القناعة

steelman1110

مشرف بكلية العلوم نسر المنتدى
طاقم الإدارة

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد

ازداد التسخط في الناس وعدم الرضى بما رزقوا إذا قلت فيهم القناعة . وحينئذ لا يرضيهم طعام يشبعهم ، ولا لباس يواريهم ، ولا مراكب تحملهم ،ولا مساكن تكنّهُم ؛ إذ يريدون الزيادة على ما يحتاجونه في كل شيء ، ولن يشبعهم شيء ؛ لأن أبصارهم وبصائرهم تنظر إلى من هم فوقهم ، ولا تبصر من هم تحتهم ؛ فيزدرون نعمة الله عليهم ، ومهما أوتوا طلبوا المزيد ، فهم كشارب ماء البحر لا يرتوي أبدًا .

ومن كان كذلك فلن يحصل السعادة أبدًا ؛ لأن سعادته لا تتحقق إلا إذا أصبح أعلى الناس في كل شيء ، وهذا من أبعد المحال ؛ ذلك أن أي إنسان إن كَمُلت له أشياء قصُرَت عنه أشياء ، وإن علا بأمور سَفُلَت به أمور ، ويأبى اللّه- تعالى- الكمال المطلق لأحد من خلقه كائنا من كان ؛ لذا كانت القناعة والرضى من النعم العظيمة ، والمنح الجليلة التي يغبط عليها صاحبها .

السبيل إلى القناعة:
التزام القناعة عسير على بني آدم- إلا من وفقه اللّه للهدى وكفاه شر نفسه وشحها وطمعها- لأن بني آدم مفطورون على محبة التملك والتمون ؛ ولكن مجاهدة النفس مطلوبة لتخفيف طمعها وتقريبها من الزهد والقناعة ولذلك طرق إذا سلكها العبد مع إخلاصه تحققت له القناعة بإذن الله تعالى ، فمن ذلك

1 - تقوية الإيمان بالله تعالى ، وترويض القلب على القناعة والغنى ؛ فإن حقيقة الفقر والغنى تكون في القلب ؛ فمن كان غني القلب نعم بالسعادة وتحلى بالرضى ، وإن كان لا يجد قوت يومه ، ومن كان فقير القلب ؛ فإنه لو ملك الأرض ومن عليها إلا درهما واحدا لرأى أن غناه في ذلك الدرهم ؛ فلا يزال فقيرًا حتى يناله.


2 - اليقين بأن الرزق مكتوب والإنسان في رحم أمه ، كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- وفيه ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات ، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد فالعبد مأمور بالسعي والاكتساب مع اليقين بأن الله هو الرازق وأن رزقه مكتوب

إن القناعة من يحلل بساحته **الم يلق في ظلها هما يؤرقه

3 - تدبر آيات القرآن العظيم ولا سيما الآيات التي تتحدث عن قضية الرزق والاكتساب يقول عامر بن عبد قيس أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن مساء لم أبال على ما أمسي ، وإذا تلوتهن صباحًا لم أبال على ما أصبح قال تعالى(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ).

4- معرفة حكمة الله- سبحانه وتعالى- في تفاوت الأرزاق والمراتب بين العباد ؛ حتى تحصل عمارة الأرض ، ويتبادل الناس المنافع والتجارات ، ويخدم بعضهم بعضًا قال الله تعالى(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )



5 - الإكثار من سؤال اللّه- سبحانه وتعالى- القناعة ، والإلحاح بالدعاء في ذلك فنبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو أكثر الناس قناعة وزهدًا ورضى ، وأقواهم إيمانًا ويقينًا ؛ كان يسأل ربه القناعة،
ولأجل قناعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فإنه ما كان يسأل ربه إلاالكفاف من العيش ، والقليل من الدنيا كما قال- عليه الصلاة والسلام- اللهم . اجعل رزق آل محمد قوتًا


هي القناعة فالزمها تعش ملك **الو لم يكن منها إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها**هل راح منها سوى بالقطن والكفن

6 - العلم بأن الرزق لا يخضع لمقاييس البشر من قوة الذكاء ، وكثرة الحركة، وسعة المعارف ، وإن كان بعضها أسبابًا ؛ إلا أن الرزق ليس معلقًا بها بالضرورة وهذا يجعل العبد أكثر قناعة خاصة عندما يرى من هو أقل منه خبرة وذكاء أو غير ذلك وأكثر منه رزقا فلا يحسده ولا يتبرم من رزقه

7 - النظر إلى حال من هو أقل منك في أمور الدنيا ، وعدم النظر إلى من هو فوقك فيها ؛ ولذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة اللّه.


وليس في الدنيا أحد لا يجد من هو أفضل منه في شيء ، ومن هو أقل منه فيأشياء ؛ فإن كنت فقيرا ففي الناس من هو أفقر منك! وإن كنت مريضًا أو معذبا ففيهم من هو أشد منك مرضا وأكثر تعذيبًا ، فلماذا ترتفع رأسك لتنظر من هوفوقك ، ولا تخفضه لتبصر من هو تحتك؟!

إن كنت تعرف من نال من المال والجاه ما لم تنله أنت وهو دونك ذكاءً ومعرفة وخلقًا ، فلم لا تذكر من أنت دونه أو مثله في ذلك كله وهو لم ينل بعض مانلت؟! .


اقنع برزق يسير أنت نائله**واحذر ولا تتعرض للإرادات
فما صفا البحر إلا وهومنتقص ** ولا تكدر إلا بالزيادات

8 - قراءة سير السلف الصالح وأحوالهم مع الدنيا ، وزهدهم فيها ، وقناعتهم بالقليل منها ، وهم قد أدركوا الكثير منها فرفضوه إيثارا للباقية على العاجلة وعلى رأسهم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وإخوانه منالأنبياء- عليهم الصلاة والسلام.


وقال ابراهيم بن ادهم لشقيق: أخبرني عما أنت عليه : قال شقيق قلت : إن رزقت أكلت ، وإن منعت صبرت ، قال : هكذا تعمل كلاب بلخي. قلت فكيف تعمل أنت ؟ قال : إذا رزقت آثرت ، وإذا منعت شكرت ، فعد المنع عطاء يشكر عليه ، وهو كذلك.

صدق قول شيخ الاسلام ابو تيمية- طيب الله ثراه

وجدت القناعة ثوب الغنى** فصرت بأذيالها أتمسك
فألبسني جاهها حلة ** يمر الزمان ولم تنتهك
فصرت غنيا بلا درهم ** أمر عزيزا كأني ملك

9- العلم بأن عاقبة الغنى شر ووبال على صاحبه إذا لم يكن الاكتساب والصرف منه بالطرق المشروعة ، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ،وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَاكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ )

10 - النظر في التفاوت البسيط بين الغني والفقير على وجه التحقيق ؛ فالغني لا ينتفع إلا بالقليل من ماله ، وهو ما يسد حاجته وما فَضَلَ عن ذلك فليس له ، وإن كان يملكه فلو نظرنا إلى أغنى رجل في العالم لا نجد أنه يستطيع أن يأكل من الطعام أكثر مما يأكل متوسط الحال أو الفقير ؛ بل ربما كان الفقير أكثر منه!!

ونختم بابيات للامام الشافعي رحمه الله


عزيز النفس من لزم القناعة ** ولم يكشف لمخلوق قناعة
أفادتنا القناعة كل عز ** وهل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال ** وصير بعدها التقوى بضاعة


وقال ايضا
العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ **ْ والحرُّ عبدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ ** شيءٌ يشينُ سوى الطمع.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا القناعة بما رزقنا ، وأن يجعل حسابنا يسيرا ،وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا ونياتنا ، إنه سميع مجيب . والحمد للّه رب العالمين.

المصدر
هنا
وهنا

 
بارك الله فيكم على هدا الموضوع الطيب وجزاكم الله خيرا
واسمح لى بهده الاضافة
القناعة هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم]. قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة -رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه. وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها). [الترمذي وابن ماجه].

=========

وهده بعض الاقوال فى القناعة


عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه قال :

"عليكم بالمال واصطناعه , فإنه منبهة للكريم , ويستغنى به
عن اللئيم , وإياكم ومسألة الناس فإنه آخر كسب الرجل "

***********



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"مافتح رجل على نفسه باب مسألة , إلا فتح الله عليه باب
فقر فاستعفوا "

***********



وقال سعيد بن العاص لابنه:

"يا بني أقبح الله المعروف إذا لم يكن ابتداء من غير مسألة,
فأما إذا أتاك ترى دمه في وجهه, ومخاطرا لا يدري أتعطيه
أم تمنعه, فوالله لو خرجتَ له من جميع مالك ما كافأته"


***********


وقيل أيضا :

ونقل الصخر من الجبال ** أخف علي من منن الرجال
يقول الناس كسب فيه عار ** فقلت العار في ذل السؤال

***********



وعن عمر ابن عبد العزيز أنه قال:

"يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب , فلو كان رزق
أحدكم في قلة جبل , أو في حضيض أرض, لأكل رزقه, فاتقوا
الله وأجملوا في الطلب "


***********


وقيل :

لا تخضعن لمخلوق على طمع ** فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ** فإنما هي بين الكاف والنون

***********


وقيل أيضا :

شاد الملوك قصورهم وتحصنوا ** من كل طالب حاجة وراغب
غالوا بأبواب الحديد لعزها ** وتنوقوا في قبح وجه الحاجب
فإذا تلطف في الدخول إليهم ** عاف تلقوه بوعد كاذب
فاطلب إلى ملك الملوك ولا تكن ** يا ذا الضراعة طالبا من طالب

***********


كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه
أن يرفع إليه حوائجه فكتب إليه :

"أما بعد فقد جاءني كتابك تعزم علي ألا رفعت حوائجي إليك ,
وهيهات , رفعت حوائجي لمن لا تنصر الحوائج دونه, فما
أعطاني منها قبلت, وما أمسك عني منها رضيت "

***********


وقال أبو حازم:

"كيف أخاف الفقر ولمولاي ما في السماوات وما في الأرض
وما بينهما وما تحت الثرى"

***********


قال وهب بن منبه لعطاء الخراساني:

"ويحك يا عطاء, ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك,
وأبناء الدنيا, ويحك يا عطاء تأتي من يغلق عنك بابه, ويظهر
لك فقره, ويواري عنك غناه, وتدع من يفتح لك بابه, ويظهر
لك غناه ويقول ادعوني أستجب لكم ), ويحك ياعطاء ,
إن كان يغنيك ما يكفيك , فإن أدنى ما الدنيا يكفيك, وإن كان
لا يغنيك ما يكفيك , فليس في الدنيا شيء يكفيك, ويحك يا
عطاء, إنما بطنك بحر من البحور, وواد من الأودية,
ولا يملأه شيء إلا التراب "

***********

لقي بن سلام كعب الأحبار* عند عمر
فقال: ياكعب من أرباب العلم
فقال: الذين يعملون به
قال: فما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد إذ عقلوه
وحفظوه.
قال يذهبه الطمع, وشره النفس ,وتطلب الحاجات
إلى الناس.
قال صدقت "
*هو كعب بن ماتع الحميري كان حبرا من أحبار
اليهود وأسلم في عهد عمر بن الخطاب



 
بارك الله فيك أخانا الفاضل على هذا الموضوع الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
أحسنت الاختيار .. جزاك الله خيرا
===
اسمح لي بهذه الاضافة:
99790_11256639975.png
 
جزاك الله كل خير
موضوع جميل شكرا لك اخي الغالي
 
بارك الله فيكم على هدا الموضوع الطيب وجزاكم الله خيرا
واسمح لى بهده الاضافة
القناعة هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم]. قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة -رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه. وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها). [الترمذي وابن ماجه].

=========

وهده بعض الاقوال فى القناعة


عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه قال :

"عليكم بالمال واصطناعه , فإنه منبهة للكريم , ويستغنى به
عن اللئيم , وإياكم ومسألة الناس فإنه آخر كسب الرجل "

***********



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"مافتح رجل على نفسه باب مسألة , إلا فتح الله عليه باب
فقر فاستعفوا "

***********



وقال سعيد بن العاص لابنه:

"يا بني أقبح الله المعروف إذا لم يكن ابتداء من غير مسألة,
فأما إذا أتاك ترى دمه في وجهه, ومخاطرا لا يدري أتعطيه
أم تمنعه, فوالله لو خرجتَ له من جميع مالك ما كافأته"


***********


وقيل أيضا :

ونقل الصخر من الجبال ** أخف علي من منن الرجال
يقول الناس كسب فيه عار ** فقلت العار في ذل السؤال

***********



وعن عمر ابن عبد العزيز أنه قال:

"يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب , فلو كان رزق
أحدكم في قلة جبل , أو في حضيض أرض, لأكل رزقه, فاتقوا
الله وأجملوا في الطلب "


***********


وقيل :

لا تخضعن لمخلوق على طمع ** فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ** فإنما هي بين الكاف والنون

***********


وقيل أيضا :

شاد الملوك قصورهم وتحصنوا ** من كل طالب حاجة وراغب
غالوا بأبواب الحديد لعزها ** وتنوقوا في قبح وجه الحاجب
فإذا تلطف في الدخول إليهم ** عاف تلقوه بوعد كاذب
فاطلب إلى ملك الملوك ولا تكن ** يا ذا الضراعة طالبا من طالب

***********


كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه
أن يرفع إليه حوائجه فكتب إليه :

"أما بعد فقد جاءني كتابك تعزم علي ألا رفعت حوائجي إليك ,
وهيهات , رفعت حوائجي لمن لا تنصر الحوائج دونه, فما
أعطاني منها قبلت, وما أمسك عني منها رضيت "

***********


وقال أبو حازم:

"كيف أخاف الفقر ولمولاي ما في السماوات وما في الأرض
وما بينهما وما تحت الثرى"

***********


قال وهب بن منبه لعطاء الخراساني:

"ويحك يا عطاء, ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك,
وأبناء الدنيا, ويحك يا عطاء تأتي من يغلق عنك بابه, ويظهر
لك فقره, ويواري عنك غناه, وتدع من يفتح لك بابه, ويظهر
لك غناه ويقول ادعوني أستجب لكم ), ويحك ياعطاء ,
إن كان يغنيك ما يكفيك , فإن أدنى ما الدنيا يكفيك, وإن كان
لا يغنيك ما يكفيك , فليس في الدنيا شيء يكفيك, ويحك يا
عطاء, إنما بطنك بحر من البحور, وواد من الأودية,
ولا يملأه شيء إلا التراب "

***********

لقي بن سلام كعب الأحبار* عند عمر
فقال: ياكعب من أرباب العلم
فقال: الذين يعملون به
قال: فما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد إذ عقلوه
وحفظوه.
قال يذهبه الطمع, وشره النفس ,وتطلب الحاجات
إلى الناس.
قال صدقت "
*هو كعب بن ماتع الحميري كان حبرا من أحبار
اليهود وأسلم في عهد عمر بن الخطاب




وفيكم بارك اختنا الكريمة زولا
جزيل شكري وخالص امتناني لمروركم الكريم واضافتكم المثرية
وما فيها من كلمات رائقة احسنت اختي
جزاكم الله كل خير

 
بارك الله فيك أخانا الفاضل على هذا الموضوع الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك
أحسنت الاختيار .. جزاك الله خيرا
===
اسمح لي بهذه الاضافة:
99790_11256639975.png

وفيكم بارك اختنا الكريمة شموخ
سعدت بمروركم اختي الكريمة وتشجيعكم المستمر
واضافتك الجميلة في تصميمها الرائع احسنت اختي
والقصة التي ذكرتيها اختنا هي جزء من قصة لنبي الله عيسى عليه وعلي نبينا افضل الصلاة وا لسلام
ذكرها غير واحد من علماؤنا الاجلاء ولا اعلم مدى صحتها ولكن ظني بهم انهم لا ينقلون غير الصحيح ان شاء الله
والقصة بتمامها كما ذكرها الشيخ محمد حسان حفظه الله
سيدنا عيسى عليه السلام مشى مع صاحب له، وبعد ذلك وقف عيسى عليه السلام يصلي، ودخل صاحبه القرية؛ ليأتي بطعام فأتى بثلاثة أرغفة، فلما وقف عيسى عليه السلام يصلي جاع الرجل فأكل رغيفاً، ولما أنهى عيسى الصلاة قال له: أين الرغيف الثالث؟ قال: والله ما كانا إلا رغيفين، يكذب على نبي! قال له: يا رجل! قال: إنما هما اثنان. قال له: خيراً! ومر عيسى على ظباء ترعى -يعني: غزلان- فنادى نبي الله عيسى على ظبي من هذه الظباء وذبحه وشواه؛ لكي يأكلوا فوضع الظبي مشوياً، وقبل أن يمد الرجل يده سأل عيسى ربه أن يحيي له هذا الظبي فأحياه الله؛ لأن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله عز وجل، كما قال الله عز وجل:
sQoos89UrMA.www.arabsbook.com.gif
وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ
eQooswsMeRip.www.arabsbook.com.gif
[آل عمران:49]. وساعة رؤية الرجل للظبي الذي كان سيأكله مشوياً، فرآه حياً أمامه! سبحان الله! قال له عيسى: بحق الذي أراك هذه المعجزة من صاحب الرغيف؟ قال له: والله ما كانا إلا رغيفين! قال له: خيراً. فأخذه بيده ومشوا، فمر نبي الله عيسى على نهر، فأخذه عيسى من يده يجره؛ ليعبر به على سطح الماء، فتأخر الرجل، فقال له: هيا، فعبر به نبي الله عيسى على سطح الماء حتى الشاطئ الآخر. فقال الرجل: سبحان الله! يمشي على الماء! فقال له: بحق الذي أراك هذه المعجزة من صاحب الرغيف الثالث؟ فقال له: والله ما كانا إلا رغيفين! قال له: خيراً، فمر به نبي الله عيسى على أرض صحراء فيها رمال، فجمع عيسى ثلاثة أكوام من الرمل متساوية، وسأل عيسى ربه أن يصير له هذه الأكوام الترابية إلى ذهب! وأنتم تعرفون أن الذهب يذهب العقول. قال الشاعر: رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضه فعنه الناس منفضة فحول الله تعالى الأكوام الترابية إلى ذهب، فقال له سيدنا عيسى: الكوم الأول من الذهب لي أنا، والكوم الثاني لك، والكوم الثالث لمن أكل الرغيف، فقال الرجل: أنا الذي أكلت الرغيف، فقال له نبي الله عيسى: كلها لك، ولكن هذا فراق بيني وبينك. وانظر كيف كانت النهاية! قعد الرجل بجانب الثلاثة الأكوام وهو يقول: سوف أبني وأشتري عشرة فدادين، وسوف أعمل مزرعة ماشية! فمر عليه ثلاثة من قطاع الطرق، فلما رأوا الثلاثة الأكوام من الذهب ذهبت عقولهم فقتلوه. ثم قال أحدهم: فليذهب أحدنا بسرعة ويحضر لنا طعاماً كي نأكل، ثم نهرب، فذهب رجل منهم ليحضر لهم طعاماً، -إنها فتنة المال!! إن الولد يقتل أباه من أجل المال، لكن: هل سيبقي هذا على صاحبيه؟! إنا لله وإنا إليه راجعون!- فقال لنفسه: لماذا لا تصنع سماً في الطعام، فتقضي على صاحبيك، وتأخذ الثلاثة الأكوام لوحدك، دون أن يعلم أحد بالخبر؟! وفي نفس اللحظة صاحباه الآخران يقولان: بدلاً من أن نقسم الأكوام، لم لا نقتله ونقسم الثلاثة على اثنين؟! فجاء صاحبهما بالطعام المسموم، وأثناء وصوله انقضا عليه فقتلاه، وجلسا يأكلان الطعام فماتا!! فعاد عيسى عليه السلام إلى المكان، فوجد أكوام الذهب في مكانها، ووجد صاحبه وإلى جواره ثلاثة من الرجال؛ فبكى نبي الله عيسى وقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها!


المصدر

 

جزاك الله خيرا أخانا على حسن اختيارك لأجمل المواضيع ، نسأل الله أن يجعلنا من العباد الدائمين على طاعته ، آمين بارب
 
قال إحد الحكماء : ليس القناعة أن تترك كثير الرزق لقليل ما يتحصل لك منه، وهذا بالعجز أشبه منه بالقناعة. وإنما القناعة إيثار القليل مع حرية النفس وترك ركوبها الأخطار واحتمال الذلة .
 

جزاك الله خيرا أخانا على حسن اختيارك لأجمل المواضيع ، نسأل الله أن يجعلنا من العباد الدائمين على طاعته ، آمين بارب


وجزاكم مثله اختنا الفاضلة
بارك الله فيكم عي مروركم الكريم سعدت به
وامين على دعائك الطيب المبارك وأسال الله ان يرزقنا واياكم وجميع المسلمين
التخلق باخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم

 
قال إحد الحكماء : ليس القناعة أن تترك كثير الرزق لقليل ما يتحصل لك منه، وهذا بالعجز أشبه منه بالقناعة. وإنما القناعة إيثار القليل مع حرية النفس وترك ركوبها الأخطار واحتمال الذلة .

بارك الله فيك استاذنا الفاضل حضرموت
بارك الله فيك مرورك وكلماتك الرائعة تنير الموضوع
احسن الله اليك وزادك علما وتوفيقا
جزاكم الله كل خير

 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مشكور أخي الكريم على الموضوع الأكثر من رائع
إختيار موفق
في ميزان حسناتك

لو سمحت لي بهذه الإضافة البسيطة

قال بعض الحكماء : إن من قنع كان غنيا وإن كان مقترا ، ومن لم يقنع كان فقيرا وإن كان مكثرا.

و قال بعض الأدباء : القناعة عز المعسر ، والصدقة حرز الموسر.

من كتاب أدب الدنيا و الدين

لك مني +2
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مشكور أخي الكريم على الموضوع الأكثر من رائع
إختيار موفق
في ميزان حسناتك

لو سمحت لي بهذه الإضافة البسيطة

قال بعض الحكماء : إن من قنع كان غنيا وإن كان مقترا ، ومن لم يقنع كان فقيرا وإن كان مكثرا.

و قال بعض الأدباء : القناعة عز المعسر ، والصدقة حرز الموسر.

من كتاب أدب الدنيا و الدين

لك مني +2

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي رضا علي رد الجميل
ومرورك العطر سعدت بك وبتعليقك الراقي
واشكرك علي اضافتك القيمة وعلى تقييمك
جزاكم الله كل خير
 
حياك الله أخى العزيز.........
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم والهادف ..
بارك الله فيك وعليك ويارك لك في علمك وفي عمرك ..
الموضوع أكثر من رائع ويحوي الكثير من النصائح الصادقة والمخلصة ..

أحييك أخي الغالي على حسن ودقة اختياراتك فبارك الله فيك ..
أتمنى لك المزيد من التميز والتفوق والنجاح ..
يدرج الموضوع في قائمة المواضيع المميزة
وتقبل تحياتي وشكري وتقديري +3

 
بارك الله بك أخي الكريم على هذا الموضوع الرائع ...وسلمت يداك على التنسيق الجميل
حقاً إن أجمل وأنسب صفة للقناعة هي ...الكنز
==========
زادنا الله وإياك علماً وقناعة ورضى .....................
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم والهادف ..
بارك الله فيك وعليك ويارك لك في علمك وفي عمرك ..
الموضوع أكثر من رائع ويحوي الكثير من النصائح الصادقة والمخلصة ..

أحييك أخي الغالي على حسن ودقة اختياراتك فبارك الله فيك ..
أتمنى لك المزيد من التميز والتفوق والنجاح ..
يدرج الموضوع في قائمة المواضيع المميزة
وتقبل تحياتي وشكري وتقديري+3


وجزاكم مثله استاذي الفاضل واخي الغالي ابو قصي
بارك الله فيك وعليك واشكرك علي تشجيعك المستمر
وثنائك الجميل ومرورك الكريم
واتمنى من الله ان اكون دائما عند حسن الظن
دمت في رعاية الله ووفقنا الله واياكم لما فيه كل خير
 
بارك الله بك أخي الكريم على هذا الموضوع الرائع ...وسلمت يداك على التنسيق الجميل
حقاً إن أجمل وأنسب صفة للقناعة هي ...الكنز
==========
زادنا الله وإياك علماً وقناعة ورضى .....................


وفيكم بارك اختي الكريمة عطر الليل
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا علي المرور
سعدت بتشريفك وامين علي دعائك الطيب المبارك
وجزاكم الله كل خير ودمتي في امان الله
 
عودة
أعلى