حديث ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء

حديث ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى-: ولهما عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
H2gaFq0CTGe.www.arabsbook.com.gif
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
H1gUMQgVxaI.www.arabsbook.com.gif





الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه.
يقول: ولهما -للبخاري ومسلم- عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
H2gaFq0CTGe.www.arabsbook.com.gif
ما تركت بعدي فتنة أضر
H1gUMQgVxaI.www.arabsbook.com.gif
أو هي أضر
H2gaFq0CTGe.www.arabsbook.com.gif
على الرجال من النساء
H1gUMQgVxaI.www.arabsbook.com.gif
في هذا دلالة على أن أعظم فتنة يبتلى بها الرجال هي فتنة النساء، يعني أنها أعظم فتنة من الفتن التي يبتلى بها الناس من بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفتنة النساء تتعلق بالرجال، ولهذا قال: أضر على الرجال من النساء، فالرجال مبتلون إذن بالنساء، وذلك لما جعله فيهم من محبة متعة النساء والمتعة بالنساء.

يشهد لهذا الحديث قوله -سبحانه وتعالى-:
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
فذكر هذه المحبوبات المزينة للنفوس، وصدَّرها بالنساء
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
قدمها على شهوة البنين، وشهوة الذهب والفضة والقناطير المقنطرة، والمتع الأخرى من الأنعام والحرث، والمظاهر والأبهة، وإنما يكون ضرر هذه الفتنة لمن انساق مع هواه وطبعه.

النساء هن شقائق الرجال، وهن مخلوقات لحكمة -كما أخبر الله- السكن
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
ومنذ خلق الله آدم خلق زوجه، النفس الأولى
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
فالمرأة سكن للرجل، المرأة جعلها الله سكنا، وذلك بما شرع، وإنما تكون المرأة سكنا للرجل بما شرع من النكاح، لكن إنما يأتي الضرر للرجال من النساء من أحد طريقين، أعظمهما طلب المتعة بهن على غير الوجه المشروع، طلب المتعة بالنساء يعني بما حرم الله من الزنا بدرجاته، الزنا الفاحشة الكبرى، وكذلك دواعيها من النظر واللمس والمشي كما في الحديث، العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، فيأتي الضرر منها.

وهذا هو أعظم الطريقين لحصول الضرر للرجال من النساء كما يشهد به الواقع، وهذا الطريق هو الذي يستغله الكفار والمنافقون والشهوانيون، يستغلون المرأة بترويج فتنتها، وتنويع التمتع بها، وتنويع طرق التمتع بها بارتكاب الفاحشة الكبرى، الزنا، وبالوسائل المقربة إليه.


هذه الطرق المقربة من الفاحشة، المؤدية إلى الفاحشة، فاحشة الزنا
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
هذه الطرق منها تبرج النساء، وهذا إنما تفعله الجاهلات والفاسقات، تبرج النساء من أعظم المغريات بفتنة النساء، وكذلك الخلوة بالمرأة الأجنبية، وكذلك السفر بها.

ولهذا جاءت الشريعة بسد هذه الأمور، فنهت عن التبرج، ونهت عن الخلوة، وعن سفر المرأة بلا محرم، وقد استُغِلت في كل زمان المرأة لاصطياد الرجال، ولهذا جاء في الأثر: إن النساء حبائل الشيطان يصطاد بها الرجال، لأن الرجل أضعف ما يكون أمام المرأة إذا انساق مع هواه ومع شهوته، ولهذا يقول -سبحانه وتعالى- بعدما ذكر المحرمات قال:
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
قال -سبحانه وتعالى-:
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif

وقد يقع الرجل في فتنة المرأة من جهة حبها وإن كانت زوجة، فإنه قد يحمله حبه لها على أن يطيعها في معصية الله، وينقاد لمراداتها، فيحصل له الضرر بسبب ذلك بسبب هواه وشهوته.
والأمر الآخر الذي ينال الرجال الضرر من هذه الفتنة -فتنة النساء- هو ظلم الرجال للنساء، لأن المرأة هي ضعيفة، يعني مع عظم فتنتها فهي ضعيفة، مع عظم فتنتها وعظم كيدها كما قال الله
B2tokdfMykGm.www.arabsbook.com.gif
إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
B1MatVvVEt.www.arabsbook.com.gif
فمع ذلك هي ضعيفة، كثيرا ما تتعرض المرأة من ظلم الرجال لها، من الأزواج أو الأولياء، فالرجال إذًا مبتلون بالنساء من جهة ضعفهن، ومن جهة محبتهن والرغبة في المتعة بهن كما تقدم.

فهذه فتنة النساء، وهذا هو طريق التضرر، يعني تعرض الرجال للمضرة بهذه الفتنة، والواقع شاهد ومصدق لما أخبر به -صلى الله عليه وسلم-، وفي إخباره -صلى الله عليه وسلم- بذلك تحذير من الوقوع في شباك هذه الفتنة، تحذير للرجال من الوقوع في شباك فتنة النساء، تحذير من التعرض للتضرر بهذه الفتنة، فيه تحذير للرجال
H2gaFq0CTGe.www.arabsbook.com.gif
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
H1gUMQgVxaI.www.arabsbook.com.gif
يعني فاحذروا من فتنة النساء، قوا أنفسكم هذا الضرر بتجنب أسباب الضرر، فالضرر ليس من ذات المرأة، إنما هو من جهة عمل الرجل، وتعامله مع المرأة، مع النساء، إنما ينال الرجال الضرر بتعاملهم، بفعلهم، والعصمة المنجية من كل ذلك هي تقوى الله -سبحانه وتعالى-، فمن اتقى الله وقاه من شرور هذه الفتن، نعم.



من موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية

 
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ..
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
ننتظر منك المزيد من المواضيع القيمة والمتميزة ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مشكور أخي الكريم على الموضوع الممتاز
بارك الله لك أخي في علمك
و نفع بك الإسلام و المسلمين

إسمحلي أخونا الفاضل بهذه الإضافة
من كتاب شرح رياض الصالحين
باب التوبة
للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

------------------------------
وقد بين الله تعالى في كتابه أنه - سبحانه- يحب التوابين ويحب المتطهرين ، التوابون : الذين يكثرون التوبة إلي الله- عز وجل -؛ كلما أذنبوا ذنباً تابوا إلى الله.

ثم ذكر المؤلف من الآيات قول الله تعالى: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)(النور: من الآية31) هذه الجملة ختم الله بها آيتي وجوب غض البصر، وهي قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) إلى قوله ( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: الآية 30/31).

ففي هذه الآية دليل على وجوب التوبة من عدم غض البصر وحفظ الفرج؛ لأن غض البصر يعني: قصره وعدم إطلاقه، ولأن ترك غض البصر وحفظ الفرج؛ كل ذلك من أسباب الهلاك وأسباب الشقاء، وأسباب البلاء. و قد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء)) أخرجه البخاري و مسلم، (( وأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) أخرجه مسلم.

ولهذا كان أعداؤنا- أعداء الإسلام- بل أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى والمشركين والشيوعيين وأشباههم وأذنابهم وأتباعهم كل هؤلاء - يحرصون غاية الحرص على أن يفتنوا المسلمين بالنساء، يدعون إلي التبرج، يدعون إلى اختلاط المرأة بالرجل، يدعون إلى التفسخ في الأخلاق، يدعون إلى ذلك بألسنتهم ، وأقلامهم، وأعمالهم، - والعياذ بالله؛ لأنهم يعلمون أن الفتنة العظيمة التي ينسى بها الإنسان ربه ودينه إنما تكون في النساء.
------------------------------

في ميزان حسناتك إن شاء الله
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ..
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
ننتظر منك المزيد من المواضيع القيمة والمتميزة ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..

تشرفت بزيارتك اخي أبوقصي
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ..
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
ننتظر منك المزيد من المواضيع القيمة والمتميزة ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..


جعلنا الله سبحانه واياكم من الصالحين
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

مشكور أخي الكريم على الموضوع الممتاز
بارك الله لك أخي في علمك
و نفع بك الإسلام و المسلمين

إسمحلي أخونا الفاضل بهذه الإضافة
من كتاب شرح رياض الصالحين
باب التوبة
للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

------------------------------
وقد بين الله تعالى في كتابه أنه - سبحانه- يحب التوابين ويحب المتطهرين ، التوابون : الذين يكثرون التوبة إلي الله- عز وجل -؛ كلما أذنبوا ذنباً تابوا إلى الله.

ثم ذكر المؤلف من الآيات قول الله تعالى: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)(النور: من الآية31) هذه الجملة ختم الله بها آيتي وجوب غض البصر، وهي قوله: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) إلى قوله ( أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: الآية 30/31).

ففي هذه الآية دليل على وجوب التوبة من عدم غض البصر وحفظ الفرج؛ لأن غض البصر يعني: قصره وعدم إطلاقه، ولأن ترك غض البصر وحفظ الفرج؛ كل ذلك من أسباب الهلاك وأسباب الشقاء، وأسباب البلاء. و قد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء)) أخرجه البخاري و مسلم، (( وأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) أخرجه مسلم.

ولهذا كان أعداؤنا- أعداء الإسلام- بل أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى والمشركين والشيوعيين وأشباههم وأذنابهم وأتباعهم كل هؤلاء - يحرصون غاية الحرص على أن يفتنوا المسلمين بالنساء، يدعون إلي التبرج، يدعون إلى اختلاط المرأة بالرجل، يدعون إلى التفسخ في الأخلاق، يدعون إلى ذلك بألسنتهم ، وأقلامهم، وأعمالهم، - والعياذ بالله؛ لأنهم يعلمون أن الفتنة العظيمة التي ينسى بها الإنسان ربه ودينه إنما تكون في النساء.
------------------------------


في ميزان حسناتك إن شاء الله



تقبل المولى عز وجل منا ومنكم صالح الأعمال
 
عودة
أعلى