السلام عليكم
جزاك الله عنا خيرا وحفظك لنا وحماك وسدد خطاك
موضوعة اليوم غاية في الروعة وقمة في الوقوع على أصل العلة وبيانها
وفرزها وتبيان أحوال اهلها
فجزاك الله كل خير
ومكن لك
--------------
نحمد الله الذي بحمده يتم السرور ... وبحمده تزول الهموم ... وبحمده يقر القبول
هذا الموضوع غاية في التركيز ... كانه عصارة العصارة ... طعمه قوي لاذع ...
يلذع الافواه والابصار و الاسماع و العقول
---------------------
نبدأ بهذا السؤال
ماهو الامر التافه؟؟ ومن يحدد كونه تافها ام لا؟؟ ماهي المقاييس والمعايير للحكم على الامرين ؟
سؤال مهم ينبغي التامل في مضامينه ومحتواه... لانه اساس فهم الموضوعة ...
نعم الحياة تفرز لنا الامور وفق مقاييس معينة هذا مهم وهذا اهم وهذا ضروري
وهذا ليس ضروريا و هذا مخيف وهذا محزن وهذا متعب وهذا مهلك وهذا تافه وهذا ..... وذاك
-------
لكن هل سالنا انفسنا يوما عن منطلقات التمييز والفرز بين هذه الامور ؟؟؟
هل هي سواء لكل الشعوب والامم ... هل هي نفسها لكل المجتمعات .... هل هي نفسها لكل المستويات الاجتماعية المعرفية ؟
--------
الم اقل لكم انها عصارة العصارة؟
في الحقيقة ان الفرز لايكون بصورة حدية واعتباطية بل يكون ضمن قياسات معينة ؟
منها مايشغل الامة ومصيرها ... ومنها مايشغل الفرد ... وتطلعاته ... ومنها مايشغل مجتمعا ما ... بمختلف المستويات وأمال ذلك المجتمع وطموحاته ..
الصورة الان بدأت تتجلى معالمها وتتكون هالتها الوضاءة .
----------
الهمِّ... مفردة متداولة ... انا مهموم اليوم ... انا اعيتني الهموم
اتعبتني احوال فلان ... واهمتني ... ارهقتني.....
يوصل الانسان بقياساته المشكلة الى حافتها ... ومستقرها ...
فتكون هما ... من الاهتمام بها ..كيف ذلك ... ؟؟؟
-------------
بعض الناس سطحي في كل شيء ... ارتجالي في المقال ... وفي تقييم الاحوال ...
قياساته خاصة ومحدودة ...
تتركز حول الذات ... واشباع حاجاتها ... المادية ... الغرائزية ... السلطوية .... الاجتماعية
طبعا كلنا لنا نفس الاحتياجات .... او لسنا من ابناء هذه المعمورة .... أذا لماذا هذه الفرز ....
الفرز الحاد .. نوعا ما
----
الافراد لايفرزون الاحوال ... بل مأل الحال هو الذي يفرز ... تموضع الحدث وتكونه ...
بمعنى ... مانتج عن طلبك لهذه الحاجة واشباعها .
فان كانت النتيجة ايجابية ... فهدوء وسكينة ... وان كانت النتيجة سلبية ... فهناك حالان :
للاشخاص الاسوياء احوالهم بالقبول والقناعة والبحث عن التغيير ... وتمييز اماكن الخلل والاخفاق .... ولغير الاسوياء.... الهم والحزن .
اليس كل الناس يهتم ويشغل باله .... بلى ... لكن بمستويات مختلفة حسب ... صيرورة الحال.
---------------
قال تعالى (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ( 7 ) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( 8 ) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9 ) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) ))
الله جل في علاه خلقنا على الفطرة السوية ... فبحمده نصدح وبنعمائه نفرح
فيفلح من يزكيها عن مغريات هذه الدنيا الزائلة ... نعم ياخذ من هذه الدنيا ما يقوي عوده وعقله
ويترك مغرياتها وهموم الجاه والسلطة .... فيها .
ويخيب من يهتم ... ويهم .... نفسه ببرزخها وصغائر امورها..
لابد من الترويض ... والتتبع الحسن ... واتيان الاسباب ...
ان كان من اقتباسة موجزة ومبينة
همهم البطونُ والصحونُ والدورُ والقصورُ ، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُلِ ، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل .
هل كلنا يجب ان تكون جل اهتماماتنا ضمن هذه الفقرة
جواب السؤال بقسمين ... تصور ... وتامل ...و أمل .... في أن واحد
تصور ان يكون لك ... حظ من الاهتمام بتعديل مسار مجتمع قد ابتعد عن جادة الصواب
تصور حالك من المصلحين
تصور مجتمع من المجتمعات الباحثة عن الصواب
تصور امتك هذا حالها
تصور هذا وعممه لكل الامم
-----------
طبعا الحال ليس بهذه الصورة فهو قسمان قسم كذلك ياتي الحق من ابوابه ...
وقسم لايهمهم الاذواتهم
القسمان تزيد وتنقص ... اعدادهم من امة الى امة ومن زمان الى زمان ....
لكن المغزى ... انهم متواجدون دوما .... معا وسويا ...
اذا بيدك ... ولك الخيار في ان تكون من القسم الذي تحب ... فما هي رغبتك .. وأملك؟
----------
طاقة التحمل للناس ليست سواء ... ومقدرتهم على المعالجة ليست متساوية ....
لكن ... فكر وتامل وتعقل ... وليكن لك صوت مسموع ... او كلمة ناطقة .... او ابتسامة مفرحة ...
تزيل هم من اهتم و أغتم ...
قال صلى الله عليه وسلم " لاتحقرن من المعروف شيئاً و لو أ ن تلقى أخاك بوجه طلق" حديث صحيح
----
نعم لكل منا مقدرة على التغيير والتوجيه والتعديل ... حسب الموقف والامكانات ...
كل ...بحسب مقدرته ...
هذه ليست جديدة او بدعة من البدع>>>> الاسلام بين منهجها واشار اليه
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي علمك وعملك
اهديك ارق التحايا واطيب الاماني بالحفظ والرعاية والتسديد
والتمكين
وفقك الله وحفظك وحماك وسدد خطاك