محمد شتيوى
مستشار سابق
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ..
قال أمير الشعراء أحمد شوقي علي لسان قيس بن الملوّح الشهير بـ ( مجنون ليلي ) وقد وقف على جبل التوباد وهو جبل كان المجنون وليلى - وهما صبيان - يرعيان غنماً لأهلها عليه :
جبل التوباد حيَّاك الحيَّا ... وسقي الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهدهِ ... ورضعناه فكُنْتَ المُرْضِعا
وَحَدَوْنا الشَّمسَ في مغربها ... وبَكَرْنا فَسَبَقْنا المَطْلِعا
وعلي سَفْحِكَ عِشْنا زَمَنا ... ورعينا غَنَمَ الأهلِ معا
هذه الربوةُ كانت مَلْعباً ... لشبابيَْنا وكانت مَرْتَعا
كَمْ بنينا من حصاها أَرْبُعا ... وانثنينا فمحونا الأربُعا
وخططنا في نقا الرَّمْلِ فما ... حَفِظَ الرِّيحُ ولا الرَّمْلُ وعي !
لم تَزَلْ " ليلي " بِعَيْني طفلةً ... لم تَزِدْ عَنْ أمسِِ إلا إصبعا
ما لأحجاركَ صُمَّاً كُلَّما ... هاجَ بى الشَّوقُ أَبَتْ أن تسمعا ؟!
كلَّما جئتكَ راجعتُ الصِّبا ... فَأَبَتْ أيَّامُهُ أَنْ تَرْجِعا
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا
( إن هذا المقطع من المقاطع التي أبدع فيها أمير الشعراء ووصل فيها إلي الغاية شكلاً ومضمونا , فلقد تقمص شخصية المجنون حتى تكاد تشعر أنه هو نفسه مجنون ليلي .. ولهذا لم يكن من العجيب أن يبايعه الشعراء أميراً لهم )
______________
المصدر : ( أحمد شوقي - الأعمال المسرحية الكاملة ) – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 م
قال أمير الشعراء أحمد شوقي علي لسان قيس بن الملوّح الشهير بـ ( مجنون ليلي ) وقد وقف على جبل التوباد وهو جبل كان المجنون وليلى - وهما صبيان - يرعيان غنماً لأهلها عليه :
جبل التوباد حيَّاك الحيَّا ... وسقي الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهدهِ ... ورضعناه فكُنْتَ المُرْضِعا
وَحَدَوْنا الشَّمسَ في مغربها ... وبَكَرْنا فَسَبَقْنا المَطْلِعا
وعلي سَفْحِكَ عِشْنا زَمَنا ... ورعينا غَنَمَ الأهلِ معا
هذه الربوةُ كانت مَلْعباً ... لشبابيَْنا وكانت مَرْتَعا
كَمْ بنينا من حصاها أَرْبُعا ... وانثنينا فمحونا الأربُعا
وخططنا في نقا الرَّمْلِ فما ... حَفِظَ الرِّيحُ ولا الرَّمْلُ وعي !
لم تَزَلْ " ليلي " بِعَيْني طفلةً ... لم تَزِدْ عَنْ أمسِِ إلا إصبعا
ما لأحجاركَ صُمَّاً كُلَّما ... هاجَ بى الشَّوقُ أَبَتْ أن تسمعا ؟!
كلَّما جئتكَ راجعتُ الصِّبا ... فَأَبَتْ أيَّامُهُ أَنْ تَرْجِعا
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلا موضعا
( إن هذا المقطع من المقاطع التي أبدع فيها أمير الشعراء ووصل فيها إلي الغاية شكلاً ومضمونا , فلقد تقمص شخصية المجنون حتى تكاد تشعر أنه هو نفسه مجنون ليلي .. ولهذا لم يكن من العجيب أن يبايعه الشعراء أميراً لهم )
______________
المصدر : ( أحمد شوقي - الأعمال المسرحية الكاملة ) – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 م