قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي، فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. والحق غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت.
قال عيسى عليه السلام: عالجت الأبرص والأكمه فأبرأتهما، وعالجت الأحمق فأعياني والسكوت عند الأحمق جوابه.
ونظر بعض الحكماء إلى أحمق على حجر فقال: حجر على حجر.
وحكي أن أحمقين اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعال نتمن على الله فإن الطريق تقطع بالحديث. فقال أحدهما: أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها ولحمها وصوفها. وقال الأخر: أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئاً. قال: ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة. فتصايحا وتخاصما، واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثم تراضيا من أن أول من يطلع عليهما يكون حكماً بينهما، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من عسل، فحدثاه بحديثهما، فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، قال: صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
عن الاحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنئ وبر من فاجر، وحليم من أحمق.
عن وهب بن منبه: الاحمق إذا تكلم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع، لا علمه يعينه،، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه أنها ثكلته، وامرأته لو عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، ويجد جليسه منه الوحشة.
قال الاصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الاحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته. وليس من الادب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.
وقالت الحكماء: لا تطلب حاجتك من كذاب، فإنه يقر بها بالقول، ويبعدها بالفعل؛ ولا من أحمق، فإنه يريد نفعك فيضرك، ولا من رجل له آكلة من جهة رجل، فإنه لا يؤثر حاجتك على أكلته.
وقال الحسن البَصْريّ: لسانُ العاقل من وَراء قَلْبه، فإذا أراد الكلامَ تفكّر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت. وقلب الأحمق من وراء لسانه فإذا أراد أن يقول قال، " فإنَّ كان له سَكَت، وإن كان عليه قال "
ويُقال: من عَير الناسَ الشيءَ ورَضِيه لنفْسه فذاك الأحْمق نفسُه.
وكان يقال: العاقلٍ دائمُ المودَة، والأحمق سَريع القطِيعة.
وقال الخليل بن أحمد: الرجالُ أربعة: فَرَجل يَدْرِيَ ويَدْري أنه يَدْري، فذلك عالم فَسَلُوه، ورجُل يَدْري ولا يَدْري أنه يَدْري فذلك النَّاسي فذَكِّروه، ورجُل لا يَدْري ويَدْري أنه لا يَدْري، فذلك الجاهلُ فعلِّموه، ورجُل لا يَدْري ولا يَدري أنه لا يَدري، فذلك الأحمقُ فارفضوه.
وقيل: خَصْلتان تقَرِّبانك من الأحمق، كثرةُ الالتفات، وسرعة الجواب
قال الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
قال عيسى عليه السلام: عالجت الأبرص والأكمه فأبرأتهما، وعالجت الأحمق فأعياني والسكوت عند الأحمق جوابه.
ونظر بعض الحكماء إلى أحمق على حجر فقال: حجر على حجر.
وحكي أن أحمقين اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعال نتمن على الله فإن الطريق تقطع بالحديث. فقال أحدهما: أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها ولحمها وصوفها. وقال الأخر: أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئاً. قال: ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة. فتصايحا وتخاصما، واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثم تراضيا من أن أول من يطلع عليهما يكون حكماً بينهما، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من عسل، فحدثاه بحديثهما، فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، قال: صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين.
عن الاحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنئ وبر من فاجر، وحليم من أحمق.
عن وهب بن منبه: الاحمق إذا تكلم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع، لا علمه يعينه،، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه أنها ثكلته، وامرأته لو عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، ويجد جليسه منه الوحشة.
قال الاصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الاحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته. وليس من الادب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.
وقالت الحكماء: لا تطلب حاجتك من كذاب، فإنه يقر بها بالقول، ويبعدها بالفعل؛ ولا من أحمق، فإنه يريد نفعك فيضرك، ولا من رجل له آكلة من جهة رجل، فإنه لا يؤثر حاجتك على أكلته.
وقال الحسن البَصْريّ: لسانُ العاقل من وَراء قَلْبه، فإذا أراد الكلامَ تفكّر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت. وقلب الأحمق من وراء لسانه فإذا أراد أن يقول قال، " فإنَّ كان له سَكَت، وإن كان عليه قال "
ومن أحْسن ما قيل في هذا المعنى قولُ زهَير:
وكائن تَرَى من صامتٍ لك مُعْجِب ... زيادتُه أو نَقْصُه في التكلُّم
لسانُ الفَتى نِصْف فُؤاده ... فلم يَبْق إلاِّ صورةُ اللحْم والدَّم
لسانُ الفَتى نِصْف فُؤاده ... فلم يَبْق إلاِّ صورةُ اللحْم والدَّم
ويُقال: من عَير الناسَ الشيءَ ورَضِيه لنفْسه فذاك الأحْمق نفسُه.
وكان يقال: العاقلٍ دائمُ المودَة، والأحمق سَريع القطِيعة.
وقال الخليل بن أحمد: الرجالُ أربعة: فَرَجل يَدْرِيَ ويَدْري أنه يَدْري، فذلك عالم فَسَلُوه، ورجُل يَدْري ولا يَدْري أنه يَدْري فذلك النَّاسي فذَكِّروه، ورجُل لا يَدْري ويَدْري أنه لا يَدْري، فذلك الجاهلُ فعلِّموه، ورجُل لا يَدْري ولا يَدري أنه لا يَدري، فذلك الأحمقُ فارفضوه.
أَليس من البَلْوى بأنّك جاهل ... وأنك لا تَدْري بأنك لا تَدْري
إذا كنت لا تَدْري ولستَ كمن درَى ... فكيف إذاً تَدْرِي بأنك لا تَدْري
إذا كنت لا تَدْري ولستَ كمن درَى ... فكيف إذاً تَدْرِي بأنك لا تَدْري
ولآخر:
وما الدَّاء إلا أن تُعلِّم جاهلاً ... ويَزْعُم جهلاً أنه منك أَعْلَمُ
وقيل: خَصْلتان تقَرِّبانك من الأحمق، كثرةُ الالتفات، وسرعة الجواب
ولأبى العتاهية:
احْذَرِ الأحمقَ أن تَصْحَبَه ... إنما الأحمقُ كالثَّوب الخَلَقْ
كلَّما رَقَّعْتَه مِن جانبٍ ... زَعْزَعتْه الريحُ يوماَ فَانخرق
أو كصدع في زُجاج فاحشٍ ... هل تَرَى صَدْع زُجاجٍ يَلْتصق
فإذا عاتبتَه كي يَرْعَوِي ... زادَ شرًّا وتمادى في الحُمق
كلَّما رَقَّعْتَه مِن جانبٍ ... زَعْزَعتْه الريحُ يوماَ فَانخرق
أو كصدع في زُجاج فاحشٍ ... هل تَرَى صَدْع زُجاجٍ يَلْتصق
فإذا عاتبتَه كي يَرْعَوِي ... زادَ شرًّا وتمادى في الحُمق
===============
بتصرف من:
المستطرف للأبشيهي
سير أعلام النبلاء للذهبي
العقد الفريد لابن عبد ربه
===============
بتصرف من:
المستطرف للأبشيهي
سير أعلام النبلاء للذهبي
العقد الفريد لابن عبد ربه
===============