بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبراء أميركيون يتحدثون عن مستقبل الإنترنت ووسائل الترفيه الرقمية
تغير الإنترنت وتقنياتها الرقمية كل جوانب ميدان الترفيه والتسلية بشكل جذري وبسرعة متناهية. وسوف تشهد الأعوام المقبلة مبادئ جديدة لوضع المقاطع الموسيقية والغنائية وتأليفها ونشرها، ولانتاج أفلام قصيرة وطويلة.
وقد استنارت صحيفة «يو إس ايه توداي» بآراء عدد من المتخصصين في ميدان الترفيه والاعلان والدعاية والاستثمار والتطوير في التقنيات الرقمية والإنترنت، وحاور مراسلها كيفن ماني خمسة منهم حول آفاق التــطورات في هذا الميدان.
* إعلام شخصي
* ابتداء يشهد العالم انتشار يوميات أو مدونات الإنترنت Blog، ويمكن لأي فرد الآن وضع افكاره ونشرها على الإنترنت كي يستطيع أي شخص في العالم قراءتها. ويحدث نفس الشيء في وسائط أخرى من الاعلام، فقد اصبح من السهل على أي انسان وضع وتأليف قطعة موسيقية، أو شريط فيديو، بل وحتى فيلم سينمائي ونشره عبر الإنترنت. كيف سيؤثر هذا على ميدان الترفيه؟
يقول تشاك دي، الفنان ورجل الأعمال في قطاع الفن الرقمي، ان حقيقة أن أي شخص في العالم، ربما يكون موجوداً في أوكرانيا في شرق أوروبا، يمكنه النهوض صباحاً والدخول عبر باب الاستوديو المنزلي له، وانتاج قطعة موسيقية ما، وتقديمها للعرض لكي يستمع لها الناس في كل انحاء العالم، تبدو لي غريبة جداً وخيالية... انها شيء شبيه بمحطة اذاعة جديدة تماماً..
هذا الشيء هو الذي قادني الى الاعتقاد بضرورة خلق موسيقى موازية للتقنية الحديثة، ومحاولة انتاج كل ما يمكن انتاجه من أنواعها.
وفي ذلك العالم، كيف سيتمكن الناس من العثور على موسيقى أو فيلم «جيد»؟.
تشاك دي، الذي اسس مجموعة «بابليك انيمي» الموسيقية في التسعينات وموسيقى «راب» Rap، وظل يسوق موسيقاه عبر الإنترنت أكثر من أي فنان آخر، وهو مدافع دؤوب عن حق الموسيقيين في توظيف الإنترنت، رغم معارضة شركات التسجيل الموسيقي التقليدية، يجيب عن هذا السؤال، بأن الكثير من الناس يرغبون مثلا في لعب كرة السلة، ويمكنهم لعبها اسوأ أو حتى أفضل أحياناً من بعض اللاعبين المحترفين، إلا أن ذلك لا يعني أنهم ينافسون أولئك اللاعبين.
مستقبلاً ربما قد يصبحون منافسين أقوياء. وهناك الآن الكثير من اللبس حول «الموقع الوسيط» الذي يمكن فيه التقاط الأشياء والتعرف على مكنونها أو العثور على الناس الذين انتجوها. ولكن.. ومع الزمن ومع تعزز هذه التوجهات الجديدة، سيكون بالامكان العثور على الفنان أو منتج الفيلم أو كاتب اليوميات الإنترنتية المطلوب من أي بقعة من العالم! بليك روس مخترع ومطور «فايرفوكس»، برنامج التصفح المفتوح المصدر. ورغم انه لا يرأس الشركة، فقد ظل يطور البرنامج منذ أيام دراسته في جامعة ستانفورد.
ويعمل الآن لإنشاء شركة إنترنتية جديدة.
الناس الآن، يقول روس، اصبح باستطاعتهم الآن التعرف على كيفية التشارك بالصور، الا انهم لا يزالون لا يعرفون كيف يصفون عملية التشارك هذه. ومع الزمن فإننا ننظر الى اليوم الذي سيتمكن فيه الناس من الاستفادة من كل أنواع الاعلام ووسائطه، لا الأفلام، أو الصور المتحركة فقط، بل وكل الأنواع الأخرى التي يرغب الناس في الاستفادة منها، لتشارك بها مع الآخرين بسهولة وبساطة.
وفيما يخص يوميات الإنترنت وما شابهها، فهذه ليست سوى كلمات طنانة الآن. الناس لا يزالون لا يعرفون كيف يتشاركون في وسائط الاعلام حتى الآن.
* «الذيل الطويل»
* الخريف الماضي وضعت مجلة «وايرد» تعريفاً لتوجهات جديدة اطلق عليها «الذيل الطويل» The Long Tail، ما لبث أن انتشر في الاعلام.
الذيل الطويل، من ناحية المبدأ، هو مفهوم يشير الى أنه، وفي عصر يتميز بخيارات لا متناهية، فإن الكثير من المستهلكين سينجذبون نحو المواد الشائعة أكثر من غيرها في السوق. الا ان العديد منهم سيتوجهون نحو أشياء أخرى، أكثر ندرة، لا يرغب فيها الا أفراد في سوق صغيرة! خذ مثلاً الموسيقى في عصر يعمل فيه على نطاق واسع موقع مثل «أمازون» أو «اي تيونس»، ترى الكثير من الناس يبحثون عن المعروضات الجديدة. الا انه وبينما يسعى العديد منهم لاقتناء الموسيقى الموضوعة من قبل فنانين أقل شهرة، فإن هذه المواقع والمخازن الانترنية الكبرى لا تمكن من تطمين احتياجاتهم.
وهكذا سيكون هناك سوق صغيرة لمثل هؤلاء تسمى «الذيل الطويل». وحتى سنوات قليلة كانت الشركات العالمية في قطاع الترفيه، هي التي تتحكم في هذا الميدان. أما في عصر الترفيه الرقمي الجديد فإن «الذيل الطويل» سيتحول الى قوة كبرى.
* المبدع ومحبيه
* السؤال المطروح الآن، ما الذي سيعنيه «الذيل الطويل» لقطاع الترفيه والاعلام؟ يجيب روس، ان بعض الشركات ستشكل هذه السوق الصغيرة لتأمين متطلبات «الذيل الطويل»، مثل بيع كتاب قديم صدر منذ زمن بعيد.
أما روجر ماكنامي، وهو أحد ابرز المستثمرين في وادي السليكون، والمؤسس المشارك لشركة «ايليفيشن» للاعلام والترفيه، فيقول ان الوسطاء ظلوا لفترة طويلة يوجهون اذواق الناس الفنية، وكانوا هم الذين يزعمون أن هذه المقطوعة ممتازة وتلك عادية.
أما الآن فقد أصبح بإمكان الناس تقرير ذلك من دون وسطاء. وسوف نشهد ميلاد علاقة جديدة، مباشرة، بين الفنان وعشاق ابداعاتهم.
الشيء المدهش بالنسبة ليوميات الإنترنت، يضيف ماكنامي هو أن البعض منها له قراء يتراوح اعدادهم بين 7 و 8 أشخاص أو حتى 10 آلاف يومياً، وهذا العدد الأخير أكبر من عدد قراء جريدة محلية.
الشيء الخاطئ كان دوماً، ربط الرأسمال، التمويل، بالتوزيع، والشيء الذي مكن شركتي من البقاء انها وضـــــعت الرأسمال في اطار المحتوى، أي مع الناس المبدعين.
«لقد اكتشفنا نفس هذه الحقيقة بالنسبة للشرائط المحصورة، يعقب مايكل رامفري، رئيس شركة Tivo الذي ساهم في انتاج أول جهاز تسجيل فيديو رقمي ويساهم في تطورات تقنيات البث التلفزيوني.
الناس، يقول رامزي: يميلون الى التوجه نحو مختلف أنواع البرامج التلفزيونية، ان توافرت لهم الخيارات. ورغم ان هناك عدة مئات فقط من الاشخاص الذين يرغبون بمشاهدة عمليات صيد السمك أو حياكة الملابس بسرعة، فإنهم موجودون، وهذه البرامج مهمة لهم.
والحل يبدو في توفير مختلف البرامج كي يتمكن الناس من الاختيار.
* خيارات هائلة
* السؤال الذي يطرح نفسه، كيف ستكون استجابة الناس عندما تتوافر خيارات هائلة من وسائط الاعلام الترفيهية على الإنترنت، وداخل مخزونات الاقراص الصلبة أو في اجهزة «تي فو» وفي الكومبيوترات الشخصية، يقول رامزي ان الشركات تبدو قلقة جداً، خصوصاً مع توسع طاقة تخزين المعلومات، ومن جهة أخرى يبدأ الناس بالقلق من امكانات خزن كميات هائلة من المعلومات قد لا يتمكنون من الاستمتاع بها حقاً! الا ان ماكنامي يقول: إنه لا يجب علينا النظر الى هذه التوجهات في الزمن الواقعي؟، فالناس يرغبون بتخزين المعلومات ثم يستخدمونها لاحقاً.
إن كان احدكم مديراً لشركة، فها هو ما أطلبه منه: أريد جهاز Tivo لعملية «بث تورنت» وهي عملية تشارك شخصين بالشرائط المصورة والأفلام على الخطوط الإلكترونية. أريد عملية اتمتة كاملة لتسجيل وعرض أي فيلم.
* مصاعب البحث
* البحث يظل مشكلة كبيرة، خصوصاً في مجال العثور على الأشرطة المرئية، يقول رامزي. ورغم وجود تقنيات بحث مطورة في بوابات «غوغل» و«ياهو» إلا أن الأمر يتطلب تصفحاً مطولاً للوصول الى العنوان المطلوب، ولذلك فإن الحاجة لتطوير تقنيات بحث عن عناوين الاعلام الترفيهي، اضافة الى تقنيات مخصصة للتوصيات وللتعريف بالهوية، وذلك في ميدان هائل يحتوي على مئات وآلاف من قنوات الاعلام.
كلارا هندرا، مديرة شركة «أوغلفي وان» Ogilvy One لأميركا الشمالية، تدخل على خط الحوار والنقاش. وهي تدير شركتها المتخصصة بالاعلانات والدعاية الرقمية التي من زبائنها المرموقين شركات «آي بي إم» و«سيسكو» والتي حصلت في مارس (آذار) الماضي على جائزة «امرأة الاعلان لهذا العام» التي تمنح في مدينة نيويورك:
شركات الاعلان سيكون بامكانها زرع الاعلانات داخل تقنيات البحث بحيث توجه هذه الاعلانات نحو قطاع محدد من الاشخاص الذين يبحثون عن شيء معين. الا ان هذه التوجهات لا تزال في بداياتها.
* موسيقى رقمية
* قطاع الموسيقى يجاهد للتواؤم مع العصر الرقمي.. اين الحل؟
يقول تشاك دي: ان احد الفنانين اللامعين ظل يردد «عليك ان تكون على قمة التقنية قبل أن تصبح على قمتك»! التقنية كانت دوماً تتحكم بالأمور. لقد بدأت بنفسي بالدخول الى العالم الرقمي لرغبتي بالتواصل مع انداوي وجهاً لوجه، أي الذهاب نحو الآخرين من دون وسطاء.
يعقب ماكنامي بالقول: ان التقنية لم تغير الموسيقى فقط، بل تغير ايضاً وبالتدريج كل مقطع من وسائط الاعلام.
التقنية تحول الاعلام الى اعلام جوال، وقد حولت هذه الحركية كل التحرك السكاني وكل عمليات الاستهلاك بشكل هائل.
عندما نذهب الى دار سينما لمشاهدة فيلم، أو نجلس في صالونات دورنا للاستمتاع بالموسيقى أو متابعة برامج التلفزيون، فإن موزعي الافلام أو البرامج كانوا هم المتحكمين في زمننا، ومكاننا والأسعار المفروضة علينا. أما الحركية فقد خلقت الوقت اللازم للناس الذين لم يتمكنوا في السابق من التمتع بالاعلام، لقد حولت اناساً فوق سن 25 عاماً الى عشاق جدد! يقول روس في هذا الشأن: إن شركات التسجيل الموسيقي والأفلام تنسى أن جيلاً كاملاً من الشباب ينمو ويترعرع، وهو يعرف أنه يستطيع اختيار أنواع وسائط الاعلام التي تربى عليها منذ صغره.
كيف نحصل على الموسيقى الآن؟
ـ يقول تشاك دي: أحصل عليها الآن، على الخطوط الإلكترونية، أي عبر الإنترنت، وخارج الخطوط، أي من الشارع، وفي منتصف الخطوط: وهو طريقة طلبها عبر الإنترنت! أما روس فيقول: أذهب الى شبكة جامعة ستانفورد، حيث يوجد برنامج يبحث عن أي نوع من وسائط الاعلام وحملها فوراً. هناك الآلاف من هذه الوسائط التي لا تنتجها الشركات.
* الفيديو والتلفزيون
* ما الذي سيحدث للشرائط المصورة (الفيديو) والتلفزيون؟
يعتقد رامزي أن عالم الاعلام المصور يتلكأ متخلفاً عن مسرية عالم الموسيقى في ثورتها الحالية. وعالم الاعلام المصور يتطور بنفس المسار الا انه متخلف لعدد من السنين لأن التقنية اللازمة له لا تزال ناشيءة، والتصوير يحتاج بالطبع الى نطاق اعرض لبث المعلومات ذات السعة الكبيرة جداً. الا اني أرى ثورة كبرى على الأبواب وهي انتشار بث البيانات المصورة عبر النطاق العريض للإنترنت في الاعوام المقبلة. ان بوادر هذه التوجهات تبدو واضحة اليوم، فبإمكانك اجراء عملية تصوير رقمي ونشرها عبر الإنترنت. أما ماكنامي فيشير الى شركة جديدة اسمها «أكيمبو» Akimbo تتأهب لتوزيع شرائط من الهند ومن دول ذات ثقافات اخرى، لا تعرض عادة عبر القنوات الفضائية أو قنوات الكابلات لقلة اعداد المشاهدين، سوف تجد لها حضوراً واسعاً وعشاقاً جددا.
* الإعلان والترويج
* إن كان بمستطاع الناس التحكم بالاعلام فكيف يتسنى لشركات الاعلان الترويج للشركات؟
تقول كلارا هندرا: إن هذه التوجهات لن تحدث اليوم، أو غداً، بل خلال 3 إلى 5 أعوام مثلاً. وعندها ستخضع عمليات الاعلان والدعاية الى اعادة النظر.
الأمر الممتاز هو وجود جيل من الشباب الذي تربى مع الاعلام الرقمي الجديد ويتمرن على أساليب الترويج والدعاية الملائمة لهذا العصر الرقمي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبراء أميركيون يتحدثون عن مستقبل الإنترنت ووسائل الترفيه الرقمية
تغير الإنترنت وتقنياتها الرقمية كل جوانب ميدان الترفيه والتسلية بشكل جذري وبسرعة متناهية. وسوف تشهد الأعوام المقبلة مبادئ جديدة لوضع المقاطع الموسيقية والغنائية وتأليفها ونشرها، ولانتاج أفلام قصيرة وطويلة.
وقد استنارت صحيفة «يو إس ايه توداي» بآراء عدد من المتخصصين في ميدان الترفيه والاعلان والدعاية والاستثمار والتطوير في التقنيات الرقمية والإنترنت، وحاور مراسلها كيفن ماني خمسة منهم حول آفاق التــطورات في هذا الميدان.
* إعلام شخصي
* ابتداء يشهد العالم انتشار يوميات أو مدونات الإنترنت Blog، ويمكن لأي فرد الآن وضع افكاره ونشرها على الإنترنت كي يستطيع أي شخص في العالم قراءتها. ويحدث نفس الشيء في وسائط أخرى من الاعلام، فقد اصبح من السهل على أي انسان وضع وتأليف قطعة موسيقية، أو شريط فيديو، بل وحتى فيلم سينمائي ونشره عبر الإنترنت. كيف سيؤثر هذا على ميدان الترفيه؟
يقول تشاك دي، الفنان ورجل الأعمال في قطاع الفن الرقمي، ان حقيقة أن أي شخص في العالم، ربما يكون موجوداً في أوكرانيا في شرق أوروبا، يمكنه النهوض صباحاً والدخول عبر باب الاستوديو المنزلي له، وانتاج قطعة موسيقية ما، وتقديمها للعرض لكي يستمع لها الناس في كل انحاء العالم، تبدو لي غريبة جداً وخيالية... انها شيء شبيه بمحطة اذاعة جديدة تماماً..
هذا الشيء هو الذي قادني الى الاعتقاد بضرورة خلق موسيقى موازية للتقنية الحديثة، ومحاولة انتاج كل ما يمكن انتاجه من أنواعها.
وفي ذلك العالم، كيف سيتمكن الناس من العثور على موسيقى أو فيلم «جيد»؟.
تشاك دي، الذي اسس مجموعة «بابليك انيمي» الموسيقية في التسعينات وموسيقى «راب» Rap، وظل يسوق موسيقاه عبر الإنترنت أكثر من أي فنان آخر، وهو مدافع دؤوب عن حق الموسيقيين في توظيف الإنترنت، رغم معارضة شركات التسجيل الموسيقي التقليدية، يجيب عن هذا السؤال، بأن الكثير من الناس يرغبون مثلا في لعب كرة السلة، ويمكنهم لعبها اسوأ أو حتى أفضل أحياناً من بعض اللاعبين المحترفين، إلا أن ذلك لا يعني أنهم ينافسون أولئك اللاعبين.
مستقبلاً ربما قد يصبحون منافسين أقوياء. وهناك الآن الكثير من اللبس حول «الموقع الوسيط» الذي يمكن فيه التقاط الأشياء والتعرف على مكنونها أو العثور على الناس الذين انتجوها. ولكن.. ومع الزمن ومع تعزز هذه التوجهات الجديدة، سيكون بالامكان العثور على الفنان أو منتج الفيلم أو كاتب اليوميات الإنترنتية المطلوب من أي بقعة من العالم! بليك روس مخترع ومطور «فايرفوكس»، برنامج التصفح المفتوح المصدر. ورغم انه لا يرأس الشركة، فقد ظل يطور البرنامج منذ أيام دراسته في جامعة ستانفورد.
ويعمل الآن لإنشاء شركة إنترنتية جديدة.
الناس الآن، يقول روس، اصبح باستطاعتهم الآن التعرف على كيفية التشارك بالصور، الا انهم لا يزالون لا يعرفون كيف يصفون عملية التشارك هذه. ومع الزمن فإننا ننظر الى اليوم الذي سيتمكن فيه الناس من الاستفادة من كل أنواع الاعلام ووسائطه، لا الأفلام، أو الصور المتحركة فقط، بل وكل الأنواع الأخرى التي يرغب الناس في الاستفادة منها، لتشارك بها مع الآخرين بسهولة وبساطة.
وفيما يخص يوميات الإنترنت وما شابهها، فهذه ليست سوى كلمات طنانة الآن. الناس لا يزالون لا يعرفون كيف يتشاركون في وسائط الاعلام حتى الآن.
* «الذيل الطويل»
* الخريف الماضي وضعت مجلة «وايرد» تعريفاً لتوجهات جديدة اطلق عليها «الذيل الطويل» The Long Tail، ما لبث أن انتشر في الاعلام.
الذيل الطويل، من ناحية المبدأ، هو مفهوم يشير الى أنه، وفي عصر يتميز بخيارات لا متناهية، فإن الكثير من المستهلكين سينجذبون نحو المواد الشائعة أكثر من غيرها في السوق. الا ان العديد منهم سيتوجهون نحو أشياء أخرى، أكثر ندرة، لا يرغب فيها الا أفراد في سوق صغيرة! خذ مثلاً الموسيقى في عصر يعمل فيه على نطاق واسع موقع مثل «أمازون» أو «اي تيونس»، ترى الكثير من الناس يبحثون عن المعروضات الجديدة. الا انه وبينما يسعى العديد منهم لاقتناء الموسيقى الموضوعة من قبل فنانين أقل شهرة، فإن هذه المواقع والمخازن الانترنية الكبرى لا تمكن من تطمين احتياجاتهم.
وهكذا سيكون هناك سوق صغيرة لمثل هؤلاء تسمى «الذيل الطويل». وحتى سنوات قليلة كانت الشركات العالمية في قطاع الترفيه، هي التي تتحكم في هذا الميدان. أما في عصر الترفيه الرقمي الجديد فإن «الذيل الطويل» سيتحول الى قوة كبرى.
* المبدع ومحبيه
* السؤال المطروح الآن، ما الذي سيعنيه «الذيل الطويل» لقطاع الترفيه والاعلام؟ يجيب روس، ان بعض الشركات ستشكل هذه السوق الصغيرة لتأمين متطلبات «الذيل الطويل»، مثل بيع كتاب قديم صدر منذ زمن بعيد.
أما روجر ماكنامي، وهو أحد ابرز المستثمرين في وادي السليكون، والمؤسس المشارك لشركة «ايليفيشن» للاعلام والترفيه، فيقول ان الوسطاء ظلوا لفترة طويلة يوجهون اذواق الناس الفنية، وكانوا هم الذين يزعمون أن هذه المقطوعة ممتازة وتلك عادية.
أما الآن فقد أصبح بإمكان الناس تقرير ذلك من دون وسطاء. وسوف نشهد ميلاد علاقة جديدة، مباشرة، بين الفنان وعشاق ابداعاتهم.
الشيء المدهش بالنسبة ليوميات الإنترنت، يضيف ماكنامي هو أن البعض منها له قراء يتراوح اعدادهم بين 7 و 8 أشخاص أو حتى 10 آلاف يومياً، وهذا العدد الأخير أكبر من عدد قراء جريدة محلية.
الشيء الخاطئ كان دوماً، ربط الرأسمال، التمويل، بالتوزيع، والشيء الذي مكن شركتي من البقاء انها وضـــــعت الرأسمال في اطار المحتوى، أي مع الناس المبدعين.
«لقد اكتشفنا نفس هذه الحقيقة بالنسبة للشرائط المحصورة، يعقب مايكل رامفري، رئيس شركة Tivo الذي ساهم في انتاج أول جهاز تسجيل فيديو رقمي ويساهم في تطورات تقنيات البث التلفزيوني.
الناس، يقول رامزي: يميلون الى التوجه نحو مختلف أنواع البرامج التلفزيونية، ان توافرت لهم الخيارات. ورغم ان هناك عدة مئات فقط من الاشخاص الذين يرغبون بمشاهدة عمليات صيد السمك أو حياكة الملابس بسرعة، فإنهم موجودون، وهذه البرامج مهمة لهم.
والحل يبدو في توفير مختلف البرامج كي يتمكن الناس من الاختيار.
* خيارات هائلة
* السؤال الذي يطرح نفسه، كيف ستكون استجابة الناس عندما تتوافر خيارات هائلة من وسائط الاعلام الترفيهية على الإنترنت، وداخل مخزونات الاقراص الصلبة أو في اجهزة «تي فو» وفي الكومبيوترات الشخصية، يقول رامزي ان الشركات تبدو قلقة جداً، خصوصاً مع توسع طاقة تخزين المعلومات، ومن جهة أخرى يبدأ الناس بالقلق من امكانات خزن كميات هائلة من المعلومات قد لا يتمكنون من الاستمتاع بها حقاً! الا ان ماكنامي يقول: إنه لا يجب علينا النظر الى هذه التوجهات في الزمن الواقعي؟، فالناس يرغبون بتخزين المعلومات ثم يستخدمونها لاحقاً.
إن كان احدكم مديراً لشركة، فها هو ما أطلبه منه: أريد جهاز Tivo لعملية «بث تورنت» وهي عملية تشارك شخصين بالشرائط المصورة والأفلام على الخطوط الإلكترونية. أريد عملية اتمتة كاملة لتسجيل وعرض أي فيلم.
* مصاعب البحث
* البحث يظل مشكلة كبيرة، خصوصاً في مجال العثور على الأشرطة المرئية، يقول رامزي. ورغم وجود تقنيات بحث مطورة في بوابات «غوغل» و«ياهو» إلا أن الأمر يتطلب تصفحاً مطولاً للوصول الى العنوان المطلوب، ولذلك فإن الحاجة لتطوير تقنيات بحث عن عناوين الاعلام الترفيهي، اضافة الى تقنيات مخصصة للتوصيات وللتعريف بالهوية، وذلك في ميدان هائل يحتوي على مئات وآلاف من قنوات الاعلام.
كلارا هندرا، مديرة شركة «أوغلفي وان» Ogilvy One لأميركا الشمالية، تدخل على خط الحوار والنقاش. وهي تدير شركتها المتخصصة بالاعلانات والدعاية الرقمية التي من زبائنها المرموقين شركات «آي بي إم» و«سيسكو» والتي حصلت في مارس (آذار) الماضي على جائزة «امرأة الاعلان لهذا العام» التي تمنح في مدينة نيويورك:
شركات الاعلان سيكون بامكانها زرع الاعلانات داخل تقنيات البحث بحيث توجه هذه الاعلانات نحو قطاع محدد من الاشخاص الذين يبحثون عن شيء معين. الا ان هذه التوجهات لا تزال في بداياتها.
* موسيقى رقمية
* قطاع الموسيقى يجاهد للتواؤم مع العصر الرقمي.. اين الحل؟
يقول تشاك دي: ان احد الفنانين اللامعين ظل يردد «عليك ان تكون على قمة التقنية قبل أن تصبح على قمتك»! التقنية كانت دوماً تتحكم بالأمور. لقد بدأت بنفسي بالدخول الى العالم الرقمي لرغبتي بالتواصل مع انداوي وجهاً لوجه، أي الذهاب نحو الآخرين من دون وسطاء.
يعقب ماكنامي بالقول: ان التقنية لم تغير الموسيقى فقط، بل تغير ايضاً وبالتدريج كل مقطع من وسائط الاعلام.
التقنية تحول الاعلام الى اعلام جوال، وقد حولت هذه الحركية كل التحرك السكاني وكل عمليات الاستهلاك بشكل هائل.
عندما نذهب الى دار سينما لمشاهدة فيلم، أو نجلس في صالونات دورنا للاستمتاع بالموسيقى أو متابعة برامج التلفزيون، فإن موزعي الافلام أو البرامج كانوا هم المتحكمين في زمننا، ومكاننا والأسعار المفروضة علينا. أما الحركية فقد خلقت الوقت اللازم للناس الذين لم يتمكنوا في السابق من التمتع بالاعلام، لقد حولت اناساً فوق سن 25 عاماً الى عشاق جدد! يقول روس في هذا الشأن: إن شركات التسجيل الموسيقي والأفلام تنسى أن جيلاً كاملاً من الشباب ينمو ويترعرع، وهو يعرف أنه يستطيع اختيار أنواع وسائط الاعلام التي تربى عليها منذ صغره.
كيف نحصل على الموسيقى الآن؟
ـ يقول تشاك دي: أحصل عليها الآن، على الخطوط الإلكترونية، أي عبر الإنترنت، وخارج الخطوط، أي من الشارع، وفي منتصف الخطوط: وهو طريقة طلبها عبر الإنترنت! أما روس فيقول: أذهب الى شبكة جامعة ستانفورد، حيث يوجد برنامج يبحث عن أي نوع من وسائط الاعلام وحملها فوراً. هناك الآلاف من هذه الوسائط التي لا تنتجها الشركات.
* الفيديو والتلفزيون
* ما الذي سيحدث للشرائط المصورة (الفيديو) والتلفزيون؟
يعتقد رامزي أن عالم الاعلام المصور يتلكأ متخلفاً عن مسرية عالم الموسيقى في ثورتها الحالية. وعالم الاعلام المصور يتطور بنفس المسار الا انه متخلف لعدد من السنين لأن التقنية اللازمة له لا تزال ناشيءة، والتصوير يحتاج بالطبع الى نطاق اعرض لبث المعلومات ذات السعة الكبيرة جداً. الا اني أرى ثورة كبرى على الأبواب وهي انتشار بث البيانات المصورة عبر النطاق العريض للإنترنت في الاعوام المقبلة. ان بوادر هذه التوجهات تبدو واضحة اليوم، فبإمكانك اجراء عملية تصوير رقمي ونشرها عبر الإنترنت. أما ماكنامي فيشير الى شركة جديدة اسمها «أكيمبو» Akimbo تتأهب لتوزيع شرائط من الهند ومن دول ذات ثقافات اخرى، لا تعرض عادة عبر القنوات الفضائية أو قنوات الكابلات لقلة اعداد المشاهدين، سوف تجد لها حضوراً واسعاً وعشاقاً جددا.
* الإعلان والترويج
* إن كان بمستطاع الناس التحكم بالاعلام فكيف يتسنى لشركات الاعلان الترويج للشركات؟
تقول كلارا هندرا: إن هذه التوجهات لن تحدث اليوم، أو غداً، بل خلال 3 إلى 5 أعوام مثلاً. وعندها ستخضع عمليات الاعلان والدعاية الى اعادة النظر.
الأمر الممتاز هو وجود جيل من الشباب الذي تربى مع الاعلام الرقمي الجديد ويتمرن على أساليب الترويج والدعاية الملائمة لهذا العصر الرقمي.