شعراؤنا المعاصرون ... وواقع العالم الإسلامي

mai saad

Well-Known Member


إن المتأمل بعمق في واقع العالم الإسلامي المعاصر- والعالم العربي جزء منه- يحزنه ما يرى من أسباب السقوط ومظاهر التخلف السائد في شتى المجالات الحياتية ׃ السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ... ويؤسفه ما يلاحظ من غياب المشاركة الإسلامية في مختلف مناحي الإبداعات الحضارية الحديثة العلمية منها والتقنية والفكرية ...
وتزداد وطأة هذا الإحساس بسوء هذا الحال لدى الشاعر المسلم بحكم وعيه ورقّة شعوره إذ تصطدم بتلك الصورة الرائعة التي يحتفظ بها في أعماق فكره ووجدانه عن الإسلام والمسلمين حتى أن الشاعر محمود مفلح تتملكه الحيرة مما يرى من تناقض بين انتماء هذه الأمة وبين واقعها الحاضر ׃


ما هم بأمة أحمد ... لا والذي فطر السماءا

ما هم بأمة خير خلق الله بدعا و انتهاءا
ما هم بأمة سيدي ... حاشا.. فليسوا الاكفياءا
ما هم بأمة على الأفلاك قد ركزوا اللواءا
من حطّم الأصنام من أرسى العدالة والاخاءا
من قال أن الله رب ّ الناس خالقهم سواءا
لا فضل إلا للصلاح فلا انتساب و لا ادعاءا(1)


كما يعجّ الأسى بأعماق شاعرنا محمود غنيم ويعصره الأليم كلما جال ببصره في أرجاء العالم الإسلامي ׃

ويح العروبة كان الكون مسرحها فأصبحت تتوارى في زواياه
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصا جناحاه
كم صرّفتنا يد كنّا نصرّفها وبات يحكمنا شعب ملكناه (2)


كما يتساءل الشاعر الملهم محمود صيام بمرارة عن الأسباب التي اختصّت امتنا دون سواها بالمعاناة والسقوط ׃

فما لهذا الزمان اختصّ امتنا بالحادثات و غطّتها بلاويه ؟
وما لها ما رأت من قبله زمنا نكراء أيامه سوء لياليه
أمن قليل عتاد أم ترى سبب غير العتاده تعاني من تفشّيه (3)


ويبقى أن نسأل الآن عن موقف الشاعر الإسلامي الملتزم من هذا الواقع ׃
* هل كان بكائيا هروبيّا ؟
* أم كان موقفا نقديا بنّاء ؟

في الحقيقة إن موقف الشعر الإسلامي المعاصر من الواقع الإسلامي من خلال استقرائنا لمختلف الدواوين الشعرية لم يكن انهزاميّا بل كان نقديا فاعلا ׃ فقد سطّر الشاعر المسلم أسباب السقوط وكشف عن علل التخلّف وعرّى عن مكامن الانحطاط كما رسم في نفس الوقت شروط نهضة أمته وانبعاثها . وكان في كلتا الحالتين موضوعيا لم يجنح به خيال الشعراء ولم تبطره مثالية الفلاسفة.
فى البحث القادم سوف اقدم امثله من الشعر الملتزم الذى حاول ان يحلل اسباب السقوط وايجاد الحلول لها ... فما عليكم الا ان تنتظرونى :)



المرجع :
كتاب فى مراة الشعر الاسلامى المعاصر لكاتبه عبد القادر عبار

( 1 ) من قصيد : يا سيدي عذرا- للشاعر محمود مفلح . شعراء الدعوة - ج 2 ص 97
(2) وقفة على طلل - للشاعر محمود غنيم - شعراء الدعوة - ج 2 ص 64
(3) إلى الأمهات المسلمات - الشاعر محمد صيام - شعراء الدعوة- ج 2 ص 76​
 


الأستاذة الفاضلة / مياسى
تحية إليك طيبة
في الحقيقة إن موقف الشعر الإسلامي المعاصر من الواقع الإسلامي من خلال استقرائنا لمختلف الدواوين الشعرية لم يكن انهزاميّا بل كان نقديا فاعلا ׃ فقد سطّر الشاعر المسلم أسباب السقوط وكشف عن علل التخلّف وعرّى عن مكامن الانحطاط كما رسم في نفس الوقت شروط نهضة أمته وانبعاثها . وكان في كلتا الحالتين موضوعيا لم يجنح به خيال الشعراء ولم تبطره مثالية الفلاسفة.
وهذا هو الدور المنوط بالشعراء فى هذه الفترةالعصيبة من تاريخ الأمة الإسلامية .. أن يوجهوا الجهود ويبعثوا الهمم ويحركوا الضمائر ويهزوا العالم هزاً بكلماتهم القوية ..
مما يهيئ لنهضة الأمة من كبوتها وقيامها من عثرتها لتستقبل فجراً جديداً وتعلم الدنيا السلام
إن أكثر ما أعجبنى فى شعر الدكتور عبد لرحمن العشماوى أنه ينهى قصائده دائماً بالاستبشار واسشراف النصر القادم مما يبعث فى نفس القارئ الأمل بعد أن أمضه الحزن وأدمته المشاعر الحزينة .. فالشاعر منذر ومبشر ونعم الدور

أحسنت فى هذا الموضوع الطيب
وأحسنت فى طرح المراجع بهذا الشكل الماتع
وأحسنت فى اختيار المقطوعات والكلمات

وعلى هذا فالتقييم +3 قليل بالنسبة لهذا الموضوع
ولهذا فسنضيف الموضوع إلى قائمة الموضوعات المميزة
ويرجى الاهتمام بمسألة التصيف الفرعى للموضوعات بالاطلاع على هذا الموضوع
http://university.arabsbook.com/forum104/thread52014.html

ونتابع الجديد إن شاء الله .. لكن أتمنى منك التأنى فى طرح الموضوعات .. يكفى موضوع أو اثنين فى الأسبوع لكى يتاح لنا النظر فيه والاطلاع عليه
بارك الله فيك
 


ai saad
لم يكن شعراء القرن الماضي بكائيين ، أو قارئي الفنجان ، بل كانوا محاربين في الساحة
ومهاميز لأمتنا كي تجمح إلى الأعلى
كانوا نباريس وأسرجة في ليلينا البهيم , ولم يكونوا لكائين لعلك ما نسمع اليوم من الكثيرين منهم وبغير ما مناسبة ، رحم الله أؤلاءك وغفر لكثير لمن معنا
تحيتي وشكري
 
لم يكن شعراء القرن الماضي بكائيين ، أو قارئي الفنجان ، بل كانوا محاربين في الساحة
ومهاميز لأمتنا كي تجمح إلى الأعلى
كانوا نباريس وأسرجة في ليلينا البهيم , ولم يكونوا لكائين لعلك ما نسمع اليوم من الكثيرين منهم وبغير ما مناسبة ، رحم الله أؤلاءك وغفر لكثير لمن معنا
تحيتي وشكري

شعراء اليوم ليسوا بالبكائين ..
إنك لم تقرأ الموضوع جيداً
في الحقيقة إن موقف الشعر الإسلامي المعاصر من الواقع الإسلامي من خلال استقرائنا لمختلف الدواوين الشعرية لم يكن انهزاميّا بل كان نقديا فاعلا ׃ فقد سطّر الشاعر المسلم أسباب السقوط وكشف عن علل التخلّف وعرّى عن مكامن الانحطاط كما رسم في نفس الوقت شروط نهضة أمته وانبعاثها . وكان في كلتا الحالتين موضوعيا لم يجنح به خيال الشعراء ولم تبطره مثالية الفلاسفة.
فى البحث القادم سوف اقدم امثله من الشعر الملتزم الذى حاول ان يحلل اسباب السقوط وايجاد الحلول لها ... فما عليكم الا ان تنتظرونى
 
عودة
أعلى