النحو جاريةٌٌ ثمن إعرابِ بيتٍ من الشِّعر

محمد شتيوى

مستشار سابق
جاريةٌ ثمنُ إعرابِ بيتٍ من الشِّعر

حكي محمد بن يزيد المبرد، قال:
كان أبو عثمان المازني جاء إليه يهودي وسأله أن يقرئه كتاب سيبويه، وبذل له مائة دينار. فامتنع أبو عثمان من ذلك، فقلت له سبحان الله: ترد مائة دينار مع فاقتك وحاجتك إلى درهم واحد؟
فقال: نعم يا أبا العباس , اعلم أن كتاب سيبويه يشتمل على ثلاثمائة آية من كتاب الله ، ولا أرى أن أمكن منها كافراً.

فسكت، ولم يتكلم. قال المبرد: فما مضت إلا أيام حتى جلس الواثق يوماً للشرب وحضر ندماؤه فغنت جارية في المجلس هذا الشعر:
أظلومٌ إن مصابكم رجلاً ... أهدى السلام تحية ظلم
فنصبت " رجلاً "، فلحنها بعض الحاضرين من الندماء، وقال: الصواب الرفع لأنه خبر إن.
فقالت الجارية: ما حفظته من معلمي إلا هكذا.
ثم وقع النزاع بين الجماعة، فمن قائل الصواب معه، ومن قائل الصواب معها
فقال الواثق : من بالعراق من أهل العربية ممن يرجع إليه؟
فقالوا: بالبصرة أبو عثمان المازني، وهو اليوم واحد عصره في هذا العلم.
فقال الواثق: اكتبوا إلى والينا بالبصرة يسيره إلينا معظماً مبجلاً .

فما كان إلا أيام حتى وصل الكتاب إلى البصرة، فمر الوالي أبا عثمان بالتوجه وسيره على بغال البريد، فلما وصل دخل على الواثق، فرفع مجلسه وزاد في إكرامه وعرض عليه البيت ، فقال:

- " الصواب مع الجارية ، ولا يجوز في رجل غير النصب لأن مصاب مصدر بمعنى الإصابة ورجلاً منصوب به، والمعنى أن إصابتكم رجلاً أهدى السلام تحيةً ظلمٌ، فظلم خبر إن ؛ وما يتم الكلام إلا به. "

ففهم الواثق كلام أبي عثمان، وعلم أن الحق ما قالته وأعجب به، وانقطع الرجل الذي أنكر على الجارية، ثم أمر الواثق لأبي عثمان المازني بألف دينار، وأتحفه بتحف وهدايا كثيرة لأهله، ووهبت له الجارية جملة أخرى، ثم سيره إلى بلده مكرماً .

فلما وصل جاء المُبَرِّد فقال له أبو عثمان: كيف رأيت يا أبا العباس، تركت لله مائة فعوضني ألفاً.
فقال المبرد: من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه .

____________________
المصدر : ( كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة ) للإتليدى – برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتي - بتصرف .
 



جميل

بارك الله فيك اخي الكريم

ولو ان لي تحفظ على الكلام الموجود (جلس الواثق يوماً للشرب وحضر ندماؤه )

تقبل تحياتي
 


الاخ الفاضل العمرى
مرحبا بك
ولو ان لي تحفظ على الكلام الموجود (جلس الواثق يوماً للشرب وحضر ندماؤه )

سوف أخبرك ..
قرأت يوماً كتاباً بعنوان ( هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه )
ومن ضمن الفوائد التى ذكرها المؤلف أن خلفاء بنى العباس وأهل العراق عامة كانوا يشربون نوعاً من النبيذ ( أى العصير المنبوذ ) فكان الإمام أبو حنيفة يرى أنه حلال ولا بأس به
والحقيقة أن نبيذ أهل العراق ليس بخمر كما قد يظن البعض ولكنه فيه شبهة ما , فأفتى أبو حنيفة بجوازه وهو لا يسكر
ولكن غيره من الفقهاء رأوا تحريمه

وعندما يُذكر فى أحد كتب الترجمة أن الخليفة الفلانى جلس للشراب أو كان يشرب النبيذ فلا يعنى هذا أنه يشرب الخمر المحرمة ولا يجاهر بها , بل هو يشرب نوعاً من الشراب كالعصير مثلاً .. جميل ؟
ولكنَّ المستشرقين وأذنابهم اتخذوا من هذه الشبهة وسيلة لتشويه تاريخ المسلمين بدعوى أن خلفاءهم كانوا يشربون الخمر ويجاهرون بشربها .. وهذا لا يُعقل أصلاً بل كان الخلفاء ينهون عن شرب الخمر كما فعل المهدى مع أبى نواس وكما فعل الرشيد معه ايضاً
وماا ينبغى ذكره فى هذا الموضع أن كتاب الأغانى للأصفهانى هو مصدر هذه الشائعات الخبيثة ومن هذا الكتاب نهل كل حاقد وحاسد على الإسلام والمسلمين ليشنع على تاريخهم ويفقدهم مصدرا اعتزاز وكرامة لا ينتهيان
وكان أبوالفرج الأصفهانى شيعياً رافضياً وراوية ضعيفاً كذاب .. واسأل عنه فى كتاب الرجال
ولهذا ينبغى الحذر عند الأخذ من هذا الكتاب لما يحتويه من مزالق

ولكننى أشكر لك تحفظك لأنه هكذا ينبغى تكون القراءة الواعية
وتحية طيبة
 


نعم بارك الله فيك​

اعلم هذا ... لكن يجب التنويه عليه من خلال المقال؟؟

ثم ان النديم هو ساقي الخمر

فكان يجب التنويه منك يا عزيزي

اشكر لك حُسن ردك وتفاعلك​


جزاك الله خير​
 


بارك الله فيك اخي العزيز محمد على الموضوع الجميل :)
 


نعم بارك الله فيك​

اعلم هذا ... لكن يجب التنويه عليه من خلال المقال؟؟

ثم ان النديم هو ساقي الخمر

فكان يجب التنويه منك يا عزيزي

اشكر لك حُسن ردك وتفاعلك​



جزاك الله خير​

وفيك بارك الله
ربما كان النديم هو رفيق الشراب بشكل عام ولا يختص بالخمر .. ولكن شاع هذا عن الكلمة
أما عن التنويه فأحب أحيانا أن أترك الأمر لتفاعل الأعضاء والأخذ والرد لتتسع دائرة الفائدة
تحية إليك

بارك الله فيك اخي العزيز محمد على الموضوع الجميل :)

وفيك بارك الله أخى الكريم .. اشكرك على المرور الهادئ​
 


ما أجمل أسرارها لغة الضاد .. فما زال بحرها زاخر بالدرر
بارك الله فيك محمد
 
عودة
أعلى