السلام عليكم
تأملات إيمانية في مشوار الحياة
5- حب الظهور والتسلق الى القيادة
-------------------------------------
قال الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].
احبتي في الله
نحن اليوم لسنا في معرض بيان تفسير تلك الاية الكريمة
واستعراض ماجاء من تفاسير تبينها ... بل اردناها منطلقا كريما لموضوعنا اليوم
------
الحياة بطبيعتها تفرز المرسل والمتبع ... القادة والمرئوسين ..... المتقدم والمتاخر ...
الموجه والمنفذ ..... المستشار والمشار اليه..... الملك والمرئوس....وهكذا دواليك .
هذه هي طبيعة الحياة ...ينبري فيها بعض الناس ليكونو قادة ....يسيرون احوالها بما مكن الله لهم
-----
القائد تلازمه بعض الصفات تتوافر فيه طبيعيا ...تولد معه ..مثلها مثل اي ملكة فردية
او بعبارة اخرى مايطلق عليها بالصفة الفطرية ...كالنحت والرسم ونظم الشعر ..........
تولد القيادة معه ...وتكون فيه ...وبتمكين الله ورعايته ...تكون ساعتها فيتقدم لينبري لما هو اهل له
عليه ...... هنالك متلازمة للقيادة يمكن ان نطلق عليها الظرفية ...المكانية والزمانية ...
في ذلك الزمان والمكان ...يصدح نور الحقيقة ...فيكون عندها مايكون ...فيظهر القائد
من بين من هم حوله ليتقدم لمكانه الذي هيء له .
لانريد ذكر الامثلة فهي كثيرة منذ بدء الخليقة الى يومنا هذا ...
هنالك نوعان من القادة القادة المحليون ...محيطهم وتواجدهم يكون ضمن محيط اجتماعي صغير او محدود ...كان يكون المنزل او مجموعة الاصدقاء او العمل بميادينه المتنوعة والكثيرة .
وهنالك قادة الفكر ...والتحقيق والتدقيق والايضاح والبيان ....وهؤلاء ميدانهم اوسع واكبر واصعب
واكثر تعقيدا من غيره .... لان قيادتهم انما ترتبط بما يسير الافكار والكلمات والخلجات ...
كلماتهم تحرك يمينا او شمالا ... هنا ........ وهناك .
وفي كلا النوعين انفي الذكر ..... درجات من النجاح والتميز وكذلك مستويات من الفشل
تبلورها اساليبهم وامكاناتهم وطرائقهم ..
سؤال لابد منه ....كيف يكون قائدا ...له ملكة وفي نفس الوقت يكون فاشلا؟؟؟؟
-----------
الاجابة على هذا السؤال هي محور تأملاتنا اليوم ...حب الظهور والتسلق الى القيادة
ان حب الظهور وابتغاء القيادة قد يكون مهلكة لصاحبه ...تدفعه اوهامه وضنه بقدراته
وامكاناته الى الهاوية فيسقط ... ولايكون عندها الا ما يكون .
ان اندفاع بعض الافراد يكون اهوج من غير معرفة او دراية .... همه القيادة ...والترئس والتسيد
يبغي العلا ....من غير سبيله ....يريد التحكم ليامر وينهى ....ليكون مايريد هو .... همه فردي ...نظرته ضيقة .... لاينظر الا لنفسه وحوائجها وراحتها ...
من سماته وصفاته " التنطط " اي القفز على المراحل ....يتلون ويتكيف مع اهواء مرئوسيه
ليتقدم الى جوارهم ....تهمه نفسه لايبغي غير متعتها ..
يزيح بخبث ...من هو في طريقه ...يسقط ان قدر من هو اجدر منه ...
تراه لايطبق فما ولا يفوت محفلا ... الاعلا صوته ...ليكون مذكورا ...
عنيد عند الحوار .... مستبد بأرائه لايكون الا مايراه ... لايقتنع بالحجة ... ولاتعييه الحيلة
يتبع كل وسيلة ليكون عند المقدمة .... لايظيره النفاق ... تهمه المظاهر الخداعة فينقاد لها ..
تزعجه النزاهة ... وان لم يظهر ذلك ..
----------
ان حب الظهور والتقدم والتسلق على رقاب الناس وكفائتهم ... مهلك ليس للفرد
بل لمن هم دونه عند ترئسهم .... فلابد من بيان احوال من يتصف بهذه الصفة
ليتجنب شره ... لكي لايعم الفساد وتسوء احوال العباد ...
--------
قد يخدع بعض الناس بمن يتصف بهذه الصفة" حب الظهور " ... فيغمضو له عين ...وينصتو له اذنا.
لكن على من يميز ويعقل ...عدم السكوت على الخلل وبيانه وايضاحه ... باتباع الاسباب والوسائل
لانقصد هنا التجريح باللسان او اتباع الصفة الفردية عند المقال ... كلا ... بل نقصد اتباع المنهج القويم من كتاب وسنة ...وتعاليم ديننا الحنيف
في المعالجة..... علينا النظر بموضوعية وحيادية والابتعاد عن الفردية ...
ايها الاحبة في الله
------------------
من تعاليم ديننا الحنيف .... المنهجية في المعالجة ...اي تتبع الاسباب واتيانها
لحب الظهور عواقب ... وتنتج عنه مفاسد ... عليه ...... علينا ان قدرنا النصح والارشاد والتذكير
والتوعيية لمن تلازمهم هذه الصفة ... فهي فردية لاتكون في المجتمع باكمله ...لكن اثرها عام
عندما يتقدم حاملها ليزيح من هو احق منه عن طريقه ... تكون عندها المفسدة ..