الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين
وعلى آله وصحبه اجمعين وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره الى يوم الدين
اما بعد :-
وعلى آله وصحبه اجمعين وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره الى يوم الدين
اما بعد :-
إلى كل اب غالى في المهور وأراد لابنته ان تسكن القصور
ونسي ان كل هذا يزول لانه باقل تعبير يخالف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
ونسي ان كل هذا يزول لانه باقل تعبير يخالف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم
واليوم بمشيئة الله نضع بين أيديكم قصة
من روائع سلفنا : قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب
من روائع سلفنا : قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب
سعيد بن المسيب علم من أعلام التابعين، وأحد فقهاء المدينة السبعة في زمانه، تميزت حياته بالعلم والورعوالزهدوالتواضع، ولد سنة خمس عشرة للهجرة بعد تولي عمر بن الخطاب الخلافة بسنتين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشأ فيها، فتلقّى عن الصحابة رواية الأحاديث ومسائل العلم
وتزوج سعيد بن المسيب بابنة أبي هريرة رضي الله عنه، فكان صهره، وإذا رآه قال: "أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة" رواه ابن سعد في طبقاته (5/120).
وهذا أكثر من الرواية عنه، ولما نبغ في الحديث والفقه جلس للتدريس فتتلمذ عليه كبار علماء زمانه، ومنهم: سالم بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن شهاب الزهري، وقتادة، وعمرو بن دينار، وكان من بينهم تلميذ يدعى كُثير بن أبي وداعة، ففقده أيامًا ثم جاء...
ولندعه يحكي قصته كما جاءت في طبقات ابن سعد (5/138، وحلية الأولياء (2/167).
القصة
قال ابن أبي وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟
قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها
فقال سعيد: ألا أخبرتنا فشهدناها،ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟
فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني، وماأملك إلا درهمين أو ثلاثة؟
قال سعيد: أنا.
فقلت: أوَ تفعل؟
قال: نعم،ثم حمد الله وصلى على نبي الله محمد وزوجني على درهمين.
فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين؟ فصليت المغرب
وانصرفت إلى منزلي، وكنت صائمًا فقدمت عشائي وكان خبزًا وزيتًا، فإذابالباب يقرع، فقلت: من هذا؟
وانصرفت إلى منزلي، وكنت صائمًا فقدمت عشائي وكان خبزًا وزيتًا، فإذابالباب يقرع، فقلت: من هذا؟
فقال: سعيد، ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلاسعيد بن المسيب، فإنه لم يُرَ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد،
فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له الرجوع عن زواجي، فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إليّ فآتيك؟
فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له الرجوع عن زواجي، فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إليّ فآتيك؟
قال: لا، أنت أحق أن تؤتى, فقال: إنك كنت رجلاً عزبًا لا زوج لك، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب
ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الزيت والخبزفوضعتها في ظل السراج لكيلا تراها
ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الزيت والخبزفوضعتها في ظل السراج لكيلا تراها
ثم صعدتُ إلى السطح فناديت الجيران فجاءوني وقالوا: ما شأن؟ قلت: ويحكم! زوّجني سعيدُ بن المسيب ابنته اليوم،وقد جاء بها إليّ على غفلة، وهاهي في الدار. فنزلوا إليها في داري، فبلغ أمي الخبر فجاءت
وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام ـ تعني تزينها استعدادًا للدخول بها ـ
قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء وأحفظهن للقرآن، وأعلمهن بسنة النبي صلىالله عليه وسلم، وأعرفهن بحق الزوج، ومكثت شهرًا لا يأتيني سعيد بن المسيب ولا آتيه، فلما أن كان قرب الشهر أتيت سعيد في حلقته، فسلمت عليه فرد عليّ السلام ولم يكلمني حتى تفوّض ـ تفرق ـ المجلس، فلم يبق غيري،
فقال: ما حال ذلك الإنسان؟
فقلت: خيرًا يا أبا محمد، على ما يحب الصديق ويكره العدو، فانصرفت إلى منزلي فوجه لي بعشرين ألف درهم.
قال عبد الله بن سليمان: وكانت بنت سعيدبن المسيب قد خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد، فأبى سعيد أن يزوجها، وزوجها بأحد طلابه.
ان هذه القصة الرائعة من تاريخنا المشرق بالمواقف الصادقة لتدل على حرص سعيد بن المسيب على اختيار الزوج الصالح لابنته، ولو كان فقيرًا فسيغنيه الله من فضله
وفي هذه القصة عبرة للآباء والأولياء بالبحث عن الرجل الكفء في دينه وخلقه لبناتهن دون النظر للأمور الدنيوية،
فما عند الله خير وأبقى، وإن خير الزاد التقوى.
فما عند الله خير وأبقى، وإن خير الزاد التقوى.
كما في القصة دعوة لعدم المباهاة في حفلات الزواج والاقتصار على وليمة النكاح كل حسب طاقته دون تبذير أو إسراف.
ولا شك أن الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، وإذاجمعت بين الصلاح والعلم فقد جمعت خيرين عظيمين،
ولذا روي أن ابن أبي وداعة لما أراد الذهاب لمجلس سعيد بن المسيب بعد زواجه قالت له زوجته بنت سعيد: اجلس أعلمك علمَ سعيد، وهذا يدل على غزارة علمها الذي نهلته من أبيها رحمهم الله جميعًا.
ولذا روي أن ابن أبي وداعة لما أراد الذهاب لمجلس سعيد بن المسيب بعد زواجه قالت له زوجته بنت سعيد: اجلس أعلمك علمَ سعيد، وهذا يدل على غزارة علمها الذي نهلته من أبيها رحمهم الله جميعًا.