السلام عليكم
تأملات إيمانية في مشوار الحياة
9-الامل الزائف وعثرات الشياطين
------------------------------------
احبتي في الله
نحمد الله على الحفظ والتسليم من الوقوع في الزلات
الامل كلمة جميلة تحوي بين طياتها معان الحياة
فبدون الامل ... نلقى الهموم ونستقر نحن وهي في زنزانة الحياة التعيسة
الامل تعلق الانسان بخيط رفيع يتقوى مع الزمان ليكون حبل النجاة
الامل نور خافت في نهاية نفق الاحزان
الامل قطرات الندى المتجمعة على اوراق الخريف المصفرة
الامل ابتسامة الام لاطفالها بعد رحيل المعيل
الامل نظرة العطف الابوي الى ذلك الابن المقبل على الرحيل
الامل قطرات المطر الهاطلة بعد زوبعة الريح
الامل ماتامل ان يكون حتى وان كان غير ممكن وانت عارف به ومدرك لذلك
-----------
الانسان تهوى نفسه الحياه وجمالها وتتوق الى بضاعتها وتستهويه زخارفها
يتمسك بكل شيء فيها ... ليمتع نفسه بما قر على ظهرها وظهر
فتراه يعمل ويؤمل .... ويؤمل ويعمل
وتمر الساعات .... وتمضي الايام ... وربما السنين
ويكون الزمان والمكان حاظرين
وبين انبلاجة صبح وغفوة مساء ...
لقاء وليس باللقاء ... لقاء النفس مع ... أمل جديد
وتمر ساعات الامل وليست ساعات الايام
ويمر الوقت جميلا... مزخرفا ...يحمل في طياته كل غامض وكل جديد
فتتنفس .... النفس الصعداء ... وتظن ان ساعة الميعاد ليوم اللقاء المعهود قد بانت لحظاتها الاولى
واشرقت في عين .... فرحة .... وفي نفس ... مزحة .... وعلى وجنة ... تعبير
فتبسم العبير للعبير .... يظن انه القدر ... المكنون ... وانها ساعة الميعاد
----
تترامى الكلمات بين منبلج الافكار ... وتتحير النفس في فرحتها ...
انها ساعة من سويعات الامل ولحظة من لحظات الزمان السعيد ..
----
ومن غير دراية ... تتجمع الشياطين لتكون كلها هناك ... عند الموعد .... والميعاد
فتؤمل وتؤمل وتؤمل ...
تحدث ذلك المسكين .... ابن ادم .... وتمنيه .... ويظن انما يحدث نفسا عارفة ... ونفسا متأملة
فيستهويه اللقاء ... ويهيء اللسان لنطق الكلمات ...
---
فيكون مايكون من لقاء ....
يرتحل الثاني المسكين في فضاء خداع الذات ... وخيالات وتصورات
في حين ان الاول ... انما كان يحدث بحديث الناس ... ويعمل بعملهم ... ويقول كما يقولون
ويمضي اللقاء ... وتحين ساعة الانصراف ... فيرحل الاول بأمله الزائف ... ويغادر الثاني
مغادرة العارف ....
وتمضي ايام وايام ... وتتجمع الشياطين بغوايتها عند احدهما ... لان أمله زائف ... والمسكين ليس بعارف
ويحين مؤعده المزعوم ... للاول شياطين قد اغوت واللثاني ايام قد مضت ..فيحدث كليهما الاخر
فتتكسر صدفة الاكذوبة ... وتنطفا شمعة موقودة فيخر الاول صريع بسبب أماله الزائفة ... ويرحل الثاني
بتجربة عارفة
ايها المسكين ... لم ... أملت وبنيت لنفسك قفصا من خيوط العناكب ...
ودعمته بجدران الاحلام ...
مكثت تؤمل وتؤمل حتى انهار البيت على أمالك
فألمت نفسك ... وجرحتها بما أملت في غير محله ومكانه
====
عليك ان اردت الامل ... ان لاتنسى ذكر الله ليقر القبول لعملك ان كان
ويتبدل الزمان والمكان
فطريق الغواية محفوف بحفر الشياطين
فلاتنسى ذكر الله وتغمض عينيك ... وتبقى سائرا ... فمصيرك في حفرة لامحال
------
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
انك انت الحليم الخبير
حفظكم الله ورعاكم
وجنبكم من الوقوع... في حفر الامال الكاذبة والخداعة
لاتنس ذكر الله
فبه تطمئن نفسك ... وترضى بما اتاها من رزق كريم