أدب الحوار .. دراسة منهجية هادفة (14)
------------------------------------
آداب الحوار
(12) إحترام المحاور
------------------------------------
آداب الحوار
(12) إحترام المحاور
فالشخص الذي تحاوره إما أن يكون مسلماً فينبغي أن تحفظ له حق الإسلام , وإما أن لا يكون مسلماً , فهذا يعامل معاملة إنسانية , يُجادل بالتي هي أحسن ، لأن هناك أموراً نسبية تَصِلنا بالناس , فالرسول صلى الله عليه وسلم حاور , لكن لايوجد في قاموس محمد صلى الله عليه وسلم كلمة واحدة نابية , ائتوني من كتب السيرة أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال لأحد الناس : يا حمار , أو يا خنزير .
الآن يصف المسلم أخاه المسلم بذلك إذا غضب عليه على أمر تافه .
أين أخلاق النبوة ؟!
إن محمداً صلى الله عليه وسلم لايوجد في قاموسه سب ولا شتم , ولا إسفاف في الكلام , ولا خداع في الخطاب ، لماذا ؟؟
لأن الله أدبه فأحسن تأديبه , وهو المرشح لقيادة البشرية عليه الصلاة والسلام .
فأخلاقه صلى الله عليه وسلم موزعة على البشرية جميعها , والخلق كله عنده عليه الصلاة والسلام .
ذهب بالحسن والشجاعة والكرم ، ومابقى توزع علينا كلنا منذ أن بعث إلى وقتنا هذا عليه الصلاة والسلام .
يقول ربه وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم/4 .
وفي حواره صلى الله عليه وسلم لم يكن فظاً .. يقول سبحانه :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران/159 .
وكان يأمر أصحابه أن يكونوا مبشرين لا منفرين , وميسرين لا معسرين .
قرأت في السيرة لابن اسحاق أنه لما انتهى المسلمون من معركة بدر , وقتل الصحابة سبعين من كفار قريش , رجع الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , ولقيهم أهل المدينة فقالوا لهم : كيف فعلتم بالقوم -أي كفار قريش- ؟ قال أحد الصحابة من البهجة بالنصر والافتخار بالانتصار : ما وجدنا أحداً .. وجدنا أنعاماً ودواباً ذبحناها ورجعنا , مع العلم أن كفار قريش كانوا أشرافاً وسادة , ومن أعقل الناس , لكن الله أضلهم , فقال صلى الله عليه وسلم : "مه .. أولئك الملأ" ، أي لماذا تقول مثل هذا الكلام ؟!
أولئك الملأ , أولئك الأشراف على كل حال , فالواحد منهم يساوي قبيلة , ولكن الله أضلهم .
أبولهب وأبوجهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل ، كانوا مقدمين وعندهم كرم وشجاعة ورأي ، لكن اتبعوا الشيطان فأضلهم , فأخزاهم الله .
فلا تظهر لخصمك أنك تحطمه تحطيماً , وتلقي عليه بالكلام الجاف الذي لايليق به .
يُقال أ ن عيسى عليه السلام رأي كلباً تزاحم في طريقه , وأراد عيسى عليه السلام أن يدخل من الطريق , فقال عيسى للكلب : مر بسلام ! قالوا : يا روح الله .. تقول للكلب مر بسلام ! قال: لا أريد أن أعود لساني البذاءة .
ويقول عليه الصلاة والسلام : "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ" .
المسلم مثل النخلة ترميها بحجر فترد عليك رطباً .
تسب المسلم يقول : سلاماً .. (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) الفرقان/63 .
وانظر إلى حاتم الطائي الجاهلي , فقد كان دستوره الأخلاق بالفطرة .. يقول :
وكلمة حاسدٍ من غير جرم
سمعتُ , فقلت مُرّي فانفذيني
وعابوها عليَّ ولم تعبني
ولم يندي لها أبداً جبيني
سمعتُ , فقلت مُرّي فانفذيني
وعابوها عليَّ ولم تعبني
ولم يندي لها أبداً جبيني
فمن سبك فسامحه وقل : سلاماً .. فإن الله سوف يعوضك بالمكانة والعزة , ويدافع عنك , لأن الله يدافع عن الذين آمنوا , والناس يقفون مع المشتوم ولا يقفون مع الشاتم .
قرات في سيرة الإمام العظيم الزاهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه وجمعنا به في جنات النعيم- أنه قام يصلي الليل في مسجد بني أمية , وكان حينها خليفة المسلمين ويحكم اثنتين وعشرين دولة , وكانت السراج مطفأة , فداس برجله رجلاً نائماً فقام النائم وقال : أحمار الذي وطأني ؟ قال : لا .. أنا عمر بن عبد العزيز ولست حماراً .
وسالم بن عبد الله بن عمر العالم الكبير زاحمه رجل في الطواف فنظر إليه الرجل , فقال لسالم : أنت رجل سوء , قال : ما عرفني إلا أنت !! ومن ضمن ذلك يقول أبوبكر الصديق حين أراد رجل سبه فقال له : والله لأسبنك سباً يدخل معك القبر -أي مع أبي بكر رضي الله عنه- , قال أبو بكر : بل يدخل معك في قبرك ولا يدخل معي في قبري .
هذه أخلاق المؤمنين التى وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز , وحري بنا أن نتخلق بها ما دام أننا نحمل هذا الكتاب الكريم , ونتبع هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم .
-----------------------------------
المصدر : (كتاب أدب الحوار للشيخ عائض القرني)
http://university.arabsbook.com/forum4/thread52881.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53136.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53394.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53835.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54100.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54428.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54764.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55316.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55523.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55767.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56172.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56417.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56676.html
المصدر : (كتاب أدب الحوار للشيخ عائض القرني)
http://university.arabsbook.com/forum4/thread52881.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53136.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53394.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread53835.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54100.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54428.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread54764.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55316.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55523.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread55767.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56172.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56417.html
http://university.arabsbook.com/forum4/thread56676.html