عطر الليل
New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
كنا قد تحدثنا سابقاً عن :
الحجاب الأول ::: العقيدة الفاسدة ، سوء الظن بالله
الحجاب الثاني ::: حجـاب الشرك
الحجابٌ الثالث ::: حجاب البِدَعِ القولية
الحجاب الرابع ::: حجاب البدع العملية
ووصلنا في حديثنا إلــــــــــــــــــــــــى :
الحجاب الخامس ::: حجاب أهل الكبائر الباطنة ؛؛؛؛؛؛ لديهم كبر
هـناك كبائر باطنة غير ظاهرة ، الشعور أنك وحدك المُهْتَدي ، وأن الله لك وحدك ، وأن الجنّة لك وحدك ، وأن كل هؤلاء الناس الذين ليسوا عـلى شاكلتك ، ضالون ، ضائعون ، مصيرهم إلى النار ، هذه أكبر بدعة باطنة ،،،،،،،،،،
من الكبائر الباطنة : أن تتوهم أنك وحدك الناجي ، وأن تسيء الظن بالناس ،
وأن تقول : هلك الناس ، ومن قال : هلك الناس فهو أهلكهم ،،،، أيْ هو أشدهم هلاكاً ، أو هو الذي أهلكهم وهم ليسوا كذلك ، فهو أهلكَهم ، أو أهلكُهم .
أهل الكبائر الباطنة ؛؛؛؛؛؛ لديهم كبر؛؛؛؛؛ وحتى هم في طاعة الله متكَبِّرون؛؛؛؛؛
حـتى قال الإمام ابن عطاء الله السكندري
: "رب معصية أورثت ذلاً وانكساراً خيرٌ من طاعةٍ أورثت عزاً واستكباراً "
دخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) رجل أصابته رعدة من شدة هيبة النبي (صلى الله عليه وسلم) ،
فقال له النبي:
" هون عليك إنما أنا ابن امرأةٍ من قريش" ؛؛؛؛ ولم يقل له : أنا هاشمي ، من بني عدنان ، جدي قصي ، قال له : " إنما أنا ابن امرأةٍ من قريش كانت تأكل القديد بمكة " .
) من الدر المنثور : عن " جرير " (
هذا حجاب أهل الكبائر الباطنة :: فيه كبر... و الكبر على الآخرين *** فيه عُجب ... أي يتيه بنفسه *** فيه رياء *** فيه حسد *** فيه فخر *** و خُيَلاء *** و اعتزاز بقيم جاهلية : أنا ابن فلان .
هذه كبائر باطنة تحجب عن الله عز وجل ، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ مِن كبر .
فالكبر يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل .
الحجاب السادس ::: حجاب أهل الكبائر الظاهرة ؛؛؛؛؛ أيْ له مخالفات
لكن العجيب أن حجاب أهل الكبائر الظاهرة رقيق ، وحجاب أهل الكبائر الباطنة ثخين ، أيهما أهون ؟؟؟؟؟ الكبائر الظاهرة أهون ، معصية واضحة ،،،، يتوب منها الإنسان ،
أما الكبر ؛؛؛ جبلّة في النفس ، شعور مستمر ؛؛؛ أخطر ذنب هو الذنب الذي لا تعرفه ذنباً ، أخطر مرض هو المرض الذي ليس له أعراض ، أخطر ذنب ، هو الذنب الذي لا تشعر به ، يتسلل خفية ؛؛؛؛؛؛ لــــــــــــذلـــــــــــــــك
الكبائر الباطنة::: قلّما يتوبُ صاحبها ، لأنه يتوهّم أنه على حق ، أمـــــــا
الكبائر الظاهرة ::: سُرعان ما يتوب صاحبها ،،،، ربما بتنبيه ممن حوله عن أخطائه
قيل : أهل الكبائر الظاهرةأدنى إلى السلامةمِن أهل الكبائر الباطنة وقلوب أهل الكبائر الظاهرةخيرٌ مِن قلوب أهل الكبائر الباطنة.
الحجاب السابع :::: حجاب أهل الصغائر:
يقول عليه الصلاة والسلام :
" إن الـشيطان يئس أن يعبد في أرضـكم ولكن رضي فيما دون ذلك ، مما تحقرون من أعمالكم ".
*))يصـافح امرأة ، ويقول : هل ستأكلني ؟؟؟؟؟؟
**)) سألت أخت من أمريكا شيخاً من شيوخنا الأفاضل : لماذا المصافحة حرام ؟
قالت : نحن نُحْرَج كثيراً في أعمالنا ، قضية عدم المصافحة مشكلة كبيرة في حياتنا ، فلماذا هي حرام ؟ وماذا ينتج لو أننا صافحنا ؟
فأجابها الشيخ جواباً دعوياً لا جواباً شرعياً ،حيث قال لها ::::
(((( فيما أعلم أن الملكة " أليزابث " لا يمكن أن يصافحها إلا سبعة رجال لنص القانون البريطاني ، لأنها ملكة ، ولعلو مقامها ، لا يمكن أن يصافحها كل الرجال ، بـل سبعة رجال محدودون ، بحسب النظام والقانون البريطاني ، والمرأة المسلمة ملكة ، لا يمكن أن يصافحها إلا سبعة رجال بحسب القانون القرآني " )))) .
***)) لعبنا لعبة نرد ... ماذا حدث ؟؟؟؟ مللنا ؛؛؛فلعبنا ؛؛؛
يرونها ذنوباً صغيرة فهم مقيمون عليها ، فالناس مثلاً يظنون أن اللعب بالنرد صغيرة
قال عليه الصلاة والسلام :
" من لعب النرد ، فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه " .
) من مختصر تفسير ابن كثير " أبي موسى الأشعري " (
أن تملأ عينيك من الحرام ، وأن تظن هذا من الصغائر ، أن تكذب كي تُضْحِك الناس وتظن أن هذا من الصغائر، أن تقلِّد إنساناً في مشيته وفي حركته ، أن تقلِّد امرأةٌ امرأةً ......................................هذا كله يحجب عن الله
****) أم المؤمنين السيدة عائشة وصفت إحدى زوجات النبي بأنها قصيرة ؛؛؛
فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) " يا عائشة لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته " .
إذاً الصغائر حجاب أيضاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام :
" لاَ صَغِيَرَةَ مَعَ الإِصْرَارِ ، وَلاَ كَبِيرَةَ مَعَ الاسْتِغْفَارِ "
(من زيادة الجامع الصغير : عن " أنس " )
فأوضح مثل للصغيرة : أنت راكب سيارة ، والطريق عريض جداً ، عرضه ستين متراً،عن يمينه وادٍ سحيق ، وعن يساره وادٍ سحيق ، فإذا أنت ركبت مركبة ، وثبَّت المقود بانحراف قدره ميلي واحد ، ففي النهاية على الوادي ، الميلي صغيرة ، ولكن لو ثبتها...فإلى الوادي ، أما الكبيرة تسعين درجة فجأةً ،،،، فأنت إلى الوادي مباشرة ؛؛؛؛؛؛؛ إلا إذا
لويت المقود تسعين درجة ، ثم انتبهت ، فأرجعته فقد أدركت نفسك وأنقذتها من الخطر
الحجاب الثامن: .. حجاب أهل التوسع في المُباحات :
عندما يئس الشيطان من هذا الإنسان أن يحمله على الكفر ؛؛؛ وجد عنده إيماناً بالله قوياً ، ويئس أن يحمله على الشرك؛؛؛ورأى أن توحيده قوي ، ويئس أن يحمله على الكبائر؛؛؛وجد عنده استقامة ، ويئس أن يحمله على الصغائر؛؛؛ وجد عنده ورعاً ، ويئس مِنه أن يبتدع ؛؛؛ رآه من أهل السُنّة ، فلما يئس و يئس و يئس بقي عنده ورقةٌ رابحة هي : المباحات .
- إنسان ثري جداً ، يملك قصر عظيم ، لون القصر أبيض ، على النمط الصيني .... توفي في الثانية والأربعين من عمره ، وكـان طويل القامة ، والقبر كان قصيراً لحكمةٍ أرادها الله ، فلما وضع في القبر ، لم يسعه القبر ، فجاء الحفار ودفعه من صدره ، فانثنى وتقوس!!! صاحب هذا القصر ينام هذه النومة في القبر!!!
هذه حكمة مِن حِكَم الله عز وجل .
فالمباحات صار الناس الآن يتوسعون بها كثيراً ،،،، وهذا التوسع يلهي الانسان ،،،، فيحجبه عن الله
الحجاب التاسع : حجاب أهل الغفلة عن استحضار ما خلقوا له :::
أي ::::::::::::::: غفلوا عن سر وجودهم وغاية وجودهم
فأنت لماذا خلقت في الدنيا ؟؟؟ خلقت لمعرفة الله ، وأنت مخلوق للعمل الصالح ،،،،
غفل عن هذه الحقيقة ؛؛؛؛ هذا حجاب أهل الغفلة .
آخر حجاب : حجاب المجتهدين الذين غفلوا عن مقاصد الدين الكبرى .
إنسان توهم أنالدين كله بهذا الشيء ، فاهتم بهذا الشيء ، وبالغ به ، ونسي بقية فروع الدين فقد تجد إنساناً يرى أن الدين فقط فقه ، لـكن الدين عقيدة أيضاً، والدين استقامة ، والدين عمل صالح ، والدين صلة بالله . فهو عنده أن الدين فقه فقط ، لا يعرف بالدين إلا الفقه ،
وإنسان آخر لا يعرف من الدين إلا التجويد ، والتجويد ضروري وحق ، ولكنه جزء من الدين ، وما هو الدين كله .
إنسان آخر لا يفهم من الدين إلا الرَد على أهل الكفر ،،،
مثلاً:: مفكر إسلامي؛؛؛ ولكنه لا يصلي ... فهم الدين فهماً مشوّهاً ، فأخذ جانباً منه وغفل عن بقية الأشياء ، هذا أيضاً محجوب .
هذه عشرة حُجُب : العقيدة الزائغة ؛؛؛ وحجاب الشرك الخفي؛؛؛ وحجاب البِدَع القولية ؛؛؛ وحجاب البدع العملية ؛؛؛ وحجاب أهل الكبائر الباطنة ؛؛؛ وحجاب أهل الكبائر الظاهرة ؛؛؛ وحجاب أهل الصغائر ؛؛؛ وحجاب أهل التوسُّع في المُباحات ؛؛؛ وحجاب أهل الغَفْلَة ؛؛؛ وحجاب المجتهدين الذين غفلوا عن مقاصد الدين الكبرى….
==================
هذه عشرة حجب تحجب عن الله عز وجل ، والسعادة كل السعادة ، والسلامة كل السلامة ، والأمن كل الأمن ، والفلاح كل الفلاح، والنجاح كل النجاح ، والرضا كل الرضا في طاعة الله ، والقرب منه ، والهلاك والشقاء بالبُعد عنه ، ومخالفة أمره .
فكل شيء يقرّبك مِن الله ينبغي أن تعتني به ، وكل شيء يبعدك عن الله ينبغي أن تبتعد عنه
والحمد لله رب العالمين