السلام عليكم
اخي الغالي واستاذنا الحبيب ومعلمنا الوقور أبو قصي المحترم
بحمد الله نبتدأ الحديث ... نحمده على ان تعرفنا وكوننا ها هنا الساعة
ونحمده على ما مكن لنا وهيء من امثالكم من الداعين الى الخلق الحميد عند المخاطبة وعند المنازلة
ونحمده على التمكين لكم بان تستعرضو لنا هذا المحتوى الجميل من المفاهيم المبسطة
والاساليب التربوية الممنهجة
فتكون بعد صيرورتها منهلا للعارفين ودليلا للمحاورين وحجة على المناوئين والعاصين وتحذيرا لكل الغاوين .
بحسن استعراضك الجميل القيت الحجج ...
وبينت العلل واظهرت الخبايا لغير العارفين
=========
ان منهج المحاورة هو مثل الحلقة الدائرية تخرج من واحدة لتدخل في الاخرى
لايمكن ان ينجح الحوار اذا فقد اي جزئية من جزئياته
فهذه تكمل تلك وتلك توصلك الى التي تليها
وهذه تعيدك الى التي قبلها
الامر ليس معقدا .... لا ... لكنه بحاجة الى بعد نظر وفهم للاسس
بعد ان وصلنا الى هذه الحلقة .... الجميلة بكل معانيها
اليوم نقتبس هاهنا الاتي :
بعض الناس ظالم وجائر .. يتكلم ثم لا يترك لك مجالاً لتتكلم , وإذا أردت الكلام تكلم هو
الظلم والجور له منطلقات واشكال عدة ... وفي مجال المحاورة والمناظرة تكون له اشكال بينة
فاذا سلمنا بكل ماسبق من اسس وبنيان يقوم عليها الحوار الناجح
من تهذب المقال ... وعدم الاستخفاف بالمقابل .. وعدم التعرض للشخوص ولاحوالها الأسرية وانسابها
والاتفاق منذ البدء على الثوابت وان لاحوار حولها ..
والاتفاق على الاقرار للاخر ان هو اثبت حجته وبينها و عدم الابتعاد عن مغزى موضوعة الحوار والذهاب الى موضوعات جانبية والخوض العقيم فيها ..... كل هذه اسس واطر يتفق عليه ليكون حوارا بناء ....
الى هذه الساعة حوارنا لم يبتدا ... انه في طور تهيئة الظروف ... ليكون او لايكون
=============
الوقت سلعة ثمينه وهي نافدة لايمكن ان تحافظ عليها تدركك ... ولاتدركها تبتلع حياتك وتمتص شبابك وتهرمك فيضعف عودك وتهزل ارجلك ... وتتكسر كلماتك فتغدو صامتا بعد علو خطابك
وتهفو نفسك مستسلمتا الى قدرها وتنتظر ساعة مقدرة ليكون عندها الحق مبينا.
----
اذا فاستثماره اولى وتركه يمر ... اي الوقت ... مفسدة ان لم يكن مهلكة
عليه اذا استجمعت مقومات تقدمك لتكون من المناظرين والمدافعين ...
فهذا أيم والله من حسن تعلمك وتعقلك
-----
ومن تمام تهيئك انك لاتقبل بان تكون الضحية قبل ان تبدا المنازلة ؟؟؟؟ وكيف ذلك
وهل اكون ضحية خاسرة قبل المنازلة ... تهيأت للمنازلة والمحاورة فكيف يكون فشلي قبل ان تبدأ؟؟؟؟
-----
اعلم ايها المحاور ان النفس تغوي صاحبها وتحركه لينتصر لذاته ... فتدفعه للغلبة بكافة السبل
وتغريه ليسخر كل طاقاته للنصر ... فلا يرضى بالهزيمة ابدا.
عليه يوجد هنالك نفر اعجبتهم انفسهه وتمكنهم من ابتلاع الوقت واقتناص الفرصة ...
فيبتلعون خصومهم لا بحسن اجاباتهم ولا بكمال ولباقة اقوالهم ...كلا بل بمقدرتهم على امتصاص الوقت فتراه يبدا حديثه من غير توقف ولا انقطاع ...
ترى وجهه محمرا من هول تدفق الكلمات
ترى جوارحه مهلهلة من فرط انطلاقته السريعة
ترى نيرانا تقدح من عينيه لتخيف ...من ينازلها ليصمت من غير حراك
---
هذا ليس بالحوار هذا مذياع صوته مرتفع ...لايستجيب الا بعد ان يقطع عنه التيار بالمغادرة
من جملة الامور التي تدفع بعض المتحاورين الى اتباع هذا الاسلوب الرخيص... ضعف في التهيء
او قناعة راسخة بعدم القبول بالتغيير رغم انه يحمل الحق
وتمسك سمج بعرف بال او منهج معوج ... تقادم عليه العهد ... فاضحى دستورا لايمكن ان يقدح به
او ان يبان قصوره.
كذلك هناك من غرته نفسه فضن انه يعرف وغيره جاهل ... اعجبته نفسه بعد ان قرا كتاب او اثنين او عشرة او عشرين ...
لافهم يرجى منه ... فهو كألة التسجيل ...عندما يضغط عليه يتوقف وعندما يضغط مرة اخرى يسجل ...
لايعود الى النقطة التي ابتدا منها لضنه انه قد تمكن من محتواها كله ...
ضن الجاهل بالعالم الفاهم الناظر.
جزاك الله كل خير وبارك بجهودك الحثيثة عل استعراض الطيب من القول والعمل
ليكون نبراسا لنا ولكل من يرغب بالنظر الى التغيير الحسن بمنهجية عارفة فاهمة مدركة لظرورات المرحلة.... مرحلة انتفاضة الانسان العاقل على نفسه الامارة بالسوء
لايسعني الا ان ادعو لك ... بالسداد والرشاد والتمكين
بارك الله لك في علمك وفهمك
ونحمده على تواجدك معنا ضمن هذه الاستراحة
الجميلة بموضوعاتها و روادها
حفظك الله لنا
استاذنا الحبيب ابو قصي