مشروع جوجل للكتب الرقمية يثير الجدل في أوروبا

ابو ابراهيم

مشرف كليه الطب
طاقم الإدارة

662977WLBBP.www.arabsbook.com.jpg


كان الإعلان عن توقع حدوث مباحثات بين المكتبة الوطنية الفرنسية ومحرك البحث جوجل فى الأسبوع الماضى أكثر تأثيرا على الرأى العام من إنفلونزا الطيور، على حد تعبير مدير المكتبة المركزية لمدينة ليون الفرنسية.

فقد فتحت جريدة لوموند الفرنسية ملف رقمنة التراث الثقافى الفرنسى بمساعدة جوجل والذى تدور حوله سجالات عديدة وبشكل خاص بعد تصريحات رئيس الوزراء ووزير الثقافة والإعلام الفرنسيين فى ختام حلقة النقاش الوزارية حول الاقتصاد الرقمى.

يخشى الرأى العام الفرنسى من تخلى مكتبته الوطنية عن ميراثها الثقافى وذخائرها لصالح «الوحش الأمريكى» الذى يريد الاستئثار بأكبر مكتبة بحث عن الكتب فى العالم.

بينما يسارع الخطى كل من فرنسوا فيلون رئيس الوزراء وفريدريك ميتران وزير الثقافة للارتماء فى أحضان محرك البحث الأمريكى العملاق «إنه لشىء صادم ألا نكون قد لحقنا بجوجل حتى اليوم» كما يقول الأول، بينما يدافع الثانى عن الانفتاح على الرقمنة الموحدة والمعولمة قائلا: «الأمر ليس مجرد وضع ثنائيات فى مقابلة حادة وكاريكاتورية مثل التكنولوجيا فى مقابل التراث الثقافى، أو القطاع العام فى مقابل القطاع الخاص، أو محرك جوجل مقابل محرك أوروبيانا، أو فرنسا فى مواجهة أمريكا» بل يتعلق الأمر بالنسبة لميتران بإتاحة فرصة للعمل الذى يكمل بعضه بعضا.

تأتى هذه التصريحات فى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة الغضب من ناحية المؤلفين والناشرين حول العالم منذ أغسطس الماضى متهمين محرك البحث العملاق بأنه يسعى للهيمنة على الوصول إلى الكتب المرقمنة على الشبكة العنكبوتية ليتاح له فيما بعد التصرف فيها لأغراض تجارية.

كما يتناقض الموقف الرسمى الفرنسى الحالى مع تصريحات رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية السابق الذى حاول منذ عام 2005 أن يضم المكتبات الأوروبية المختلفة من أجل اتخاذ موقف جماعى معارض أمام مشروع الرقمنة الذى تبناه جوجل، وقد أطلق رئيس المكتبة الوطنية السابق على مشروع المكتبات الأوروبى اسم «أروبيانا» لكنها اليوم لا تتجاوز كونها بوابة إلكترونية تتغذى بذخائر المكتبات الأوروبية.

أما مشروع جوجل للكتب الذى انطلق فى 2004، وبفضل الاتفاق مع 29 مكتبة (22 مكتبة أمريكية و7 مكتبات أوروبية) فقد حقق خلال خمس سنوات رقمنة 10 ملايين كتاب. وبالمقارنة مع مشروع «جاليكا» وهى المكتبة الرقمية للمكتبة الوطنية الفرنسية فقد قامت برقمنة 300 ألف كتاب حتى اليوم بمعدل 1500 كتاب أسبوعيا.

لماذا التخوف إذن من جوجل؟ ضمن العشرة ملايين كتاب مرقمنة، لازال 75% منها لها حقوق مؤلف، لكنها تعد فى الولايات المتحدة الأمريكية فى وضع الأعمال النافذة، كما يعد جزء كبير منها فى عداد اللقطاء أى أن حقوقهم غير محددة. بينما 20% من الكتب المرقمنة هى ملك للمجال العام ولا يغطيها أى نوع من حقوق النشر.

تخوف آخر يأتى فى حالة الرقمنة المجانية لكنوز المكتبات، يطلب جوجل فى المقابل أن يكون له الحق حصريا فى الفهرسة على الانترنت، حيث قام جوجل فى الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة إنتاج مقتنيات المكتبات فى صورة رقمية بدون الاهتمام بحقوق المؤلف والناشر مما تسبب فى احتجاج عام.

إذ سيبت القضاء فى الأسبوع المقبل حول صلاحية الاتفاق المالى الذى وقعه جوجل فى 2008 مع بعض المؤلفين والناشرين الأمريكيين.

يقضى الاتفاق أن يدفع جوجل مبلغ 125 دولارا وينشئ قائمة تسمح بإثبات أصحاب الحقوق وإعطائهم مستحقاتهم المالية فى مقابل أن يتنازلوا عن القضايا المرفوعة ضد جوجل.

يعدد ميلاد الدويهى صاحب كتاب «التحول الرقمى الكبير» المميزات التى يتيحها محرك البحث الأمريكى، إذ إنه يجمع ما بين الرقمنة والفهرسة، أى أنه يسهل البحث والوصول إلى نسخ الكتب فى صورة رقمية، ويقدم الكتب بشكل مختلف ومغاير طبقا لموقفها من حقوق النشر. فإذا كانت صاحبة حق عام، يمكن قراءتها وتحميلها فى نسخة PDF أو ePub.

أما إذا كانت خاضعة جميعها لحقوق النشر ـ فطبقا للدويهى ـ يقدم جوجل للقارئ وصف بيبليوجرافى كامل للكتاب ويتيح له الوصول لعدد محدد من الصفحات.

مما يسمح بميزة هائلة وهى توفير الكتب إلى نفدت طبعاتها معروضة على النت مع توسيع قاعدة الوصول للكتب الأحدث. يتبنى الكاتب فى مقاله بجريدة لوموند الصوت المعتدل الذى يدرك أنه لا مفر من الدخول فى الرقمنة السريعة التى لا منافس لها ويحذر من جمود القانون أما تطور العصر: «الشعور القلق حيال رقمنة الثقافة لا ينبغى أن يقودنا إلى الرفض المتكبر والعنيد الذى قد يهدد بتفتيت مستقبل الأرضية الثقافية الرقمية.

ففى المقام الأول، علينا أن نعيد السؤال حول حقوق النشر والملكية الفكرية. فلا يمكن أن يستمر القانون على المدى البعيد فى منع ومعارضة ممارسات تعد طبيعية وعادية فى المناخ الرقمى»
للاستماع الى الخبر اضغط هنا
المصدرdw-world.de
8-9-2009
 
شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكرا
 
عودة
أعلى