صورة يجب أن تكسر

نتصايح مثل الديكة ، نتجادب مثل الغربان البيض ، وحين تهدأ المباراة ، تنشب من جديد جذوتها هنا وهناك ، والكل يسعى إليها ، كبيرنا وصغيرنا ، والكل يرسم لها صورة في مخيلته ، لعلها ترضيه أو تشبع ذكوريته البلهاء ، والكل يرى نفسه الأحق قولا ، والأصدق قيلا ، بينما هي تبقى بين لج هذا الطوفان الذكوري ، تتقادفها الأمواج ، مستسلمة أحيانا ، منبوذة أخريات ، مشاكسة كطفل يبحث عن سكينة واطمئنان ؛ هذان الغائبان عن ساحة كينونتها قصرا ، بحجج لم ينزل بها سلطان الشرع الحنيف أو إنسانيتها المغبونة ، فلم نبعدها عن كينونتها الحقة : " وإذّابشر احدهم بأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ، ألا ساء ما يحكمون " ونتناسى " والمؤمنون والمومنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، ويطيون الله و رسوله ، أولئك سيرحمهم الله " .
لنقرأ الآيتين ونتدبرهما بتجرد وفطرة يقين ، ثم نقرر ، هل آن الأوان كي نكسر صورة المرأة التي نحيا تحت دوحها ، أما ، وزوجة ، وبنتا ، وجارة من الجيران السبع .
 


المرأة نصف المجتمع وهى تنجب لنا النصف الآخر
ولكن إذا التزمت بشرع ربها حق الالتزام فأصبحت ملكة فى بيتها بقوله تعالى ( وقرن فى بيوتكن )
وصارت كالجوهرة المصونة والدرة المكنونة بقوله عز وجل ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
وعرفت قدرها وموطأ قدميها بقوله تبارك وتعالى ( الرجل قوامون على النساء بما بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا )
فتصبح من ( والصالحات قانتات حافظت للغيب بما حفظ الله )
وجزاؤها ( من عمل صالحا من ذكر أو انثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )

فإن رفضت وأبت صدق فيها قول الشاعر :
هربوا من الرق الذى خلقوا له ... فبلوا برق النفس والشيطان
 


الأخ الكريم محمد شيتوي

هربوا من الرق الذي خلقوا له
فبلوا برق النفس والشيطان
بيت لشاعر مجهول ــ الله يعلم من هو ــ
الشطر الأول مخالف لحقيقة وضع المرأة في الكتاب والسنة والشريعة
فالحق سبحانه وتعالى يقول : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء " س: النساء آ : 1
و يقول " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون " : الروم آ : 21
وهكذا دواليك ليس في القرآن ولا في كلام سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه ، والذي عامل المرأة بما منحها الحق سبحانه [ ليس كرقيق ] أليس لنا فيه وهو الصادق الأمين إسوة حسنة ، أم أن من مثل هذا الشاعر هو الإسوة والمقتدى
وأما الشطر الثاني فما هو إلا من رد العجز على الصدر أي هوى النفس الرجولية و الشيطان اللعين
تحيتي وتقديري وشكرا لمرورك الشهي
 


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الاسلام
الاستاذ الكبير الفاضل محمد العروسي
1004zfs4.www.arabsbook.com.gif

امير المنتديات والابداع
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
باحترام
ابي مازن
 


الأخ الكريم محمد شيتوي

هربوا من الرق الذي خلقوا له
فبلوا برق النفس والشيطان
بيت لشاعر مجهول ــ الله يعلم من هو ــ
الشطر الأول مخالف لحقيقة وضع المرأة في الكتاب والسنة والشريعة
فالحق سبحانه وتعالى يقول : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء " س: النساء آ : 1
و يقول " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون " : الروم آ : 21
وهكذا دواليك ليس في القرآن ولا في كلام سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه ، والذي عامل المرأة بما منحها الحق سبحانه [ ليس كرقيق ] أليس لنا فيه وهو الصادق الأمين إسوة حسنة ، أم أن من مثل هذا الشاعر هو الإسوة والمقتدى
وأما الشطر الثاني فما هو إلا من رد العجز على الصدر أي هوى النفس الرجولية و الشيطان اللعين
تحيتي وتقديري وشكرا لمرورك الشهي

فى الواقع إن البيت لابن القيم وهو عالم وليس بشاعر لكنه أديب أريب فى نفس الوقت والبيت من نونيته التى تبلغ الخمسة آلاف بيت ..
أما معنى البيت فهو صحيح لقوله تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )
ولكن من قال إننا سنعامل المرأة كرقيق ..
أنا أعنى أن الذين يدعون تحرير المرأة وإعطاءها حقوقها قد استذلوها وجعلوها رقيقاً وسلعة رخيصة ألا ترى أنهم يمتهون المرأة بأن يضعوا صورتها فى كل سلعة يروجون لها وكأنهم يجلبون الزبائن بمشاهدة جسدها ومفاتنها
أنظر إلى هذا الموضوع
http://university.arabsbook.com/forum4/thread35982.html

فهنا يتضح معنى البيت .. أن الجاهلات ظنن أن الحجاب وقيود الاحتشام هى نوع من الرق
فلما هربوا منها ابتلاهم الله برق الشيطان فصاروا عبيداً له وخُدَّاما

شكرا على ردك اللذيذ !
 


اخي الفاضل محمد الشتوي
هل حقا قال ابن القيم
[ هربوا من الرق الذي خلقوا له ] ، وفي عهده لم تكن المرأة ب[هذا التفسح ، ولاحتي الذكر ] ؛ فلو عاش لأيامنا ماذا سيقول أو كان سيقول
الاعتراض عن ( الذي خلقوا له ) ، أليس هذا معترض مع النص الشرعي
تحيتي وتقديري
 


آه .. هل تعنى ذلك حقاً ؟
الجواب ببساطة أن الرق الذى يعنيه ابن القيم هو العبودية
أى أننا خلقنا لعبادة الله سبحانه وتعالى - كما لا يخفى عليك - وذلك قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
فنحن عبيد رب السموات , ولكن الفرق بين العبودية للرب والعبودية للإنسان أن الأولى شرف , ومما يُذكر فى ذلك أن الله تبارك وتعالى حين مدح رسوله فى أسمى منزلة بلغها وقت الإسراء والمعراج قال : ( سبحان الذ اسرى بعبده ) فكان ذلك شرفاً له ..
أما العبودية للبشر أو للشيطان فهى ذل وامتهان حتى ولو أقنعهم بأنهم أحرار فهم عبيد لنفوسهم ولشياطينهم

هه ... ما رأيك ؟
 


ألأخ الفاضل محمد شتيوي

للرق معنى ودلالة تشق عصا الطاعة عن العبودية ــ بالمعنى الذي أوردتَه ـ إذ العبد حتى في آية الاستشهاد تُقصي مفهوم الرق في البيت ؛ فالحق سبحانه وتعالى في قوله [ سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام ‘لى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ] والله أعلم ، لم يكن ليصف المسرى به والمعرج به إلى قاب قوسين أو أدنى من سدرة المنتهى بالذي ــ النعت ــ ورد في البيت
وكذالك في قوله تعالى : [ وما خلقت الجن والإنسان إلا ليعبدونِ ]
بمعنى آخر العبد ــ في الآيتين محور الاستشهاد في اتجاه ب 360° عن الرقيق / الرق ، لأن العبد هنا في تشريف وتقدير واعتراف بالذي لهذا المخلوق الذي خلقه ربه من الطين و نفخ فيه من روحه بعد أن سوى خلقه
أما الرق كالملك والعبودية بينما العبد الإنسان حرا كان أو رقيقا ؛ وفي حديث أبي هريرة " لايقل أحدكم لمملوكه عبدي وآمتي ، وليقل فتاي وفتاتي ( لسان العرب [ ع ، ق ] واجتمع العامة على ما بين عباد الله والمماليك ، فقالوا : هو عبد من عباد الله ، وهؤلاء عبيد مماليك
لك تحيتي وتقديري الطيبين وشكرا لمرورك الهادف الملقن الحافز
 


جاء فى معجم الصحاح :

[ رقق
الرِقُّ من المِلْكِ، وهو العبوديَّة . والرِقُّ أيضاً: الشيء الرقيق. ويقال للأرض الليِّنَةِ: رِقٌّ. والرَقّ بالفتح: ما يُكْتَبُ فيه، وهو جلد رقيق ومنه قوله تعالى: "في رَقٍّ مَنْشورٍ". والرَقُّ أيضاً: العظيم من السلاحف. قال أبو عبيد: وجمعه رُقوقٌ. والرَقاقُ بالفتح: أرض مستوية ليِّنَةُ الترابِ تحتَه صلابة. وقد قصره رؤبة بن العجاج في قوله:
كأنَّها وهي تَهاوى بالرَقَقْ ... ]

وفى لسان العرب :
[ رقق
والرِّقُّ، بالكسر: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صار في رِقٍّ. وفي الحديث عن علي، عليه السلام، قال: يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى فيما رَقَّ منه. وفي الحديث: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إذا جني عليهجِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من كتابته ... ]

ما رأيك ؟​
 


ما أجمل هذه ، ولكن ألا تجد الفرق والبون الفارق بين [ العبد و الرقيق ] ما أتيتَ به من المرجعين وقفتُ عليهما ، من المقصود من الحديث [يحط عنه بقدر ما عتق ]
[ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله]
مع كل التقدير
 


أحسنت .. الاختلاف ينهما اختلاف بلاغى وليس لغوياً
لكن كلمة ( الرق ) تحمل وجها من معانى العبودية
فلا بأس على البيت فى رأيي .. فاللغة تتسع والقارئ اللبيب يفهم
شكراً عل المحاورة​
 
عودة
أعلى