الرد على القائلين بجواز تقبيل المرأة الأجنبية والنظر إليها !!!

حضرموت

مشرف عام المنتديات العامة
طاقم الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام كثيراً ما نسمع من هنا وهناك فتاوى ممن هو ليس أهل لها فضلاً أن يكون من أهل العلم وترى البعض ممن في قلوبهم مرض يتخيرون مثل هذه الفرص ولا يسألون اهل العلم المتمكنين فاحببت طرح هذا الموضوع وهو لإمام جليل في العلم ألا وهو الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى وأحببت قبل بدء الموضوع أن أبدأ بمقدمة من كلامه >

مقدمة :

لما كان التلقي عنه صلى الله عليه وآله وسلم على نوعين:
نوع بوساطة ونوع بغير وساطة وكان التلقي بلا وساطة حظ أصحابه فأي خصلة خير لم يسبقوا إليها وأي خطة رشد لم يستولوا عليها تالله لقد وردوا رأس الماء من عين الحياة عذبا صافيا زلالا وأيدوا قواعد الإسلام فلم يدعوا لأحد بعدهم مقالا وكان سندهم فيه عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن رب العالمين سندا صحيحا عاليا وقالوا هذا عهد نبينا إليكم وقد عهدنا إليكم وهذه وصية ربنا وفرضه علينا وهي وصيته وفرضه عليكم فجرى التابعون لهم بإحسان على منهاجهم القويم واقتفوا على آثارهم صراطهم المستقيم ثم سلك تابعوا التابعين هذا المسلك الرشيد ثم خلف من بعدهم خلوف فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا وكل إلى ربهم راجعون جعلوا التعصب للمذاهب ديانتهم التي بها يدينون ورءوس أموالهم التي بها يتجرون وآخرون منهم قنعوا بمحض التقليد ولما كانت الدعوة إلى الله والتبليغ عن رسوله شعار حزبه المفلحين وأتباعه من العالمين كان العلماء من أمته منحصرين في قسمين أحدهما حفاظ الحديث وجهابذته والقادة الذين هم أئمة الأنام وزوامل الإسلام الذين حفظوا على الأئمة معاقد الدين وحموا من التغيير والتكدير موارده ومناهله حتى ورد من سبقت له من الله الحسنى تلك المناهل صافية من الأدناس لم تشبها الآراء تغييرا فكم من قتيل لإبليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله لا يَقْبض العِلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يَقْبضه بقَبْض العُلماء.
عن عمار بن أبي عمار، قال: لما مات زيد، جلسنا إلى ابن عباس في ظل، فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير.
قال عبد الله بن مسعود: تَعلَّمُوا العِلم قبل أن يُرفِع.

بدء المناظرة :

قال الإمام ابن قيم الجوزية :
وشبههم التي ذكروها دائرة بين ثلاثة أقسام أحدها نقول صحيحة لا حجة لهم فيها والثاني نقول كاذبة عمن نسبت إليه من وضع الفساق والفجار كما سنبينه الثالث نقول مجملة محتملة لخلاف ما ذهبوا إليه .

احتجاجهم بالقرءان :

الشبهة الأولى :
قالوا : بيننا وبينكم الكتاب والسنة وأقوال أئمة الإسلام والمعقول الصحيح أما الكتاب فقوله تعالى :{ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } وهذا يعم جميع ما خلق الله فما الذي أخرج من عمومه الوجه المليح وهو من أحسن ما خلق وموضع الاستدلال به والاعتبار أقوى ولذلك يسبح الخالق سبحانه عند رؤيته كما قال بعض الناظرين إلى جميل الصورة :

ذي طلعة سبحان فالق صبحه ... ومماطف جلت يمين الغـــارس
مرت بأرجاء الخيال طيوفــــه ... فبكت على رسم السلو الدارس

ورؤية الجمال البديع تنطق ألسنة الناظرين بقولهم سبحان الله رب العالمين وتبارك الله أحسن الخالقين والله تعالى لم يخلق هذه المحاسن عبثا وإنما أظهرها ليستدل الناظر إليها على قدرته ووحدانيته وبديع صنعه فلا تعطل عما خلقت له .

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
فأما احتجاجهم بقوله تعالى { أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } فهو نظير احتجاجهم بعينه على إباحة السماع الشيطاني الفسقي - أي الغناء - بقوله تعالى : { فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } قالوا : والقول عام . فحملوا لفظه ومعناه ما هو بريء منه وإنما القول هاهنا ما أمرهم الله باستماعه وهو وحيه الذي أنزله على رسوله وهو الذي قال فيه : { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } وقال تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ } فهذا هو القول الذي أمروا باتباع أحسنه كما قال : { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } .
والنظر الذي أمرنا سبحانه به المؤدي إلى معرفته والإيمان به ومحبته والاستدلال على صدق رسله فيما أخبروا به عنه من أسمائه وصفاته وأفعاله وعقابه وثوابه لا النظر الذي يوجب تعلق الناظر بالصورة التي يحرم عليه الاستمتاع بها نظرا ومباشرة فهذا النظر الذي أمر الله سبحانه وتعالى صاحبه بغض بصره هذا مع أن القوم لم يبتلوا بالمردان وهم كانوا أشرف نفوسا وأطهر قلوبا من ذلك فإذا أمرهم بغض أبصارهم عن الصورة التي تباح لهم في بعض الأحوال خشية الافتتان فكيف النظر إلى صورة لا تباح بحال . ثم يقال لهذه الطائفة : النظر الذي ندب الله إليه نظر يثاب عليه الناظر وهو نظر موافق لأمره يقصد به معرفة ربه ومحبته لا النظر الشيطاني ويشبه هذا الاستدلال استدلال بعض الزنادقة المنتسبين إلى الفقه على حل الفاحشة بمملوك الرجل بقوله تعالى : { إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } ومعتقد ذلك كافر حلال الدم بعد قيام الحجة عليه وإنما تسترت هذه الطائفة لهواها وشهواتها وأوهمت أنها تنظر عبرة واستدلالا حتى آل ببعضهم الأمر إلى أن ظنوا أن نظرهم عبادة لأنهم ينظرون إلى مظاهر الجمال الإلهي ويزعمون أن الله سبحانه وتعالى عن قول إخوان النصارى يظهر في تلك الصورة الجميلة ويجعلون هذا طريقا إلى الله كما وقع فيه طوائف كثيرة ممن يدعي المعرفة والسلوك .

احتجاجهم بالسنة :

الشبهة الثانية :
قالوا : وأما السنة فالحديث المشهور : النظر إلى الوجه المليح عبادة .
وفي الحديث الآخر : اطلبوا الخير من حسان الوجوه . وفي هذا إرشاد إلى تصفح الوجوه وتأملها.

رد الشبهة:
قال الإمام ابن القيم :
وسئل شيخنا عمن يقول النظر إلى الوجه الحسن عبادة ويروى ذلك عن النبي فهل ذلك صحيح أم لا فأجاب بأن قال هذا كذب باطل ومن روى ذلك عن النبي أو ما يشبهه فقد كذب عليه فإن هذا لم يروه أحد من أهل الحديث لا بإسناد صحيح ولا ضعيف بل هو من الموضوعات وهو مخالف لإجماع المسلمين فإنه لم يقل أحد إن النظر إلى المرأة الأجنبية والصبي الأمرد عبادة ومن زعم ذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإن النظر منه ما هو حرام ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو مباح والله أعلم وأما الحديث الآخر وهو أطلبواالخير من حسان الوجوه فهذا وإن كان قد روي بإسناد إلا أنه باطل لم يصح عن رسول الله ولو صح لم يكن فيه حجة لهذه الطائفة فإنه إنما أمر بطلب الخير منهم لا بطلب وصالهم ونيل المحرم منهم فإن الوجه الجميل مظنة الفعل الجميل فإن الأخلاق في الغالب مناسبة للخلقة بينهما نسب قريب .

الشبهة الثالثة :
قالوا : وخطب رجل امرأة فاستشار النبي في نكاحها فقال : هل نظرت إليها ؟ فقال : لا . قال :اذهب فانظر إليها . ولو كان النظر حراما لما أطلق له أن ينظر فإنه لا يأمن الفتنة .

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
وأما أمر النبي للخاطب بأن ينظر إلى المخطوبة فذلك نظر للحاجة وهو مأمور به أمر استحباب عند الجمهور وأمر إيجاب عند بعض أهل الظاهر وهو من النظر المأذون فيه لمصلحة راجحة وهو دخول الزوج على بصيرة وأبعد من ندمه ونفرته عن المرأة فالنظر المباح أنواع هذا أحدها بخلاف النظر إلى الصورة المحرمة .

إيرادهم أقوال أهل العلم :

الشبهة الرابعة :
قالوا : وذكر الاسترباذي في كتاب مناقب الشافعي أن رجلا كتب إلى سعيد ابن المسيب :

يا سيد التابعين والبــرره ... نسيت في العشق سورة البــقره
فكن بفتواك مشفقا رفقـا ... باهى بك الله أكرم البـــــــــــرره
هل حرم الله لثم خد فتـى ... أوصافه بالجمال مشتهــــــــــره

فأجابه سعيد :

يا سائلي عن خفي لوعتـه ... عليك بالصبر تحمدن أثــره
ولا تكن طالبا لفاحشـــــــة ... أو كالذي ساق سيله مطره
وراقب الله واخش سطوته ... وخالف الفاسقين والفجـره
وقبل الخد من حبيبـــــك ذا ... في كل يوم وليلة عشـــــره

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
وأما ما ذكروا عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى فقد أجاب عنه سعيد نفسه فإنه لما مر به مرخية هذا السائل وكان من بني كلاب قال سعيد هذا من أكذب العرب قيل كيف يا أبا محمد قال أليس الذي يقول :

سألت سعيد بن المسيب مفتي المدينة ... هل في حب دهماء مـــــن وزر
فقال سعيــــــــد بن المســــيب إنمـــــا ... تلام على ما تستطيع من الأمر

كذب والله ما سألني عن شيء من هذا قط ولا أفتيته .
وإذا كان هذا جواب سعيد في مثل هذا فما جوابه لمن سأله : أن يقبل حبيبا أجنبيا كل يوم وليلة عشرة . فقبح الله الفسقة الكذابين على العلماء لا سيما على مثل سعيد فهؤلاء كلهم فسقة كاذبون أرادوا تنفيق فسقهم بالكذب على علماء وقتهم ولو صح عن سعيد لم يكن لكم فيه حجة فإن سعيدا أمره بالصبر أولا ومراقبة الله وخوف سطوته ومخالفة الفسقة ثم أمره بتقبيل خد من يحبه كل يوم عشر مرات وهذا قطعا إنما أراد به من يحل له تقبيله من زوجة أو سرية فأمره أن يعتاض بقبلتها من لا يحل له ولا يظن بعلماء الإسلام غير هذا إلا مفرط في الجهل أو متهم على الدين .

الشبهة الخامسة :
قالوا : وقال عمرو بن سفيان ابن ابنة جامع بن مرخية :

إنا سألنـــا مالكـــا وقرينــــــه ... ليث بن سعد عن لثام الوامق
أيجوز قالا والذي خلق الورى ... ما حرم الرحمن قبلة عاشـق

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
وأما ما ذكرتم عن عمرو بن سفيان ابن بنت جامع فمن ذكر هذا عن عمرو ابن سفيان ؟ ومن هو عمرو بن سفيان ابن بنت جامع بن مرخية هذا ؟ وهذا موضع البيتين المشهورين :

سألنا عن ثمالة كل حــي ... فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهالـــه

وهل يحل لأحد أن يصدق عن مالك والليث بن سعد أنهما أجازا تقبيل خد المرأة الأجنبية المعشوقة أو خد الأمرد الجميل الصورة ، هذا وقصة مالك مع الذي ضم صبياإليه فأفتى بضربه ستمائة سوط فمات .فقال له أبو الفتى : قتلت ابني . فقال : قتله الله . فمن هذا تشديده وفتواه هل يفتي بجواز تقبيل خدود المرد الحسان ؟
نعم ما حرم الرحمن قبلة عاشق يحل لمعشوقه مواصلته ولا قبلة الرجل خد ولده كما قبّل الصديق رضي الله عنه خد ابنته عائشة رضي الله عنها ورأى أعرابي النبي يقبل أحد ابني ابنته فقال : وإنكم لتقبلون الصبيان إن لي عشرة من الولد ما قبلتهم فقال : أو أملك لك إن نزع الله الرحمة من قلبك .

الشبهة السادسة :
قالوا : وكتب رجل إلى أبي جعفر الطحاوي :

أبــــا جعفـــــر ماذا تقــول فإنـــــه ... إذا نابنا خطب عليــك المعــــــول
فلا تنكرن قولي وأبشر برحمة ال ... إله عن الأمر الذي عنه نســــأل
أب الحب عار أم من الحب مهرب ... وهل من لحا أهل الصبابة يجهل
وهل بمبــــــاح فيه قتل متيــــــــــم ... يهــــــاجره أحبابـــه وهو يوصل
فرأيــــك في رد الجواب فـــــــإنني ... بما فيه تقضي أيها الشيخ أفعـل

فأجابه الطحاوي :

سأقضي قضاء في الذي عنه تسأل ... وأحكم بين العاشــــــقين فأعـــــــدل
فديتــــــك ما بالحب عار علمتــــــه ... وللعار ترك الحــــب إن كنت تعقــــل
ومهما لحا في الحب لاح فإنـــــــــه ... لعمرك عندي من ذوي الجهل أجهل
وليس مباحـــــــا عندنا قتل مسلـــــم ... بلا ترة بل قاتـــــل النفس يقتـــــــــل
ولكنــــه إن مات في الحب لم يكــن ... لــــه قود فيــــــه ولا عنه يعقـــــــل
وصالــك من تهوى وإن صد واجب ... عليــــك كذا حكـــــم المتيم يفعــــــل
فــــــهذا جـــــواب فيه عندي قناعة ... لمــــا جئت عنه أيها الصب تســـأل

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
وأما ما ذكر عن الطحاوي فلا نعلم صحته وإن صح فإنما أراد به التقبيل المباح فإن الرجل قد يبتلى بهجر زوجته أو أمته له فيسأل أطباء الدين وأطباء الجسم وأطباء الحب عن دوائه فيجيبه كل منهم بمقتضى علمه وما عنده وقد شكى مغيث زوج بريرة حبه لها فشفع عندها النبي أن تراجعه فلم تفعل . وشكى إليه رجل : أن امرأته لا ترد يد لامس . فقال : طلقها . فقال : إني أخاف أن تتبعها نفسي . فقال : استمتع بها . ذكره الإمام أحمد والنسائي .
قال بعض أهل العلم : راعى النبي دفع أعلى المفسدتين بأدناهما فإنه لما شكى إليه أنها لا ترد يد لامس أمره بطلاقها فلما أخبره عن حبها وأنه يخاف أن لا يصبر عنها ولعل حبه لها يدعوه إلى معصية أمره أن يمسكها مداواة لقلبه ودفعا للمفسدة التي يخافها باحتمال المفسدة التي شكا منها .
قال النسائي : هذا الحديث منكر .
وعندي - أي الإمام ابن القيم - :أن له وجها غير هذا كله فإن الرجل لم يشك من المرأة أنها تزني بكل من اراد ذلك منها ولو سأل عن ذلك لما أقره رسول الله على أن يقيم مع بغي ويكون زوج بغي ديوثا وإنما شكى إليه أنها لا تجذب نفسها ممن لاعبها ووضع يده عليها أو جذب ثوبها ونحو ذلك فإن من النساء من تلين عند الحديث واللعب ونحوه وهي حصان عفيفة إذا أريد منها الزنى وهذا كان عادة كثير من نساء العرب ولا يعدون ذلك عيبا .

الشبهة السابعة :
قالوا : ولا ريب أن الشريعة جاءت بالتزام الدخول في أدنى المفسدتين دفعا لأعلاهما وتفويت أدنى المصلحتين تحصيلا لأعلاهما فأين مفسدة النظر والقبلة والضم من مفسدة المرض والجنون أو الهلاك جملة .

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
وأما ما ذكرتم من مسألة التزام أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما فنحن لا ننكر هذه القاعدة بل هي من أصح قواعد الشريعة ولكن الشأن في إدخال هذه الصورة فيها بل نحاكمكم إلى هذه القاعدة نفسها فإن احتمال مفسدة ألم الحب مع غض البصر وعدم تقبيل المحبوب وضمه ونحو ذلك أقل من مفسدة النظر والتقبيل فإن هذه المفسدة تجر إلى هلاك القلب وفساد الدين وغاية ما يقدر من مفسدة الإمساك عن ذلك سقم الجسد أو الموت تفاديا عن التعرض للحرام فأين إحدى المفسدتين من الأخرى .

الشبهة الثامنة :
قالوا : فقد أباح الله سبحانه للمضطر الميتة والدم ولحم الخنزير وتناولها في هذه الحال واجب عليه قال مسروق والإمام أحمد رحمهما الله تعالى من اضطر إلى أكل الميتة فلم يأكل فمات دخل النار فغاية النظرة والقبلة والضمة أن تكون محرمة فإذا اضطر العاشق إليها فإن لم تكن واجبة فلا أقل من أن تكون مباحة فهذا قياس واعتبار صحيح وأين مفسدة موت العاشق إلى مفسدة ضمه ولمه .

رد الشبهة :
قال الإمام ابن القيم :
أن هذا يتبين بذكر قاعدة وهي أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل في العبد اضطرارا إلى الجماع بحيث إن لم يفعله مات بخلاف اضطراره إلى الأكل والشرب واللباس فإنه من قوام البدن الذي إن لم يباشره هلك ولهذا لم يبح من الوطء الحرام ما أباح من تناول الغذاء والشراب المحرم فإن هذا من قبيل الشهوة واللذة التي هي تتمة وفضلة ولهذا يمكن الإنسان أن يعيش طول عمره بغير تزوج وغير تسر ولا يمكنه أن يعيش بغير طعام ولا شراب ولهذا أمر النبي الشباب أن يداووا هذه الشهوة بالصوم وقال تعالى عن عشاق المردان : { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ } فأخبر أن الحامل على ذلك مجرد الشهوة لا الحاجة فضلا عن الضرورة .


===================
إعـلام الموقعين عن رب العالمـين
سيـــــــــــر أعـــــــــــلام النبــــــلاء
روضة المحبين ونزهة المشتاقيـن
" بتصرف "
===================​
 
كلام جامع مانع
***********************
بارك الله فيك على هذه التحفة
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا
في ميزان حسناتك

 
احسنت اخي بارك الله فيك
جزاكم الله كل خير وزادك علما وقدرا
وجعلكم من الذابين عن ديننا الحنيف
خالص تحياتي وشكري لك اخي الغالي
 
جزاك الله كل خير
جهد جميل يستحق الثناء
اسعدك الله في الدارين
 
عمل رائع و منظم، و موضوع قيم جزاك الله خيرا
بارك الله فيك على اهتمامك بمصالح أخواتك في الله
فهذا الأمر المذكور في الموضوع يعتبر من أنواع ظلم المرأة، أما الإسلام فهو ليحميها.

في هذه المواضيع المتشابهة و الواقعية ، لا أجد ما أتمناه دائما إلا القول أن أفضل سترة للمرأة هو بيتها لتجنب أدنى الضرر
هذا رأيي بكل بساطة ، رغم أنه ليس من بين ماورد في الموضوع و لكنه رؤية للواقع المعايش .

 
أشكركم إخوتي الكرام على مروركم الذي أسعدني كثيرا ..
ونصيحة خذوها مني .. متى ما اظلمت الدنيا عليك وصرت تحتار فاختر اقوال أصحاب القرون الثلاثة المفضلة والعلماء الذي على نهجهم فبهم حمي الدين ودفعوا الغالي والرخيص في سبيل الله تركوا الدنيا ولم يخافوا في الله لومة لائم ...
 
عودة
أعلى