أدب الحوار .. دراسة منهجية هادفة (2)

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
أدب الحوار .. دراسة منهجية هادفة (2)
------------------------------------
ثمرة الحوار

وثمرة الحوار الوصول إلى الحق .. فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق ، وصل إليه بأقرب الطرق وألطفها وأحسنها , والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف , قال سبحانه:(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ) الحديد:25 , فقبل أن يرسلهم بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات , أرسلهم بالآيات والبينات , وكما يقول ابن تيمية -رحمه الله -: "إن الأنبياء بعثوا بالحجج والبراهين , والخلاف واقع في الأمة" , قال سبحانه:(وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) هود:118 ـ 119 ، قيل : "اللام" هنا ليست للقصد ولا للسبب عند بعض المفسرين وإنما للصيرورة , وقيل : أن الله -سبحانه وتعالى- خلقهم , فنوع في مفاهيمهم ومواهبهم , فوقع الخلاف في ذلك , فلابد أن نعترف أن الخلاف واقع في الأمة ..

وهو على قسمين :
أ‌- خلاف تنوع : وهو الذي يُسلك في الفروع لا في الأصول ، وفي الجزئيات لا في الكليات .
ب‌- خلاف تضاد : وهو المذموم , قال سبحانه وتعالى:(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران:105 ، وهم الذين يخالفون في القطعيات وثوابت الأمة وأصول الملة , فهذا خلاف مذموم .

كذلك يجب أن يعلم أن الحق واضح وظاهر وأنه كالشمس وأنه لايُختلف فيه , وما يخالف إلا عقيم أو سقيم فهم .. يقول المتنبي :

وكيف يصح في الأذهان شيءُ
إذا احتاج النهار إلى دليل

فأنت إذا قلت لإنسان : هذه شمس في السماء , وقال لك : ليست بشمسٍ , هذه خيمة ! فهذا لا يحاور , بل ليس أهلاً للحوار فلا تضيع وقتك معه . وأما من حاور في أمر يحتاج إلى جدل ويقبل الخلاف فهذا الذي تحاوره .
وعليك -أخي الكريم- أن تقدم نعم قبل لا وأنت تحاور خصمك , قال ابن المبارك : "وإذا صاحبت فاصحب ماجد ذا عفاف وحياء وكرم .. قوله للشيء لا إن قلت لا ، وإذا قلت : نعم قال : نعم" ..
فعلينا أن نستدرج المحاور إلى أن يوافقنا في (نعم) فمادام أنه يقول لك : نعم , فمعناه أنه قريب منك , وأن قلبه قريب من قلبك , وأن روحه قريبة من روحك , ولكن احذر أن يقول : لا ..

قال أهل العلم :

عليك أن تستدرجه إلى أن يوافقك في أكثر المسائل , فتبدأ بالأصول التى تشاركه أنت فيها .. فتقول : ألست إنساناً وأنا إنسان ؟ فيقول : نعم , تقول : أليس لي حق عليك -أي حق الإنسان على الإنسان- ؟ يقول : نعم , تقول : أما ينبغي أن أحترمك وتحترمني ؟ فيقول : نعم , فتقول : أليس لك عقل فأخاطب عقلك وضميرك , ولي عقل وضمير تخاطبه ؟ فيقول : نعم , وهكذا تقلص مسافة اللاءات !!
لكنك إذا بدأت معه منذ البداية بـ (لا) , تهدم جدار الحوار وحينها لا يمكن أن يستمر معك وسوف يتخذ ضدك موقفاً عدائياً من أول الطريق !!

يقول بعض التربويوين : إن كلمة "لا" تتعب تسع عشرة عضلة في الوجه , فيعبس بسببها الوجه , ويقطب الجبين , وأما كلمة "نعم" فتنطلق بسببها الأسارير والأفراح , ويظهر الانشراح , ويأتي معها الجواب السديد بحمد الله .

------------------------------------
المصدر : (كتاب أدب الحوار للشيخ عائض القرني)



 


وأنتِ جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة زين الشرف ..
كل الشكر لكِ أختي الكريمة على مرورك العطر وتشريفك الندي ..
كما أشكركِ جزيلاً على اهتمامكِ ومتابعتكِ الدائمين ..
أتمنى لكِ التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
دمتِ في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
سقاك الله من ماء الكوثر يوم القيامة شربة هنية لا تظمأ بعدها أبدا
 


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
سقاك الله من ماء الكوثر يوم القيامة شربة هنية لا تظمأ بعدها أبدا
آمين على دعائك الطيب المبارك د. سامي ..
ولك بمثل وزيادة أخي الحبيب ..
كل الشكر لك على مرورك الكريم وعلى حضورك المتألق والمتميز ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة في الدارين ..
بوركت أخي الكريم ، وسلمك الله من كل مكروه ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أستاذى الفاضل
 


معلومات قيمة اخي الكريم ابو قصي وفقك الله وسدد خطاك وبارك فيك ونفع بك ورزقنا واياكم ادب الحوار
جزاك الله خيرا
 


السلام عليكم
جزاك الله خيرا ورزقك القبول الحسن
كلمات واضحة ومنسابة بهدوء وروية وتسلسل يخاطب العقل العارف للحق اما العقول الفارغة والانفس التي غلبت عليها شقوتها وباتت تتصرّف كأن الله غير موجود، فتنتهك المحرّمات وتسخر من الدين ,فهذه الكلمات تقع عليها وقوع الحجارة على الزجاج فتحطم كبرياء الغرور فيها وتنقلها الى صراع جديد يغمسها غمسا في غياهب اللا تعقل فتجد نفسها قد اندفعت بعيدا بعيدا لانها لاتستطيع الاندماج مع قطرات ذلك السيل العذب فهي غثاء فارغ من اي نفع لنفسه او لشاطئ الانسانية الذي ستستقر عنده ....
"اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا، وأصلح شأننا كله، وأعذنا من مضلات الفتن. اللهم اجعلنا لنعمك من الشاكرين، واجعلنا هداة مهتدين، على الحق ثابتين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولك من الذاكرين، وعند الجزاء من الفائزين، وفي الجنان منعمين، وعن النيران مزحزحين، ولا تجعلنا ممن اجتالتهم الشياطين، وشغلته بالدنيا عن الدين."
 


بارك الله فيك أخى العزيز أبو قصى الطيب
نفعنا الله بك وبما تقدم ............. وجزاك الله الجنة
وشكرا أخى علاء على التعليق الرائع...بوركت
 


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أستاذى الفاضل
وأنت بارك الله فيك وعليك أخي الحبيب أحمد ..
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وعلى حضورك المتألق ..
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك ومتابعتك لمعظم مواضيعي ..
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة في الدارين ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري !!..
 


معلومات قيمة اخي الكريم ابو قصي وفقك الله وسدد خطاك وبارك فيك ونفع بك ورزقنا واياكم ادب الحوار
جزاك الله خيرا

وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب steelman1110 ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وعلى تشريفك الكريم ..
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل ..
ونفعنا وإياك بالعلم الصحيح النافع ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري !!..
 


السلام عليكم
جزاك الله خيرا ورزقك القبول الحسن
كلمات واضحة ومنسابة بهدوء وروية وتسلسل يخاطب العقل العارف للحق اما العقول الفارغة والانفس التي غلبت عليها شقوتها وباتت تتصرّف كأن الله غير موجود، فتنتهك المحرّمات وتسخر من الدين ,فهذه الكلمات تقع عليها وقوع الحجارة على الزجاج فتحطم كبرياء الغرور فيها وتنقلها الى صراع جديد يغمسها غمسا في غياهب اللا تعقل فتجد نفسها قد اندفعت بعيدا بعيدا لانها لاتستطيع الاندماج مع قطرات ذلك السيل العذب فهي غثاء فارغ من اي نفع لنفسه او لشاطئ الانسانية الذي ستستقر عنده ....
"اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا، وأصلح شأننا كله، وأعذنا من مضلات الفتن. اللهم اجعلنا لنعمك من الشاكرين، واجعلنا هداة مهتدين، على الحق ثابتين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولك من الذاكرين، وعند الجزاء من الفائزين، وفي الجنان منعمين، وعن النيران مزحزحين، ولا تجعلنا ممن اجتالتهم الشياطين، وشغلته بالدنيا عن الدين."
آمين .. آمين على دعائك الطيب المبارك أخي الحبيب د. علاء ..
جزاك الله خيراً أخي الكريم وبارك الله فيك وعليك ..
أشكرك جزيلاً على حضورك المتميز وعلى إضافاتك الجميلة والرقيقة والمثرية ..
كل كلمات الشكر لا تكفي لتوفيك حقك من الشكر والتقدير والاحترام ..
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن ..
أقترح عليك صادقاً أن تجمع لنا (نظراتك وتأملاتك الإيمانية هذه) وترسلها لنا ،
حتى ننتجها في كتاب إلكتروني بديع يليق بها وبرقتها وعذوبتها ونضارتها وصفائها !!
أتمنى لك خيري الدنيا والآخرة ؛؛؛
دمت بكل خير !!..
 


بارك الله فيك أخى العزيز أبو قصى الطيب
نفعنا الله بك وبما تقدم ............. وجزاك الله الجنة

وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب كيمستري ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وعلى تشريفك الندي ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 


تسلسل رائع أخي ...فالحوار كلما كان مع عاقل ومتعلم كان أهون لكليهما
 


تسلسل رائع أخي ...فالحوار كلما كان مع عاقل ومتعلم كان أهون لكليهما
جزاك الله خيراً أخي الحبيب حضرموت..
كل الشكر لك أخي الكريم على مرورك العطر وعلى تشريفك الندي ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
الله معك .. يحفظك ويؤيدك ويرعاك !!..
 
عودة
أعلى