دَمْهُوجِى مول

Samir Aser

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم

دَمْهُوجِى مول
GW126H173


آاااااه ..... يالله تعوذ الناس وبسملوا وحوقلوا ؛ ياتُرى من سيموت اليوم ؟! ؛ فقد قام الدَمْهُوجِى منذ الصباح الباكر

بفرش الأرض أمام الجامع الكبير بالقش ؛ ومامن مرة قام بذلك إلاّ وكان عذرائيل فى اثره قابضا لروح واحد من

الناس أو أكثرفى البلدة الصغيرة . عجيب أمر هذا الدمهوجى كانت المرة الأولى التى عُرف فيها هذا الأمر عنه واشتهر

عندما صعد كالمجنون فوق سطح بيت أبيه ؛ وأخذ يلقى ببالات القش من فوقه ؛ ثم عاد ونزل يفرش القش بهمة أمام

البيت ؛ اعترضه زوج أمه فى هذا الوقت وأشبعه لطما وركلاً ؛ وركب حمارته ومضى يسب ويلعن ؛ ولم يلبث أن دهمته

شاحنةثقيلة سوَّته بالأرض وهو يعبر إلى الجانب الآخر من الشارع . يومها قال الناس : هذا عقاب رب العالمين لهذا

الرجل الفظ الذى استولى على دار هذا اليتيم بعد أن تزوج أمه وطرده وهو غض صغير يهيم فى الشوارع كالقطط والكلاب

الضالة . وقال قائل : بل هى كرامة أظهرها الله على يد الدمهوجى .لا يعرف الكثيرون من أهل هذه البلدة الصغيرة

تاريخ هذا الدمهوجى ؛ لا يعرفون عنه سوى هذه الجثة الضخمة التى لايكاد يستر عورتها شىء ؛ يرونه يوميا فى

رحلة الذهاب والإياب اليومية والتى يمكن للواحد منهم أن يضبط ساعته عليها .... فى الصباح يسير فى اتجاه الكوبرى

ليعبر للإتجاه الآخر ؛ فى يده فرع شجرة أخضر صغير أو بعض أعواد البرسيم ؛ من أين يأتى بها ؛ لايعرف أحد ....

ينحدر كبالة التبن ؛ يعبر الكوبرى حتى منتصفه ويقف عند حافته ؛ ويطل برأسه الضخم لأسفل يتأمل ماء النيل الجارى ؛

ثم يطلق صرخة طفولية مرحة ويلقى بأعواده الخضراء فى الماء ؛ ثم يكمل مسيره للجانب الآخر من النهر . وفى

رحلة المساء ؛ رحلة الإياب ؛ يرونه عائدا حاملا لقالب من الطوب الأحمر يقبض عليه باحكام تحت ابطه ... من أين أتى

به ؛ لا يعرف أحد .لم يكن ليجرؤ أحد على اعتراضه فى شىء أو تتبعه فى رحلاته وجولاته على شاطىء النيل ؛ خاصة

بعد أن اشتهر عنه بأنه المقدمة الأولى لملك الموت ؛ وإن كان يقسم العِجْل ؛ صاحب سلسلة محلات العِجْل للفول والفلافل ؛

بأن الدمهوجى سبب غناه عندما تقدم منه وهو مازال بائع صغير ؛ وأمسك بعجينة الطعمية ورمى بها كلها فى الزيت المغلى

.... ومن يومها فتح الله عليه وكثرت مكاسبه وفتح سلسلة محلاته محلات العِجْل الشهيرة . بل تقسم أكثر من امرأة بأنها

حبلت بعد مشقة عندما بخ الدمهوجى الماء بفيه فى وجهها . ويتناقل الناس الكثير من كرامات الدمهوجى ونوادره ؛ ولكن

لايستطيع أحد الإقتراب منه أو اعتراضه أو لمسه. ففى كل مرة يأتى حاملا لبالة من بالات القش ويأخذ فى فرشها أمام

الجامع الكبير إلا وسرعان ما تتعالى صرخات النساء معلنة وفاة واحد من البشر . مرت ساعات النهار الأولى بطيئة

شديدة الوطئة ؛ والكل قد تحفزت أذناه لسماع الصرخات المعلنة لانتقال أحدهم للعالم الآخر ؛ دون جدوى ؛ ثم تتالت

همسات حذره بأن الدمهوجى قد استلقى على ظهره على القش أمام الجامع الكبير فارداً ذراعيه ضاماً

قدميه ؛ مائلاً بعنقه كالمصلوب .

يتبع

GW166H192
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

تحية الاسلام

جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
كل عام وانت الى الله اقرب​
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أثابكم المولى الكريم بجوامع الخير ؛ وكل عام وأنتم بخير
 
عودة
أعلى