فن معالجة الأخطاء

f.reda

مشـرف بكليـة العلـوم فارس المنتدى
طاقم الإدارة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

إسمحوا لي بهذه الكلمات الموجزة التي أريد من خلالها أن أذكر نفسي و إخوتي و أخواتي حسن معاملة الناس.

قال الله تعالى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) [34-35 فصلت]

بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك الكبر، وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح.

و سلامة القلب للإخوان، والنصحية لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: (إِلّا مَن أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ).

و حمل كلام الإخوان على أحسن الوجوه أيضا من الأمورالمعينة على فن التعامل مع الناس.

إذا حدث بينك وبين أخيك ما تكره ، تريد أن تعالج هذا الخطأ ؛ فماذا تصنع ؟

هل سبق لك أخي الكريم أختي الكريمة أن وقعتم في هذا الموقف و حدث لكم نوع من الحيرة في كيفية معالجة هذه الأخطاء.

لا تقلقوا سأدلكم بعون الله على الطرق التي إذا اتبعتموها تجاوزتم هذه العقبات ، فأحسنوا النية والعزم.


1-اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً.
تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب ، فحاول أن تتجنبه.
يقول أنس - رضي الله عنه - : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ، فما قال لي : أفٍ ، ولا لم صنعت ، ولا أَلا صنعت " متفق عليه.

2-أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ.
المخطئ ـ أحيانا ـ لا يشعر بأنَّه مخطئ ، فغالباً لا أحد يحب الخطأ ، ولا يحب أن يخطئ ، ومن كان هذا وصفه فمن العسير أن توجه له لوما مباشراً وعتاباً قاسياً ، وهو يرى أنَّه مصيب.
فلابد أن يشعر أنَّه أخطأ حتى يبحث عن الصواب ، فينبغي أن تتوخى ـ بدايةً ـ أن تزيل عنه الغشاوة ليبصر الخطأ .

3-اختيار العبارات اللطيفة في إصلاح الأخطاء.
إذا كنا ندرك أنَّ من البيان لسحراً ، فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء ؟!
فمثلاً : حينما يخطئ إنسان فقل له : لو فعلت كذا ، أو ما رأيك أن تفعل كذا ؟ أو اقترح عليك هذا الفعل ، أو أرأيت هذه الوجهة لو توليت إليها .. وغير ذلك من العبارات اللطيفة التي لا تعرف خشونة عبارات التعنيف.
لاشك أن البون شاسع بين اللطف والخشونة ، بين الرقة والعنف ، فلماذا لا ترق وتلطف بإخوانك ؟!

4-ترك الجدال أكثر إقناعاً من الجدال.
تجنب الجدال في معالجة الأخطاء ، فهذه الطريقة أكثر وأعمق أثراً من استخدامك الجدال نفسه ، وتذكر أنَّك عندما تنتصر في الجدال على خصمك المخطئ فإنَّك تجبره للإذعان لك ، وفي غالب الأمر يحز ذلك في نفسه ، ويحقد عليك ويحسدك ، فحاول أن تتجنب ذلك من البداية ، والنصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا في موضع الذم غالباً ، والمحمود منه ما كان عن محاورة هادئة مع طالبٍ للحق بصورة حسنة جميلة ، قال تعالى : " وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [النحل/ 125] .
تذكروا أنَّ المخطئ يربط الخطأ بكرامته ، فيدافع عنه كمن يدافع عن شرفه وكرامته ، فإذا تركنا له مخرجاً سهلاً ، وجعلنا له فرصة للعودة ما تغلقت عليه الأبواب .

5-ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل.
حاول أن تعرف كيف يفكر الآخرون ، من أي قاعدة ينطلقون ؟ فحينئذٍ تكون قد عثرت على نصف الحل ، ضع نفسك موضع المخطئ ، حاول أن تفكر من وجهة نظره هو ، فكر في الخيارات الممكنة التي تتقبلها واختر له ما يناسبه .
وهذه الطريقة المثلى في الاعتذار عن الآخرين ، وبها يسلم صدرك. وهي أمارة على حسن الظن فتأمل !!

6-ما كان الرفق في شئ إلا زانه.
فالله رفيق يحب الرفق ، وما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فظاً ، ولا غليظاً ، ولا معنتاً ، ولا متعنتا بل كان ـ بأبي هو وأمي ـ معلماً ميسراً.
والله ـ جلا وعلا ـ لا يضع رحمته إلا على رحيم ، والمؤمن هين لين ؛ لذلك قال - صلى الله عليه وسلم -للأشج بن قيس : " إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة " أخرجه مسلم.

7-دع الآخرين يتوصلون لفكرتك.
عندما يخطئ إنسان فقد يكون المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل.
من الشواهد في هذا الصدد ما ذكره الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ من قصة الشيخ / عبد الرحمن البكري حينما ذهب إلى الهند فوجد أحد علمائها يلعن الشيخ / محمد بن عبد الوهاب في نهاية كل درس ، فقام الشيخ البكري ونزع غلاف كتاب التوحيد ، ودعا الشيخ لمنزله ثم استأذنه ليأتي بالطعام ، وكان الكتاب قريباً من الشيخ الهندي فأخذ يتصفحه ، وأعجب به حتى عندما عاد إليه الشيخ البكري وجده يهز رأسه متعجبا ويقول : لمن هذا الكتاب ؟! ، هذه التراجم وعناوين الفصول شبه تراجم البخاري ، هذا ـ والله ـ نفسه البخاري.
قال الشيخ البكري ـ فقلت : ألا تذهب للشيخ الغزوى نسأله ، وكان صاحب مكتبة فأخبرهم أنَّه للشيخ محمد بن عبد الوهاب . فصاح العالم الهندي بصوت عال : الكافر.
فسكتنا وسكت قليلا ، ثم هدأ غضبه واسترجع ، ثم كان بعد ذلك يدعو تلاميذه للدعاء للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ، و تفرق تلاميذه في البلاد وهم على عادة شيخهم في الدعاء للشيخ.
الإنسان منا إذا اكتشف الخطأ ، ولاح له الحل والصواب فلا شك أن يكون أكثر حماسا لأنَّه يحس أن الفكرة فكرته.

8-عندما تنقد اذكر جوانب الصواب.
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب وتصحيحك للخطأ أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم .
عندما يعمل إنسان عملاً فيحقق فيه نسبة نجاح 20 % فأثنِ عليه بهذا الصواب ، ثمَّ اطلب منه تصحيح الخطأ ومجاوزة هذه النسبة .

9-لا تفتش عن الأخطاء.
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ، ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها ، لأنَّك بذلك تفسد القلوب ، وقد نهي الشارع عن تتبع العورات .
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " [الحجرات / 12].

10-استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت.
إذا بلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه ، واستفسر عنه مع إحسان الظن به ، فأنت بذلك تشعره بالاحترام والتقدير ، كما يحس هو - في الوقت ذاته - بالخجل والحياء أن حدث مثل هذا الخطأ منه.
يمكنك في هذه الأحوال أن تقول مثلاً : زعموا أنَّك فعلت كذا ، ولا أظنه يصدر من مثلك.

11-اجعل الخطأ هينا ويسيرا وابن الثقة في النفس لإصلاحه.
ابنك ـ مثلاً ـ رسب في الجامعة في مادة من المواد تقول له : الحمد لله ، ولكن لن أتنازل عن تقدير العام القادم.
وهذا سيشعر الولد بمدى الخطأ الذي وقع فيه ، وسيتشجع لاستدراك ما فاته ويثق في نفسه ويسعى للإصلاح.

12-تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم.
هذه غريزة بشرية ، فالإنسان عبارة عن جسد وروح ، تلك الروح مليئة بالعواطف الجياشة فله كرامة وكبرياء ، لا يحب أن يهان أو تجرح مشاعره حتى لو كان أتقى الناس.
فلاحظ هذا في تعاملاتك ومحاولاتك لتصحيح الأخطاء ، واجعل من ذلك عذرًا للناس إن هم أعرضوا ولم يستجيبوا .


فهذه إثنتا عشرة قاعدة في معالجة الأخطاء ، فحاول من الآن أن تعتادها ، وأن تجربها في تعاملاتك مع الآخرين ، فإنك واجدٌ خيراً كثيراً بإذن الله ، وهذا ليس محض دعوى ، بل عن تجارب عديدة ، فالزمها فإنَّ ثمَّ سلامة الصدر وراحة البال .. فتدبر .


من كتاب
آداب العشرة و ذكر الصحبة و الأخوة
و كتاب
الأخوة أيها...الإخوة


 
موضوع جميل جدا اخى رضا حاولت فيه عرض الطرق المثلى لمعالجة الاخطاء بطريقه لطيفه ورقيقه ومهذبه ... ولكن اعتقد انه القله القليله من البشر هم التابعيين لهذا الاسلوب ... فكما ذكرت ان الناس تفكر بعواطفها وليس بعقلها فمن الصعب ان يسامح الشخص شخصا اخر اخطأ فى حقه وكذلك فمن اخطأ لايريد ان يعترف بخطأه ... فلماذا لانكون مسامحين ونكون متفهمين للامور ولماذا لانعترف باخطائنا ونستفيد منها فهذا شئ لا يقلل منا بل بالعكس هذا شئ يكبرنا فى نظر الاخرين وقبل كل ذلك فى نظر انفسنا ... ولكن اظن ان هذه الطرق المثلى اذا اتبعها كل شخص فعلى الاقل نستطيع ان نتعامل مع بعض بطريقه صحيحه وراقيه ويستطيع كل منا ان يطرح اراءه ويكون هناك جدال يسوده الهدوء والتركيز والاهتمام بعيدا عن التوتر والتشويش والاهمال الذى يؤدى الى اثارة الاخطاء والشد والجذب بين جميع الاطراف
 
جميل جدا هذا الموضوع اخي رضا احييك عليه
بارك الله فيك وعليك وموفق دائما في اختيارك اخي
ولا يفوتني في هذا المقام ان اذكر موقف للامام الشافعي رحمه الله
عندما دخل الربيع بن سليمان علي استاذه الامام الشافعي في مرض موته
فقال الربيع : قوى الله ضعفك يا امام " يريد ان يدعو له بالشفاء"
قال الشافعي : لو قوى الله ضعفي لقتلني
قال الربيع: والله ما قصدت هذا يا إمام
قال الشافعي : والله لو شتمتني صراحا لعلمت انك لا تقصد
رحمة الله علي الامام الشافعي وعلي سلفنا الصالح اجمعين
وجزاكم الله كل خير


 
جميل جدا ... موضوع قيم و هادف
أحسنت الاختيار أخانا الفاضل
بوركت وجزاك الله خيرا
 
موضوع مهم بالفعل نحتاجه جميعا للمحافظة على علاقتنا بالآخرين وفي نفس الوقت نوجههم لأخطائهم دون أن نخسرهم بسبب غضبهم من النقد
وسعة الصدر والتسامح من أقصر الطرق للمعالجة، بل لتفادي الأخطاء
بارك الله فيكم.
لكم منى هدا الكتاب
عن الاساليب النبوية فى معالجة الاخطاء
 

المرفقات

  • ar_the_prophet_methods_for_correcting_People_mistakes.doc
    340.5 KB · المشاهدات: 4
بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك الكبر، وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح.
و سلامة القلب للإخوان، والنصحية لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: (إِلّا مَن أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ).
و حمل كلام الإخوان على أحسن الوجوه أيضا من الأمورالمعينة على فن التعامل مع الناس.
إذا حدث بينك وبين أخيك ما تكره ، تريد أن تعالج هذا الخطأ ؛ فماذا تصنع ؟
هل سبق لك أخي الكريم أختي الكريمة أن وقعتم في هذا الموقف و حدث لكم نوع من الحيرة في كيفية معالجة هذه الأخطاء.
لا تقلقوا سأدلكم بعون الله على الطرق التي إذا اتبعتموها تجاوزتم هذه العقبات ، فأحسنوا النية والعزم.
ما شاء الله .. ما شاء الله .. جميل جداً هذا الكلام ..
جزاك الله خيراً أخي الحبيب رضا على هذا الموضوع القيم ..
نصائح غالية ونفيسة جداً لمن يعيها ويحسن العمل بها ..
أحييك أخي رضا على حسن اختيارك لمواضيعك فبارك الله فيك ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري +3

 
موضوع جميل جدا اخى رضا حاولت فيه عرض الطرق المثلى لمعالجة الاخطاء بطريقه لطيفه ورقيقه ومهذبه ... ولكن اعتقد انه القله القليله من البشر هم التابعيين لهذا الاسلوب ... فكما ذكرت ان الناس تفكر بعواطفها وليس بعقلها فمن الصعب ان يسامح الشخص شخصا اخر اخطأ فى حقه وكذلك فمن اخطأ لايريد ان يعترف بخطأه ... فلماذا لانكون مسامحين ونكون متفهمين للامور ولماذا لانعترف باخطائنا ونستفيد منها فهذا شئ لا يقلل منا بل بالعكس هذا شئ يكبرنا فى نظر الاخرين وقبل كل ذلك فى نظر انفسنا ... ولكن اظن ان هذه الطرق المثلى اذا اتبعها كل شخص فعلى الاقل نستطيع ان نتعامل مع بعض بطريقه صحيحه وراقيه ويستطيع كل منا ان يطرح اراءه ويكون هناك جدال يسوده الهدوء والتركيز والاهتمام بعيدا عن التوتر والتشويش والاهمال الذى يؤدى الى اثارة الاخطاء والشد والجذب بين جميع الاطراف

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا لك أختي الكريمة yoia على كلماتك المشجعة.
كما أود أن أشكرك على المداخلة الجميلة و ما فيها من معاني راقية لو تمسكنا و تعودنا عليها لوجدنا الخير الكثير بإذن الله تعالى.
فلقد جاء الوقت لنحقق هذا المعنى العظيم في أنفسنا و من هم حولنا.
نريد أيضا من خلال هذا الكلام توثيق عروة الأخوة فهي أساس قيام الأمة من غفلتها.

جزاكم الله خيرا.
تحياتي و تقديري
 
جميل جدا هذا الموضوع اخي رضا احييك عليه

بارك الله فيك وعليك وموفق دائما في اختيارك اخي
ولا يفوتني في هذا المقام ان اذكر موقف للامام الشافعي رحمه الله
عندما دخل الربيع بن سليمان علي استاذه الامام الشافعي في مرض موته
فقال الربيع : قوى الله ضعفك يا امام " يريد ان يدعو له بالشفاء"
قال الشافعي : لو قوى الله ضعفي لقتلني
قال الربيع: والله ما قصدت هذا يا إمام
قال الشافعي : والله لو شتمتني صراحا لعلمت انك لا تقصد
رحمة الله علي الامام الشافعي وعلي سلفنا الصالح اجمعين
وجزاكم الله كل خير



السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا لك أخي و صديقي العزيز steelman1110 على تشجيعك الدائم.
أسعدتني كثيرا بمرورك العطر.
أشكرك ايضا على إضافتك الرائعة التي تصور هذا الموقف الجميل لإمامنا الشافعي رحمه الله تعالى.

إنه حسن الظن في المسلم ، أراد الشافعي أن يلقننا هذا الدرس وهو على فراش موته.
------------------------
وقيل لميمون بن مهران – وهو أحد أئمة الحديث العظام ـ : إنَّ فلان يستبطئ نفسه في زيارتك . ( فهذا الطفيلي أراد أن يوقع بين الشيخ وبين أحد تلامذته لما يكون من المنافسة بين الأقران ) فقال ميمون ـ رحمه الله ـ : لا عليك إذا ثبتت المودة في القلب فلا بأس وإن طال المكث .
وسيأتي – بإذن الله تعالى – أنَّ من أسباب تعميق أواصر الأخوة سد باب النَّقل ورد قالة السوء.


الشاهد أنَّه ينبغي إحسان الظن بالمسلمين ، فتقول مثلاً : هذا صرفه حياؤه عن حضور الدرس ؛ لأنه لا يحب أن يراه الشيخ متأخراً ، أو تقول : سبحان الله لعله شُغِل ، لعله ألمَّ به شيءٌ ، وإذا وجدت أخاك الذي اعتاد حضور الدروس معك قد غاب مرة بعد أخرى ، فبدل أن يقع في قلبك أنه تنصل من الالتزام ، وعاد إلى ما كان عليه من جاهلية ، عليك أن تحسن الظن به ، وتذهب لتراه وتسأل عنه وتشعره بمدى اهتمامك به ، هذه الروح هي المطلوبة .
فإذا بلغك عن أخيك شيء يكرهه فالتمس له الأعذار ، التمس لأخيك عُذراً من سبعين عذر ، فإن لم تجدْ فقل : لعل له عذراً لا أعرفه.
فربما هناك من الأشياء ما خفي عنك ، وللناس أسرار لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى .
------------------------
من كتاب الأخوة..أيها الإخوة
لفضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب
------------------------
جزاكم الله خيرا

 
جميل جدا ... موضوع قيم و هادف

أحسنت الاختيار أخانا الفاضل

بوركت وجزاك الله خيرا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا جزيلا أختنا و أستاذتنا الفاضلة
جزاكم الله خيرا على تشجيعكم المستمر
حفظكم الله و رعاكم
في ميزان حسناتكم
 
جميل جدا

ابداع واضح
تحياتي لك اخي الغالي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا لك أخي العزيز دكتور علاء العنزي على تشجيعك الدائم.

أسعدتني كثيرا بمرورك العطر و كلامتك اللطيفة.

حفظك الله و رعاك.
في ميزان حسناتك.

 
موضوع مهم بالفعل نحتاجه جميعا للمحافظة على علاقتنا بالآخرين وفي نفس الوقت نوجههم لأخطائهم دون أن نخسرهم بسبب غضبهم من النقد

وسعة الصدر والتسامح من أقصر الطرق للمعالجة، بل لتفادي الأخطاء
بارك الله فيكم.
لكم منى هدا الكتاب
عن الاساليب النبوية فى معالجة الاخطاء

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا لكم أختنا الفاضلة على الكتاب الرائع لمحمد صالح المنجد.
جزاكم الله خيرا عى التشجيع المستمر.
شكرا أيضا على الإضافة الجميلة التي تذكرنا بحسن تعامل الأولين.
---------------------
ويقول سعيد بن المسيب (سيد التابعين) : ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وُهِبَ نقصه لفضله .
وهذه من القواعد المهمة التي ينبغي أن نلتزمها وتربى عليها الأجيال ليكون القرن القادم هو قرن الإسلام بإذن الله تعالى ، وذلك أنه ينبغي أن نتحلى بالحكمة فنضع كل شئ في محله فبدايةً : علينا أن نكون أصحاب أصول وثوابت ومنطلقات وقواعد فلا نكون كل يوم برأي وكل سنة بمنهج ، وإذا لم يكن ذلك فسوف نتخبط وسط الآراء والخلافات ، ولا يتضح الصواب من الخطأ ، ولا الحق من الباطل ، وحينئذٍ قد يحيد بعض أصحاب الفضل عن أحد هذه الأصول أو الثوابت ، فهذا عندنا لا يشينه ولا يقلل من قدره ، بل نهب نقصه إلى فضله وتنتهي القضية.

---------------------
من كتاب الأخوة..أيها الإخوة
لفضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب
------------------------
جزاكم الله خيرا
 
ما شاء الله .. ما شاء الله .. جميل جداً هذا الكلام ..
جزاك الله خيراً أخي الحبيب رضا على هذا الموضوع القيم ..
نصائح غالية ونفيسة جداً لمن يعيها ويحسن العمل بها ..
أحييك أخي رضا على حسن اختيارك لمواضيعك فبارك الله فيك ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري +3



السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا جزيلا أخي و أستاذي العزيز أبو قصي على كلماتك الرقيقة و تشجيعاتك المستمرة
و شكرا أيضا على الكتاب الجميل جدا
في ميزان حسناتك
--------------------------
قال عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني : كنا في مجلس عبد الرحمن بن مهدى (وهو من المحدثين الأكابر وشيخ الإمام البخاري ) إذ دخل عليه شاب فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه.
فقال شيخٌ في المجلس فقال : يا أبا سعيد هذا الشاب يتكلم فيك حتى إنَّه ليكذبك .
فقال عبد الرحمن : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " [فصلت /34ـ35]

فانظر كيف عالج القضية إنَّه الرد بالحسنى ، اعقل هذا ـ أخي ـ عن سلفنا الصالح حتى تعرف كيف تعيش بمنهج السلف وتمضى على إثره.
ثم ساق عبد الرحمن سنده فقال : حدثني أبو عبيدة الناجي قال : كنا في مجلس الحسن البصري إذ قام إليه رجلٌ فقال : يا أبا سعيد إنَّ هنا قوماً يحضرون مجلسك ليتتبعوا سقط كلامك.
فقال الحسن : يا هذا إني أطمعت نفسي في جوار الله فطمعت ، وأطمعت نفسي في الحور العين فطمعت ، وأطمعت نفسي في السلامة من الناس فلم تطمع ، إنِّي لما رأيت الناس لا يرضون عن الله علمت إنَّهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم. أ.هـ
فإذا كان الناس يتكلمون في حق الله جل وعلا فكيف بالمخلوقين ؟!! هكذا تعالج القضية ، فليس لنا أن نتكلم في شأن غيرنا إلا بالحسنى ، فإن وقع فينا أحد ، فالعلاج هو أن ترد السيئة بالحسنة فتدعو لمن أساء إليك.
وإذا أنت اتقيت الله ـ جل وعلا ـ يحول القلوب إلى حبك ، فالقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء .

--------------------------
من كتاب الأخوة..أيها الإخوة
لفضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب
------------------------

جزاكم الله خيرا
 
موووووضوووع جـــــــدا رااائع وفي غااايه الشااااااعريه
أتمنى من الجميع قـــــــرآءته
شاااااكره لكـ هــــــــذا الأطــــــراء
تقبلي مروووري وخااالص حبي وودي
هدية
:gift::gift:​
 
ماشاء الله عليك بارك الله فيك اخى رضا
موضوع متميز جدا نتمنى ان نستطيع ان نطبق هذا الأسلوب فى حياتنا ونحسن من اسلوب تعاملنا مع الناس
ماشاء الله عليك اخى الكريم مازلنا نتعلم منك ونتمنى ان نصبح مثلك فى يوم ما
 
موضوع جداً رائع
انصح نفسي والاخوة في هذا المنتدى
الى مراجعة هذه النقاط دوماً
لأننا البشر بطبعنا كثيري الاخطاء وأكثر اخطائنا من جراء من نتكلم به
وهذه النقاط تعين السائر في درب الجنة للوصول اليها
مصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم " امسك عليك لسانك ومابين فرجيك اضمن لك الجنة"
 
موووووضوووع جـــــــدا رااائع وفي غااايه الشااااااعريه


أتمنى من الجميع قـــــــرآءته
شاااااكره لكـ هــــــــذا الأطــــــراء
تقبلي مروووري وخااالص حبي وودي
هدية

:gift::gift:​

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم
بارك الله فيك على الهدية

و هذه هدية لك أخي الكريم

--------------------------
الصفح عن العثرات

ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها. قال الفضيل بن عياض: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان)، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه معاشرة من يعينه عليه. قال بعض الحكماء: (المؤمن طبعاً وسجية وقال ابن الأعرابي: (تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم).

وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها، وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها، و يجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة؛ ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه: (عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير، ويذكرك مولاك).
--------------------------
من كتاب آداب العشرة و ذكر الصحبة و الأخوّة
لأبي البركات بدر الدين محمد الغزي
904 هـ - 984 هـ
------------------------
جزاكم الله خيرا

 
بارك الله بك أخي الكريم ...موضوع أكثر من رائع
في ميزان حسناتك إن شاء الله

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أتشرف دائما بمرورك و تشجيعك أختنا الفاضلة

جزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى