أمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِه !!

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
[SIZE=-0]أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ[/SIZE]
------------------------------------------------------

الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ، وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ . وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ.
إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسدِ رحمةً بي وبك ، قبل أنْ نرحم الآخرين ، لأننا بحسدِنا لهمْ نطعمُ الهمَّ لحومنا ، ونسقي الغمَّ دماءَنا ، ونوزِّعُ نوم جفوننا على الآخرين.
إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه .. التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ.
بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ، واتهم الباري في العدْلِ ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ ، وخالف صاحبَ المنْهجِ.
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ، ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به ، وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم.
كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ، وتُلْغِي خصائِصك ومناقِبك ، فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ.
نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ، فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم برئٍ.

فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ باللهِ من الحاسِدِ فإنه لك بالمرصادِ !!!

-------------------
المصدر : (كتاب لا تحزن)
لفضيلة الشيخ عائض القرني
 
قال أحدهم :
داريت كل الناس لكن حاسدي ***** مداراته عزت وعز نوالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة ***** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
وقال منصور الفقيه :
ألا قل لمن ظل لي حاسداً **** أتدرى على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه **** إذا أنت لم ترض لي ما وهب
وقال بعضهم :
اصبر على حسد الحسو د.... فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم.... تجد ما تأكله
وقال أخر :
دع الحسود وما يلقاه من كمده **** يكفيك منه لهيب النار في كبده
إن لمست ذا حسد فرجت كربته**** وإن تركته فقد قتلته بيده
=============================
260815_11257530229.jpg

جزاك الله كل خير أستاذنا على هذه الدروس الهامة
في ميزان حسناتك إن شاء الله
 
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على هذا الموضوع الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
===
اسمح لي بهذه الاضافة
99790_11257602796.png
 
بارك الله فيك اخي أبو قصي لما تبذله .

قال ابن السماك: إن الله تعالى أنزل سورة جعلها عوذة لخلقه من صنوف الشر، فلما انتهى إلى الإعاذة من الحسد جعلها خاتما لم يكن بعده في الشر نهاية .
 
جزاك الله كل خير استاذنا الغالي على هذا الموضوع القيم والهادف
حفظك الله ورعاك وسدد خطاك
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبو قصي
موضوع غاية في الأهمية
تستحق كل التقدير أخي الكريم

بعد إذنك هذه الإضافة

يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد اصل الحسد : هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها أ.هـ.
ويذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة وهي :

الاولى : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد.


داريت كُل الناسِ لكن حاسدي*****مُداراته عَزت، وعَز مَنَالُها
وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ*****إذا كان لا يُرضيه إلا زوالها

الثانية : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها .

الثالثة : تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما ، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه.

الرابعة : حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه . روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمل .
 
بارك الله فيك أخي ابوقصي .. واثابك


 
بارك الله فيكم استادنا الفاضل ابو قصى ..وجعل ما تكتبه بميزان حسناتك..
كمااشكر الاخوة الافاضل على اضافتهم القيمة فبارك الله فيكم
عافانا الله و اياكم وجميع المسلمين من شر كل حاسد وعائن
 
عودة
أعلى