تصاعد حرب ملفات «الكوكي»

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

برامج دخيلة بـ «عنصر تعرف ثابت» يصعب حذفها تغزو الكومبيوترات للتعرف على أذواق مستخدمي الإنترنت

internet.297013.jpg

«الكوكي» تعني الكعكة الصغيرة، وهي ليست الكعكة الحلوة التي تصنعها الجدة او الأم، بل تعني في عالم الإنترنت، تلك الملفات الإلكترونية التقليدية التي توضع على القرص الصلب في الكومبيوتر الخاص بك عندما تزور موقعا على شبكة الإنترنت، كي تساعدك لاحقا في العثور عليه بسرعة. وهذه «الكوكي» الإلكترونية، تسجل المعلومات عنك، وربما كلمة الدخول، وما تفضله. وقد تعلم اكثر من ثلث مستخدمي الإنترنت الآن كيفية مسح هذه الملفات الصغيرة من اجهزة الكومبيوتر بطريقة منتظمة.
الا انه ظهرت في الاسواق مجموعة اخرى من «الكوكي»، وهي جديدة وقوية وتبقى لفترة اطول. وتأتي مجهزة بما يطلق عليه «عنصر تعرف ثابت» Persistent Identification Element (PIE) وهي تقنية غير معروفة تتجنب مسح «الكوكي» (وتعني كلمة «باي» PIE هذه فطيرة محشوة كبيرة باللغة الانجليزية!). ويختفي «عنصر التعرف الثابت» هذا في ركن مجهول من الكومبيوتر. وتعيد هذه التقنية خلق نفسها حتى بعد ان يمسح المستخدم ملفات «الكوكي» عن طريق خلق نسخة اضافية.

* سلاح جديد

* وقد ظهرت هذه التقنية الجديدة في اوائل الشهر الحالي، وهي احدث اسلحة حرب «الكوكي» وقد تسببت في ضجة بين مشغلي مواقع الإنترنت وغيرهم من العاملين في هذا المجال. ويشعر العديد منهم بغضب حاد، ويؤكدون ان مثل هذه الاساليب العدوانية ستدفع العديد من المستخدمين الى التوقف عن استخدام «الكوكي» واتخاذ اجراءات متشددة. وقد بدأت الضجة قبل شهر عندما كشف اريك بيرسون وهو محلل في مركز «جوبيتر» للابحاث عن استطلاع يبين ان 39 في المائة من مستخدمي الإنترنت ربما يمسحون ملفات «كوكي» من اجهزة الكومبيوتر الخاصة. ولا ينفذون ذلك يدويا، بل يوظفون برامج مضادة للتجسس التي تمسح ايضا العديد من ملفات «الكوكي»، وهو ما يرفع معدل مسح ملفات الكوكي الى 58 في المائة سنويا.

وتستخدم مواقع الإنترنت ملفات الكوكي لاسباب مختلفة، فيمكنها تخصيص احدها لرقم المستخدم او يمكنها ان تضم العديد من الاشياء مثل معلومات متعلقة بالشراء عبر الإنترنت، بحيث لا تضطر الى طباعة كل المعلومات في كل مرة تريد فيها استخدام الموقع.

والمشكلة هي، ان مسح ملفات الكوكي يثير قلق مشغلي مواقع الإنترنت، الذين يعتمدون على المعلومات الشخصية للاستفادة منها تجاريا: عدد الزوار للمواقع، مرات تكرار الزيارة، عادتهم وتفضيلاتهم، اداء الاعلانات ورد فعل الزبون عليها. ويواجه قطاع الاعلانات بعض اهم المشاكل من مسح ملفات الكوكي، لان المعلنين يعتمدون على ما يطلق عليه اسم ملفات الكوكي الخاصة بالطرف الثالث، او تلك الموضوعة في جهاز الكومبيوتر الخاص بك عن طريق شريك لموقع الإنترنت الذي زرته. ويلاحظ ان برامج مكافحة التجسس الإلكتروني تزيل هذه الاعلانات.

يقول كيفين لي مؤسس "did-itcom" وهي شركة تساعد الشركات على الاعلان في الإنترنت، «اننا نحاول ايجاد حلول لهذا الموضوع». ويعترف بتزايد مسح ملفات الكوكي، ولكنه يوضح ان شركته لا تزال تدرس تأثير ذلك. ويشير هو واخرون الى ان الكوكي تجمع فقط معلومات من استخدام الموقع الذي وضعت فيه. ولكن اذا تطوع المستخدم بإضافة اسمه، فإن الموقع يخلق ملفا خاصا للمستخدم. وتحكم سياسة الخصوصية ما الذي يجب فعله بخصوص المعلومات، بما في ذلك معلومات تم الحصول عليها بخصوص تصفح مواقع اخرى. وربما يبدو قلقا لي غير مهم بالنسبة للمستخدمين، لان الكثير منهم لا يهتمون بالاعلانات، ولا يريدون من أي شخص اخر متابعة سلوكياتهم بالنسبة للتصفح. الا ان معظم الناس يثقون في بعض المواقع، بما في ذلك موقع الاخبار المفضل لهم، ومواقع الشراء او المصارف. اذن لماذا لا يمكن ازالة كل ملفات الكوكي فيما عدا تلك التي تثق بها؟ الامر ليس بهذه السهولة.

* الفطيرة المحشوة

* وهي تقنية يكرهها العديد من الناس، وطرحتها شركة «يوناتيد فيرتواليتيز» الاميركية في نيويورك. ويقول مؤسس الشركة موكي تنمباوم انه وقع اتفاقات مع «اكثر من 10» زبائن لاستخدام التقنية. ويتم نقل برنامج PIE عبر ملف كوكي ويخفيه فيما يعرف بمادة مشتركة محلية، وهي صفة موجودة في برنامج فلاش بلاي وهي تقنية يستخدمها اكثر من 98 في المائة من اجهزة الكومبيوتر. وتحمي باقي ملفات الكوكي بنسخ ملفات احتياطية حتى لو تمت ازالتها.

ويمكن اغلاق ملفات «عنصر تعرف ثابت» اذا ما رغب المستخدم في رفض كل ملفات الكوكي، طبقا لما ذكره تنمباوم. الا ان مثل هذا الرفض المطلق، الذي يمكن تطبيقه بتعديل «المتصفح» هو خطوة ديكتاتورية بالنسبة لمعظم المستخدمين.

وهذا هو السبب في ان العديد من الشركات بما فيها ماكروميديا تشعر بالغضب الشديد من ادعاء «يوناتيد فيرتواليتيز». ويقول دافيد مندليسز نائب الرئيس التنفيذي للشركة «اذا ما قالوا انهم يريدون ملاحقة اشخاص لا يريدون من احد ملاحقتهم فهذا امر مثير للغضب».

ويقول بيترسون المحلل في مؤسسة جوبيتر انه لا يريد انتقاد شركة محددة، ولكنه اوضح انها تريد اخفاء الحقائق عن المستهلك. ويضيف بيترسون وعدد اخر من المحللين ان واحدة من النتائج هي ان المستهلك يشك في كل ملفات الكوكي بما في ذلك ملفات «فلاش كوكي» التي تنتجها شركة ماكروميديا، ومعظمها ملفات «غير مضرة».

غير ان المشكلة ان العديد من المواقع التي تعد ملفات كوكي او الموضوعات المشتركة المحلية ذات اسماء يصعب التعرف عليها. وعدد قليل من المستخدمين لديه ما يكفي من الصبر للاطلاع على ملف الخصوصية في مواقع الإنترنت.

وقد بدأ عدد من الشركات «التحليلية» وهي التي تساعد الشركات على تحليل حركة مواقعها، في تغيير تقنياتها. ويقول جاسون بالمر نائب رئيس التسويق وادارة المنتجات في شركة «ويب ترندز» ان شركته نقلت جهودها الى تقنية لا تعتمد على ملفات الكوكي، فعندما يتم مسح ملف الكوكي، تتبع «ويب ترندز» سلوك المستخدم لجلسة واحدة في موقع ما بمتابعة المتصفح. ثم تتفرع لاشياء اخرى مثل ما هو معروف باسم عنوان بروتوكول الإنترنت، ونسخة المتصفح. وتتيح هذه المعلومات موقع الإنترنت على التوصل الى تقديرات ذكية حول عدد المستخدمين المميزين الذين استخدموا الموقع لعدة اسابيع.
 
عودة
أعلى