بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأولين والآخرين و على آله و اصحابه اجمعين و بعد...
...اخوتى واخواتى...
اهدى إليكم الجزء الرابع و الأخير من النصائح المقتبسة من كتاب
هكذا علمتنى الحياة
للدكتور مصطفى السباعى ارجو ان تنال رضاكم
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأولين والآخرين و على آله و اصحابه اجمعين و بعد...
...اخوتى واخواتى...
اهدى إليكم الجزء الرابع و الأخير من النصائح المقتبسة من كتاب
هكذا علمتنى الحياة
للدكتور مصطفى السباعى ارجو ان تنال رضاكم
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
1.الكرام يتعاملون بالثقة، و يتواصلون بحسن الظن و يتوادون بالإغضاء عن الهفوات
2.ثلاث هن من عيشة المؤمن: عبادة الله، و نصح الناس، و بذل المعروف.
3.ثلاث هن من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، و أداء الأمانة، وسخاء النفس.
4.ثلاث هن من خلق المؤمن: الإغضاء عن الزلة، و العفو عند المقدرة، و نجدة الصديق مع ضيق ذات اليد.
5.يتساءلون عنك يا ربي : أين أنت؟ فيا عجبا للعمي البله! متى كنت خفيا حتى نسأل عنك؟ ألست في عيوننا و أسماعنا؟ ألست في مائنا و هوائنا؟ ألست في بسمة الصغير و تغريد البلبل؟ ألست في حفيف الشجر و ضياء القمر؟ ألست في الأرض و السماء؟ ألست في كل شيء كل شيء؟ أليست هذه الآيات الدالة عليك؟ أليست هذه بدائع صنعتك يا أحسن الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون و كبيره؟ فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عميا في البصائر و الأبصار؟" إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين، و في خلقكم و ما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، و اختلاف الليل و النهار و ما انزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها و تصريف الرياح آيات لقوم يعقلون".
6.يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلُّط الظالمين، وانتشار الفساد وكثرة المجرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجبا لقصر النظر ومتاهة الرأي! إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلَّموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها، وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدق نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا على ما علموا؟ أم إن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!
7.قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.
فقالت الشاة: إني أرى بعيني عظام زميلاتي..
قال الذئب: لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري..
قالت الشاة: وهل انسلخت من طبيعتك حتى لا تفعل ما فعلوا؟
8.إذا أراد الله أن يسلب من عبدٍ نعمة أغفله عن صيانتها، وإذا أراد أن يمنحه نعمة هيأه لحسن استقبالها، وإذا أراد أن يمتحنه في نعمة أيقظ عقله وهواه، فإن غلب هواه عقله لم يكن بها جديراً.
9.من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذة الأنس بكلام الله، ومن تعلق قلبه بالجاه لم يجد لذة التواصل بين يدي الله، ومن تعلق قلبه بالمال لم يجد لذة الإقراض لله، ومن تعلق قلبه بالشهوات لم يجد لذة الفهم عن الله، ومن تعلّق قلبه بالزوجة والولد لم يجد لذة الجهاد في سبيل الله، ومن كثرت منه الآمال لم يجد في نفسه شوقاً إلى الجنة.
10.بين الشقاء والسعادة، تذكر عواقب الأمور و بين الجنة والنار، تذكر الحياة والموت و بين السبق والتأخر، تذكر الهدف والغاية و بين الصلاح والفساد، يقظة الضمير و بين الخطأ والصواب، يقظة العقل.
11.إذا صحَّت منك العزيمة للوصول إلي الله، مدّ يده إليك، وإذا صحت منك العزيمة للوقوف بين يديه، فرش لك البساط، ودلَّك بنوره عليه.
12.ليس أشقى من المرائي في عبادته، لا هو انصرف إلى الدنيا فأصاب من زينتها، ولا هو ينجو في الآخرة فيكون مع أهل جنَّتها.
13.من تعرّض لنفحات الله في الأسحار، وأعطياته لأحبابه من الأبرار، وتعجبه من الطاعة، وسروره عند التوبة، كان هو التاجر بما لا يبور، والمتعامل مع من لا يخيس، والمدَّخر لما لا يفنى.
14.تجلَّى الله للعارفين بفيوض الأنوار، وتجلَّى للواصلين بلطائف الأسرار، وتجلَّى للعابدين بلذة الإسرار، وتجلَّى للمريدين بحلاوة المزار، وتجلَّى للتائبين بإسدال الأستار، وتجلى للناظرين بحسن الاختيار، وتجلى للغافلين بتعاقب الليل والنهار.
15.لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، ويبعد عنك أصدقاؤك كما يؤلب عليك أعداءك، ويكشف من مساويك ما كان مستوراً، وينقلب بك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك تعيش بقلب أسود، ووجه أصفر، وكبدٍ حرَّى.
16.يا حبيبي! أنا لم أرق لهجرك الدمع، ولا جافيت لعتبك المضجع، ولا تركت من أجلك لذيذ الطعام والشراب، ولكن أمضَّني الهم فيك حتى أمرضني، وأرهقني السعي إليك حتى أقعَدني، فهل شافعي القيام بهذا عن التقصير في ذاك؟ وهل أنت مسعفي بلذيذ وصالك، بعد طول صدودك؟ أم أنك لا ترضى من محبيك، إلا أن يتحققوا بكل خصائص العبودية، وأن ينسوا أنفسهم حتى لا يروا غير آلائك، ولا تبهر أبصارهم سوى أنوارك؟ وأنَّى لي هذا إلا بعونك ورحمتك؟
17.إحذر أن تضنَّ بالقليل على عباد الله، فيأخذ الله منك القليل والكثير.
18.إحذر أن تظلم الضعفاء، فيظلمك من هو أقوى منك.
19.اصبر على ما يشيعه عنك الناس من سوء، ثم انظر فيما يقولون، فإن كان حقاً فأصلح نفسك، وإن كان كذباً فلا تشك في أن الله يظهر الحق ولو بعد المدى "إن الله يدافع عن الذين آمنوا".
20.العاقل من يرى فيما يقال عنه تنبيهاً لأخطائه، والأحمق يرى فيها محض إيذائه.
21.إذا لم يكن في إخوانك أخ كامل فإنهم في مجموعهم أخ كامل يتمم بعضهم بعضاً.
22.التواضع يرفع رأس الرجل، والتكبر يخفضه.
23.لا تندم على حسن الخلق ولو أساء إليكم الناس، فلأن تحسن ويسيئون خير من أن تسيء ويسيئون.
24.من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصف له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم، فانس ما استطعت النسيان.
25.إن لله عباداً قطعوا عوائق الشهوات، وأسرجوا مراكب الجدِّ بصدق العزمات، وامتطوا جياد الأمل، واتَّجهوا إلى الله على وجل، وتزودوا إليه بصالح العمل مع إخلاص النية، وتوسلوا إليه بصفاء القلب وصدق الطوية، فمروا بالخضرة الفاتنة مسبحين، وبالحطب اللاهب مستعيذين، ولم يعبؤوا بالعقبات، ولم يلتفتوا إلى المغريات، قد صانوا وجوههم عن الابتذال، وطهروا أقدامهم من الأحوال، استعانوا بالله على مشقة الطريق فذلل لهم صعابه، وعلى بعد المدى فلملم لهم رحابه، فلما اجتازوا الصعاب سألوا الله ففتح لهم بابه، فلما دخلوه استضافوه فقربهم ورفع دونهم حجابه، فلما استطابوا المقام بعد طول السرى قالوا: "الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العالمين" أولئك أحباء الله، صدقوه العهد فصدقهم الوعد، ومحضوه الحب فمنحهم القرب، أما ملائكة الله فتراهم: "حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين"..
26.لا تَشْتَهِ الزهد كيلا تبتلى بالرياء، ولا تشته الجاه كيلا تبتلى بالكبرياء، ولا تشته المرض كيلا تبتلى بالتبرّم بالقضاء، ولا تشته الصحة كيلا تبتلى بالعدوان على الضعفاء، ولا تشته الغنى كيلا تبتلى بظلم الفقراء، ولكن سَلِ الله دائماً ما هو خير لك عنده وأبقى، فإذا أقامك على حالة فقل: آمنت بالله ثم استقم.
27.إحذر ثلاثاً في ثلاث عند ثلاث: الزهو بعلمك عند المناقشة، والفخر بعلمك عند الذين يعرفونك، والتقصير في الخير عند سنوح فرصته.
28.بين الكرامة والكبر، أن الأول أن تنزل نفسك منزلتها، والثاني أن تنزل نفسك فوق منزلتها.
29.ما رأيت شيئاً يغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسد ويضمن السعادة أكثر من ادامة النظر في كتاب الله.
30.سبحان من خضد شوكة الإنسان بالجوع، وأذلَّ كبرياءه بالمرض، وقهر طغيانه بالموت.
31.إذا وصل إليك من رب العطاء فليصله منك الشكر، وإذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر، وإذا لم يصل إليك منه ما ترجو فلا يصل إليه منك ما يكره.
32.احتفظ برباطة جأشك في سبعة مواطن: لقاء الأعداء، ومقابلة الطغاة، واشتداد الفتنة، وتربُّص الشر، وانتشار البلاء، وسجون المتسلِّطين، وطيش الزوجة الرعناء.
33.أقنع دعاء قول الله تعالى: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار" وأجمع دعاءٍ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم اعلم".وأروع دعاء، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفَّني إذا علمت الوفاة خيراً لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء ولا مضرَّة، ولا فتنة مضلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين".
34.من قام بواجبه نحو أمته وأهله وولده في إنكار المنكر، ثم لم ينجح، فقد أعذر إلى الله.
35.ليس في قلب المؤمن مكانٌ لغير حبِّ الله ورسوله، وليس له أمل أغلى من لقائهما، ولا عمل ألذ من مرضاتهما، ولا وصل أحلى من وصالهما.
3.ثلاث هن من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، و أداء الأمانة، وسخاء النفس.
4.ثلاث هن من خلق المؤمن: الإغضاء عن الزلة، و العفو عند المقدرة، و نجدة الصديق مع ضيق ذات اليد.
5.يتساءلون عنك يا ربي : أين أنت؟ فيا عجبا للعمي البله! متى كنت خفيا حتى نسأل عنك؟ ألست في عيوننا و أسماعنا؟ ألست في مائنا و هوائنا؟ ألست في بسمة الصغير و تغريد البلبل؟ ألست في حفيف الشجر و ضياء القمر؟ ألست في الأرض و السماء؟ ألست في كل شيء كل شيء؟ أليست هذه الآيات الدالة عليك؟ أليست هذه بدائع صنعتك يا أحسن الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون و كبيره؟ فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عميا في البصائر و الأبصار؟" إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين، و في خلقكم و ما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، و اختلاف الليل و النهار و ما انزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها و تصريف الرياح آيات لقوم يعقلون".
6.يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلُّط الظالمين، وانتشار الفساد وكثرة المجرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجبا لقصر النظر ومتاهة الرأي! إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلَّموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها، وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدق نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا على ما علموا؟ أم إن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!
7.قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.
فقالت الشاة: إني أرى بعيني عظام زميلاتي..
قال الذئب: لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري..
قالت الشاة: وهل انسلخت من طبيعتك حتى لا تفعل ما فعلوا؟
8.إذا أراد الله أن يسلب من عبدٍ نعمة أغفله عن صيانتها، وإذا أراد أن يمنحه نعمة هيأه لحسن استقبالها، وإذا أراد أن يمتحنه في نعمة أيقظ عقله وهواه، فإن غلب هواه عقله لم يكن بها جديراً.
9.من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذة الأنس بكلام الله، ومن تعلق قلبه بالجاه لم يجد لذة التواصل بين يدي الله، ومن تعلق قلبه بالمال لم يجد لذة الإقراض لله، ومن تعلق قلبه بالشهوات لم يجد لذة الفهم عن الله، ومن تعلّق قلبه بالزوجة والولد لم يجد لذة الجهاد في سبيل الله، ومن كثرت منه الآمال لم يجد في نفسه شوقاً إلى الجنة.
10.بين الشقاء والسعادة، تذكر عواقب الأمور و بين الجنة والنار، تذكر الحياة والموت و بين السبق والتأخر، تذكر الهدف والغاية و بين الصلاح والفساد، يقظة الضمير و بين الخطأ والصواب، يقظة العقل.
11.إذا صحَّت منك العزيمة للوصول إلي الله، مدّ يده إليك، وإذا صحت منك العزيمة للوقوف بين يديه، فرش لك البساط، ودلَّك بنوره عليه.
12.ليس أشقى من المرائي في عبادته، لا هو انصرف إلى الدنيا فأصاب من زينتها، ولا هو ينجو في الآخرة فيكون مع أهل جنَّتها.
13.من تعرّض لنفحات الله في الأسحار، وأعطياته لأحبابه من الأبرار، وتعجبه من الطاعة، وسروره عند التوبة، كان هو التاجر بما لا يبور، والمتعامل مع من لا يخيس، والمدَّخر لما لا يفنى.
14.تجلَّى الله للعارفين بفيوض الأنوار، وتجلَّى للواصلين بلطائف الأسرار، وتجلَّى للعابدين بلذة الإسرار، وتجلَّى للمريدين بحلاوة المزار، وتجلَّى للتائبين بإسدال الأستار، وتجلى للناظرين بحسن الاختيار، وتجلى للغافلين بتعاقب الليل والنهار.
15.لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك، ويبعد عنك أصدقاؤك كما يؤلب عليك أعداءك، ويكشف من مساويك ما كان مستوراً، وينقلب بك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك تعيش بقلب أسود، ووجه أصفر، وكبدٍ حرَّى.
16.يا حبيبي! أنا لم أرق لهجرك الدمع، ولا جافيت لعتبك المضجع، ولا تركت من أجلك لذيذ الطعام والشراب، ولكن أمضَّني الهم فيك حتى أمرضني، وأرهقني السعي إليك حتى أقعَدني، فهل شافعي القيام بهذا عن التقصير في ذاك؟ وهل أنت مسعفي بلذيذ وصالك، بعد طول صدودك؟ أم أنك لا ترضى من محبيك، إلا أن يتحققوا بكل خصائص العبودية، وأن ينسوا أنفسهم حتى لا يروا غير آلائك، ولا تبهر أبصارهم سوى أنوارك؟ وأنَّى لي هذا إلا بعونك ورحمتك؟
17.إحذر أن تضنَّ بالقليل على عباد الله، فيأخذ الله منك القليل والكثير.
18.إحذر أن تظلم الضعفاء، فيظلمك من هو أقوى منك.
19.اصبر على ما يشيعه عنك الناس من سوء، ثم انظر فيما يقولون، فإن كان حقاً فأصلح نفسك، وإن كان كذباً فلا تشك في أن الله يظهر الحق ولو بعد المدى "إن الله يدافع عن الذين آمنوا".
20.العاقل من يرى فيما يقال عنه تنبيهاً لأخطائه، والأحمق يرى فيها محض إيذائه.
21.إذا لم يكن في إخوانك أخ كامل فإنهم في مجموعهم أخ كامل يتمم بعضهم بعضاً.
22.التواضع يرفع رأس الرجل، والتكبر يخفضه.
23.لا تندم على حسن الخلق ولو أساء إليكم الناس، فلأن تحسن ويسيئون خير من أن تسيء ويسيئون.
24.من تذكر إساءة إخوانه إليه لم تصف له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم، فانس ما استطعت النسيان.
25.إن لله عباداً قطعوا عوائق الشهوات، وأسرجوا مراكب الجدِّ بصدق العزمات، وامتطوا جياد الأمل، واتَّجهوا إلى الله على وجل، وتزودوا إليه بصالح العمل مع إخلاص النية، وتوسلوا إليه بصفاء القلب وصدق الطوية، فمروا بالخضرة الفاتنة مسبحين، وبالحطب اللاهب مستعيذين، ولم يعبؤوا بالعقبات، ولم يلتفتوا إلى المغريات، قد صانوا وجوههم عن الابتذال، وطهروا أقدامهم من الأحوال، استعانوا بالله على مشقة الطريق فذلل لهم صعابه، وعلى بعد المدى فلملم لهم رحابه، فلما اجتازوا الصعاب سألوا الله ففتح لهم بابه، فلما دخلوه استضافوه فقربهم ورفع دونهم حجابه، فلما استطابوا المقام بعد طول السرى قالوا: "الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العالمين" أولئك أحباء الله، صدقوه العهد فصدقهم الوعد، ومحضوه الحب فمنحهم القرب، أما ملائكة الله فتراهم: "حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين"..
26.لا تَشْتَهِ الزهد كيلا تبتلى بالرياء، ولا تشته الجاه كيلا تبتلى بالكبرياء، ولا تشته المرض كيلا تبتلى بالتبرّم بالقضاء، ولا تشته الصحة كيلا تبتلى بالعدوان على الضعفاء، ولا تشته الغنى كيلا تبتلى بظلم الفقراء، ولكن سَلِ الله دائماً ما هو خير لك عنده وأبقى، فإذا أقامك على حالة فقل: آمنت بالله ثم استقم.
27.إحذر ثلاثاً في ثلاث عند ثلاث: الزهو بعلمك عند المناقشة، والفخر بعلمك عند الذين يعرفونك، والتقصير في الخير عند سنوح فرصته.
28.بين الكرامة والكبر، أن الأول أن تنزل نفسك منزلتها، والثاني أن تنزل نفسك فوق منزلتها.
29.ما رأيت شيئاً يغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسد ويضمن السعادة أكثر من ادامة النظر في كتاب الله.
30.سبحان من خضد شوكة الإنسان بالجوع، وأذلَّ كبرياءه بالمرض، وقهر طغيانه بالموت.
31.إذا وصل إليك من رب العطاء فليصله منك الشكر، وإذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر، وإذا لم يصل إليك منه ما ترجو فلا يصل إليه منك ما يكره.
32.احتفظ برباطة جأشك في سبعة مواطن: لقاء الأعداء، ومقابلة الطغاة، واشتداد الفتنة، وتربُّص الشر، وانتشار البلاء، وسجون المتسلِّطين، وطيش الزوجة الرعناء.
33.أقنع دعاء قول الله تعالى: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار" وأجمع دعاءٍ دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم اعلم".وأروع دعاء، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفَّني إذا علمت الوفاة خيراً لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء ولا مضرَّة، ولا فتنة مضلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين".
34.من قام بواجبه نحو أمته وأهله وولده في إنكار المنكر، ثم لم ينجح، فقد أعذر إلى الله.
35.ليس في قلب المؤمن مكانٌ لغير حبِّ الله ورسوله، وليس له أمل أغلى من لقائهما، ولا عمل ألذ من مرضاتهما، ولا وصل أحلى من وصالهما.
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
تمت بحول الله و نعمته و قدرته
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولو الألباب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولو الألباب
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
اخوكم محمد
:gift:
:gift:
(hi):flower: