ورد ذلك في بحث منشور بعدد هذا الشهر من مجلة "القلب" الأميركية المتخصصة.
فقد قام باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بدراسة السجلات الطبية لـ 554 مريضا ممن كانوا يعالجون من مرض السكري بحقن الأنسولين، وكانوا أيضا يعانون من حالة متقدمة من مرض قصور القلب.
وبعد أخذ العوامل الصحية الأخرى في الاعتبار، انتهت الدراسة إلى أن العلاج بالأنسولين يرفع –بصورة واضحة– احتمال الوفاة بالنسبة لمرضى الحالات المتقدمة من قصور القلب.
وجد الباحثون أن معدل الوفاة بين مرضى قصور القلب الذين يعالجون من السكري بالأنسولين كان يفوق، بأربعة أضعاف، مثيله لدى مرضى قصور القلب الذين يُعالجون من السكري بعقاقير بواسطة الفم.
وامتدت حياة 85.8% من مرضى قصور القلب الذين يُعالجون من السكري بعقاقير عبر الفم لعام على الأقل، بينما امتدت بنفس المدة حياة 62.1% فحسب من مرضى قصور القلب الذين يُعالجون من السكري بالأنسولين.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن ثمة علاقة بين النوع الثاني من مرض السكري والعلاج بالأنسولين وقصور القلب.
ولكن هذه الدراسة الجديدة من جامعة كاليفورنيا هي الأولى التي تشير لدور الأنسولين في رفع احتمالات الوفاة لمرضى هبوط القلب الذين يعالجون من السكري، وإن كانت الحاجة لا تزال ماسة لمزيد من الدراسات لفهم آلية حدوث ذلك، ولتحديد أفضل الأساليب للتحكم في سكر الدم لدى مرضى السكري وقصور القلب، دون أن يؤدي ذلك لتفاقم حالتهم الصحية.
يُذكر أن ثمة نوعين من مرض السكري الأول منهما، يهاجم الجهاز المناعي للجسم –على سبيل الخطأ– متلفا خلايا "بيتا" الموجودة في جُزيرات البنكرياس، وهي التي تُنتج الأنسولين، وينتج عن تدمير هذه الخلايا زيادة سكر الغلوكوز في الدم بصورة كبيرة، ومن ثم ظهور مرض السكري.
أما الثاني -وهو الأكثر شيوعا- فإن خلايا "بيتا" تنتج الأنسولين، ولكنه يكون بكميات ضئيلة، أو بكميات مناسبة ولكن لا يستطيع الجسم الاستفادة منه لسبب أو لآخر.
ويعاني من قصور القلب في الولايات المتحدة وحدها حوالي 5 ملايين شخص، كما أن نسبة تتراوح بين 25 و 44% من مرضى قصور القلب يعانون كذلك من مرض السكري.
وكالات