الكومبيوترات الكفية تخوض معركتها مع الهواتف الجوالة

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


«لايف درايف» أول كومبيوتر كفي متعدد الأغراض


internet.301110.jpg

لسنوات عدة توقع خبراء التقنية زوال الكومبيوتر الكفي (بالم توب) «لأن عصرنا هذا هو عصر الهاتف الجوال»، فمن الذي سيحمل معه أداة أخرى اضافية للتفتيش عن الاسماء والارقام».
ولكن للسنوات العدة ذاتها كانت لشركة «بالم وان» (كانت تدعى في السابق «بالم كومبيوتنغ») الجواب ذاته «اننا لم نمت بعد».

وهكذا استطاعت «بالم وان» ان تبقى متقدمة لخطوة واحدة، أو خطوتين أمام شركات الهاتف الجوال، لان أجهزتها الكفية الاخيرة من شأنها أن تقدم شاشات أكبر وأفضل، وموسيقى ناعمة، وصور فيديو، وتوصيلا وتشبيكا لاسلكيا، وتحرير وثائق من «مايكروسوفت أوفيس»، وفجوات لادخال البطاقات لتوسيع الذاكرة وزيادتها. وعلاوة على كل ذلك يمكن لنظام التشغيل في مثل هذه الاجهزة تشغيل مكتبة كبيرة من البرامج الاضافية.. كل شيء من المعلومات الاساسية الى الالعاب الإلكترونية والالات الحاسبة.

* جهاز ذكي

* لكن قبل ايام أزاحت «بالم وان» الستار عن طراز جديد بتعزيزات ذكية: ألا وهي ادخال القرص الصلب الى أجهزتها. يدعى هذا الجهاز «لايف درايف»، انه الكومبيوتر الكفي الاول بقرص صلب الذي أطلق خارج اليابان. ويبدو أن الفكرة واضحة اذا ما استعدنا الماضي، فبعد كل شيء باتت الاقراص الصلبة من الصغر بحيث اصبحت قادرة على الدوران داخل اجهزة «آي بود» وكاميرات الفيديو. كما أن اجهزة المنظمات الكفية الإلكترونية بات بامكانها هي الاخرى فتح وتحرير المستندات المكتبية «مايكروسوفت أوفيس»، وعرض الصور والفيديو، وعزف الموسيقى المسجلة. أي أن بمقدور الاجهزة الكفية ان تحل محل الكومبيوترات الحضنية (لاب توب) لو لم تكن سعتها التخزينية محدودة.

ان الذي يدور داخل «لايف درايف» هو قرص صلب قياس بوصة واحدة، بسعة اربعة غيغابايت. وبالامكان وصله بكومبيوتر ماكينتوش، أو جهاز «بي سي» وتعبئته بملفات ترغب في أخذها معك الى الطريق. وانت لن تكون في هذه الحالة مقيدا فقط بالملفات التي بامكان «لايف درايف» فتحها، مثل «أوفيس» وملفات الوسائط المتعددة، بل بامكانك استخدام هذا الجهاز ايضا كخزان للمعلومات الذي ينقل الملفات الكبيرة من جهاز كومبيوتر الى آخر. اذن الفكرة صحيحة ولايمكن التعرض لها، ولكن ماذا عن المنتج ذاته؟

أولا هاهي الاخبار الحسنة، فجهاز «لايف درايف» (500 دولار) هو جهاز معدني صغير أنيق بحواف ناعمة يمكن طيه من الاعلى، يبدو منظره جيدا على طاولة الاجتماعات، أو طاولة مقعد الطائرة في الدرجة الاولى.

وبلمسة زر على الجانب الايسر، على الشاشة تظهر الصور بدرجة وضوح عالية 480 X 320 بيكسل. وتعمل الشاشة باللمس، وتدور90 درجة لعرض صفحات العمل (سبريد شيت) و«وورد دوكيومنتس» والصور المختلفة. ومع ابعاده الصغيرة يمكن للجهاز أن يسترخي براحة في راحة اليد لكنه أكثر سماكة وطولا من الاجهزة الكفية الاخرى. وكان على «بالم وان» ان تفسح المجال لبطارية أكبر (تدوم شحنتها يومين فقط) لتزويد القرص الصلب بالطاقة، وهو الجزء المتحرك الاول الذي ظهر في المنظم الإلكتروني الكفي.

* كومبيوتر كفي

* وبينما الاجهزة الكفية شرعت في الاختفاء الا ان هذا الجهاز مثقل بالمعدات الاضافية، فهو يملك ميكروفونا مبيتا داخله للملاحظات المنطوقة، ومكبرا للصوت في ظهره (فضلا عن سماعة للاذن). وكالعديد من الاجهزة الكفية فان هذا مجهز بفجوة لبطاقة «اس دي». فاذا ادخلتها موصولة بالكاميرا الرقمية تظهر الصور فورا على الشاشة حيث يقوم برنامج جديد بنسخها على القرص الصلب محررا بطاقة الذاكرة منه لتخزين المزيد من الصور الملتقطة. وهكذا فان للمصورين اليوم صديقا جديدا، لأن «لايف درايف» يقدم تقنيتين لاسلكيتين: واي فاي وبلو توث، فالاول يسمح لك بالارتباط بنقاط الإنترنت الساخنة في المطارات والمقاهي والمكاتب. وهناك يمكن استخدام نظام التصفح الصغير البطيء، لكنه جذاب بالنسبة الى جهاز «لايف درايف» لارسال وتلقي الرسائل الفورية، والكشف عن البريد الإلكتروني، وحتى فتح ملحقاتها من الصور والوثائق المكتبية. ان برنامج «بالم وان» للبريد الإلكتروني يأتي بـ100 نظام موضب سلفا للبريد الإلكتروني (مثل «أي او ال»، جي مايل، ماك، أيه تي أند تي، ياهو كايبل فيجن وغيرها).

ان مرسلات بلوتوث تتصل مع غيرها من على مسافة 30 قدما حيث الفائدة الكبرى هي انك تستطيع ان تزأمن ارسال المعلومات والبيانات في منظمك الإلكتروني مع جهاز كومبيوتر من دون الحاجة الى كابل، وبالتالي ارسال الملفات عبر الهواء الى الاجهزة الكفية الاخرى والكومبيوترات الحضنية والدخول الى الإنترنت عبر نظام بلوتوث في الهاتف الجوال وهو قابع في جيبك من دون حراك. كل هذه الامور تعمل بشكل جيد رغم أن جهاز «لايف درايف» لم يستطع التعرف على أحد هذه الهواتف الجوالة بتاتا، انه جهاز «تريو 650» من دون سائر الاجهزة.

وهو كما سائر أجهزة الكومبيوتر الكفية تقوم بوصلها الى جهاز «ماك» أو «بي سي» ليقوم أوتوماتيكيا بتعديل دفتر العناوين والتقويم الزمني وبريد «مايكروسوفت أوتلوك» الإلكتروني والتزأمن معها مستخدما كابل «يو. اس. بي» مما يعني الحصول دائما على أفضل المعلومات وتضمينها في جهازك الجيبي.

بيد أن مثل هذه العلاقة مع كومبيوترك الحضني، أو المكتبي قد يكون أكثر مرونة أو تعقيدا. ومثال على ذلك قم بوصل جهاز «لايف درايف» الى أي جهاز «ماك» أو «بي سي» عبر كابل «يو. اس. بي» ليبدأ برنامج «درايف مود» العمل بعد ضربتين أو ثلاث على لوحة المفاتيح مما يجعل جهاز «لايف درايف» يظهر كما لو انه قرص صلب خارجي. وبذلك يمكنك أن تحمله بالملفات الكومبيوترية والوثائق عن طريق سحبها بواسطة الماوس، أو لدى الجلوس على أي كومبيوتر بامكانك فتح الملفات والوثائق مباشرة من القرص الصلب للكومبيوتر الكفي من دون فتحها أولا، وهي طريقة لطيفة لمناولة ونقل المستندات الخاصة لدى استخدامك الجهاز الكومبيوتري لشخص آخر. وهناك خيار آخر ايضا يدعى «لايف درايف مانجر» (بالنسبة الى ويندوز فقط) وهو عندما تسحب الملفات من جهازك الـ «بي سي» الى زر (أيقونة) «لايف درايف مانجر» يكون لك الخيار بين ثلاثة أمور: النسخ (فقط نسخها من الجهاز الكبير وتحويلها الى الجهاز الكفي)، أو صياغتها (فورمات) لتلائم الجهاز الكفي (أي تصغير الصور والافلام لكي تلائم شاشة الجهاز الكفي)، أو أترك عملية التزأمن والتعديل تأخذ مجراها بذاتها. ومثل هذه الخيارات القوية تعمل بالنسبة الى ملفات ووثائق «بي سي» ما كان جهاز «بالم بايلوت» الكفي يقوم به بالنسبة الى الارقام الهاتفية والتقويم الزمني.

* تحديات أساسية

* والان الاخبار السيئة: من الواضح جدا أن انتاج «لايف درايف» كان عملا ضخما، لكنه كان ايضا تحديا تقنيا لانه لقي بعض الصعوبات الخشنة التي لم تحل بعد. وبعضها صغيرة، ومثال على ذلك انه في حالة بريد «اي. او. ال» الإلكتروني فان جهاز «بالم وان» بامكانه تلقي رسائلها لكنه لا يرسلها (وهي مشكلة يقول اصحاب الجهاز انهم حلوها منذ أن أرسلوا وحدات منه ـ أي من الجهاز ـ الى المستهلكين أعيد النظر فيها). وبالنسبة الى شاشة «باور بوينت» فان ثلثها مفقود للمساحة المخصصة للملاحظات التي لا يمكنك أن تخفيها. ثم إنه بعد كل عملية نسخ في «لايف درايف مانجر» عليك أن تصرف عبارة «عملية النسخ نجحت «من جهاز بي سي» ولكن من دون نتيجة بغض النظر عن عدد المرات التي تنقر فيها على عبارة «لا تريني هذا المربع ثانية».

ولا يوجد غطاء قلاب لحماية هذه الشاشة الجميلة، لذا يتوجب حملها دائما داخل حقيبة أو علبة.

لكن المشكلة الكبيرة التي تثير الاهتمام هي «حالة النوم» او «السبات» التي يتعرض لها برنامج «لايف درايف». فللتوفير في الطاقة ينبغي على القرص الصلب أن يتوقف عن الدوران بين الاستخدام والاخر. هذا جيد ولكن مثل هذا التوقف يستغرق ست ثوان لكي يشرع القرص بالدوران ثانية، وبالتالي ضخ المعلومات المخزنة داخله الى ذاكرة الجهاز الكفي لكي تستأنف العمل ثانية بعدما يكون كل شيء قد توقف وجمد في مكانه، اذ لاتوجد حاشية، أو اشارة للانتظار، فقط ضوء صغير في أعلى العلبة ليعلمك «يرجى الانتظار، عملك مهم لنا جدا».

ومثل هذه الهفوات هي كثيرة جدا خاصة بعد أن تشغل برنامج «لايف درايف» للمرة الاولى. افتح التقويم الزمني ثم انتظر ست ثوان. ثم افتح «المراجعة الاسبوعية» وانتظر ست ثوان أخرى وهلم جرا.

استنادا الى «بالم وان» ينبغي على مثل هذه التعقيدات ان تختفي مع مرور الزمن، ولكن حالما تستخدم البرنامج للمرة الاولى فانها ستعلق في الذاكرة الى الأبد. وهذا صحيح اذا كنت لا تفعل شيئا بل الدوران والتسكع بين ثلاثة برامج صغيرة ليس الا. غير أنه مع جهاز مثل هذا فانه ما من أحد سيقوم باستخدام الوظائف الثلاث هذه باستمرار، اذ قد يحين الوقت لفتح برنامج جديد، أو التحول الى مشهد اخر هو من الضخامة والكبر بحيث يضخ كل ماهو موجود في الذاكرة قبل العودة ثانية الى الوضع المشلول.

ولكن هناك الكثير الذي ستتعلق به وتحبه في «لايف درايف» وكيفية تعامله مع الصور والموسيقى والافلام السينمائية، اضافة الى اسلوبيه في التشبيك والوصل اللاسلكي، وكيفية تعامله وتزأمنه مع الملفات والوثائق الخاصة بأجهزة الـ «بي سي»، ودقته وسرعته في التعرف على خط اليد، وبالطبع النظرة الشاملة للفكرة بمجملها.

فاذا كنت صابرا على تحمل هذه الثوان الست فانه ما من شك في أن مثل هذا الجهاز الصغير قادر على الحلول محل الكومبيوتر الحضني خلال رحلاتك وسفرياتك خارج المكتب، والا جربه قبل أن تشتريه. اما اذا كنت من الرجال المشغولين دائما الذي يكره الانتظار فانك قد تسمي الجهاز الكفي هذا «الحياة قصيرة جدا».
 
عودة
أعلى