flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
أمراضُ الخَـنازيــر(قصيدة)
عَدَتْ على النـَّاس أمراضُ الخَـنازيـرِ
من سُوءِ حالٍ و تفريطٍ و تقصيـــــــرِ
و حُـبِّ دنيـــا و إعــــلاءٍ لقيـمتهـــــا
و شـحِّ نفــسٍ و إيغـــالٍ بتقـــتـِيـــْــــرِ
عدَت على الناس في ذعرٍ تـُطاردهُـم
كأنهــا عـَلـِمـَتْ سـُـوءَ الأسَاريــْــــــرِ
فـي كفـِّهَــا مِعـولُ الحفــَّـارِ تحملـــُــه
و النـَّعـش ينقــُشـُه ضَربُ المساميـــرِ
ففـي الجُمُوع أرى خوفــَـا يُطوقـُهـُــم
و في الزَّحـام أرى ســُوءَ التعـــابيـــرِ
و في الوجوه أرى الأحزان شاخصـةً
و في العيـون أرى بـؤس التـَّصاويـــرِ
حمـَّى الخنازيـر إسم صرتُ أكرهـُــهُ
أصــابَ قلبـا هوى من غير تطهيـــرِ
و صـورةٌ شـَحـِبت و البؤس غلـَّـفـَهـا
و طـفـلــةٌ سقطــت في قبضة الزِّيـــْـرِ
و قـبـلـَـهــا أقلبت أخـرى لهــــــا ذَنـَبٌ
و أخـتـُهـا أقبـلـت في جـُنــح عصفــور
و المــوت إن جـــاء لا طـبٌ سيـدفعـُهُ
و ليــس يـَغـلـِبــُه كـُـثــر المحــاذيــــر
فــإن فــي القــدس مـدَّ الموتُ قائــمــةً
و ســار يهــدم أعشــاش العصافـــيـــرِ
طــارت كواسِــرُه كي تستبـيـحَ دمــي
ســـودُ الــوجـُوهِ كئيبــاتُ المنــاقــيـــرِ
مــدَّت علــى الدار جـُنـحا ثـُمَّ تقبـِضـُه
و الغــدر مـُتـَّـقـِـدٌ في قـلــب شــريــــرِ
و ألــفُ بــارجــةٍ جـاءت لتضربــنــي
و ألــفُ مـومـســةٍ و الــفُ سـِـكـِّـيــْــرِ
و حـَـول بغــدادَ أرسـَى الموتُ خيمتـَهُ
بـِـبـَـابِ دارٍ عَــلاهـا صَــوتُ تـَكـبـيــرِ
و حين داسـوا ثرى الأفغـان أحرقــهــم
و صـار يطلـُـبُـهـُــم ملــيــونُ نحـريـــرِ
هـُم أوهـَمـُـوا القـوم أن الكفر ناصرُهُم
فـَـأيــَّدُوهم بـِقـتـلـِـي بِـاسـمِ تـَحريـــري
و أســسـوا للـغـَوَانـِي صَـرحَهـُنَّ و قـد
صـَـاحَ المــؤَذن "رِفـْـقـَاً بـالقـَـواريـْـــرِ"
داءٌ يـَمَــسُّ شـِغـافَ القلبِ يــُحرقـهــــا
و يـَسـتـَحـِـلُّ وُريـقـَــاتِ الأزاهـِـيــــــــرِ
و يـسـتـبــيـحُ حـُـدودَ النـَّـفس يُكـْرِهـُهـَا
علـى الـبـَـغــَـاء بِـإيــهـَـامٍ و تــَــزويـْـــرِ
و كـُــلُّ حــدِّ حـَـرامٍ كــان يـَـهـْتـِكــُــــــه
مـن كــانَ يَسمَـعُ دَعــوى نـَافِـخِ الكِـيـْــرِ
هــذا هـــو الــدَّاء فِـيـْنـَـا مُـذ ألـَـمَّ بِـنــَــا
حـُـبُّ البـُكـاء على عـَـزفِ المـَـزامــيــــرِ
و الضَّرب بالطَّــبل في رأسي يـُقـرِّعــُه
و ســيـفُ غـَـدرٍ أتانِـي قـَصدَ تطبـيــري
فــالــداءُ مـا كانَ يُعــدي لــو أريْـدَ لـَــهُ
أن لا يـَـكـــونَ بـِـإيـجــــادٍ و تـقديــــــرِ
و كــلُّ شــيءٍ لـــه قــَـدْرٌ و منــزلـــــة ٌ
و كـــلُّ شــيء الــى أمـــرٍ و تــدبــيـــرِ
و كـــل صــاحبِ أمـــرٍ يستعـِــدُّ لــــَــه
و أعظـم الـــداء في ســَنِّ الــدَّسـَـاتــيــرِ
و مــن أحــلَّ حـرامــا كـَانَ يعـلــَمـُــــه
و مــن أقــام بـيــوتــَــا للـمــواخـيـــــــر
و مــن تــوجـَّـه للكــفــار يَـتـبـَعـُهـــُـــم
في الحرب و السلم في حبٍّ و توقــيـــرِ
هــذا الـبـَـلاء الــذي قـَـدْ عـَـمَّ أمَّـتـَـنــَـا
حيــن اقــتـَـدَيــنـَـا بأحفـاد الخـنــازيـــرِ
المصدر :
عَدَتْ على النـَّاس أمراضُ الخَـنازيـرِ
من سُوءِ حالٍ و تفريطٍ و تقصيـــــــرِ
و حُـبِّ دنيـــا و إعــــلاءٍ لقيـمتهـــــا
و شـحِّ نفــسٍ و إيغـــالٍ بتقـــتـِيـــْــــرِ
عدَت على الناس في ذعرٍ تـُطاردهُـم
كأنهــا عـَلـِمـَتْ سـُـوءَ الأسَاريــْــــــرِ
فـي كفـِّهَــا مِعـولُ الحفــَّـارِ تحملـــُــه
و النـَّعـش ينقــُشـُه ضَربُ المساميـــرِ
ففـي الجُمُوع أرى خوفــَـا يُطوقـُهـُــم
و في الزَّحـام أرى ســُوءَ التعـــابيـــرِ
و في الوجوه أرى الأحزان شاخصـةً
و في العيـون أرى بـؤس التـَّصاويـــرِ
حمـَّى الخنازيـر إسم صرتُ أكرهـُــهُ
أصــابَ قلبـا هوى من غير تطهيـــرِ
و صـورةٌ شـَحـِبت و البؤس غلـَّـفـَهـا
و طـفـلــةٌ سقطــت في قبضة الزِّيـــْـرِ
و قـبـلـَـهــا أقلبت أخـرى لهــــــا ذَنـَبٌ
و أخـتـُهـا أقبـلـت في جـُنــح عصفــور
و المــوت إن جـــاء لا طـبٌ سيـدفعـُهُ
و ليــس يـَغـلـِبــُه كـُـثــر المحــاذيــــر
فــإن فــي القــدس مـدَّ الموتُ قائــمــةً
و ســار يهــدم أعشــاش العصافـــيـــرِ
طــارت كواسِــرُه كي تستبـيـحَ دمــي
ســـودُ الــوجـُوهِ كئيبــاتُ المنــاقــيـــرِ
مــدَّت علــى الدار جـُنـحا ثـُمَّ تقبـِضـُه
و الغــدر مـُتـَّـقـِـدٌ في قـلــب شــريــــرِ
و ألــفُ بــارجــةٍ جـاءت لتضربــنــي
و ألــفُ مـومـســةٍ و الــفُ سـِـكـِّـيــْــرِ
و حـَـول بغــدادَ أرسـَى الموتُ خيمتـَهُ
بـِـبـَـابِ دارٍ عَــلاهـا صَــوتُ تـَكـبـيــرِ
و حين داسـوا ثرى الأفغـان أحرقــهــم
و صـار يطلـُـبُـهـُــم ملــيــونُ نحـريـــرِ
هـُم أوهـَمـُـوا القـوم أن الكفر ناصرُهُم
فـَـأيــَّدُوهم بـِقـتـلـِـي بِـاسـمِ تـَحريـــري
و أســسـوا للـغـَوَانـِي صَـرحَهـُنَّ و قـد
صـَـاحَ المــؤَذن "رِفـْـقـَاً بـالقـَـواريـْـــرِ"
داءٌ يـَمَــسُّ شـِغـافَ القلبِ يــُحرقـهــــا
و يـَسـتـَحـِـلُّ وُريـقـَــاتِ الأزاهـِـيــــــــرِ
و يـسـتـبــيـحُ حـُـدودَ النـَّـفس يُكـْرِهـُهـَا
علـى الـبـَـغــَـاء بِـإيــهـَـامٍ و تــَــزويـْـــرِ
و كـُــلُّ حــدِّ حـَـرامٍ كــان يـَـهـْتـِكــُــــــه
مـن كــانَ يَسمَـعُ دَعــوى نـَافِـخِ الكِـيـْــرِ
هــذا هـــو الــدَّاء فِـيـْنـَـا مُـذ ألـَـمَّ بِـنــَــا
حـُـبُّ البـُكـاء على عـَـزفِ المـَـزامــيــــرِ
و الضَّرب بالطَّــبل في رأسي يـُقـرِّعــُه
و ســيـفُ غـَـدرٍ أتانِـي قـَصدَ تطبـيــري
فــالــداءُ مـا كانَ يُعــدي لــو أريْـدَ لـَــهُ
أن لا يـَـكـــونَ بـِـإيـجــــادٍ و تـقديــــــرِ
و كــلُّ شــيءٍ لـــه قــَـدْرٌ و منــزلـــــة ٌ
و كـــلُّ شــيء الــى أمـــرٍ و تــدبــيـــرِ
و كـــل صــاحبِ أمـــرٍ يستعـِــدُّ لــــَــه
و أعظـم الـــداء في ســَنِّ الــدَّسـَـاتــيــرِ
و مــن أحــلَّ حـرامــا كـَانَ يعـلــَمـُــــه
و مــن أقــام بـيــوتــَــا للـمــواخـيـــــــر
و مــن تــوجـَّـه للكــفــار يَـتـبـَعـُهـــُـــم
في الحرب و السلم في حبٍّ و توقــيـــرِ
هــذا الـبـَـلاء الــذي قـَـدْ عـَـمَّ أمَّـتـَـنــَـا
حيــن اقــتـَـدَيــنـَـا بأحفـاد الخـنــازيـــرِ
المصدر :
الجبوري/منتدى أنا المسلم