انتشار الأجهزة الجوالة يزيد احتمال ظهور آلام في الرسغ والرقبة والظهر والكتف
سياتل: ستيف فريز*
تعرف دانييل ويثربي ان دفتر الملاحظات الالكتروني الخاص بها، يتسبب في مشاكل صحية كثيرة لها، ولكنها لا تستطيع مواجهة الأمر.
وباعتبارها بائعة متجولة للامدادات الطبية، فهي تسافر وتتنقل بصفة دائمة، وتقضي معظم الوقت منكبة على لوحة المفاتيح في المقاهي والطائرات وفي غرف الفنادق وحتى في سيارات الأجرة.
والنتيجة المؤلمة بالنسبة لدانييل البالغة من العمر 29 سنة، كما هي بالنسبة لقطاع كبير من مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المحمول في الولايات المتحدة: انها تعاني من الأم في رقبتها ورسغها. وحذرها الطبيب من انها تعاني من مشاكل الهيكل العظمي لأشخاص في الخمسين من عمرهم.
وتتساءل دانييل عما يمكنها فعله، وهي جالسة في مقهى تعمل على جهاز الكومبيوتر الخاص بها في لوس انجليس وتقوا ان «جهاز الكومبيوتر المحمول هو الطريقة الوحيدة لأداء عملي. لا يمكنني الحياة بدونه».
* مشاكل صحية
* وتتزايد المشاكل الصحية الناجمة عن استخدام أجهزة الكومبيوتر المحمول. وبالرغم من عدم وجود دراسات تسجل هذا الاتجاه الا أن الأطباء وأخصائي العلاج الطبيعي يشيرون الى انه مع استمرار انخفاض اسعار الكومبيوتر المحمول، وزيادة قدراتها وصغر حجمها، ومع انتشار الدخول اللاسلكي على الانترنت، فقد تزايد استخدام الكومبيوتر، وبالتالي فإن آلافا من الاشخاص يعانون من آلام مزمنة في الظهر والكتف والرسغ والرقبة.
والسبب: هو ان لوحة المفاتيح والشاشة قريبتان من بعضهما البعض.
ويقول توم البين من جمعية العناصر البشرية والعلوم التطبيقية لتصميم المعدات «عندما تستخدم كومبيوترا محمولا يمكنك ان تجعل رأسك ورقبتك في وضع مريح، او يمكنك ان تجعل يدك وذراعك في وضع مريح، ولكن من المستحيل ان يكون الاثنان في وضع مريح.
ويواجه طلبة الجامعات الذي يطلب منهم بطريقة متزايدة امتلاك كومبيوتر محمول واستخدامه في قاعة محاضرات شيدت لحياة أكاديمية في القرن العشرين، معاناة شديدة في استخدام الكومبيوتر. وعندما ظهرت خبيرة العلوم التطبيقية لتصميم المعدات في جامعة ديوك تمارا جيمس امام طلبة السنة الاولى في كلية الطب في الشهر الماضي لزيادة وعيهم بالمشاكل الصحية الناجمة عن استخدام الكومبيوتر التي من المتوقع ان يعالجوها في المستقبل، تعرضت لسيل هائل من الشكاوى من الطلبة انفسهم.
وقالت تمارا انهم «يجلسون في قاعات محاضرات ذات طاولات مثبتة، وينحنون على اجهزة الكومبيوتر المحمول لساعات طويلة. ويمكنك ملاحظة انها طريقة غير مريحة».
* انتشار عالمي
* وتجدر الاشارة الى ان مبيعات اجهزة الكومبيوتر المحمول بلغت في العام الماضي 49 مليون جهاز في جميع انحاء العالم، وهو ما يقرب من ضعف الأجهزة التي بيعت في عام 2000. وهي تمثل زيادة بلغت 28.5 في المائة في العام الماضي من سوق الكومبيوتر، مقابل 20.3 في المائة في عام 2000 .
وفي الوقت ذاته انخفض متوسط سعر الكومبيوتر المحمول في الولايات المتحدة الى 1116 دولارا بالمقارنة بـ 2126 دولارا في عام 2000. ويتوقع المحللون زيادة مبيعات أجهزة الكومبيوتر المحمول عن أجهزة الكومبيوتر المكتبية بحلول عام 2008.
وقد أجريت عدة دراسات صحية، ولكن واحدة منها أجريت في عام 2002 اظهرت ان مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المحمول يعانون من آلام في اجزاء متعددة من الجسد اكثر من مستخدمي اجهزة الكومبيوتر المكتبية، طبقا لما ذكرته الباحثة كارولين سومريتش من معهد العلوم التطبيقية لتصميم الأجهزة في جامعة ولاية اوهايو.
وأوضحت كارولين أن ذلك يرجع الى أن «الناس الذين يستخدمون اجهزة الكومبيوتر المكتبي، يمكنهم وضع أعلى الشاشة على مستوى النظر ولوحة المفاتيح على مسافة 20 بوصة تحت قمة اعلى الشاشة. وأضافت أن «الاشخاص الذين يستخدمون أجهزة كومبيوتر مكتبية يعانون من مشاكل عضلية وهيكلية ايضا، ولكن أجهزة الكومبيوتر المحمول هي، بطريقة ما، خطوة للوراء من ناحية التصميم».
ويشير خبراء العلوم التطبيقية لتصميم الأجهزة إلى أن الإجابة على هذه المشكلة هي العثور على وسائل لنقل مميزات الكومبيوتر المكتبي الى أجهزة الكومبيوتر المحمول. ويشير الخبراء الى ان الاكسسورات(الملحقات) الهادفة الى تحسين وضع اجهزة الكومبيوتر المحمول آخذة في الازدياد. وتقود شركة «لوجيتك» الطريق في هذا المجال بعرض «ماوس» ولوحة مفاتيح لاسلكية.
وهذه الاكسسورات ليست عملية بالنسبة لمستخدمي الكومبيوتر المحمول الذين يسافرون بصفة مستمرة. ولذا فقد بدأت شركات الكومبيوتر في مواجهة المشكلة، كما يشير روب برنشتاين نائب رئيس تحرير مجلة سينك المتخصصة. وقد اعلنت توشيبا في اوائل العام الحالي، انها ستبدأ قريبا في بيع اجهزة كومبيوتر محمول تسمح بفصل الشاشة ولوحة المفاتيح مما يتيح تحريكهما كما يرغب المستخدم.
وأشار برنشتاين الى ان بعض الشركات بدأت في اجراء تجارب على لوحة مفاتيح بالليزر، بحيث تنعكس صورة لوحة المفاتيح على أي سطح ويمكن للمستخدم الطبع عليه.
ويقول الخبراء الى اهتمام قطاع الكومبيوتر بهذه المشاكل هو أمر جيد. وكلما كان ذلك اسرع كان أفضل. ويشعر خبراء العلوم التطبيقية بقلق من أن تزايد استخدام الأطفال لأجهزة الكومبيوتر المحمول، يؤدي إلى آلام كانت تعتبر في الماضي من آلام العمر المتقدم.
* خدمة «يو اس توداي»
سياتل: ستيف فريز*
تعرف دانييل ويثربي ان دفتر الملاحظات الالكتروني الخاص بها، يتسبب في مشاكل صحية كثيرة لها، ولكنها لا تستطيع مواجهة الأمر.
وباعتبارها بائعة متجولة للامدادات الطبية، فهي تسافر وتتنقل بصفة دائمة، وتقضي معظم الوقت منكبة على لوحة المفاتيح في المقاهي والطائرات وفي غرف الفنادق وحتى في سيارات الأجرة.
والنتيجة المؤلمة بالنسبة لدانييل البالغة من العمر 29 سنة، كما هي بالنسبة لقطاع كبير من مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المحمول في الولايات المتحدة: انها تعاني من الأم في رقبتها ورسغها. وحذرها الطبيب من انها تعاني من مشاكل الهيكل العظمي لأشخاص في الخمسين من عمرهم.
وتتساءل دانييل عما يمكنها فعله، وهي جالسة في مقهى تعمل على جهاز الكومبيوتر الخاص بها في لوس انجليس وتقوا ان «جهاز الكومبيوتر المحمول هو الطريقة الوحيدة لأداء عملي. لا يمكنني الحياة بدونه».
* مشاكل صحية
* وتتزايد المشاكل الصحية الناجمة عن استخدام أجهزة الكومبيوتر المحمول. وبالرغم من عدم وجود دراسات تسجل هذا الاتجاه الا أن الأطباء وأخصائي العلاج الطبيعي يشيرون الى انه مع استمرار انخفاض اسعار الكومبيوتر المحمول، وزيادة قدراتها وصغر حجمها، ومع انتشار الدخول اللاسلكي على الانترنت، فقد تزايد استخدام الكومبيوتر، وبالتالي فإن آلافا من الاشخاص يعانون من آلام مزمنة في الظهر والكتف والرسغ والرقبة.
والسبب: هو ان لوحة المفاتيح والشاشة قريبتان من بعضهما البعض.
ويقول توم البين من جمعية العناصر البشرية والعلوم التطبيقية لتصميم المعدات «عندما تستخدم كومبيوترا محمولا يمكنك ان تجعل رأسك ورقبتك في وضع مريح، او يمكنك ان تجعل يدك وذراعك في وضع مريح، ولكن من المستحيل ان يكون الاثنان في وضع مريح.
ويواجه طلبة الجامعات الذي يطلب منهم بطريقة متزايدة امتلاك كومبيوتر محمول واستخدامه في قاعة محاضرات شيدت لحياة أكاديمية في القرن العشرين، معاناة شديدة في استخدام الكومبيوتر. وعندما ظهرت خبيرة العلوم التطبيقية لتصميم المعدات في جامعة ديوك تمارا جيمس امام طلبة السنة الاولى في كلية الطب في الشهر الماضي لزيادة وعيهم بالمشاكل الصحية الناجمة عن استخدام الكومبيوتر التي من المتوقع ان يعالجوها في المستقبل، تعرضت لسيل هائل من الشكاوى من الطلبة انفسهم.
وقالت تمارا انهم «يجلسون في قاعات محاضرات ذات طاولات مثبتة، وينحنون على اجهزة الكومبيوتر المحمول لساعات طويلة. ويمكنك ملاحظة انها طريقة غير مريحة».
* انتشار عالمي
* وتجدر الاشارة الى ان مبيعات اجهزة الكومبيوتر المحمول بلغت في العام الماضي 49 مليون جهاز في جميع انحاء العالم، وهو ما يقرب من ضعف الأجهزة التي بيعت في عام 2000. وهي تمثل زيادة بلغت 28.5 في المائة في العام الماضي من سوق الكومبيوتر، مقابل 20.3 في المائة في عام 2000 .
وفي الوقت ذاته انخفض متوسط سعر الكومبيوتر المحمول في الولايات المتحدة الى 1116 دولارا بالمقارنة بـ 2126 دولارا في عام 2000. ويتوقع المحللون زيادة مبيعات أجهزة الكومبيوتر المحمول عن أجهزة الكومبيوتر المكتبية بحلول عام 2008.
وقد أجريت عدة دراسات صحية، ولكن واحدة منها أجريت في عام 2002 اظهرت ان مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المحمول يعانون من آلام في اجزاء متعددة من الجسد اكثر من مستخدمي اجهزة الكومبيوتر المكتبية، طبقا لما ذكرته الباحثة كارولين سومريتش من معهد العلوم التطبيقية لتصميم الأجهزة في جامعة ولاية اوهايو.
وأوضحت كارولين أن ذلك يرجع الى أن «الناس الذين يستخدمون اجهزة الكومبيوتر المكتبي، يمكنهم وضع أعلى الشاشة على مستوى النظر ولوحة المفاتيح على مسافة 20 بوصة تحت قمة اعلى الشاشة. وأضافت أن «الاشخاص الذين يستخدمون أجهزة كومبيوتر مكتبية يعانون من مشاكل عضلية وهيكلية ايضا، ولكن أجهزة الكومبيوتر المحمول هي، بطريقة ما، خطوة للوراء من ناحية التصميم».
ويشير خبراء العلوم التطبيقية لتصميم الأجهزة إلى أن الإجابة على هذه المشكلة هي العثور على وسائل لنقل مميزات الكومبيوتر المكتبي الى أجهزة الكومبيوتر المحمول. ويشير الخبراء الى ان الاكسسورات(الملحقات) الهادفة الى تحسين وضع اجهزة الكومبيوتر المحمول آخذة في الازدياد. وتقود شركة «لوجيتك» الطريق في هذا المجال بعرض «ماوس» ولوحة مفاتيح لاسلكية.
وهذه الاكسسورات ليست عملية بالنسبة لمستخدمي الكومبيوتر المحمول الذين يسافرون بصفة مستمرة. ولذا فقد بدأت شركات الكومبيوتر في مواجهة المشكلة، كما يشير روب برنشتاين نائب رئيس تحرير مجلة سينك المتخصصة. وقد اعلنت توشيبا في اوائل العام الحالي، انها ستبدأ قريبا في بيع اجهزة كومبيوتر محمول تسمح بفصل الشاشة ولوحة المفاتيح مما يتيح تحريكهما كما يرغب المستخدم.
وأشار برنشتاين الى ان بعض الشركات بدأت في اجراء تجارب على لوحة مفاتيح بالليزر، بحيث تنعكس صورة لوحة المفاتيح على أي سطح ويمكن للمستخدم الطبع عليه.
ويقول الخبراء الى اهتمام قطاع الكومبيوتر بهذه المشاكل هو أمر جيد. وكلما كان ذلك اسرع كان أفضل. ويشعر خبراء العلوم التطبيقية بقلق من أن تزايد استخدام الأطفال لأجهزة الكومبيوتر المحمول، يؤدي إلى آلام كانت تعتبر في الماضي من آلام العمر المتقدم.
* خدمة «يو اس توداي»
