طرائف أدبية ومقتطفات شعرية (23)

محمد شتيوى

مستشار سابق
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ..

قال أمير الشعراء أحمد شوقي علي لسان قيس بن الملوّح الشهير بـ ( مجنون ليلي ) وقد وقف على جبل التوباد وهو جبل كان المجنون وليلى - وهما صبيان - يرعيان غنماً لأهلها عليه :
جبل التوباد حيَّاك الحيَّا ... وسقي الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهدهِ ... ورضعناه فكُنْتَ المُرْضِعا
وَحَدَوْنا الشَّمسَ في مغربها ... وبَكَرْنا فَسَبَقْنا المَطْلِعا
وعلي سَفْحِكَ عِشْنا زَمَنا ... ورعينا غَنَمَ الأهلِ معا
هذه الربوةُ كانت مَلْعباً ... لشبابيَْنا وكانت مَرْتَعا
كَمْ بنينا من حصاها أَرْبُعا ... وانثنينا فمحونا الأربُعا
وخططنا في نقا الرَّمْلِ فما ... حَفِظَ الرِّيحُ ولا الرَّمْلُ وعي !
لم تَزَلْ " ليلي " بِعَيْني طفلةً ... لم تَزِدْ عَنْ أمسِِ إلا إصبعا
ما لأحجاركَ صُمَّاً كُلَّما ... هاجَ بى الشَّوقُ أَبَتْ أن تسمعا ؟!
كلَّما جئتكَ راجعتُ الصِّبا ... فَأَبَتْ أيَّامُهُ أَنْ تَرْجِعا
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا


( إن هذا المقطع من المقاطع التي أبدع فيها أمير الشعراء ووصل فيها إلي الغاية شكلاً ومضمونا , فلقد تقمص شخصية المجنون حتى تكاد تشعر أنه هو نفسه مجنون ليلي .. ولهذا لم يكن من العجيب أن يبايعه الشعراء أميراً لهم )
______________
المصدر : ( أحمد شوقي - الأعمال المسرحية الكاملة ) – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 م
 


كلَّما جئتكَ راجعتُ الصِّبا ... فَأَبَتْ أيَّامُهُ أَنْ تَرْجِعا
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا



مقطع جميل جدا و فعلا هو احد روائع امير الشعراء احمد شوقي
بارك الله فيك و جزاك الجنة...
 


لم تَزَلْ " ليلي " بِعَيْني طفلةً ... لم تَزِدْ عَنْ أمسِِ إلا إصبعا

قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا
اخى محمد شكرا على ابيات الامير الجميله ، بالفعل تحدث بلسان المجنون كأنه هو فأنت لو اخبرتنا ان هذه الابيات للمجنون ماكنا لنقول غير ذلك.
لكن اخى وكأن الطرفه فى الموضوع قد فاتتنى فما وجدتها الا فى العنوان :(
تقبل تحياتى
 


فى ردى السابق قلت ان الطرفه قد فاتتنى فلم اجدها فهى لعلها متدثره فى مكان ما
فأردت ان اخلق لى طرفه لعل وعسى .. فقررت ان اكتب بلسان اخر و مدرسه اخرى لليلى
ماذا تتوقع ان يقول شاعر حداثى لتلك الليلى:D ...

يغني المغني وكلٌ يهيم بليلى هواه


وليل الغناء المهول يطول

وليلى تنام بدنيا الخيال

بغاب بعيد كثيف الظلال

ونخل شموخ بأرض الشمال

وشرق تدثر بين التلال

وغرب يناطح موج الرمال

يرن كمان قديم ويحكي

بصوت تسارق عبر السنين

أتاني هواها، وقلبي حواها

وعنّي تلاهى طيوف رؤاها

فآهٍ وآها لحر جفاها ونار جواها

فليلى سراب بعيد مداها

حصين حماها.. وليت المطايا بلغن حماها

تعالوا نغني بغير هواها

يرن الكمان وكل يغني بصوت شجي

وهل مَن يغني بغير لسان الرعاة يغني؟

وهل من يُوَقِّع لحن الخريف

ويلفظ آهة حر المصيف

وينضو جبينًا للفح الشموس

ويغرس في أرض ليلى الشتول وفوق الروابي

ويرقص مثل المناجل فيها

ويهدي المواسم نفح شذاها وطيب جناها

سيحظى بغير نوال هواها

يقول الرعاة: خرير المياه وقصف الرياح

هزيم الرعود وومض البروق

ووقع الحوافر بين الحداء

أحب لليلى

وليس بريق الوعود، وحلم القصور

وقول الأمير بكل المحافل:

أعشق ليلى

وكم من حديث روته الليالي

يذوب إذا ما أطل النهار..
 


كلَّما جئتكَ راجعتُ الصِّبا ... فَأَبَتْ أيَّامُهُ أَنْ تَرْجِعا
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا



مقطع جميل جدا و فعلا هو احد روائع امير الشعراء احمد شوقي
بارك الله فيك و جزاك الجنة...

آمين .. إن أحمد شوقى لشاعر عليم
شكراً لاختيارك أبيات معينة .. لأن هذا يعجبنى
تحية طيبة :)
 


الفاضلة مياسى
مرحبا بتعليقك
اخى محمد شكرا على ابيات الامير الجميله ، بالفعل تحدث بلسان المجنون كأنه هو فأنت لو اخبرتنا ان هذه الابيات للمجنون ماكنا لنقول غير ذلك.
كان من الممكن أن أجعلها أحجية ( لغز ) لكن المشكلة أننا على شبكة المعلومات فلو أراد امرؤ أن يعرف اسم ابن خالة عمة ابن جدة صديق جارعديلى .. لربما بعث كلب الصيد ( جوجل ) فأتاه بهذه المعلومة !

لست أدرى ما حكاية الطرفة .. أظن أن الجو حزين بما يكفى .. الرجل يتذكر أيام الصبا ويستدر دموعنا

ويغرس في أرض ليلى الشتول وفوق الروابي


ويرقص مثل المناجل فيها


ويهدي المواسم نفح شذاها وطيب جناها


سيحظى بغير نوال هواها
الكلمات رقيقة .. أهذا شعرك حقاً ؟

خطر ببالى يوماً أن أضع موضوعاً لشاعرين تقليدى وحداثى كلاهما يتحدث فى موضوع واحد وأترك للقارئ التعليق والمقارنة بينهما .. لا شك أن الردود ستكون ساخنة

تحية طيبة
 


وخططنا في نقا الرَّمْلِ فما ... حَفِظَ الرِّيحُ ولا الرَّمْلُ وعي !

يدكرني بقول الشابي :

نبني فتهدمها الرياح .... فلا نضج و لا نثور
فالشاعر هنا يبني و ليلاه الصغيرة البيوت من الرمال التي تهدمها الرياح بعد دلك
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا


و البيت السابق لشوقي من الروائع بل و من عيون الشعر و حسبك دلك الاحساس الدي تشعر به عندما تقرؤه


كان من الممكن أن أجعلها أحجية ( لغز ) لكن المشكلة أننا على شبكة المعلومات فلو أراد امرؤ أن يعرف اسم ابن خالة عمة ابن جدة صديق جارعديلى .. لربما بعث كلب الصيد ( جوجل ) فأتاه بهذه المعلومة !


و لكن لم لم تختر نوادر بدلا من طرائف ؟

فنوادر هنا تأتي بمعنى الأشياء النادرة أليس كدلك؟!
بارك الله بك محمد على هده الروائع و الأروع كان اختيارك لها
 


الفاضلة مسلمة
أشكرك لك مرورك الثرى دائماً

و لكن لم لم تختر نوادر بدلا من طرائف ؟
فنوادر هنا تأتي بمعنى الأشياء النادرة أليس كدلك؟!

العنوان ؟ نعم إننى أردت من هذه السلسة أن تحتوى صنفين من الموضوعات : الأخبار الطريفة المضحكة - والمقتطفات القيمة , وبالملاحظة فإننى أبادل بينهما

تحية طيبة
 


وبالملاحظة فإننى أبادل بينهما
فكرة جيدة ... وفقك الله
 


قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا

اشكرك محمد ..

 
عودة
أعلى