رواتبهم. ومع ذلك لمح ستيل إلى أنهم يحصلون على 2500 دولار في الشهر. وحينما سئل ستيل حول ما إذا كانت الشركة التي يعمل فيها مربحة جاءت إجابته «نعم إنها ربحية... نحن شركة صغيرة جدا وليس لدينا أي تكاليف إضافية وليس هناك حاجة لمكان كبير، فالكل يعملون من بيوتهم. وأنت تسمع عن أننا ندفع للكتّاب. حينما بدأ نيكولاس بالمشروع لم يكن ليظن أن من الممكن أن يحقق أي ثروة حقيقية. لكن إذا كان لديك 10 مواقع وكل منها يحقق 75 ألف دولار سنويا عند ذلك فإن الوضع مقبول».
* شكل جذاب
* وقال دنتون إنه وضع البلوغات ضمن مجموعات كي يعطي للشركة شكلا جذابا من الاعتبار. وقال: «إن السبب الوحيد الذي يجعلنا نريد وضعها كمجموعة، هو من أجل المعلنين. فالمعلنون يتعاملون مع عناوين غاوكر بشكل أكثر جدية لأنها جزء من المجموعة». بصيغة أخرى غاوكر تتحدث لغتهم. لكن كثيرا من المسوقين لا ينجذبون إلى مواقع إعلام البلوغ وفقا لجيل غريفن التي تحتل حاليا موقع نائبة رئيس شركة تدعى «ميديا كونتاكتس» متخصصة في الإعلانات. وكانت غريفن واحدة من مديري الإعلانات التي جلبت أسماء كبيرة لمواقع البلوغات. وأضافت غريفين: «أظن أنه في منتصف عام 2003 . كنت فقط مع بعض الأصدقاء ورجال الأعمال. ثم بدأنا نقرأ موقع غاوكر.. ظننا في البدء أنه ليس سوى نكتة لكننا حينما علمنا بأن العاملين فيه هم شباب عزاب ويستلمون رواتب جيدة وهذا ما جعلنا نتقبل العمل معهم».
على مواقع شركة «غاوكر ميديا» يبلغ معدل الأجور لعرض إعلان ما لألف مرة بحدود 4 دولارات حينما لا يتجاوز حجمه عن زر صغير بينما تبلغ تكاليف إعلان لشركة راعية 50 دولارا وفيها يذيل المعلن إعلانه عبر موقع جديد تنشيءه شركة غاوكر.
لكن هناك آخرين بدأوا يتساءلون عما إذا كان هذا النوع من المواقع يمتلك النوعية المطلوبة. وقال ستاو لويد رئيس صحيفة إنترنت إعلانية خاصة بالتقنية إنه قد يفقد عنصراً ما حينما تتحول مواقع بلوغية (بلوغات) إلى سلع تسعى للحصول على أجور وهي مملوكة من قبل شخص ما لكن صاحبها الحقيقي هم المعلنون الذين يذيلون مواقع البلوغات بإعلاناتهم.
يمكن القول إن هناك سقفا معينا لاتساع غاوكر، ففي الشهر الماضي بدأت الشركة ببث عناوين شبيهة بتلك الموجودة في صحف النميمة الشعبية (التابلويد). وقال دنتون إن هناك عنوانين مخططا لبثهما لمدة قصيرة على الرغم من أنه لم يحدد أي زبون ستتمكن هذه العناوين من جذبه.
وهذا سيجلب عدد العناوين الخاصة بمواقع غاوكر إلى 14 وأشار دنتون إلى أن 17عنوانا هو نقطة توقف جيدة. كذلك يخطط دنتون لتقديم ما يعرف بـ «بلوغ البلوغات» تحت اسم كينجا. ويعمل حاليا فريق من المبرمجين على وضع برنامج كومبيوتري لتطوير خدمات هذا الموقع ووفق ذلك سيكون بإمكان مستخدميه أن يتقصوا ويفحصوا بلوغاتهم المفضلة في موقع واحد. وستكون النسخة الجديدة جاهزة للاستخدام خلال شهر واحد فقط.
وأضاف دنتون: «هناك الكثير من الناس الذين يعتبرون البلوغات وكأنها طلقة سحرية لأي مشكلة تسويق تواجهها أي شركة لكن الوضع ليس هكذا.. إنه إعلام إنترنتي. إنه ليس سوى آخر تطور في مجال إعلام الإنترنت».
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوميات الإنترنت تتيح تسجيل الأحداث لأي شخص إلا أنها توظف لصنع امبراطوريات نشر إلكترونية
في الوقت الذي راحت تعقد مؤتمرات حول هذا الموضوع مثل ذلك الذي عُقد في باريس قبل عدة اسابيع تحت عنوان «البلوغات» لمناقشة الإمكانات المضمرة لهذا الشكل من الإعلام الجديد، وحينما قالت مجلة «بزنيز ويك»: «إن البلوغات ستغير مشروعك التجاري» علق دنتون إن «البلوغ» هو أفضل في تمزيق الأشياء أكثر من بنائها: تمزيق الناس والحرف والماركات التجارية. أما بالنسبة لثورة «البلوغات» فإن دنتون يقول إنها ليست سوى مرحلة عابرة.
على الرغم من تأكيد دنتون عن عدم وجود ثورة حقيقية في هذا المجال فإنه يسعى مع فريق موظفيه إلى تحويل شكل اليوميات عبر الإنترنت كأسلوب يعتمد على العرض القصير والسرعة العالية والتشبث بالآراء، كي تصبح قادرة على الاستمرار حتى لو لم تكن مشروعا شديد الربحية. أما أولئك المعلنون الكبار مثل أودي ونايْك وجنرال الكتريك يتنافسون لاحتلال مساحة ما على بلوغات غاوكر التي وصفها دنتون بأنها جذابة وخالية من الوقار وصغيرة وذات طابع محلي.
ويقول دنتون إنه ليس هناك أي سحر بخصوص شركته «غاوكر ميديا» التي مضى على تأسيسها ثلاث سنوات والتي يقع مقرها في نيويورك، فحسب رأيه جاء إنشاؤها على أساس نموذج نشر أولي. لكن بغض النظر عما يقولونه فإن دنتون، 38 سنة، أصبح واحدا من الرواد في حقل تأسيس مواقع إنترنتية على أساس «البلوغات».
في الطابق الثالث الذي هو علية مبنى متواضع بنيويورك يقع مركز هذه الشركة وهناك يحتل دنتون مكتبه. وهو يفضل عدم الحديث عما إذا كانت شركته ربحية أم لا أو كيف هو يدفع لما يقرب من عشرة «محررين» للبلوغات مثلما تسميهم الشركة.
* محررون ونشرات
* عبر سلم ضيق يمكن الوصول إلى فراغ يحتله بعض محرري «غاوكر ميديا» ومن بينهم هناك لوكهارت ستيل مدير التحرير مع غينا تراباني المحررة لتحديث بلوغات الشركة. ولشركة «غاوكر» محرران، وتقوم حاليا بإصدار نشراتها أربع وعشرين مرة في اليوم. وعلى كل محرر أن يقوم بإصدار النشرات لاثنتي عشرة مرة في اليوم مقابل أجر مقطوع حسبما قال ستيل. وأضاف أن هناك 8 إصدارات قبل الظهر لجلب القراء كي يعودوا ثانية لمواقعهم الإنترنتية لاحقا.
ويقوم المحررون بتقصي شبكة الإنترنت عن أحسن الأخبار، حيث يقوم القراء والمؤلفون الذين سبق أن نشرت أعمالهم بإرسال إخباريات مفيدة للموقع. وحينما يسلط موقع غاوكر مقالات على سبيل المثال من صحيفة نيويورك تايمز فإنه على الأكثر يقوم مؤلف المقالة ببعث رسالة إلكترونية إلى غاوكر مشيرا إلى وجودها.
يمكن القول إن الاهتمام بعدد زوار الموقع يكتسب أهمية كبيرة للعاملين في هذه الشركة. فغاوكر Gawker تجذب حوالي مليون زائر شهريا. بينما يجذب موقع فلشبوت Fleshbot ضعف هذا العدد. أما موقع البلوجات المعروف باسم غيزمودو Gizmodo والمكرس للأدوات فإنه يجذب 1.5مليون زائر.
لكن المحررين يرفضون الكشف عن رواتبهم. ومع ذلك لمح ستيل إلى أنهم يحصلون على 2500 دولار في الشهر. وحينما سئل ستيل حول ما إذا كانت الشركة التي يعمل فيها مربحة جاءت إجابته «نعم إنها ربحية... نحن شركة صغيرة جدا وليس لدينا أي تكاليف إضافية وليس هناك حاجة لمكان كبير، فالكل يعملون من بيوتهم. وأنت تسمع عن أننا ندفع للكتّاب. حينما بدأ نيكولاس بالمشروع لم يكن ليظن أن من الممكن أن يحقق أي ثروة حقيقية. لكن إذا كان لديك 10 مواقع وكل منها يحقق 75 ألف دولار سنويا عند ذلك فإن الوضع مقبول».
* شكل جذاب
* وقال دنتون إنه وضع البلوغات ضمن مجموعات كي يعطي للشركة شكلا جذابا من الاعتبار. وقال: «إن السبب الوحيد الذي يجعلنا نريد وضعها كمجموعة، هو من أجل المعلنين. فالمعلنون يتعاملون مع عناوين غاوكر بشكل أكثر جدية لأنها جزء من المجموعة». بصيغة أخرى غاوكر تتحدث لغتهم. لكن كثيرا من المسوقين لا ينجذبون إلى مواقع إعلام البلوغ وفقا لجيل غريفن التي تحتل حاليا موقع نائبة رئيس شركة تدعى «ميديا كونتاكتس» متخصصة في الإعلانات. وكانت غريفن واحدة من مديري الإعلانات التي جلبت أسماء كبيرة لمواقع البلوغات. وأضافت غريفين: «أظن أنه في منتصف عام 2003 . كنت فقط مع بعض الأصدقاء ورجال الأعمال. ثم بدأنا نقرأ موقع غاوكر.. ظننا في البدء أنه ليس سوى نكتة لكننا حينما علمنا بأن العاملين فيه هم شباب عزاب ويستلمون رواتب جيدة وهذا ما جعلنا نتقبل العمل معهم».
على مواقع شركة «غاوكر ميديا» يبلغ معدل الأجور لعرض إعلان ما لألف مرة بحدود 4 دولارات حينما لا يتجاوز حجمه عن زر صغير بينما تبلغ تكاليف إعلان لشركة راعية 50 دولارا وفيها يذيل المعلن إعلانه عبر موقع جديد تنشيءه شركة غاوكر.
لكن هناك آخرين بدأوا يتساءلون عما إذا كان هذا النوع من المواقع يمتلك النوعية المطلوبة. وقال ستاو لويد رئيس صحيفة إنترنت إعلانية خاصة بالتقنية إنه قد يفقد عنصراً ما حينما تتحول مواقع بلوغية (بلوغات) إلى سلع تسعى للحصول على أجور وهي مملوكة من قبل شخص ما لكن صاحبها الحقيقي هم المعلنون الذين يذيلون مواقع البلوغات بإعلاناتهم.
يمكن القول إن هناك سقفا معينا لاتساع غاوكر، ففي الشهر الماضي بدأت الشركة ببث عناوين شبيهة بتلك الموجودة في صحف النميمة الشعبية (التابلويد). وقال دنتون إن هناك عنوانين مخططا لبثهما لمدة قصيرة على الرغم من أنه لم يحدد أي زبون ستتمكن هذه العناوين من جذبه.
وهذا سيجلب عدد العناوين الخاصة بمواقع غاوكر إلى 14 وأشار دنتون إلى أن 17عنوانا هو نقطة توقف جيدة. كذلك يخطط دنتون لتقديم ما يعرف بـ «بلوغ البلوغات» تحت اسم كينجا. ويعمل حاليا فريق من المبرمجين على وضع برنامج كومبيوتري لتطوير خدمات هذا الموقع ووفق ذلك سيكون بإمكان مستخدميه أن يتقصوا ويفحصوا بلوغاتهم المفضلة في موقع واحد. وستكون النسخة الجديدة جاهزة للاستخدام خلال شهر واحد فقط.
وأضاف دنتون: «هناك الكثير من الناس الذين يعتبرون البلوغات وكأنها طلقة سحرية لأي مشكلة تسويق تواجهها أي شركة لكن الوضع ليس هكذا.. إنه إعلام إنترنتي. إنه ليس سوى آخر تطور في مجال إعلام الإنترنت».