الحمد لله والصلاة والسلام علي اشرف خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه الي يوم الدين
اما بعد
فهذا هو كتاب بحر الدموع للامام جمال الدين ابي فرج بن الجوزي رحمه الله تعالى وهو من أجلّ كتب الوعظ يرقق القلوب المعرضة عن ذكر الله سبحانه وتعالى.
فالتوبة والندم سبب كشف الغم، ودفع البلاء.فالسعيد من وعظ بحال أبيه آدم. فتاب واستغفر. والشقي من دعاه ابليس فأصر واستكبر
نسال الله تعالي ان يرزقنا توبة قبل الممات يغفر الله لنا بها جميع الآثام والذلات وان يتوب علينا لنتوب
واليكم بعض الدرر من هذا الكتاب
أيها المقيم على الخطايا والعصيان، التارك لما امرك الرحمن، المطيع للغويّ الفتان، الى متى أنت على جرمك مصرّ، ومما يقرّبك الى مولاك تفرّ؟ تطلب من الدنيا ما لا تدركه، وتتقي من الآخرة ما لا تملكه، لا أنت بما قسم الله من الرزق واثق، ولا أنت بما أمرك به لاحق.
يا أخي، الموعظة، والله لا تنفعك، والحوادث لا تردعك. لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا، كأنك لا تعود نسيا مفقودا.
فاز، والله،المخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب الجرائم والأوزار.
وأنشدوا:
عيل صبري وحق لي أن أنوحا ......لم تدع لي الذنوب قلبا صحيحا
أخلقت مهجتي أكف المعاصي .......ونعاني المشيب نعيا صريحــــا
كلما قلت قد بري جرح قلبي .......عاد قلبي من الذنوب جريحــــا
انّما الفوز والنعيم لعبـــــــد.......... جــاء في الحشر آمنا مستريحا
اخواني، ارفضوا هذه الدنيا كما رفضها الصالحون، وأعدّوا الزاد لنقلة لا بدّ لها ان تكون، واعتبروا بما تدور به عليكم الأيام والسنون.
يا من غدا في الغيّ والتيه...... وغرّه طول تمــاديــــه
أمــلى لك الله فبـــارزتــه....... ولم تخف غبّ معاصيه
قال الجنيد رضي الله عنه: مرض السّريّ السّقطي رضي الله عنه فدخلت عليه أعوده، فقلت له: كيف تجدك؟
فقال:
كيف أشكو الى طبيبي ما بي ....... والذي قد أصابني من طبيبي
فأخذت المروحة لأروّح عليه، فقال: كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل
ثم أنشأ يقول:
القـــــلب محترق والدمع مستبق ..... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرارله ...... مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا ربّ ان كان شيء فيه لي فرج ....... فامنن عليّ به ما دام بي رمق
الامام الشافعي عند الممات
ويروى عن المزني، قال: دخلت على الشافعي رضي الله عنه في علته التي مات منها، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت في الدنيا راحلا، وللاخوان مفارقا، ولكأس المنيّة شاربا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، فلا أدري: أروحي تصير الى الجنة فأهنيها، أم الى النار فأعزيها؟ ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي ...... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنتـــــه ........ بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فمازلت اعفو من الذنب ولم تزل ....... تجود وتعفو منّة وتكرّما
فلولاك لم ينجو من ابليس عابد...... وكيف وقد أغوى صفيّك آدما
فلنسارع جميعا الى التوبة
أتيتك راجيا يا ذا الجلال .......ففرّج ما ترى من سوء حالي
عصيتك سيّدي ويلي بجهلي....... وعيب الذنب لم يخطر ببالي
الى من يشتكي المملوك الا ....... الى مولاه يا مولى الموالي
فويلي ليت أمي لم تلدني ........ ولا أعصيك في ظلم الليالي
وها أنا ذا عبيدك عبد سوء ........ ببابك واقف يا ذا الجلال
فان عاقبت يا ربي فاني ........ محق بالعذاب وبالنكال
وان تعفو فعفوك أرتجيه .......ويحسن ان عفوت قبيح حالي
اخواني: بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة والغفران، وأتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة، قد وضعوا جباههم على الثرى ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يُرى.
ولمن ارد الكتاب فلقد وضعته في المرفقات
بصيغة الكتاب الالكتروني
وبصيغة ملف ورد
اسال الله تعالي ان يجعل عملنا خالصا لوجهة الكريم ولا تنسونا من صالح دعاؤكم
احبكم في الله
المصادر