وقفة لابد منها في أيام العيد

f.reda

مشـرف بكليـة العلـوم فارس المنتدى
طاقم الإدارة
46eab0297cVpB3qN.www.arabsbook.com.gif

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه إلى يوم الدين.

أشهد أن لا الله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا اله إلا الله وحده صدق وعده وأعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون أما بعد.

إن من رحمة الله جل و على أن سن للمسلمين شهرا كريما يؤجرون فيه من كل خير و بركات و حسنات ففتحت أبواب الجنان و غلقت أبواب النيران و صفدت الشياطين رحمة بنا و فرصة لنا لنربي أنفسنا التي بين جنبينا، فتسارع المسلمون طالبين الرحمة و المغفرة و العتق من النار و كلهم موقنين بإجابة رب البرية فهو الذي قال لعباده " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " [غافر:60].

و بعد كل هذه الليالي و ما فيها من قيام و تضرع و دعاء و قراءة للقرآن و تهجد بالمساجد هلَّ علينا يوم العيد ليفرح فيه المسلمون و يبتهج فيه الأطفال و تصِل فيه الأرحام و يتناسى فيه المختصمون أحقادهم و مشاكلهم فتتآلف القلوب و تسكن النفوس و تطيب الخواطر.

فلنفرح و نجعل أيام العيد فرحة ندخل من خلالها فسحة من الأمل على كل محتاج و يتيم و مسكين سواء كانت الفرحة نفسية أو مادية فلا تنسى أخي المسلم أختي المسلمة واجباتكم نحو هؤلاء بالانشغال بالدنيا و لهوها.

و من بين هؤلاء فئة تبكي حين نضحك و تحزن حين نفرح، فئة تعاني من غطرسة الاستعمار و تجبره و طغيانه و فظاعة جرائمه.

لعلكم إخواني أخواتي تعرفون الآن من أقصد، نعم هم أهلنا المستضعفون في بقاع الأرض الذين يعيشون في آلام و مآسي و دمائهم تسيل و جراحهم تنزف فيشكون حالهم إلى الله من ظلم الظالمين و تخاذل المسلمين، فكدنا ننسى وسط هذه الزحمة أن هناك قضية للمسلمين لا بد من العيش في سبيل تحقيق أهدافها.

و مما يزيد في تفطر القلب ما نسمعه من التحضيرات لاحتفالات العيد و ما فيها من مخالفات شرعية و هل يرضى الواحد فينا أن تقوم هذه الاحتفالات و جراح المسلمين تنزف.

فهل بهذه الطريقة نشكر الله على نعمة شهر رمضان و ما فيه من صيام و قيام و عبادة، لا و الله.

أليس الأجدر بنا أن نحافظ على ديننا و ندعم إخواننا في كل مكان بالنفس و النفيس و نشد على أيديهم و نؤازرهم في محنتهم التي هم فيها.

طبعا إخواني أخواتي ليس المقصود ألا نفرح و لكن نريد فقط أن نجعل من هذا العيد فرحة نفرح فيها و وقفة نقف من خلالها في صف إخواننا المستضعفين بالدعاء و جمع الأموال و إيصال كلمتهم إلى العالم أجمع حتى يعرف كل عاقل أن هؤلاء قد ظلموا و سلبوا حقهم في العيش الهنيء و الحياة السعيدة.

قـلـمـي المـتـواضـع


ghjgfjgfjghFO4h06R.www.arabsbook.com.gif
 
موضوع جميل
جزاك الله خيرا
كل عام وانت بخير
 
أحييك أخي على موضوعك الهادف فالتذكير أمر الله به وكما قلت فإن لنا إخوانا لا يهنئون بعيش ولا يعرفون معنى للعيد ونحن في غفلة وللمأمون الخليفة خطبة خطب بها يوم جمعة كأنه يصف حالنا قال فيها بعد أن أثنى على الله تعالى وذكر رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام :

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وحده، والعمل لما عنده، والتنجز لوعده، والخوف لوعيده، فإنه لا يسلم إلا من اتقاه ورجاه، وعمل له وأرضاه. فاتقوا الله عباد الله، وبادروا آجالكم بأعمالكم، وابتاعوا ما يبقى بما يزول عنكم ويفنى، وترحلوا عن الدنيا، واستعدوا للموت فقد اظلكم، وكونوا كقوم صِـــيحَ فيهم فانتبهوا، وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا، فإن الله عز وجل لم يخلقكم عبثا، ولم يترككم سدى، وما بين أحدكم وبيني الجنة والنار إلا الموت أن ينزلن به؛ وإن غاية تنقصها اللحظة، وتهدمها الساعة الواحدة، لجديرة بقصر المدة؛ وإن غائبا يحدوه الجديدان الليل والنهار؛ لجدير بسرعة الأوبة، وإن قادما يحل بالفوز أو بالشقوة لمستحق لأفضل العدة. فاتقى عبد ربه، ونصح نفسه، وقدم توبته، وغلب شهوته؛ فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به، يزين له المعصية ليركبها، ويمنيه التوبة ليسوفها، حتى تهجم عليه منيته، أغفل ما يكون عنها. فيالها حسرة على كل ذي غفلة، أن يكون عمره عليه حجة، أو تؤديه منيته إلى شقوة. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة، ولا تقصر به عن طاعة ربه غفلة، ولا تحل به بعد الموت فزعة، إنه سميع الدعاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فعال لما يريد.
 
موضوع جميل
جزاك الله خيرا
كل عام وانت بخير

شكرا جزيلا على كلماتك اللطيفة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
كل عام و انت بخير
 
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك


و إياكم مشرفنا العزيز
شكرا لك على التشجيع المستمر
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
 
أحسنت أخي العزيز و جعل أعمالكم في ميزان حسناتكم .

شرف لي مرورك من هنا مشرفنا العزيز
بارك الله فيك
و شكرا لك على الكلمات اللطيفة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
 
أحييك أخي على موضوعك الهادف فالتذكير أمر الله به وكما قلت فإن لنا إخوانا لا يهنئون بعيش ولا يعرفون معنى للعيد ونحن في غفلة وللمأمون الخليفة خطبة خطب بها يوم جمعة كأنه يصف حالنا قال فيها بعد أن أثنى على الله تعالى وذكر رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام :

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وحده، والعمل لما عنده، والتنجز لوعده، والخوف لوعيده، فإنه لا يسلم إلا من اتقاه ورجاه، وعمل له وأرضاه. فاتقوا الله عباد الله، وبادروا آجالكم بأعمالكم، وابتاعوا ما يبقى بما يزول عنكم ويفنى، وترحلوا عن الدنيا، واستعدوا للموت فقد اظلكم، وكونوا كقوم صِـــيحَ فيهم فانتبهوا، وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا، فإن الله عز وجل لم يخلقكم عبثا، ولم يترككم سدى، وما بين أحدكم وبيني الجنة والنار إلا الموت أن ينزلن به؛ وإن غاية تنقصها اللحظة، وتهدمها الساعة الواحدة، لجديرة بقصر المدة؛ وإن غائبا يحدوه الجديدان الليل والنهار؛ لجدير بسرعة الأوبة، وإن قادما يحل بالفوز أو بالشقوة لمستحق لأفضل العدة. فاتقى عبد ربه، ونصح نفسه، وقدم توبته، وغلب شهوته؛ فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به، يزين له المعصية ليركبها، ويمنيه التوبة ليسوفها، حتى تهجم عليه منيته، أغفل ما يكون عنها. فيالها حسرة على كل ذي غفلة، أن يكون عمره عليه حجة، أو تؤديه منيته إلى شقوة. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة، ولا تقصر به عن طاعة ربه غفلة، ولا تحل به بعد الموت فزعة، إنه سميع الدعاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فعال لما يريد.

جزاك الله خيرا استاذي العزيز حضرموت
تشرفت بك

اشكرك كثيرا على إثراء الموضوع بهذه الخطبة المشهورة للخليفة المأمون

لو سمحت لي أستاذي بإضافة مرجع الخطبة حتى يستطيع الجميع المراجعة

طبعا هذه الخطبه مأخوذه من كتاب العقد الفريد

تأليف

الفقيه احمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي
المتوفي سنة 328 هـ

الجزء الرابع

الصفحة 192
 
عودة
أعلى