مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين

بنت الشهداء

Well-Known Member



46957xD9N.www.arabsbook.com.gif



مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين



عن ابن عُمَرَ عَن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:(مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ؛ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً.
وفي رواية: تَكِرُّ فِي هَذِهِ مَرَّةً وَفِي هَذِهِ مَرَّةً)(1).

شرح المفردات(2):

( الْعَائِرَة ): الْمُتَرَدِّدَة الْحَائِرَة لَا تَدْرِي لِأَيِّهِمَا تَتْبَع.
( تُعِير): تُرَدّد وَتَذْهَب.
( تَكِرّ فِي هَذِهِ مَرَّة وَفِي هَذِهِ مَرَّة ) أَيْ: تَعْطِف عَلَى هَذِهِ وَعَلَى هَذِهِ.

شرح الحديث:

في الحديث بيان حال المنافق، بأنه ليس له ثبات على الإيمان، بل هو مع المؤمنين في ظاهره ومع الكافرين بباطنه، وأيضاً فهو دائماً حريص على المنافع الدنيوية، فإذا كان هناك نفع من المؤمنين قال: أنا منكم. وإن رأى منفعة عند غيرهم، قال: أنا معكم.
كماقال الله تعالى (( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين))الآية، [سورة النساء: 141].

وكما بين حالهم في آية أخرى: { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً}
[سورة النساء: 143].


وجه الشبه(3):



في الحديث تمثيل حال المنافق في عدم ثباته على الحق، بحال الشاة العائرة بين الغنمين.
قال الطيبي: شَبَّه ترد المنافق بين المؤمنين والكافرين تبعاً لهواه وقصداً لأغراضه الفاسدة كتردد الشاة الطالبة للفحل، فلا تستقر على حال، ولذلك وصفوا في التنزيل { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }[سورة النساء: 143].



من فوائد الحديث:



1- ذمّ النفاق والمنافقين وبيان خبثهم وفساد طويتهم وسوء عملهم، قال ابن القيم –رحمه الله-: " قد هتك الله –سبحانه- أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلَّى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائفَ العالم الثلاثة في أوّل سورة البقرة: المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدّة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإنّ بلية الإسلام بهم شديدة جدًا؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كلّ قالب يظنّ الجاهل أنه عِلْمٌ وإصلاحٌ، وهو غاية الجهل والإفساد. فلِلّه كم من معقَل للإسلام قد هدموه، وكم من حِصنٍ له قد قلعوا أساسه وخرّبوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه، وكم من لواءٍ له مرفوعٍ قد وضعوه، وكم ضربوا بمعاول الشُّبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عَمُّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبليّة، ولا يزال يطرقه من شبههم سَرِيَّةٌ بعد سريّة، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:12]، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون} [الصف:8]" (4).





2-على المسلم أن يعتصم بالله تعالى، ويستقم على شرعه، ويعمل بطاعته مع المؤمنين، وأن يثبت على ذلك، حتى يسلم من النفاق وأخلاق المنافقين.




 
نسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه....ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
================
بارك الله بك أختي الكريمة...في ميزان حسناتك إن شاء الله
 
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة زولا على هذا الموضوع الهادف وعلى هذا التوضيح الجيد ..
جعل الله ما تبذلين من وقت وجهد في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
أعاذنا الله وإياكِ من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ..

تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
نسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه....ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
================
بارك الله بك أختي الكريمة...في ميزان حسناتك إن شاء الله

امين يارب
وفيك بارك الله اختى عطر سعدت جدا بمرورك
وفقك الله.
 
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة زولا على هذا الموضوع الهادف وعلى هذا التوضيح الجيد ..
جعل الله ما تبذلين من وقت وجهد في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
أعاذنا الله وإياكِ من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
جزاكم الله كل خير استادنا الفاضل ابو قصى على مروركم الطيب ومتابعتكم المستمرة
وتشجيعكم الدائم
امين يارب
تحياتى الخالصة.​
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا أختنا الفاضلة على الموضوع القيم و المفيد
في ميزان حسناتكم إن شاء الله

بعد إذنك هذه الإضافة

النفاق : تعريفه - أنواعه

تعريفه : النفاق لغة - مصدر : نافق - يقال : نافق ينافق نفاقا ومنافقة ، وهو مأخوذ من النافقاء : أحد مخارج اليربوع من جحره ، فإنه إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه - وقيل هو من النفق ، وهو السرب الذي يستتر فيه.
أما النفاق في الشرع فمعناه إظهار الإسلام وإبطال الكفر والشر . سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ، ويخرج منه من باب آخر . وعلى ذلك نبه اللّه تعالى بقوله : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ التوبة : 67 ] ، أي الخارجون من الشرع . وجعل اللّه المنافقين شرا من الكافرين فقال : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } [ النساء : 145 ] ، وقال تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء : 142 ] ، { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } [ البقرة : 9 - 10 ] .

أنواع النفاق: النفاق نوعان:

النوع الأول : النفاق الاعتقادي ، وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر - وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار - وقد وصف اللّه أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان ، والاستهزاء بالدين وأهله ، والسخرية منهم ، والميل بالكلية إلى أعداء الدين لمشاركتهم في عداوة الإسلام - وهؤلاء موجودون في كل زمان . ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولا يستطيعون مقاومته في الظاهر ، فإنهم يظهرون الدخول فيه لأجل الكيد له ولأهله في الباطن . ولأجل أن يعيشوا مع المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم . فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به . لا يؤمن باللّه . وأن اللّه تكلم بكلام أنزله على بشر ، جعله رسولا للناس ، يهديهم بإذنه ، وينذرهم بأسه ، ويخوفهم عقابه . وقد هتك اللّه أستار هؤلاء المنافقين ، وكشف أسرارهم في القرآن الكريم ، وجلَّى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر . وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول البقرة . المؤمنين والكفار والمنافقين . فذكر في المؤمنين أربع آيات . وفي الكفار آيتين. وفي المنافقين ثلاث عشرة آية . لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنمَهم على الإسلام وأهله . فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة . يخرجون عداوته في كل قالب ، يظن الجاهل أنه علم وإصلاح ، وهو غاية الجهل والإفساد.

وهذا النفاق ستة أنواع :

1 -تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2 - تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
3 - بغض الرسول صلى الله عليه وسلم .
4 - بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
5 - المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم .
6 - الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم .

النوع الثاني : النفاق العملي - وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب ، وهذا لا يخرج من الملة - لكنه وسيلة إلى ذلك . وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر صار بسببه منافقا خالصاَ ، والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا . ومن كانت فيه خصله منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها . إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر »
فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر ، وخلصت فيه نعوت المنافقين . ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق - فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفر ونفاق . ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك ، ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد ، فإنه من صفات المنافقين - فالنفاق شر وخطير جدا ، وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه . قال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه .

الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر :

1 -أن النفاق الأكبر يخرج من الملة ، والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة .
2 - أن النفاق الأكبر اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد . والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .
3 - أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن ، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن .
4 - أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ، ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم . بخلاف النفاق الأصغر ، فإن صاحبه قد يتوب إلى اللّه فيتوب اللّه عليه . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وكثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب الله عليه . وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه . والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قال الصحابة : « يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به فقال ذلك صريح الإيمان » وفي رواية : « ما يتعاظم أن يتكلم به . قال : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » - أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة ، ودفعه عن القلب ، وهو من صريح الإيمان - انتهى.
وأما أهل النفاق الأكبر ، فقال اللّه فيهم : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } [ البقرة : 18 ] . أي في الإسلام في الباطن . وقال تعالى فيهم : { أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ } [ التوبة : 126 ] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وقد اختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر ، لكون ذلك لا يُعْلم ، إذ هم دائما يظهرون الإسلام ).

من كتاب التوحيد.
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
الطبعة : الرابعة
1423هـ
 
بارك الله فيك أختي زولا على هذا الموضوع الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
 
أحسنت اختي على موضوعك وتنسيقك واختصار الموضوع جهد مبارك .

قال الحسن رحمه الله تعالى : الناس ثلاثة: مؤمن، وكافر، ومنافق: فأما المؤمن فقد ألجمه الخوف وقومه ذكر العرض. وأما الكافر فقد قمعه السيف، وشرده الخوف، وأذعن بالجزية، وأسمح بالضريبة. وأما المنافق ففي الحجرات والطرقات، ويسرون غير ما يعملون، ويضمرون غير ما يظهرون .
 
عودة
أعلى