mohamedabdalahf
New Member
الفصل الاول
المنظر الاول
يتقدم مفتش المباحث بخطا وئيدة
ويلج الى مكتب رجل الاعمال الشهير
ممسكا فى يدة جريدة
رجل الاعمال : تفضل بالجلوس يا سيدى لنتحادث
المفتش : فى رايك من ارتكب هذا الحادث
رجل الاعمال : اى حادث تقصد
المفتش مادا يدة بالجريدة : تلك القتيلة
رجل الاعمال فى انزعاج وهلع: ويحى انها امى جميلة
********
المنظر الثانى
يقف المفتش الى جوارة رجل الاعمال ورجال الشرطة وعربات الاسعاف واهالى القرية
الملازم : سيدى لقد وجت القتيلة هذا الصباح
فى الطريق المؤدى من المدينة الى القرية
وكان اول من تعرف عليها وابلغ هذا الفلاح
ولقد تم نقلها الى المستشفى مثخنة بالجراح
يقول انة كان فى حقلة يحصد الاغلال
المفتش : احضرة معنا الى مقر العمدة لناخذ منة الاقوال
***************
المنظر الثالث
فى مقر العمدة
المفتش : كيف تعرفت على القتيلة
الفلاح: من منا لا يعرف السيدة جميلة
لقد وجدتها مضرجة فى الدماء
ففزعت على الفور بمجرد رؤيتها
لا اعرف من ارتكب بها هذة الفعلة الشنعاء
ولكنى اجزم لك انة ليس من قريتنا برمتها
فكلنا نحبها ونفخر بانها من قريتنا
نشعر جميعا بانها اختنا وامنا وابنتنا
المفتش: اريد ان تروى كل ما تعرف عنها بالتفصيل
الفلاح: جميلة كانت فتاة فى جمال البدر ووداعة الهر
تعيش مع امها وزوج امها فى القصر
وكان زوج امها يعامل امها فى قسوة وقهر
وكلما كان يتقدم احدا لخطبة جميلة
كان دائما لايقبل ولو تقدم باغلى مهر
وبعد وفاة امها كان يمنعها من ان تخرج
كنا نسمع انة يضايقها ويتحرش بها
وجميلة صابرة تنتظر المخرج
لقد كان ظالما غبيا يكرههة كل ابناء القرية
كنا نشعر من شدة غباءة انة مهرج
و قد بلغ امر استبدادة الى حد لا يطاق
ففكر اهل القرية لاول مرة ان يخرجوا عن السياق
المفتش : ماذا فعلوا اذن
الفلاح: خرج احد شباب القرية يدعوا لاصلاح ذلك الامر
ويحرض اهلها للاخذ بالثار
كان شابا وسيما وكان زعيما يدعى نصر
وقد كان الاخ الاصغر لعمدة قريتنا البائسة
وظل يحشد فالجموع اليائسة
ونظرا لصغر سنة كان يضع اخاة الاكبر فى الصدارة
لكنة من داخلة كان يطمح فى الامارة
وفى اليوم الموعود تقدم الاهالى نحو القصر يحملون فى ايديهم النار
وظل هو واقفا بعيدا ينتظر حتى حطموا الاسوار
ثم ولج الى القصر فى زهو وانتصار
وجرد نصر ذلك الطاغية من كل ثروتة
وقام بطردة بعيد واخرجة من قريتة
ولم نسمع عنة شيئا بعد ذلك سوى
انة قد مات فى غربتة
ثم تزوج العمدة من جميلة
وقرر ان يدخل بها فى العيد
لكن نصر اخاة الاصغر انقلب علية
واجبرة ان يطلقها
واعلن نفسة العمدة الجديد
وانقطعت اخبارها بعد ذلك
فقد احاط نفسة بسياج
من يقترب منة يعد فى حكم الهالك
المفتش : هل لديك شيئا اخر
الفلاح : لقد كانت تسرى فى القرية شائعة عبرة
تقول ان جميلة قد ورثت
من امها جوهرة نادرة
هذا كل شىء
المفتش حسنا بوسعك الانصراف
نامر باحضار ذلم المدعو نصر
ثم التفت الى العمدة الجالس الى جوارة على الفور
ولكن الست انت عمدة هذة القرية
العمدة : نعم
المفتش : ماذا عن نصر هذا اذن
العمدة : لقد كان عمدة لقريتنا منذ زمن
ويدخل رجل عجوز محنى الظهر
المفتش : اجلس يا نصر
اخبرنى عن حياتك مع جميلة
بعد ان تزوجتما وعشتما سويا فالقصر
نصر: لم نكن نقيم فى ذلك القصر الكرية
اخذتها الى بيتى لنقيم فية
وعكفنا سويا على ان نجدد فية
ومن جديد نبنية
ولكتها بعد فترة بدت حزينة وحيدة
المفتش: وما كان سبب هذة التعاسة الزائدة
نصر: لم اكن اعرف
فقد كانت فى كثير من الاوقات صامتة شاردة
ولقد رزقنا بثلاثة اطفال
كانت تحبهم وتعاملهم بلطف ودلال
كانت تنزعج كثيرا عندما اقسو عليهم
ترجونى ان اعاملهم بلطف
وظللنا كذلك برهة من الوقت
حتى اجتاح الفيضان القرية فى عنف
وبدات الجدران تتشقق وانهار السقف
وغرقت قريتنا فى الحزن والكابة
ولم اسطع ان افعل شيئا ازائة
وصارت حياتنا سويا جحيما لا يطاق
واصرت جميلة على الطلاق
المفتش : وهل طلقتها
نصر: استجبت لها رغم حرقة الفراق
اخذت الاطفال وتركتنى وحيدا
وقفدت انا كل شىء
وذهبت هى بعيدا
لم اعرف عنها شيئا منذ مدة
بعد ان تزوجت بابن عمى الذى صار عمدة
هذا الوغد الجالس بجوارك
هذا الحقير
المفتش قائلا للعمدة: انت؟
العمدة: نعم يا سيدى
انا زوجها الاخير
ثم سال المفتش قائلا لنصر : وماذا عن تلك الجوهرة
نصر : لست ان ذاك الرجل الذى يبحث
عن الثراء والغنى
لو كنت كذلك لما تركنا القصر
وذهبنا لبيتنا
لقد كانت جميلة اغلى جوهرة فى حياتنا
المفتش : حسنا اذهب وانتظر فى الفناء
نامر باحضار اكبر الابناء
********
يدخل رجل ذو لحية وجلباب قصير
المفتش: ما اسمك؟
الابن : حجاج انا اكبر ابنائها
واكثر من احبها
كنت اعشق خطاها
كنت ارى نور الشمس فى محياها
كانت لى كل شىء
كانت عندما يضربنى ابى ويحبسنى
تدخل لى الطعام
وتضمنى بحنان وتتحسسنى
المفتش : وهل كانت علاقتك بابيك سيئة
حجاج: لم اكرهة ولم احبة
كان جبارا عتيا يعيث فى الارض الفساد
لم يكن يدعنى اطبق شرع اللة فى البلاد
عندما اكسر مذياع يشيع الفاحشة يضربنى
عندما اكسر صنما او تمثالا يحبسنى
عندما اضرب اخوتى لاحثهم على الفضيلة يجلدنى
لم يفهمنى
كنت اريد الاصلاح
كنت اضيق عليهم فالدنيا
لنعيش فى الاخرة فى براح
كنت اخاف عليهم من الهلاك
كنت اقطف الورود والازهار
حتى لا تدمى ايديهم الاشواك
المفتش : وماذا تعمل
المفتش : عملى هو الدعوة والتذكرة
المفتش: اذا فقد اخذت الجوهرة
لتنفق على دعوتك للاخرة
حجاج : انا لم ارى قط
تلك الجوهرة البلهاء
هى فقط فى عقول الجهلاء
اما انا فاسعى لدعوة الكل
للخروج من مازق الدنيا
وايجاد الحل
المفتش : اذهب اذن واجلس مع ابيك فى الفناء
ويستدعى ثانى الابناء
****************
الفصل الثانى
يدخل الى الغرفة شاب اعرج يمسك عكازا يرتدى ملابس غريبة الشكل
المفتش : ما اسمك
الشاب : انا اصغر ابنائها واسمى سامح
كنت اذوب فى هواها
كانت تدعونى دائما للتسامح
كنت اراها مدينتى الفاضلة
كنت اراها دوما
اقوى من اى مناضل او مناضلة
هى من علمتنى ان اتنفس الحرية
وان ادير ظهرى للافكار البالية
كافكار ابى الواهية
المفتش : وهل كان يسىء معاملتك انت ايضا؟
لم يفهمنى لاهو ولا هى
كنت اريد ان ابتر اقدامهم
لنعيش كلنا بقدام صناعية
اليس هذا عدل
ولكن كعادة الاهل
كان يضربنى انا واخوتى
وكل من يجروء على ان يتكلم بحرية
كان ديكتاتورا
يرتدى قناع المثالية
ويدعى انة صديق للديموقراطية
المفتش: الم يكن يؤمن بالاشتراكية
سامح :لم يكن هذا كافيا
كنت اريد ان اراة عادلا
مثل ماركس او لينين
ولكنة لم يكن يسمح لاحد بان يهمس
ولو كان فى بطن امة جنين
المفتش : اذن فقد قتلت امك وسرقت الجوهرة
لتنفق على المحتاجين من الفقراء
سامح: ما هذا الهراء
انا لا اعلم عن اى جوهرة تتحدث
كل ما تتهمنى بة افتراء
المفتش : اذن اذهب ولتجلس معهم فى الفناء
وارسل الى شقيقك الثالث
سامح: لقد مات فى حادث
المفتش: كيف اليس هو ذلك المدعو هلال
رجل الاعمال
سامح : كلا من تتحدث عنة ليس اخى الشقيق
انة ابن لهذا الصفيق
اما اخى امين فقد
مات مقتولا غريق
ارسلة هلال الى دولة من دول الثروات الزائلة
واهمة انة سيجنى هناك ثروة طائلة
شحنة فى سفينة تحمل لة بضائع وباعة
وغرقت السفينة
وذاب امين فالبحر كفقاعة
وصارت امى من بعد ذلك حزينة ملتاعة
كان اقرب الابناء الى مهجتها
مان يحمل الكثير من عذوبتها ورقتها
كان لة طلعة بهية وعود يافع اخضر
كان ابى ياخذ نقودة لينفقها علينا
ولم يكن يشكو او يتذمر
لم ارى احدا من قبل مثلة
ومن ليلتها لم تجف انهار دموعها
ولم تستطع امى مقاومة احزانها
كانت تخبرنا انة يزورها فى احلامها
ولاتستطيع هى ان تزورة فى قبرة
**************
هلال: نعم انا ابنها من ثانى ازواجها
لن اقول لك مثلهم انى احبها
ام اكن اعرف قط شعورى حيالها
فحينا اشعر انى عاشق لها
واحيانا اخرى اشعر انى لا اطيقها
كنت اريد ان افوز وحدى بقلبها
كنت اريد ان ارى الناسحولها تجتمع
لتنال رضاها
كنت اريد ان ارها ارقى سيدة للمجتمع
والناس تتبع خطاها
ذهبت بها الى المدينة لنعيش سويا
ننهل من نبع المدنية والحضارة
كانت دائمة القول لى
كلما جمعت المزيد من الاموال
كلما زادت الخسارة
لكننى لم افهمها
بحثت عن تفسير فى جميع المعاجم
لكننى ظللت اجهل معنى لتلك العبارة
كانت تقول لى ان ما بداخلى من جمال
باتت تكسوة الشرور
رفضت البقاء معى فى المدينة
وقررت ان تعود الى الجذور
كانت تريد ان تستخرج من المصارف والطين الدرر
ولكن لم يمهلها القدر
المفتش : فخفت ان تضيع الجوهرة التى ستزيد ثروتك
فقررت ان تقتل ربتك
هلال : رغم ما بى من عيوب واثام
وما انغمس فية من الوحل
لكننى لا اجروء على
اقتراف مثل هذا الفعل
*************
المفتش : وانت ايها العمدة عواد
ما قصتك مع جميلة وهؤلاء الاولاد
عواد: احببتها اكثر منهم
اردت ان ابعدها عنهم
اردت ان تنسى ماضيها الاليم
اردت ان نغرق سويا فى النعيم
تمنيت لها السعادة
وتمنيت لقريتنا الريادة
ان نتواصل مع المدنية
وان يشعروا بالحرية
اردت ان نبتعد عن القبلية
والعادات الجاهلية
ان يكفوا عن احاديث الثار ليل نها
ان نغض الطرف عن اعدائنا
ولا نبدا بالشجار
لا نرد على افعالهم الصبيانية بالمثل
بل بلاقوال الحكيمة
وان نتظاهر بقوة الشكيمة
لكننى فى اواخر ايامنا سويا
كنت اشعر بالخزى والضعف
عندما كانت تلتقى اعيننا
كنت اغض الطرف
لاننى...لاننى
لم اكن قادرا على اداء واجباتنا الزوجية
لكنها فى المقابل كانت تبدو قوية
ونا صرت رجلا على الورق
كانت تستلقى بجانبى
لاتغمض جفنها من شدة الارق
لم استطع ان افعل لها شيئا
وتركتها حزينة
وبعت بها الى ولدها
لتعيش معة فالمدينة
لم اكن اعلم اننى كنت ارسلها لقدرها
او اننى اكون من يتسبب فى قتلها
ولا تسالنى عن تلك الجوهرة
فانا لا استطيع ان
اريق تالك الماء الطاهرة
من اجل ثروة عابرة
يدخل الملازم الى الغرفة مسرعا
سيدى توجد اخبار من المستشفى سارة
و الجميع يقفون خلفة وينصتون
الملازم: المجنى عليها لم تمت
ولا زالت على قيد الحياة
ويلحظ المفتش
ابتسامة تراقصت على جميع الشفاة
***********
المنظر الاخير
يتوجة المفتش ومعة الملازم الى غرفة جميلة وفى الممر يدور هذا الحديث
الملازم : فيم تفكر يا سيدى
المفتش: هذا المدعو عواد زوج الضحية
اشعر انة يخفى خلف هيئتة البريئة
اوجة اخرى خفية
وشعرت بقشعريرة تسرى فى جسدى
عندما ابتسم ورايت
سنتة الفضية
انظر لجدران هذا المستشفى
ايعقل ان يكون بها مثل هذا الشرخ
ويدخلون الى غرفة جميلة
وتكسوا ملامحهم نظرات الهلع
عندما فوجئوا بوجود ذلك المسخ
كان رجلا احدب مشوة الوجة بلا ذقن
يجلس الى جوار جميلة
ويبدو علية الاسى والحزن
يتوجة المفتش بسؤال الممرضة:
من يكون هذا الرجل
ذو الهيئة المذهلة
الممرضة: انة اخر ابناء جميلة
لا تندهش يا سيدى
فماذا تتوقع ان تخرج
الارض القاحلة
ارض قد غزتها الديدان واعداد
من الجراد هائلة
سوى نبتة مثل هذة عليلة
**********
فى قسم الشرطة
الملازم : سيدى لقد اتى تقرير الطبيب الشرعى
يقول ان هذة ليست اول مرة
تتعرض جميلة لمثل هذة الطعنات
فقد تكررت الاعتداءات عليها مرات ومرات
المفتش: هذا امر طبيعى
التقرير هذا لم يضف شيئا جديدا
الملازم : كيف ان الامر يزداد تعقيدا
لم نتوصل حتى الان لخيط يقودنا
الى من منهم قد فعل ذلك بتلك الضحية
المفتش: الم تلحظ ابتسامتهم تلك
عندما عرفوا انها حية
الملازم : فهل كانوا يريدون فقط الجوهرة
ام ان هذة الجوهرة هى مجرد وهم وخيال
المفتش: اتريد اجابة لهذا السؤال
كلهم جناة
لم يكونوا يريدوا قتلها
كانوا يتمنون حبها
لكنهم احبوا انفسهم قبلها
لم يفطنوا ان تلك الجوهرة
تكمن فى قلبها
النهاية
المنظر الاول
يتقدم مفتش المباحث بخطا وئيدة
ويلج الى مكتب رجل الاعمال الشهير
ممسكا فى يدة جريدة
رجل الاعمال : تفضل بالجلوس يا سيدى لنتحادث
المفتش : فى رايك من ارتكب هذا الحادث
رجل الاعمال : اى حادث تقصد
المفتش مادا يدة بالجريدة : تلك القتيلة
رجل الاعمال فى انزعاج وهلع: ويحى انها امى جميلة
********
المنظر الثانى
يقف المفتش الى جوارة رجل الاعمال ورجال الشرطة وعربات الاسعاف واهالى القرية
الملازم : سيدى لقد وجت القتيلة هذا الصباح
فى الطريق المؤدى من المدينة الى القرية
وكان اول من تعرف عليها وابلغ هذا الفلاح
ولقد تم نقلها الى المستشفى مثخنة بالجراح
يقول انة كان فى حقلة يحصد الاغلال
المفتش : احضرة معنا الى مقر العمدة لناخذ منة الاقوال
***************
المنظر الثالث
فى مقر العمدة
المفتش : كيف تعرفت على القتيلة
الفلاح: من منا لا يعرف السيدة جميلة
لقد وجدتها مضرجة فى الدماء
ففزعت على الفور بمجرد رؤيتها
لا اعرف من ارتكب بها هذة الفعلة الشنعاء
ولكنى اجزم لك انة ليس من قريتنا برمتها
فكلنا نحبها ونفخر بانها من قريتنا
نشعر جميعا بانها اختنا وامنا وابنتنا
المفتش: اريد ان تروى كل ما تعرف عنها بالتفصيل
الفلاح: جميلة كانت فتاة فى جمال البدر ووداعة الهر
تعيش مع امها وزوج امها فى القصر
وكان زوج امها يعامل امها فى قسوة وقهر
وكلما كان يتقدم احدا لخطبة جميلة
كان دائما لايقبل ولو تقدم باغلى مهر
وبعد وفاة امها كان يمنعها من ان تخرج
كنا نسمع انة يضايقها ويتحرش بها
وجميلة صابرة تنتظر المخرج
لقد كان ظالما غبيا يكرههة كل ابناء القرية
كنا نشعر من شدة غباءة انة مهرج
و قد بلغ امر استبدادة الى حد لا يطاق
ففكر اهل القرية لاول مرة ان يخرجوا عن السياق
المفتش : ماذا فعلوا اذن
الفلاح: خرج احد شباب القرية يدعوا لاصلاح ذلك الامر
ويحرض اهلها للاخذ بالثار
كان شابا وسيما وكان زعيما يدعى نصر
وقد كان الاخ الاصغر لعمدة قريتنا البائسة
وظل يحشد فالجموع اليائسة
ونظرا لصغر سنة كان يضع اخاة الاكبر فى الصدارة
لكنة من داخلة كان يطمح فى الامارة
وفى اليوم الموعود تقدم الاهالى نحو القصر يحملون فى ايديهم النار
وظل هو واقفا بعيدا ينتظر حتى حطموا الاسوار
ثم ولج الى القصر فى زهو وانتصار
وجرد نصر ذلك الطاغية من كل ثروتة
وقام بطردة بعيد واخرجة من قريتة
ولم نسمع عنة شيئا بعد ذلك سوى
انة قد مات فى غربتة
ثم تزوج العمدة من جميلة
وقرر ان يدخل بها فى العيد
لكن نصر اخاة الاصغر انقلب علية
واجبرة ان يطلقها
واعلن نفسة العمدة الجديد
وانقطعت اخبارها بعد ذلك
فقد احاط نفسة بسياج
من يقترب منة يعد فى حكم الهالك
المفتش : هل لديك شيئا اخر
الفلاح : لقد كانت تسرى فى القرية شائعة عبرة
تقول ان جميلة قد ورثت
من امها جوهرة نادرة
هذا كل شىء
المفتش حسنا بوسعك الانصراف
نامر باحضار ذلم المدعو نصر
ثم التفت الى العمدة الجالس الى جوارة على الفور
ولكن الست انت عمدة هذة القرية
العمدة : نعم
المفتش : ماذا عن نصر هذا اذن
العمدة : لقد كان عمدة لقريتنا منذ زمن
ويدخل رجل عجوز محنى الظهر
المفتش : اجلس يا نصر
اخبرنى عن حياتك مع جميلة
بعد ان تزوجتما وعشتما سويا فالقصر
نصر: لم نكن نقيم فى ذلك القصر الكرية
اخذتها الى بيتى لنقيم فية
وعكفنا سويا على ان نجدد فية
ومن جديد نبنية
ولكتها بعد فترة بدت حزينة وحيدة
المفتش: وما كان سبب هذة التعاسة الزائدة
نصر: لم اكن اعرف
فقد كانت فى كثير من الاوقات صامتة شاردة
ولقد رزقنا بثلاثة اطفال
كانت تحبهم وتعاملهم بلطف ودلال
كانت تنزعج كثيرا عندما اقسو عليهم
ترجونى ان اعاملهم بلطف
وظللنا كذلك برهة من الوقت
حتى اجتاح الفيضان القرية فى عنف
وبدات الجدران تتشقق وانهار السقف
وغرقت قريتنا فى الحزن والكابة
ولم اسطع ان افعل شيئا ازائة
وصارت حياتنا سويا جحيما لا يطاق
واصرت جميلة على الطلاق
المفتش : وهل طلقتها
نصر: استجبت لها رغم حرقة الفراق
اخذت الاطفال وتركتنى وحيدا
وقفدت انا كل شىء
وذهبت هى بعيدا
لم اعرف عنها شيئا منذ مدة
بعد ان تزوجت بابن عمى الذى صار عمدة
هذا الوغد الجالس بجوارك
هذا الحقير
المفتش قائلا للعمدة: انت؟
العمدة: نعم يا سيدى
انا زوجها الاخير
ثم سال المفتش قائلا لنصر : وماذا عن تلك الجوهرة
نصر : لست ان ذاك الرجل الذى يبحث
عن الثراء والغنى
لو كنت كذلك لما تركنا القصر
وذهبنا لبيتنا
لقد كانت جميلة اغلى جوهرة فى حياتنا
المفتش : حسنا اذهب وانتظر فى الفناء
نامر باحضار اكبر الابناء
********
يدخل رجل ذو لحية وجلباب قصير
المفتش: ما اسمك؟
الابن : حجاج انا اكبر ابنائها
واكثر من احبها
كنت اعشق خطاها
كنت ارى نور الشمس فى محياها
كانت لى كل شىء
كانت عندما يضربنى ابى ويحبسنى
تدخل لى الطعام
وتضمنى بحنان وتتحسسنى
المفتش : وهل كانت علاقتك بابيك سيئة
حجاج: لم اكرهة ولم احبة
كان جبارا عتيا يعيث فى الارض الفساد
لم يكن يدعنى اطبق شرع اللة فى البلاد
عندما اكسر مذياع يشيع الفاحشة يضربنى
عندما اكسر صنما او تمثالا يحبسنى
عندما اضرب اخوتى لاحثهم على الفضيلة يجلدنى
لم يفهمنى
كنت اريد الاصلاح
كنت اضيق عليهم فالدنيا
لنعيش فى الاخرة فى براح
كنت اخاف عليهم من الهلاك
كنت اقطف الورود والازهار
حتى لا تدمى ايديهم الاشواك
المفتش : وماذا تعمل
المفتش : عملى هو الدعوة والتذكرة
المفتش: اذا فقد اخذت الجوهرة
لتنفق على دعوتك للاخرة
حجاج : انا لم ارى قط
تلك الجوهرة البلهاء
هى فقط فى عقول الجهلاء
اما انا فاسعى لدعوة الكل
للخروج من مازق الدنيا
وايجاد الحل
المفتش : اذهب اذن واجلس مع ابيك فى الفناء
ويستدعى ثانى الابناء
****************
الفصل الثانى
يدخل الى الغرفة شاب اعرج يمسك عكازا يرتدى ملابس غريبة الشكل
المفتش : ما اسمك
الشاب : انا اصغر ابنائها واسمى سامح
كنت اذوب فى هواها
كانت تدعونى دائما للتسامح
كنت اراها مدينتى الفاضلة
كنت اراها دوما
اقوى من اى مناضل او مناضلة
هى من علمتنى ان اتنفس الحرية
وان ادير ظهرى للافكار البالية
كافكار ابى الواهية
المفتش : وهل كان يسىء معاملتك انت ايضا؟
لم يفهمنى لاهو ولا هى
كنت اريد ان ابتر اقدامهم
لنعيش كلنا بقدام صناعية
اليس هذا عدل
ولكن كعادة الاهل
كان يضربنى انا واخوتى
وكل من يجروء على ان يتكلم بحرية
كان ديكتاتورا
يرتدى قناع المثالية
ويدعى انة صديق للديموقراطية
المفتش: الم يكن يؤمن بالاشتراكية
سامح :لم يكن هذا كافيا
كنت اريد ان اراة عادلا
مثل ماركس او لينين
ولكنة لم يكن يسمح لاحد بان يهمس
ولو كان فى بطن امة جنين
المفتش : اذن فقد قتلت امك وسرقت الجوهرة
لتنفق على المحتاجين من الفقراء
سامح: ما هذا الهراء
انا لا اعلم عن اى جوهرة تتحدث
كل ما تتهمنى بة افتراء
المفتش : اذن اذهب ولتجلس معهم فى الفناء
وارسل الى شقيقك الثالث
سامح: لقد مات فى حادث
المفتش: كيف اليس هو ذلك المدعو هلال
رجل الاعمال
سامح : كلا من تتحدث عنة ليس اخى الشقيق
انة ابن لهذا الصفيق
اما اخى امين فقد
مات مقتولا غريق
ارسلة هلال الى دولة من دول الثروات الزائلة
واهمة انة سيجنى هناك ثروة طائلة
شحنة فى سفينة تحمل لة بضائع وباعة
وغرقت السفينة
وذاب امين فالبحر كفقاعة
وصارت امى من بعد ذلك حزينة ملتاعة
كان اقرب الابناء الى مهجتها
مان يحمل الكثير من عذوبتها ورقتها
كان لة طلعة بهية وعود يافع اخضر
كان ابى ياخذ نقودة لينفقها علينا
ولم يكن يشكو او يتذمر
لم ارى احدا من قبل مثلة
ومن ليلتها لم تجف انهار دموعها
ولم تستطع امى مقاومة احزانها
كانت تخبرنا انة يزورها فى احلامها
ولاتستطيع هى ان تزورة فى قبرة
**************
هلال: نعم انا ابنها من ثانى ازواجها
لن اقول لك مثلهم انى احبها
ام اكن اعرف قط شعورى حيالها
فحينا اشعر انى عاشق لها
واحيانا اخرى اشعر انى لا اطيقها
كنت اريد ان افوز وحدى بقلبها
كنت اريد ان ارى الناسحولها تجتمع
لتنال رضاها
كنت اريد ان ارها ارقى سيدة للمجتمع
والناس تتبع خطاها
ذهبت بها الى المدينة لنعيش سويا
ننهل من نبع المدنية والحضارة
كانت دائمة القول لى
كلما جمعت المزيد من الاموال
كلما زادت الخسارة
لكننى لم افهمها
بحثت عن تفسير فى جميع المعاجم
لكننى ظللت اجهل معنى لتلك العبارة
كانت تقول لى ان ما بداخلى من جمال
باتت تكسوة الشرور
رفضت البقاء معى فى المدينة
وقررت ان تعود الى الجذور
كانت تريد ان تستخرج من المصارف والطين الدرر
ولكن لم يمهلها القدر
المفتش : فخفت ان تضيع الجوهرة التى ستزيد ثروتك
فقررت ان تقتل ربتك
هلال : رغم ما بى من عيوب واثام
وما انغمس فية من الوحل
لكننى لا اجروء على
اقتراف مثل هذا الفعل
*************
المفتش : وانت ايها العمدة عواد
ما قصتك مع جميلة وهؤلاء الاولاد
عواد: احببتها اكثر منهم
اردت ان ابعدها عنهم
اردت ان تنسى ماضيها الاليم
اردت ان نغرق سويا فى النعيم
تمنيت لها السعادة
وتمنيت لقريتنا الريادة
ان نتواصل مع المدنية
وان يشعروا بالحرية
اردت ان نبتعد عن القبلية
والعادات الجاهلية
ان يكفوا عن احاديث الثار ليل نها
ان نغض الطرف عن اعدائنا
ولا نبدا بالشجار
لا نرد على افعالهم الصبيانية بالمثل
بل بلاقوال الحكيمة
وان نتظاهر بقوة الشكيمة
لكننى فى اواخر ايامنا سويا
كنت اشعر بالخزى والضعف
عندما كانت تلتقى اعيننا
كنت اغض الطرف
لاننى...لاننى
لم اكن قادرا على اداء واجباتنا الزوجية
لكنها فى المقابل كانت تبدو قوية
ونا صرت رجلا على الورق
كانت تستلقى بجانبى
لاتغمض جفنها من شدة الارق
لم استطع ان افعل لها شيئا
وتركتها حزينة
وبعت بها الى ولدها
لتعيش معة فالمدينة
لم اكن اعلم اننى كنت ارسلها لقدرها
او اننى اكون من يتسبب فى قتلها
ولا تسالنى عن تلك الجوهرة
فانا لا استطيع ان
اريق تالك الماء الطاهرة
من اجل ثروة عابرة
يدخل الملازم الى الغرفة مسرعا
سيدى توجد اخبار من المستشفى سارة
و الجميع يقفون خلفة وينصتون
الملازم: المجنى عليها لم تمت
ولا زالت على قيد الحياة
ويلحظ المفتش
ابتسامة تراقصت على جميع الشفاة
***********
المنظر الاخير
يتوجة المفتش ومعة الملازم الى غرفة جميلة وفى الممر يدور هذا الحديث
الملازم : فيم تفكر يا سيدى
المفتش: هذا المدعو عواد زوج الضحية
اشعر انة يخفى خلف هيئتة البريئة
اوجة اخرى خفية
وشعرت بقشعريرة تسرى فى جسدى
عندما ابتسم ورايت
سنتة الفضية
انظر لجدران هذا المستشفى
ايعقل ان يكون بها مثل هذا الشرخ
ويدخلون الى غرفة جميلة
وتكسوا ملامحهم نظرات الهلع
عندما فوجئوا بوجود ذلك المسخ
كان رجلا احدب مشوة الوجة بلا ذقن
يجلس الى جوار جميلة
ويبدو علية الاسى والحزن
يتوجة المفتش بسؤال الممرضة:
من يكون هذا الرجل
ذو الهيئة المذهلة
الممرضة: انة اخر ابناء جميلة
لا تندهش يا سيدى
فماذا تتوقع ان تخرج
الارض القاحلة
ارض قد غزتها الديدان واعداد
من الجراد هائلة
سوى نبتة مثل هذة عليلة
**********
فى قسم الشرطة
الملازم : سيدى لقد اتى تقرير الطبيب الشرعى
يقول ان هذة ليست اول مرة
تتعرض جميلة لمثل هذة الطعنات
فقد تكررت الاعتداءات عليها مرات ومرات
المفتش: هذا امر طبيعى
التقرير هذا لم يضف شيئا جديدا
الملازم : كيف ان الامر يزداد تعقيدا
لم نتوصل حتى الان لخيط يقودنا
الى من منهم قد فعل ذلك بتلك الضحية
المفتش: الم تلحظ ابتسامتهم تلك
عندما عرفوا انها حية
الملازم : فهل كانوا يريدون فقط الجوهرة
ام ان هذة الجوهرة هى مجرد وهم وخيال
المفتش: اتريد اجابة لهذا السؤال
كلهم جناة
لم يكونوا يريدوا قتلها
كانوا يتمنون حبها
لكنهم احبوا انفسهم قبلها
لم يفطنوا ان تلك الجوهرة
تكمن فى قلبها
النهاية