الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه إلى يوم الدين.
أشهد أن لا الله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا اله إلا الله وحده صدق وعده وأعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون أما بعد.
إن من رحمة الله جل و على أن سن للمسلمين شهرا كريما يؤجرون فيه من كل خير و بركات و حسنات ففتحت أبواب الجنان و غلقت أبواب النيران و صفدت الشياطين رحمة بنا و فرصة لنا لنربي أنفسنا التي بين جنبينا، فتسارع المسلمون طالبين الرحمة و المغفرة و العتق من النار و كلهم موقنين بإجابة رب البرية فهو الذي قال لعباده " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " [غافر:60].
و بعد كل هذه الليالي و ما فيها من قيام و تضرع و دعاء و قراءة للقرآن و تهجد بالمساجد هلَّ علينا يوم العيد ليفرح فيه المسلمون و يبتهج فيه الأطفال و تصِل فيه الأرحام و يتناسى فيه المختصمون أحقادهم و مشاكلهم فتتآلف القلوب و تسكن النفوس و تطيب الخواطر.
فلنفرح و نجعل أيام العيد فرحة ندخل من خلالها فسحة من الأمل على كل محتاج و يتيم و مسكين سواء كانت الفرحة نفسية أو مادية فلا تنسى أخي المسلم أختي المسلمة واجباتكم نحو هؤلاء بالانشغال بالدنيا و لهوها.
و من بين هؤلاء فئة تبكي حين نضحك و تحزن حين نفرح، فئة تعاني من غطرسة الاستعمار و تجبره و طغيانه و فظاعة جرائمه.
لعلكم إخواني أخواتي تعرفون الآن من أقصد، نعم هم أهلنا المستضعفون في بقاع الأرض الذين يعيشون في آلام و مآسي و دمائهم تسيل و جراحهم تنزف فيشكون حالهم إلى الله من ظلم الظالمين و تخاذل المسلمين، فكدنا ننسى وسط هذه الزحمة أن هناك قضية للمسلمين لا بد من العيش في سبيل تحقيق أهدافها.
و مما يزيد في تفطر القلب ما نسمعه من التحضيرات لاحتفالات العيد و ما فيها من مخالفات شرعية و هل يرضى الواحد فينا أن تقوم هذه الاحتفالات و جراح المسلمين تنزف.
فهل بهذه الطريقة نشكر الله على نعمة شهر رمضان و ما فيه من صيام و قيام و عبادة، لا و الله.
أليس الأجدر بنا أن نحافظ على ديننا و ندعم إخواننا في كل مكان بالنفس و النفيس و نشد على أيديهم و نؤازرهم في محنتهم التي هم فيها.
طبعا إخواني أخواتي ليس المقصود ألا نفرح و لكن نريد فقط أن نجعل من هذا العيد فرحة نفرح فيها و وقفة نقف من خلالها في صف إخواننا المستضعفين بالدعاء و جمع الأموال و إيصال كلمتهم إلى العالم أجمع حتى يعرف كل عاقل أن هؤلاء قد ظلموا و سلبوا حقهم في العيش الهنيء و الحياة السعيدة.
قـلـمـي المـتـواضـع