بنت الشهداء
Well-Known Member
تابع(ما العلاقة بين الشكر والصبر ورمضان)
الأعمال في رمضان لها ميزان مختلف وأجر مختلف فاشكر الله.
واصبر: على تحصيل الإخلاص، فالإخلاص عزيز..
وتنبه هنا إلى أن المضاعفة ليست لكل أحد ولا تكون بمجرد القيام بالعمل، بل يعمل العمل وفي قلبه " إيمانٌ واحتسابٌ" إيمانٌ: أي امتثال لأمر الله ، وتصديق بوعده.
واحتسابٌ: بطلب الأجر من الله تعالى، والناس يتفاوتون في الأجر على حسب ما قام في قلوبهم من الإيمان والتقوى.
اشكر الله: أن يسر للأمة طريقة العلم بدخول الشهر.
ففي الحديث: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» [رواه البخاري].
والرؤية تكون بالعين المجردة، فهل أحسسنا بهذه النعمة ؟!
كثير هم أولئك الذين يدخلون الشك في الناس فتراهم يقولون: وصل الناس إلى القمر ونحن لازلنا ننظر إلى القمر بالعين المجردة !!
فما الموقف في مثل هذه الحالات؟
اصبر:على الشائعات المشككة، ثم إن الدليل جاء فيه (لرؤيته) أي بالعين المجردة.
فإن الناس لو كلفوا الحساب لضاق عليهم لأنه لا يعرفه إلا أفراد، والشرع إنما يعرف الناس بما يعرفه جماهيرهم.
فلو كان أحدهم في صحراء لعلم بدخول الشهر وصام فرضه.
اشكر الله:على ما تفضل به على هذه الأمة فأعطاها خمس خصال لم تعطها أمة من الأمم:
1. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2. تستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا.
3. يزين الله في كل يوم جنته ويقول: «يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك» [رواه أحمد] .
فالله يعلم أننا في هذه الحياة الدنيا في أذى، وكل ما معنا ما هو إلا مجرد مؤونة، ستأتي لحظة قريبا جدا "يوشك " أن ننفض عنا هذه المؤونة وهذا الأذى، ويصير العبد الصالح إلى جنات النعيم.
4. تصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.
5. يغفر الله لهذه الأمة في آخر ليلة منه .
يغفر لمن كان متعبدًا .. ولنسأل أنفسنا ما حالنا في آخر ليلة من ليالي رمضان؟!
واصبر:حتى تلقي عنك المؤونة وهذا الأذى وتصير إلى الجنة ونعيمها..
اشكر الله:أن جعل الصوم جنّة.
جنّة: حصن حصين من النار. فالصوم حفظ من المعاصي، وردء من السيئات، وحجاب من النار، وجنة من غضب الجبار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الصيام جنّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إنّي صائم» [رواه البخاري].
اصبر:حتى يكون الصوم كذلك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إنّي صائم» [رواه البخاري].
وقل بصوت: إنّي صائم.. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى من الدنيا ما يعجبه وخاف أن تتعلق نفسه قال: «لبيك إن العيش عيش الآخرة» [مسند الإمام الشافعي].
فالشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بصوت :«لبيك إن العيش عيش الآخرة» مذكرًا نفسه ومزهدًا إياها في الدنيا. قال السعدي: " فقول الصائم بصوت ' إني صائم ' فيه فائدة فكأنه يريد قول : اعلم أنه ليس بي عجز عن مقابلتك على ما تقول، ولكني صائم، أحترم صيامي وأراعي كماله، وأمر الله ورسوله، واعلم أن الصيام يدعوني إلى ترك المقابلة ويحثني على الصبر، فما عملته أنا خير وأعلى مما عملته معي أيها المخاصم " أ.هـ.
واعلم أن للصوم ثلاث مراتب :
صوم العموم:
وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة..
وهذا كل الناس يقوم به.
وهذا كل الناس يقوم به.
صوم الخصوص:
وهو كف النظر، واللسان، واليد، والسمع عن الآثام.
صوم خصوص الخصوص:
وهو صوم القلب عن الهمم الدنية، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفه عما سوى الله بالكلية. وهذا لا يبلغه العبد إلا بجهد وصبر.
اشكر الله:
على زوال المعوقات لفعل القربات.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» [رواه البخاري].
فالإنسان مبتلى بالشيطان وهوى النفس. وفي رمضان زال أحد هذه المعوقات وهو الشيطان «سلسلت الشياطين » أي : حبست .
فاشكر الله على زوال هذا المعوق.. وبقي عائق هوى النفس فاصبر عليه واطلب القبول وضاعف شكرك.
يتبع....