الـ «آي بود» يقتنى في لبنان للمفاخرة وليس للحاجة

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينضم إلى الأجهزة الإلكترونية الجوالة وتقليعات الموضة في العصر الرقمي

internet.297015.jpg

لم يخط الـ «ipod» خطوات واثقة في لبنان على غرار ما فعل في أوروبا والولايات المتحدة، كما انه لم يجعل الريبة تتسلل الى مالكي متاجر بيع الاسطوانات الموسيقية، بل انضم الى قائمة «التشبيح» اللبنانية (كلمة تطلق على المفاخرة بالمقتنيات)، التي حولته اداة يتباهى بها حاملها ويعرضها إلى جانب هاتفه النقال الحديث، ومفتاح السيارة (طراز السنة طبعا) في الاماكن العامة للدلالة على مكانة اجتماعية ينتمي اليها او يصبو الى الارتقاء اليها. جنوح اللبنانيين نحو امتلاك الكماليات لم يجعل الـ «Ipod» يؤسس لعصر رقمي، ولا تزال علاقة اللبنانيين به مقتصرة على استهلاك منمط، وقد يعود السبب الرئيسي الى ارتفاع ثمنه مقارنة بأجهزة تشغيل الموسيقى الاخرى ولو ان الفارق يبدو شاسعاً بينها. ومن النادر ان تلحظ لدى مرورك بالكورنيش البحري (غرب بيروت) من يهرول على ايقاع موسيقى الـ «Ipod»، او تسجل انتشاره في الجامعات، على رغم تصدره قائمة اجهزة الموسيقى الرقمية الاكثر شعبية في العالم.
والـ «Ipod» سليل عائلة «ابل» apple الشهيرة، التي تمعن في ادهاشنا يوماً بعد يوم، يتابع قفزاته الهائلة نحو توسيع قدرته التخزينية والابتكار في شكله الخارجي وزيادة عمر البطارية التي تشغله* لكن التفاوت في سعره في لبنان من 350 دولاراً للجهاز التي تبلغ قدرته 4 جيجابايت الى 420 دولاراً، للـ 20 جيجابايت و550 دولاراً للـ 40 جيجابايت والذي يتجاوز قدرة اللبنانيين الشرائية، جعله محصوراً بخانة «التقليعات» المبتكرة.

وفي هذا الاطار، يشير احد العاملين في محل لتجهيز الكومبيوتر الى «ان الطلب على «Ipod» ليس في ازدياد مضطرد على غرار باقي الاجهزة»، محدداً «ان هوية مغنيي الـ «Ipod» شبابية وثمة مؤشر واضح الى ان شراءه يدخل من باب التقليد او الموضة بشكل رئيسي، فضلاً عن قدرته على تخزين آلاف الملفات الصوتية في جهاز صغير وخفيف بحجم راحة اليد». ويضيف: «ان تحميل الموسيقى على «Ipod» يضع اللبنانيين امام محرك غوغل للبحث عن مواقع الموسيقى في الشبكة العنكبوتية وميلهم واضح نحو المواقع المجانية وابرزها www.6arab.com الذي يحتوي الاصدارات العربية المتنوعة»، لافتاً الى «ان خدمة I itunes التي طورتها «ابل» لهذه الغاية لا تدخل ضمن قائمة الاولويات، فضلاً عن باقي مواقع بيع الموسيقى لان سعر تحميل الاغنية الواحدة يبلغ حوالي الدولار، وهذا الاخير لا يشكل حافزاً الى غالبية مغنيي الـ «Ipod». الى ذلك، لا ينفك الـ «Ipod»، مشغل الموسيقى الجوال mp3 player والمتوافق مع اجهزة «الماكنتوش» و«البي سي» على حد سواء، في متابعة قفزاته. وبعد ان كان يخزن حوالي الف اغنية، بات يخزن اليوم 10 الاف اغنية، اضافة الى ان التعديلات الجديدة على الجهاز التي طاولت شكله الخارجي ونقلت موقع الازرار من اسفل الشاشة لتزنر بها الزر الدائري الذي يستخدم في تصفح القوائم المختلفة، كما ان البطارية التي تشغله باتت تعمل لاثني عشرة ساعة مقارنة بثماني ساعات في النسخة السابقة. وانتشاره في العالم كان حافزاً لنمو مواقع تحميل الاغاني كالفطر على الشبكة العنكبوتية.
 
هذا حالنا نحب المظاهر ولا نستفيد جيداً من التقنية
 
عودة
أعلى