أدب الحوار .. دراسة منهجية هادفة (16)

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
أدب الحوار .. دراسة منهجية هادفة (16)
------------------------------------
قبل الختام

أريد أن أبين مسألة.. وهو أن المقصود من هذه الكلمات أو من أمثالها مما يلقيه أهل العلم.
أننا إنما نحمل الدعوة الاسلامية التى شرفنا الله بها ونريد أن ينتفع بها الناس.
فنحن لانحاور الناس في مسائل اقتصادية أو هندسية أو طبية، بل مقصودنا أن يدخل الناس جميعاً جنات النعيم، فما دام أن هذا الطريق هو أرفق من طريق العنف، وطريق الشطط والشدة، فلماذا لا نسلكه؟؟
يقول عليه الصلاة والسلام :
"فوالذي نفسي بيده لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم"، فإذا كان هذا الطريق يوصلنا إلى أن يهتدي الناس على أيدينا فلنلزمه.
إن طريق الحوار ولين الكلمة ينتج لك من القبول وسماع الناس واحترامهم ما لايدر بالبال ولا يخطر في الخيال. حتى وُجد أناسُ لايصلون وكانوا يتعاطون المخدرات ويعقون الوالدين ويقطعون الرحم، فلما هيأ الله لهم بعض الأشخاص الرحماء العقلاء والعلماء عادوا إلى الهداية.
لأن النفوس البشرية مفطورة على الحق وعلى قبول الفضيلة وكراهية الرذيلة في الجملة.
ورأيت في حياتي من بعض الفضلاء الذين هدى الله على أيديهم أناساً كثيرين بسبب لينهم ورقتهم وحوارهم وإقناعهم للناس، وهذا يسمى عند الغرب: "غسيل الدماغ"، ويوجد كتاب مؤلف بهذا العنوان : (كيف تغسل دماغ الآخرين) أي كيف تقنعهم ؟؟
فالمقصود أن توجه العقول إلى الله بهذا الحوار، وليس من الترف الفكري أن نحاور أناساً على نظريات نسبية أو في الإعجاز العلمي، أو في الاكتشافات والاختراعات فقط، ولكن المقصود الأكبر أن نحاورهم ليهتدوا ويعودوا إلى ربهم، فهذا الحوار هو تحت مظلة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران/64.
فالمقصود أن نحاور من خالفنا من إخواننا في خلاف التنوع , على أن نعود نحن وهم ونتفق في مسائل قد تكون راجحة معنا أو معهم.
وأقول لإخواني: على من حاور في مسألة ورأى فيها جدلاً أن يوقف هذا الجدل , وقد رأيت فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيميين -رحمه الله- في مجالس أنه كان يحاور، فإذا رأى الرجل لايقبل إلا رأيه قال: انتهى.. الموضوع أصبح جدلاً!! لأن بعض الناس تأتي له بالأدلة الصحيحة والبراهين الساطعة، ثم تجده يكابر ويعاند ويصر على رأيه، فهذا لا تستمر معه في الحوار، ولكن لا نهجره ولا نعامله بقسوة.
وقد كان الأئمة كالشافعي وأحمد متصافين متآخين على أنهم اختلفوا في كثير من المسائل وكذلك اختلف من هو خير منهم كأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأوصي أحبتي عند الخلاف بهذا الحديث الذي كان يقوله صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل : ((اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل.. فاطر السموات والارض.. عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.. اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك.. إنك تهدي من تشاء إلى صرطٍ مستقيم)).. وعلى الإنسان إذا اشتبه عليه أمر من الأمور أن يكثر من الاستغفار، ومن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً , ورزقه من حيث لايحتسب.
وكان أنس بن مالك إذا جادله أحد يكثر من قول: "لا حول ولاقوة الا بالله".
وكان بعض الأئمة إذا حاور أحد يقول: "الله الله ربي لا أشرك به شيئاً".
وبعضهم يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
(فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم) البقرة/213.
نسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، والله المسؤول أن يتقبل مني ومنكم، وأن يزيدني وإياكم توفيقاً وهداية ورشداً، وصلى الله على نبينا المصطفى وآله وصحبه ومن والاه.
-----------------------------------
المصدر : (كتاب أدب الحوار للشيخ عائض القرني)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله ألف خير أخي الكريم أبو قصي على هذا الإختيار القيم ، إنها فعلا سلسلة هادفة تهدف إلى تحسين الحوار بيننا و بين الآخر . لأنّ الحوار الهادئ الهادف يعد من أسمى عوامل النجاح و الرقي في كل مناحي الحياة .و جزى الله عنا معلمنا رعاه الله و حفظه الشيخ عائض القرني:flower::flower:
 
بارك الله فيك اخي ابو قصي
بقدر ما يسعدنا قراءة هذا الكلام احزننا انها قبل الختام
اي ان السلسلة شارفت علي الانتهاء فلقد امتعتنا بهذه السلسلة
وبما تختاره فيها من كلمات ذات معني عميق نشكر لك تعبك وانتقائك
للحلقات كلها ونسال الله ان يجعلها في موازين حسناتك وان يجزي الشيخ الفاضل
عائض القرني خير الجزاء لما يقدمه من نفع للاسلام والمسلمين
نسال الله ان يرزقنا واياكم ادب الحوار وحسن الخلق وان يجعلنا ممن يستمعون القول
فيتبعون احسنه وجزاكم الله خيرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله ألف خير أخي الكريم أبو قصي على هذا الإختيار القيم ، إنها فعلا سلسلة هادفة تهدف إلى تحسين الحوار بيننا و بين الآخر . لأنّ الحوار الهادئ الهادف يعد من أسمى عوامل النجاح و الرقي في كل مناحي الحياة .و جزى الله عنا معلمنا رعاه الله و حفظه الشيخ عائض القرني:flower::flower:
وأنتِ جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة أم ياسين..
بارك الله فيكِ وعليكِ وبارك لكِ في علمكِ وفي عمركِ ..
أشكركِ جزيلاً على مروركِ الكريم وعلى حضوركِ المتألق ..
كما أشكركِ جزيلاً على اهتمامكِ وعلى حسن ثنائكِ ..
رزقكِ الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لكِ التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
دمتِ في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 
بارك الله فيك اخي ابو قصي
بقدر ما يسعدنا قراءة هذا الكلام احزننا انها قبل الختام
اي ان السلسلة شارفت علي الانتهاء فلقد امتعتنا بهذه السلسلة
وبما تختاره فيها من كلمات ذات معني عميق نشكر لك تعبك وانتقائك
للحلقات كلها ونسال الله ان يجعلها في موازين حسناتك وان يجزي الشيخ الفاضل
عائض القرني خير الجزاء لما يقدمه من نفع للاسلام والمسلمين
نسال الله ان يرزقنا واياكم ادب الحوار وحسن الخلق وان يجعلنا ممن يستمعون القول
فيتبعون احسنه وجزاكم الله خيرا

وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب محمد ..
بل هي الحلقة الأخيرة بالنسبة للكتاب أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً على على مرورك العطر وعلى حضورك المتألق ..
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك الدائم ومتابعتك المستمرة وعلى حسن ثنائك ..
الحلقات هادفة وماتعة بالفعل ولكنها والحق يقال :
زادت جمالاً وحيوية وفائدة بمشاركاتكم الفاعلة والقوية وبمداخلاتكم القيمة والمثرية ..
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..
 
إن طريق الحوار ولين الكلمة ينتج لك من القبول وسماع الناس واحترامهم ما لايدر بالبال ولا يخطر في الخيال . حتى وُجد أناسُ لايصلون وكانوا يتعاطون المخدرات ويعقون الوالدين ويقطعون الرحم , فلما هيأ الله لهم بعض الأشخاص الرحماء العقلاء والعلماء عادوا إلى الهداية .

لا بد في ذلك من الرفق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شانه وقال : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف " .
ولا بد أيضًا أن يكون حليما صبورا على الأذى، فإنه لا بد أن يحصل له أذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح .
 
لا بد في ذلك من الرفق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شانه وقال : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف " .
ولا بد أيضًا أن يكون حليما صبورا على الأذى، فإنه لا بد أن يحصل له أذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح
.
بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب حضرموت ..
جزيل الشكر لك أخي الغالي على مرورك العطر وعلى حضورك المتألق ..
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك ومتابعتك وعلى إضافتك المثرية وحسن ثنائك ..
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الغالي وحبيبنا ابو قصي
احييك على هذه السلسلة الجميلة والمثرية لاليات الخطاب
جميل فيها تناسقها وتدرج عرضها وحسن اتيان خاتمتها
نحمد الله على نعمائه وفضله
وندعو لكم بالسداد والرشاد
بارك الله بك وبمجهوداتك المتواصلة في تهذيب الخطاب وتوجيهه

--------------------------------------------

للعلم وسيلته التي يتنقل بها وللحجة دليلها وللمقال وقعه في الانفس
الانفس البشرية الغريبة والتي تكاد لاتتطابق الافي جوانب معينة توحدها وتجمعها وما سوى ذلك فلكل نفس وعائها وهواها يقودها هنا او هناك ....
ان الانفس البشرية تجمعها مشتركات معينة ... فترى انجذابا بين هذا الشخص وذاك ونفورا تجاه غيرهما......
رغم ذلك توجد بين تلك الانفس المختلفة مشتركات كثيرة ومتعددة لان النفس البشرية مجبولة على تتبع الاسباب واتيان الحق ان عمل الانسان على تهذيبها والتبصر لما موجود من متناقضات من حوله

بعبارة اخرى العلة والمعلول والدواء ..... هذه الثلاث .... دوما ماتتواجد ضمن محيطك ومن حولك ... فانت ان فطنت الى احداها تمكنت من تغيير الكثير ضمن محيطك ....
بمعنى ان عرفت العلة بحثت عن علاجها وان عرفت العليل ... تهادت خطاك الى مداوات علته ....

اما دواء العلل كلها فواضح بين وهو منهج الحق وطريق الله وسبيل النبوة التي تقودك الى الرشاد وحسن العاقبة والمأل ...

لكن تلك كلها تحتاج الى منهجية عارفة متتبعة لاصل كل شيء

منهجية متراتبة الخطى وغير متعجلة

منهجية تاتي كل شيء باسبابه وما ينتج عن تركه ومايكون ان تم مباشرته واتيانه حقه

منهجية وسطية لا اقصاء فيها ولا غلو

منهجية ذات نظرة مستقبلية ترى بعين الحكمة وتحسب لماسيكون من بعد الخطوة الاولى

منهجية ذات اعداد متماسك ورصين

منهجية مراقبة للنتائج .... تستعرضها وتحللها وترى اين النجاح فتدعمه واين الفشل فتتجنبه واين تكون الهفوات

منهجية قابلة للتعديل ضمن اطر محددة لاتنازل فيها عن ثوابت الدين والحق

منهجية تدفع بابنائها وروادها والقائمين على تتبعها الى الحوار والتصحيح والمعالجة الذاتية ...
تتقبل كل رأي وتقارعه بالحجة والدليل

منهجية تنظر الى الماضي لتثري منه وتعمل على بناء قاعدة متينة لماسيكون عليه حال المستقبل ... جاعلة ضمن حسبانها ما امكن من اطر يمكن تغييرها ...
بمعنى ان نظرتها المستقبلية غير منغلقة

منهجية قائمة على اعداد القائمين عليها من رجال ونساء وحتى اطفال على حب الايثار وابراز الطاقات ورعايتها وعدم التحجر وحجرها في عدد معين ...
بمعنى تتيح المجال لدخول كل قادر على العطاء

منهجية تضع كل صاحب امكانية وكل مبدع ضمن مكانه الصحيح ... وتطالبه بالانجاز وفي نفس الوقت تطالبه باكتشاف الطاقات المكنونة لدى الافراد من حوله ....
تفهمه بانه في الصدارة لامكاناته وقدراته وفي نفس الوقت عليه ان لاينسى بان يهيء من بمستواه ليقدمه او ليجعله محله ....
غرضها من ذاك فسح المجال لانبثاق الطاقات وعدم الانغلاق على الافراد

منهجية مبنية على محاسبة الذات والكل ... حاسب نفسك ثم حاسب غيرك ان كنت تريد الاصلاح

منهجية سمتها السماحة وتقبل الاخر الى ان تلقى عليه الحجة ليبان ضعفه وهوانه عندها لاشيء له عندنا بعد ان بينا له الدليل وحاججناه بمنهج الحق....
رغم ذلك علينا ان نتلطف معه في المقال عسى ان يلين قلبه ويزاح ما على ماقلبه من وهم وعدم قناعة ...

منهجية تقوم على حسن المقال والاستعداد المسبق وعدم النطق بالحق الا من بعد اتيان الاسباب وتتبع الحق في الاعداد الى كل مقال وحسن تفهمه

منهجية قائمة على الخلق الرفيع والتجرد

منهجية تدعو الى الفضيلة وطريق الله من غير زجر او تجريح .... تلقي الحجج وتدفع الباطل بما مكن الله لها وهيا من مقومات اتيان سبل الحق

--------------------

جزاك الله كل خير استاذنا وحبيبنا الغالي
سلسلتك الجميلة تلك رائعة ومتراتبة وسهلة التتبع
ندعو الله لك بالتسديد والرزق الحسن
حفظك الله ورعاك موجها وراعيا ومنبها الى الصواب بما مكن الله لك وهيأ
دمت بحفظ الله ورعايته انت ومن حولك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الغالي وحبيبنا ابو قصي
احييك على هذه السلسلة الجميلة والمثرية لاليات الخطاب
جميل فيها تناسقها وتدرج عرضها وحسن اتيان خاتمتها
نحمد الله على نعمائه وفضله
وندعو لكم بالسداد والرشاد
بارك الله بك وبمجهوداتك المتواصلة في تهذيب الخطاب وتوجيهه
--------------------
جزاك الله كل خير استاذنا وحبيبنا الغالي
سلسلتك الجميلة تلك رائعة ومتراتبة وسهلة التتبع
ندعو الله لك بالتسديد والرزق الحسن
حفظك الله ورعاك موجها وراعيا ومنبها الى الصواب بما مكن الله لك وهيأ
دمت بحفظ الله ورعايته انت ومن حولك

جزاك الله خيراً أخي الحبيب وأستاذي الكريم د. علاء ..
بارك الله فيك وعليك وبارك لك في علمك وفي عمرك ..
قبل كل شئ أعتذر منك بشدة أخي لتأخري في الرد على مداخلتك الكريمة ..
كل كلمات الشكر لا تسعفني أستاذي الغالي للتعبير عن مدى امتناني وشكري وتقديري واحترامي لشخصكم الكريم ..
أسعدك الله أخي الحبيب وأعزك ورفع قدرك وأعطاك كل ما تتمنى كما تسعدنا بمشاركاتك دوماً ..

للعلم وسيلته التي يتنقل بها وللحجة دليلها وللمقال وقعه في الانفس
الانفس البشرية الغريبة والتي تكاد لاتتطابق الافي جوانب معينة توحدها وتجمعها وما سوى ذلك فلكل نفس وعائها وهواها يقودها هنا او هناك ....
ان الانفس البشرية تجمعها مشتركات معينة ... فترى انجذابا بين هذا الشخص وذاك ونفورا تجاه غيرهما......
رغم ذلك توجد بين تلك الانفس المختلفة مشتركات كثيرة ومتعددة لان النفس البشرية مجبولة على تتبع الاسباب واتيان الحق ان عمل الانسان على تهذيبها والتبصر لما موجود من متناقضات من حوله
بعبارة اخرى العلة والمعلول والدواء ..... هذه الثلاث .... دوما ماتتواجد ضمن محيطك ومن حولك ... فانت ان فطنت الى احداها تمكنت من تغيير الكثير ضمن محيطك ....
بمعنى ان عرفت العلة بحثت عن علاجها وان عرفت العليل ... تهادت خطاك الى مداوات علته ....
اما دواء العلل كلها فواضح بين وهو منهج الحق وطريق الله وسبيل النبوة التي تقودك الى الرشاد وحسن العاقبة والمأل ...
لكن تلك كلها تحتاج الى منهجية عارفة متتبعة لاصل كل شيء
منهجية متراتبة الخطى وغير متعجلة
منهجية تاتي كل شيء باسبابه وما ينتج عن تركه ومايكون ان تم مباشرته واتيانه حقه
منهجية وسطية لا اقصاء فيها ولا غلو
منهجية ذات نظرة مستقبلية ترى بعين الحكمة وتحسب لماسيكون من بعد الخطوة الاولى
منهجية ذات اعداد متماسك ورصين
منهجية مراقبة للنتائج .... تستعرضها وتحللها وترى اين النجاح فتدعمه واين الفشل فتتجنبه واين تكون الهفوات
منهجية قابلة للتعديل ضمن اطر محددة لاتنازل فيها عن ثوابت الدين والحق
منهجية تدفع بابنائها وروادها والقائمين على تتبعها الى الحوار والتصحيح والمعالجة الذاتية ...
تتقبل كل رأي وتقارعه بالحجة والدليل
منهجية تنظر الى الماضي لتثري منه وتعمل على بناء قاعدة متينة لماسيكون عليه حال المستقبل ... جاعلة ضمن حسبانها ما امكن من اطر يمكن تغييرها ...
بمعنى ان نظرتها المستقبلية غير منغلقة
منهجية قائمة على اعداد القائمين عليها من رجال ونساء وحتى اطفال على حب الايثار وابراز الطاقات ورعايتها وعدم التحجر وحجرها في عدد معين ...
بمعنى تتيح المجال لدخول كل قادر على العطاء
منهجية تضع كل صاحب امكانية وكل مبدع ضمن مكانه الصحيح ... وتطالبه بالانجاز وفي نفس الوقت تطالبه باكتشاف الطاقات المكنونة لدى الافراد من حوله ....
تفهمه بانه في الصدارة لامكاناته وقدراته وفي نفس الوقت عليه ان لاينسى بان يهيء من بمستواه ليقدمه او ليجعله محله ....
غرضها من ذاك فسح المجال لانبثاق الطاقات وعدم الانغلاق على الافراد
منهجية مبنية على محاسبة الذات والكل ... حاسب نفسك ثم حاسب غيرك ان كنت تريد الاصلاح
منهجية سمتها السماحة وتقبل الاخر الى ان تلقى عليه الحجة ليبان ضعفه وهوانه عندها لاشيء له عندنا بعد ان بينا له الدليل وحاججناه بمنهج الحق....
رغم ذلك علينا ان نتلطف معه في المقال عسى ان يلين قلبه ويزاح ما على ماقلبه من وهم وعدم قناعة ...
منهجية تقوم على حسن المقال والاستعداد المسبق وعدم النطق بالحق الا من بعد اتيان الاسباب وتتبع الحق في الاعداد الى كل مقال وحسن تفهمه
منهجية قائمة على الخلق الرفيع والتجرد
منهجية تدعو الى الفضيلة وطريق الله من غير زجر او تجريح .... تلقي الحجج وتدفع الباطل بما مكن الله لها وهيا من مقومات اتيان سبل الحق

ما شاء الله .. لا قوة إلا بالله
بالتأكيد كلامك صحيح جداً وصادق جداً سيدي الكريم ونحن نتفق معك فيه تماماً ..

أحييك أستاذي الغالي على هذا الفهم الرائع وعلى هذه الرؤية الثاقبة والبصيرة الصادقة ..
كما أحييك أخي الحبيب وبصدق على إيجابيتك وتفاعلك الجاد والمثمر والبناء مع كل المواضيع وما يُطرح فيها من آراء واقتراحات ..
دائماً تأسرني كلماتك الصادقة .. تجذبني تحليلاتك العميقة الفاهمة والواعية ..
ودائماً ما أجد نفسي مشدوداً لمعانٍ كبيرة وعظيمة في كلماتك وعباراتك قد لا تكون وردت بأصل الموضوع !!

وهكذا أستاذنا الغالي تضرب لنا وللجميع المثل والنموذج والقدوة ..
فيأتي كلامك الصادق وتأتي منهجيتك الهادفة ليكونا نبراسا لنا ولكل من يرغب في التغيير للأحسن وللأفضل بمنهجية عارفة فاهمة مدركة لضرورات المرحلة ..
وها نحن نرى بأم أعيننا ونلمس بأيدينا ما لموضوعاتك ولمداخلاتك وتحليلاتك المتعمقة من أثر إيجابي على الأعضاء المتابعين وجذب حقيقي لهم للمشاركة والتفاعل ، بحيث يمكننا الجزم والقطع أنَّ الحراك المنشود قد بدأ بالفعل !!
وهذه شهادة حق وعدل كا ن لا بد منها اقراراً واعترافاً بفضلك علينا وعلى هذه السلسلة المتواضعة ..
وقد تعلمنا منك سيدي الكريم حتمية البناء على أسس سليمة ومتينة ..
كما تعلمنا منك بصدق وحق أنه :

من لا يستطيع تصحيح أخطاء نفسه فلا يصح له أن يكون قيّماً على أخطاء الآخرين يصحّح لهم وينقد ..
جزيل الشكر لك أستاذي الغالي على كل ما بذلت من وقت وجهد وفكر .....
وفي الختام لا أملك إلا أن أدعو لك أستاذنا الغالي بخيري الدنيا والآخرة ..
ولا أملك إلا أن أقول لك (دون أدنى مجاملة) :

أستاذي الحبيب (حكيم المنتدى) إني أرى فيك واحداً من الذين عناهم القائل :

من الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا ومذ سلكوا ما وقفوا .. فهمهم : صعود ورتق ، كلما عبروا مقاماً إلى مقام : رأوا نقص ما كانوا فيه ، فاستغفروا ...
بوركت سيدي الكريم ، وسلمك الله من كل مكروه ..
تقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي +2
 
عودة
أعلى