جديد في الطب سرطان عنق الرحم، لتثقيف العامة

salehbinsalman

Active Member
* سرطان عنق الرحم:
- إن سرطان عنق الرحم يحدث عندما تبدأ خلايا عنق الرحم في التغيير من طبيعتها ووظيفتها نتيجة تدمير هذه الخلايا وهذه الحالة تؤدي إلي تعثر نمو هذه الخلايا بصورة طبيعية وتؤدي إلي حدوث السرطان الذى يمتد تأثيره إلي الأنسجةالمجاورة.

* ومن أهم العوامل التي تؤدي إلي كثرة نمو الخلايا في عنق الرحم هي:
- الإصابة ببعض الفيروسات.
- التدخين.
- تعدد االعلاقات الجنسية.
- استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة.
- الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي).
وعندما تبدأ هذه التغيرات السرطانية فى الحدوث تكون محدودة في الطبقة الخارجية من عنق الرحم لمدة تتراوح من 2 - 10 سنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الطبقة العميقة من منه وبعد ذلك تبدأ فى مهاجمة الأنسجة والأعضاء المجاورة للرحم والمثانة والمستقيم.
* الأعراض:
- إفرازات مهبلية قد تكون ليس لها لون أو مصحوبة بدماء وغير مصحوبة بهرش.
- نزيف دموي بعد الاتصال الجنسي.
- نزيف.
ولكن هذه الأعراض لا تدل علي وجود سرطان عنق الرحم في حد ذاتها بل قد تكون أعراض لأمراض وإضطرابات أخرى.
* التشخيص:
عندما يلاحظ طبيبك عند الفحص وجود منطقة غير طبيعية بعنق الرحم يجب أن يقوم بأخذ عينة منه وفحصها معملياً للتأكد من وجود خلايا سرطانية من عدمه. كما سوف يأتي لاحقا.
* الوقاية:
إن الوقاية والتشخيص المبكران لمثل هذه الحالة مهم جداً حيث أن علاج هذه الأورام مبكراً يعطي نسبة شفاء 90%.

* وللوقاية من هذا المرض يجب أن تتبعي الآتي:
- القيام بعمل فحص مهبلي دوري لتشخيص أية تغيرات في عنق الرحم مبكراً.
- عدم ممارسة الاتصال الجنسي المتعدد لتجنب الإصابة بالفيروسات التي تدمر خلايا عنق الرحم.
- التوقف عن التدخين.
- الإقلال من استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة واستعمال الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية.
* العلاج:
يعتمد علي درجة حدوث السرطان من حيث المكان والحجم وهل هو منتشر في الأعضاء المجاورة أم محدد في عنق الرحم فقط ويكون العلاج إما جراحياً أو باستعمال العلاج الإشعاعي أو كليهما معاً.
الوقاية من سرطان عنق الرحم يجب إجراء فحص دوري لعنق الرحم من قبل الطبيب الأخصائي لاكتشاف أي تغيير غير طبيعي ومعالجته حسب قرار الطبيب المعالج . وسندرج لك نبذة مختصرة عن فحص عنق الرحم الدوري وكيفية إمكانية اكتشاف وجود سرطان عنق الرحم مبكرا من خلال هذا الفحص ومعالجته بأسرع ما يمكن . من فضل الله أن هذا النوع من الأورام الخبيثة يمكن اكتشافه مبكرا جدا وعلاجه . كما يمكن منعه لأن بإمكان الطبيب اكتشاف تغيرات معينة في عنق الرحم قبل تحولها إلى خلايا سرطانية . هذه التغيرات تسمى (CIN- Cervical Intraepithetial Neoplasia ) وهي على ثلاث مراحل ( CIN1- CIN2- CIN3 ) .
وتدل الاحصائياتأن احتمالات الإصابة بهذه التغيرات CIN أكثر من الإصابة بالسرطان وهناك ثلاث احتمالات عند اكتشاف هذه التغيرات CIN :-
1- أن تختفي ويعود عنق الرحم إلى حالته الاعتيادية .
2- أن يبقى ولكن لا تسبب للسيدة أي مشاكل .+
3- في بعض الحالات قد تسوء الحالة وتتحول تدريجيا إلى سرطان .
ولأننا لا نعرف بالضبط عند اكتشاف هذه التغيرات CIN أي من الاحتمالات الثلاثة السابقة الذكر سيكون تطور المرض، فمن الواجب القيام بفحوصات دورية منتظمة لتجنب حدوث المشاكل .
وهذا الفحص يتم بأخذ مسحة خاصة ( Cervical PAP smear ) من عنق الرحم لأن هذه التغيرات غالبا ما لا تعطي أي أعراض إطلاقا .
متى تحتاج السيدة إلى هذا الفحص ( PAP Smear ) ؟
من المهم لكل سيدة عمرها بين 20- 64 متزوجة أن تجري هذا الفحص بشكل دوري مستمر. أما في حالة سيدة عمرها 65 سنة فما فوق ولم تجر هذا الفحص إطلاقا طوال حياتها فيجب إجراؤه مرة واحدة على الأقل . أما السيدة التي أجريت لها عملية استئصال الرحم فلا تحتاج إلى هذا الفحص شرط أن الفحص النسيجي للرحم وعنق الرحم عند استئصاله لم يثبت وجود شيء غير طبيعي .

وضعية السيدة عند أخذ عينة من عنق الرحم
كيف يجري هذا الفحص ؟
توضع السيدة وهي مستلقية فيوضع معين ويتم أخذ عينة من عنق الرحم عن طريق آلة بسيطة جدا تدعى ( Plastic Spatula ) وتوضع على السلايد ( Slide ) وترسل للمختبر .
ما هي نتائج الفحص ؟
أثبتت الدراسة أنه بمعدل 6 من 7 فحوصات تكون النتيجة سلبية ( أي لا شيء غير طبيعي ) . أما الواحدة المتبقية فهناك عدة أسباب لظهور نتيجة غير طبيعية للفحص .
أ- قد تكون كمية الخلايا الظاهرة في السلايد غير كافية .
ب- ظهور دم مع الخلايا إذا أجري الفحص وقت الدورة الشهرية أو قريبا من موعدها .
ج- إذا كانت السيدة مصابة بالتهابات داخلية .
د- أما في حالة النتيجة غير الطبيعية لوجود CIN ففي هذه الحالة تقسم الى ثلاثة أقسام :-

مسحة غير طبيعية مسحة طبيعية
* CIN بسيط
* CIN متوسط
* CIN شديد
ه- هناك حالات لا يستطيع المختبر فيها بالضبط تحديد التغيرات ، هل هي CIN أم التهابات ؟ وهذه الحالات يطلق عليها اسم حالة ما بين الطبيعي وغير الطبيعي ( Border Line ) .
ملاحظة : تشكل حالات ال ( Border Line ) وال ( CIN ) البسيط حوالي 4-5 % أما حالات CIN المتوسط و الشديد فتشكل حوالي 5و1 - 2% .
ما هي الالتهابات التي يمكن رؤيتها في الفحص Smear ؟
يجب أن نذكر هنا أن هذا الفحص أعد خصيصا لتشخيص سرطان الرحم المبكر ، أو المتغيرات التي قد تؤدي إلى حدوثه . ولكن هذا لا يمنع أن نتيجة التحليل أحيانا تمكن من رؤية البكتيريا والفيروسات مع كريات دموية بيضاء التهابية . ووجود هذه الجراثيم لا يتعارض مع التحليل المطلوب ( مسحة عنق الرحم ) .

ظهور فطريات Thrush ) candidiasis )
مع مسحة عنق الرحم
متى يعاد التحليل ؟
في حالة المتغيرات البسيطة ( Border Line & Mild Dyskaryotic ) ، يجب إعادة الفحص بعد ستة أشهر . وإذا ظهر الفحص الثاني سليما ( Negative ) ، يعاد بعد سنة لزيادة التأكيد . أما اذا ظهر التحليل الثاني أيضا ( Border Line or Mild Dyskaryotic ) أو تحول إلى متوسط CIN أو شديد CIN ، فيجب في هذه الحالة فحص السيدة عن طريق جهاز يدعى منظار عنق الرحم ( Colposcopy ) .
ما هو جهاز منظار عنق الرحم Coloscope ؟
انه ببساطة جهاز يشبه الميكروسكوب يساعد الطبيب المعالج على رؤية فحص عنق الرحم بصورة مباشرة بثلاثة أبعاد ( Three dimensional view ) ، ويتم الفحص بعد وضع السيدة في وضع معين . ويصبغ عنق الرحم بمادة dilute acetic acid ( vinegar ) وفي بعض الأحيان مادة Iodine solution تظهر مناطق أل CIN أكثر بياضا من بقية الأنسجة المجاورة في حالة استعمال أل Acetic acid أما في حالة صبغة أل Iodine فلا تؤخذ الصبغة البنية مثل بقية الأنسجة الطبيعية . وبمجرد ظهور هذه المناطق غير الطبيعية ورؤيتها بالميكروسكوب عبر منظار عنق الرحم Coloscope ، تؤخذ عينة من الأنسجة غير الطبيعية وترسل للفحص النسيجي بالمختبر Biopsy .
كيف تعالج حالات الCIN ؟
1- باستعمال الليزر Laser لقتل الخلايا غير الطبيعية .
2- باستعمال الحرارة Electro - coagulation diathermy .
3- باستعمال التبريد (Cold coagulation ( cryosurgery .
4- يفضل بعض الأطباء استئصال المناطق غير الطبيعية عن طريق قطعها بالسكين الجراحية أو الليزر أو بجهاز يسمى LLETZ .

(electro - surgical loop ( LLETZ -
5- استئصال جزء مخروطي من عنق الرحم Cone Biopsy .
وطبعا فان اختيار الطريقة المناسبة تعتمد على قرار الطبيب المعالج وحسب الحالة المشخصة . وقد لوحظ أن نسبة كبيرة جدا من السيدات ، عند اللجوء إلى إحدى هذه الطرق ، يشفين تماما وتبقى فقط المتابعة الروتينية للتأكد منعدم عودة الحالة المرضية .
ما هي الأعراض الجانبية لهذا النوع من العلاج ؟
1- مغص خفيف جدا في البطن أحيانا .
2- إفرازات سائلة أو مختلطة بدم بسيط جدا تدوم لمدة 1-3 أسابيع وتعتمد على طريقة العلاج ومدى انتشار المرض .
وكل ذلك يمكن معالجته بسهولة جدا من قبل الطبيب المختص .
هل يترك هذا النوع من العلاج أي آثار جانبية مستقبلية غير مستحبة ؟
قديما ، عندما كانت الطريقة الوحيدة للعلاج هي استئصال جزء مخروطي من عنق الرحم Cone Biopsy ،
كانت بعض السيدات يتعرضن إلى صعوبة في الحمل أو إجهاض متكرر أو ولادة مبكرة . ولكن ، مع تطور وتعدد طرق العلاج ، أصبح بإمكان السيدة الحمل والولادة الطبيعية ومزاولة أعمالها وحياتها بشكل عادي جدا قد تتساءلين سيدتي . . . هل من المؤكد أنني لن أصاب بسرطان عنق الرحم في المستقبل بعد معالجة حالة ألCIN ؟ والإجابة أنه إذا حدث ذلك ، فانه يحدث بعد سنوات طويلة ، عدا حالات نادرة يكون فيها التغير السرطاني أسرع بكثير . ولكن هذا استثناء وليس القاعدة . وهناك حالات ينشأ فيها سرطان عنق الرحم من الجزء الغددي وليس الجلدي ، أي لا علاقة له بال CIN ويسمى بسرطان الجزء الغددي Cancer From Glandular Part Of The Cx .
ومن المؤسف أن ما تحدثنا عنه لا يمكنه أن يشخص هذا النوع من السرطانات مبكرا ولكن على السيدات أن يتأكدن أن حوالي 90% منهن يمكنهن الوقاية من الإصابة بالسرطان عن طريق أخذ العينة أو المسحة التي تكلمنا عنها ، لأن نوع السرطان الناتج عن الغدد نادر جدا ، وكما أشرنا لا يمكن اكتشافه عن طريق المسحة .
سيدتي :
إذا لاحظت أي نزيف رحمي بين دورة شهرية وأخرى - نزف ما بعد الجماع - زيادة شديدة في الإفرازات المهبلية غير المستحبة ، فاستشيري طبيبك الخاص فورا لأنه حتى ان وجد السرطان واكتشف مبكرا فان معالجته أكيدة ومضمونة .

أخذ عينة من عنق الرحم إجراء عملية تجميد عنق الرحم
Cervical biopsy

أخذ جزء مخروطي من عنق الرحم
Cone biopsy

اللقاح ضد سرطان عنق الرحم

اللقاح ضد سرطان عنق الرحم
يعتبر سرطان عنق الرحم السبب الثاني للوفيات بالسرطان عالميا. و لكن أهميته تنقص بالبلاد التي وضعت برامج واسعة للتحري عنه. فهو يحتل المرتبة الثالثة بما يخص معدل الانتشار في أوربا.

تدل الإحصائيات الفرنسية أنه يصيب 3400 إلى 4500 سيدة. و يتسبب بـ 1000 إلى 1600 حالة وفاة سنويا.


و هذا يعني أن التقدم الكبير بخطط الكشف الباكر عنه لم تحد من كونه يشكل واحدا من كبار مشاكل الصحة العامة.

رأينا بالموضوع المخصص لهذا المرض

سرطان عنق الرحم و فيروس البابيلوما الأنسانية HPV

كيف أن المسبب له هو عبارة عن فيروسة تنتقل عن طريق الجنس بالغالبية العظمى من الحالات و تنتمي هذه الفيروسة إلى عائلة البابيلومافيروس
Papillomavirus HPV
تتميز هذه العائلة بوجود عدة أصناف من الفيروس يعطى لكل منها رقم.

أثبتت الأبحاث الوبائية بأن البابيلومافيروس من صنف 16 و 18 مسئولة عن ما يقدّر بـ 70% من حالات سرطان عنق الرحم.

بدأت برامج التحري عن هذا المرض في البلدان المتطورة بالانتشار منذ عام 1950. و كانت هذه البرامج تعتمد على اللطاخة التي يأخذها الطبيب النسائي من عنق الرحم و التي يدرسها المشرح المرضي بتقنية بابانيكولا بحثا عن التبدلات المورفولوجية بخلايا عنق الرحم. سنفرد لهذا التحري موضوعا خاصا.

سمحت هذه البرامج الواسعة بالبلاد النامية بإنقاص معدل حصول سرطان عنق الرحم بـ 70%. و حولت هذا المرض القاتل إلى مرض نادر.

و لكن و على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لنشر الوعي الصحي لم تتمكن السلطات الصحية من القضاء على المرض.

و تقطن المشكلة الكبرى في البلاد النامية التي ما تزال تعاني من معدل متصاعد لانتشار هذا المرض الذي ينتقل بشكل خاص عن طريق الممارسة الجنسية.

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من ثلثي الحالات التي صرح عنها تقع بالبلاد النامية. و عندما نأخذ بعين الاعتبار ضعف الإجراءات الإحصائية بهذه البلاد نستطيع أن نستنتج عمق المشكلة.

أسباب فشل برامج التحري عن المرض تكمن بما يلي:

ـ لعدم تمكنه من تغطية أكبر عدد ممكن من النساء اللواتي يتعرضن لهذا الفيروس.
ـ لتراخي عدد من النساء عن المثابرة المنتظمة على أجراء اللطاخة.
ـ لعدم حساسية التحري باللطاخة. ففضلا عن كون حساسيتها باكتشاف المرض غير كافية. قد يتم أجراءها على أيدي قليلة الخبرة.
ـ فشل الخطة العلاجية بالقضاء على المرض رغم التحري عنه. أذ لوحظ أن 5% من حالات السرطان حدثت عند سيدات مع لطاخة مرضية. و لكن العلاج كان غير ملائم.

و لهذه الأسباب جميعها بدا واضحا أن منع العدوى بالفيروس قد يلعب دورا كبيراَ بالقضاء على المرض أو على الأقل تحديد انتشاره.

مشوار اللقاح ضد سرطان الرحم بدأ بالسبعينات. و ذلك عندما تم التأكد من أن السبب المسرطن لعنق الرحم هو فيروس البابيلوما.
الخطوات التالية التي ميزت السنوات العشرة الأخيرة، كانت استعمال التحري عن الفيروس بنفسه بدل التحري عن نتائجه بواسطة اللطاخة. هذه الخطوة أعطت لبرامج التحري عن المرض دفعة جديدة و حسنت من مردوده.

و لكن فكرة البحث عن لقاح يقضي على الفيروسة كما هي حال مرض شلل الأطفال و الحصبة و التهاب الكبد و غيرها من الأمراض الفيروسية حرّكت عدة فرق من الباحثين.

و بهذا الشكل شهدت السنوات المنصرمة ولادة أول لقاح ضد مرض سرطاني.


المصاعب التي واجهت الباحثين من أجل تطوير اللقاح:
ـ على مدى 20 عاما تم التأكد من الرابط الوثيق بين سرطان عنق الرحم و البابيلوما فيروس.

و أمكن العثور على ما يقارب 15 صنف من هذا الفيروس ثبت مسؤوليتهم عن 99% من حالات سرطان عنق الرحم.

بـ 50 إلى 60% من الحالات تم العثور على الفيروس 16 و 10. و بـ 20% من الحالات كان الأمر يعود إلى الفيروس 18. و لهذا تم انتقاء هذين الفيروسين من بين البقية.

ـ عدم سلامة اللقاح الحاوي على فيروس حي مضعف كما هي حالة العديد من اللقاحات المضادة للفيروس. إذ أن لمورثات الفيروس دور مسرطن لا يمكن إهماله. و بالتالي لا يصح حقنه إلى أشخاص أصحاء.

ـ كون الفيروس لا يتكاثر سوى ضمن الخلايا. فرض صعوبات أخرى لتصنيع هذا اللقاح.


تبدّى الحل مع تطور طرق تجميع البروتينات المشاركة ببناء هيكل الفيروس. و هو ما يسمى L1 و بهذا الشكل أمكن تصنيع فيروسات كاذبة سميت Virus Like Particule VLP تشابه هذه الفيروسات الكاذبة ببنائها فيروس الـ HPV ولكنها لا تحوي على البناء الوراثي للفيروس المسئول عن تكاثره و عن تسبيبه للسرطان. و لدى حقنها إلى الجسم تحضه على تصنيع أجسام مضادة للفيروس البابيلوما، تقوم بدورها بصد هجمات الفيروس الحقيقي.

و فوق ذلك، تمكن الباحثين من إضافة مركب آخر ذو مقدرة على تحريض جهاز المناعة من أجل تصنيع أكبر عدد ممكن من مضادات الأجسام التي ستكافح الفيروس.


تم تجريب اللقاح الحاوي على البناء الكاذب للفيروس 16 و 18 على عدة فتيات لم يتعرضن بعد للفيروس، و لم يبدأن بعد أي نشاط جنسي. لوحظ بعد 7 أشهر من هذا اللقاح أن معدل الأجسام المضادة أكبر بـ 100 مرة ما يمكن أن يسببه المرض الحقيقي.

كما تم التأكد من أنه ذو احتمال جيد و لم يسبب حتى اليوم أي أعراض جانبية تذكر.


تمت تجربة هذا اللقاح على ما يناهز الـ 40000 شخص قبل وضعه بالأسواق التجارية من قبل شركتين
Merck (Gardisil*)
GSK (Cervarix)
مما سمح من التأكد من فعاليته بمنع تطور أي أفة قبل سرطانية لدى حقن الفيروس الحقيقي.



آلية عمل اللقاح
يعتقد أن حماية اللقاح ترتبط بمضادات الأجسام التي يصنّعها الجسم و القادرة على تعطيل الفيروس الحقيقي. هذه المضادات الحامية تتوضع على مخاط العنق مثل سجادة تغطي سطح هذا العنق و تحميه ضد الهجوم فيروسي ضمن الظروف الاعتيادية للعدوى، و يبقى مقبولاً أن الذاكرة المناعية للقاح غير كافية و معدل الأجسام المضادة ضعيف. و بالتالية فأن الحماية من الاعتداء الفيروسي أقل من باقي اللقاحات.

و يقدر مصنعي اللقاح بأن ما يقارب الـ 20% من من الفيروسات يمكنها أن تخترق السجادة الواقية و تصل إلى الطبقة الأساسية من البشرة المغطية لعنق الرحم و يمكنها أن تبقى بها.

بدا بشكل واضح أن اللقاح يزيد من المقدرة المناعية على سطح عنق الرحم بشكل ملموس. ويمكن للأشخاص الذين تعرضوا بالسابق إلى الفيروس الذي بقي بشكل صامت، يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يستفيدوا من اللقاح الذي سيساعدهم على التخلص من الفيروس.

و ما تزال الدراسات جارية للتأكد من فوائد اللقاح عند الأشخاص المصابين بالفيروس و عند من تزيد أعمارهن عن 25 سنة.

و مع ظهر اللقاح بالأسواق، لم يعتمد كعلاج لمن سبق له الإصابة بالبابيلوما فيروس.

بشكل أجمالي يقدر بأن هذا اللقاح يمكنه أن يقي من العدوى بـ 75% من حالات التعرض إلى البابيلوما فيروس. حسب WHO 1997

و ما تزال العديد من الأسئلة معلقة حول المدة التي تطول بها حماية اللقاح، إذ أن المعلومات لم تجنى بعد سوى خلال 5 سنوات من المتابعة. و لم يتم التأكد بعد من دور هذه الحماية أثناء الدورة الطمثية.


على الرغم من هذه التحفظات، تتوقع الأوساط العلمية بأن إدخال هذا اللقاح بالبلاد المتطورة قد يرى مفعوله على فترة قصيرة و يتوقعون إنقاص عدد اللطاخات الغير طبيعية و الآفات قبل سرطانية خلال السنوات الخمسة القادمة.

و لا بد أن تلاحظ السلطات الصحية التوفير الذي يمكن أن تجنيه بفضل إنقاص عدد اللطاخات المرضية و ما تجره من فحوصات متممة مكلفة. فضلا عن حالة القلق التي يولدها إعلان اللطاخة المرضية أو الآفة الما قبل سرطانية.

تبقى النتائج مرجوة على المدى البعيد نظرا لطول الفترة الفاصلة بين التعرض للفيروس و بين ظهور السرطان.

كما يأملون بأن تكون فائدة اللقاح كبيرة في البلدان النامية التي لا تستفيد من برامج التحري عن سرطان عنق الرحم، إذ يتوقعون إنقاص عدد حالات هذا السرطان إلى النصف أن تم تطبيق برامج التلقيح في هذه البلدان النامية خلال السنوات العشرين القادمة.


نجاح هذا اللقاح يعتمد على استعماله الواسع. و بشكل خاص من قبل الفتيات قبل بدأ أي نشاط جنسي. و تبقى مقدرته محدودة من أجل الوقاية الفردية.

و حتى يظهره أثره على الصحة العامة يجب أن تزيد تغطيته عن 70% من السكان. حسب منظمة الصحة العالمية عام 1997

و هو بجميع الأحوال لا يغني عن التحري الكلاسيكي عن سرطان عنق الرحم الذي يجب أن يستمر و يتعمم، و يبقى اللقاح بالوقت الحالي كصمام أمان أضافي من أجل محاربة هذا المرض.

ترافق اللقاح مع اللطاخة قد يسمح بالتقليل من عدد االطاخات التي يمكن أن تتباعد لكل 3 إلى 5 سنوات. و يمكن تأجل أول لطاخة إلى ما بعد عمر الـ 30سنة.


لم تدرس فعالية اللقاح عند الأشخاص من الجنس المذكر.

طرق الاستعمال
ينصح بإعطاء جرعة عن طريق حقنة عضلية، تليها الجرعة الثانية بعد شهرين و الثالثة بعد 6 اشهر.
لا ينصح بإعطاء اللقاح قبل سن الـ 9 سنوات لعدم توفر المعطيات الكافية.
هذا و الله ولي التوفيق

كتبه د.صالح محمد بن سلمان
اشرف عليه أ.د. أحمد الدويل رئيس النساء و الولادة في جامعة عدن و مستشفى الوحدة الجامعي عدن.
قدم في اليوم الوطني للوقاية من سرطان عنق الرحم في عدن في 22.3.2000
 
عودة
أعلى