قرات هذا المقال واعجبني فهو يثبت وجهة نظري واحببت ان اضعه هنا
خطط الولايات المتحدة المكشوفة ل ’’معركة الانترنت’’
ادم برووكس
مراسل البي بي سي في البنتاغون
وثيقة جديدة تم الكشف عنها تعطي معلومات مثيرة عن مخططات الجيش الأمريكي في " عمليات المعلومات" من عمليات الحرب النفسية الى الهجوم على شبكات الكومبيوتر العدائية.
في الوقت الذي يتحول العالم اليوم الى شبكات معلوماتية يحسب البنتاغون الفرص العسكرية التي تشكلها اجهزة الشبكة و التكنولوجيا ,اللاسلكية, والاعلامية الحديثة.
من تأثيرات على الرأي العام من خلال تصميم اسلحة اعلامية حديثة عبر " هجمات لشبكات الكومبيوتر", الجيش الأمريكي يتعلم كيف يخوض حربا اليكترونية الآن.
هذه الوثائق المصنفة سميت بـ ’’ خارطة طريق العمليات الاعلامية’’ . و حصل عليها من سجل الامن القومي بجامعة جورج واشنطن ومن خلال قانون حرية المعلومات.
هذه الوثائق كتبها الرسميون في البنتاغون سنة 2003 ووقع عليها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
خارطة الطريق هذه تدعو الى فحص شامل و بعناية لمدى قدرة الجيش قيادة هذه العمليات الاعلامية و الحرب الاكترونية. و في بعض التفاصيل , تضع توصيات كيف يجب للقوات المسلحة الامريكية ان يفكروا في هذه الحرب الواقعية الجديدة و يتعاملوا معها.
الوثيقة تقول بان الاعلام هو من يحسم النجاح العسكري.الحاسوب و الاتصالات اللاسلكية على الشبكة هم أخطر وأشد حساسية وأهمية في العمليات العسكرية القادمة.
البروباغاندا
العمليات الموصوفة في الوثيقة تحتوي على مفاجآت كبيرة في عمليات الجيش ونشاطه: ضباط الشؤون العامة الذين يلخصون للصحفيين, فرق العمليات النفسية التي تحاول ان تدرس افكار و معتقدات العدو,المتخصصون في الهجوم على اجهزة الشبكة الذين يبحثون كيف يدمرون العدو على الشبكة.
كل هذا مندرج ضمن عمليات حرب المعلوماتية.
ربما الجانب المروع لخارطة الطريق هو اعترافها بان الاعلام يشكل طرفا في الحرب النفسية بالنسبة للجيش, الذي يجد طريقه من خلال الحاسوب و شاشات التلفزة للوصول الى الامريكي العادي.
’’ الاعلام الموجه الى المشاهدين الخارجيين بما في ذلك الديبلوماسية العامة والحرب النفسية مستهلك بالدرجة الاولى من طرف مشاهدينا المحليين’’
’’ رسائل الحرب النفسية ستكون غالبا مذاعة من طرف وسائل الاعلام لاكبر عدد من المشاهدين بما في ذلك الشعب الامريكي’’
مؤلفو الوثيقة يعترفون بان امريكا لا ينبغي لها ان تنشر الدعاية العسكرية الغير مقصودة. يكتبون ’’ حدود خاصة يجب ان تؤسس’’. لكنهم لا يبدون أي كيفية لشرح الطريقة.
تقول كريستين ادير من سجل الامن القومي ’’في هذا الزمن الحاضر من المستحيل منع القصص الداعمة من الخارج كطرف في الدعاية للحرب النفسية, من العصف الى الولايات المتحدة الامريكية- بالرغم انها موجهة الى الخارج’’
مشكل المصداقية:
وعي الشعب بالحرب الاعلامية للجيش منخفض, لكنه يتزايد بفضل بعض العمليات السيئة التي يقوم بها الجيش فتنتشر.
في السنة الماضية, ثبت ان البنتاغون دفع لشركة خاصة ’’ لينكولن غروب’’ , لدس مئات القصص في الجرائد العراقية. القصص كلها كانت داعمة للسياسة الامريكية كتبت من طرف موظفي الجيش ثم وضعت في الصحف المنشورة العراقية.
و المواقع الالكترونية التي ظهرت لتكون مواقع اعلامية ضد سياسات افريقيا و البلقان وجدت انها مسيرة من طرف البنتاغون.
لكن الامتداد الحقيقي للحرب الاعلامية للبنتاغون, كيف يعملون, الى من ستوجه, و ما هي النقطة التي يعتمدون عليها لاخبار الجمهور للتاثير على الناس , كل هذا لازال بعيدا جدا عن الوضوح.
خارطة الطريق رغم ذلك تعطي الى حد ما فكرة لما عليه الجيش الامريكي و الميزان الذي يزين تفكيره.
و تظهر ان موظفو الحرب النفسية يدعمون المحطات الدولية للحكومات الامريكية. تختار مثلا تلفزيون مارتي , هي محطة تذيع الى كوبا, كمستقبل لمثل هذا الدعم.
تنصح (خارطة الطريق) بانشاء موقع الكتروني عالمي يدعم الاهداف الاستراتيجية لامريكا. لكن لا ديبلومسايين امريكيين هنا, الموقع سيستعمل اسلوب مقنع للمشاهدين الخارجيين بواسطة طرف ثالث مرحب به وذو مصداقية اكثر من الرسميين الامريكيين.
و تحذر كذلك بان موظفي عمليات الحرب النفسية سوف يستعملون مجال التكنولوجيات لنشر الدعاية فوق ارض العدو: كمركبات حربية بدون طيار, اذاعات صغيرة ومتناثرة موجهة الى الرأي العام, ادوات لا سلكية, هواتف خلوية و الانترنت.
معركة الانترنت:
الوثيقة تتخذ اسلوبا رائعا عندما تصف مخططات الحرب الالكترونية.
تبدي الانترنت في صورة متكافئة مع نظام اسلحة العدو.
الاستراتيجية يجب ان تبنى على افتراض ان قسم الدفاع سيقاتل على النت كمايقاتل على الأرض نظام اسلحة العدو.
الشعار ’’معركة النت’’ يظهر عدة مرات على طوال خطة خارطة الطريق.
المؤلفون يحذرون من ان الشبكات الامريكية معرضة جدا للهجوم من طرف القراصنة, اعداء يبحثون ان يضعفونهم, او جواسيس باحثين عن استخبارات ومعلومات.
’’ الشبكات تتزايد بسرعة اكثرمما نحن نستطيع حمايتها........تعقيدات الهجمات تتزايد.........عدد الاحداث تتزايد.’’
الطموح الرقمي الامريكي:
و في الخاتمة الوثيقة تنصح بان الولايات المتحدة يجب ان تبحث عن القدرة لتجهيز اكبر وقدرة تحكم أكبر على كل الشبكة الكهروالكترونية.
القوات الامريكية يجب ان تكون قادرة على تمزيق او تدمير السلاسل الشاملة لانظمة الاتصالات العالمية المنبثقة, أجهزة الرقابة, و انظمة الاسلحة التي تعتمد على السلسلة الكهروالكترونية.
تصور هذاللحظة:
القوات الامريكية تبحث عن القدرة للتحكم وتدمير كل هاتف, كل جهاز على الشبكة, كل نظام رادار على وجه الارض.
هل هذه المخططات هي احلام البيروقراطيين المبجلين؟ ام انهم واقعيين؟
حقيقة ان خارطة طريق الحرب الاعلامية مصادق عليها من وزير الدفاع الأمريكي مما يوحي الى ان هذه المخططات ماخوذة على محمل كبير من الجدية فعلا داخل البنتاغون.
و ان المقياس و عظمة الثورة الرقمية هي ملائمة فقط مع طموحات الجيش الامريكي.
http://news.bbc.co.uk/2/hi/americas/4655196.stm
منقول