الانتقام وعلاقاتنا الاجتماعية

محمد الجزائري 22

مشرف بكلية العلومصقر كتاب العرب


الكثير منا يتعرض في حياته اليومية لمواقف واساءات وظلم من الاخرين وربما ادى ذلك الى الشعور بالانكسار والظلم ... وتولد لديه رغبة داخلية بالانتقام ...

وقد تكون الاساءة من الاخرين غير مقصودة او غير حقيقية وإنما مستجدات الحياة تحكمت بها وطورتها لذلك قبل ان نقيم الإدعائات لأنفسنا ونرفع شعار المظلومين علينا الرؤيه بعين الحياد والحكمه في الامور فقد نكون جناه وليس مجني عليهم ولكن تفكيرنا المحدود وضعنا في زاويه ضيقه لانرى بها إلا انفسنا والظلام من حولنا ولو نظرنا من جميع الزوايا قد نرى نورا من بين طيات الظلام يخرج اقرب الناس يمد يد العون وقد كنا سنوجه له اصابع الاتهام ...

===

(الرغبة في الانتقام تاخذ اشكالا متعددة فهناك من يرغب بالانتقام لتعرض وطنه للاحتلال وهناك من يرغب بالانتقام لتعرض اهله للقتل والتعذيب ... وكل هذا لن يكون مجال موضوعنا ...)

===

وانما سنركز على حياتنا الاجتماعية واليومية ...

الرغبة بالانتقام في حياتنا الاجتماعية واليومية قد تاخذ اشكالا متعددة ...

فهي قد تاخذ شكل المجاملة عندما نزور اناس معينيين في مناسباتهم الاجتماعية لانهم زارونا .. ولا نزور اخرين لانهم لم يزورونا ولم يسألوا عننا ... حتى نرد لهم الصاع صاعين ..


وقد تاخذ شكل الرؤية المحدودة والنظر من زاوية ضيقة ... على سبيل المثال ... قد يتعرض احد الاشخاص للفصل من عمله بسبب اهماله وعدم انضباطه بينما هو يرى نفسه بانه قمة بالانضباط والانتاجية ... فعلينا هنا ان ندرب انفسنا على النظر للامور بعين الحكمة والحياد فربما كننا نحن المخطئين ونحن الجناة ... فالافضل عند ذلك محاسبة انفسنا والسعي لتطوير الذات ...

وقد نتعرض لاساءة حقيقية بكل المقاييس ... لكن التسامح والعفو من شيم الكرام ..

ويابخت من يضع راسه على مخدته وقلبه نظيف راضي بكل ماكتب له ،، اعتقد ان هذا الشعور من وجهة نظري خير من الانتقام

فالانتقام يجر انتقام غيره ويوغر الصدور زياده فهذه النفس البشريه لابد لها من تدريب على تلقي الصدمات والنوازل والثبات ومعرفة كيف نتعامل مع المحيطين .... اعتقد انه فن لايجيده الكثيرين

===

على النقيض من ذلك التسامح
يقول احد الحكماء .. التسامح نقيض الانتقام،

ولكل من التسامح والانتقام ثقافته وأدوات التعبير عنه وانصاره وسياساته ورجاله.

الاول يحترم الانسان، والثاني يهينه.

الاول يؤهل المجتمع لسباق الابداع، والثاني يدفعه الي الانكفاء.

الاول يشيع الثقة بين الناس، والثاني يشيع الضغينة بينهم..

الاول مفتوح العيون، والثاني أعمي.

الاول يرتقي بنا الحضارة والثاني يجرنا الي الهمجية

(أكرر).. الي الهمجية ....



احبتي ...

كيف تتعامل مع الاساءة ..؟؟

كيف تتعامل مع الظلم الذي تتعرض له ؟؟؟

كيف تكبح الرغبة بالانتقام لدى الاخرين ؟؟؟

لو احسست ان هناك من يترصد بك ويسعى للانتقام منك فما هي ردة فعلك ؟؟؟

===


يحكى ان احد المزارعين ويدعى محمد .. يذهب يوميا الى حقله من شروق الشمس وحتى مغيبها .. يحرث الارض ويعمل بكل جد ومثابرة .. يزرع ليحصد .. يتعب ليؤمن الحياة الكريمة له ولاسرته الصغيرة .. وبينما هو في حقله .. لدغته احد الأفاعي السامة ...
لو ان محمدا استجاب لرغبته بالانتقام من هذه الافعى ولحقها حتى يقتلها .. لمشى السم في دمه حتى يموت ... وتصبح اسرته بلا عائل ... ولكنه ترفع عن هذه الرغبة من اجل هدف اسمى واكبر وهو حياته واسرته ...

هل تعتقدون ان محمد كبح رغبته بالانتقام لانه انسان متسامح ، ام انه ترفع عن هذه الرغبة لاجل هدف اسمى واكبر وهو حياته ؟؟؟


 


سؤالي لك أخي اسماعيلو :
ماذا تفعل لو ظلمك أحد الناس ؟
هل تقول له الله يسامحك و تتركه لشأنه و كأن شيئاً لم يكن ؟
أم تجادله لتحاول رفع الظلم بأي وسيلة عن نفسك و لو بالقوة ؟
أم تغلق الدنيا على نفسك و تهجر من حولك و تلعن حظك و ترى الدنيا بلون أسود و تتمنى الإنتقام ممن ظلمك إذا كان الظالم أقوى منك ؟
أم تثبت لنفسك و لغيرك أنك مظلوم و أن الله سينصرك لأنك مظلوم و تمضي في حياتك بخطى واثقة بعزيمة قوية و روح التفاؤل و إصرار على الإنتصار على الظلم ؟
 


بارك الله فيك
موضوع رائع
لك مني كل التحية
 


موضوع قيم الكثير من الاحبة في الميدان المعرفي يتعرض اليه كثيرا كثيرا
حتى اصبح سمة ملازمة للمعرفة .. فاذا ذكرت المعرفة وروادها ذكر الظلم الواقع على اهلها
اقتبس من مشاركة اخونا المهاجر متسائلا... ومجيبا في نفس الوقت ..
كلامه اعجبني كثيرا ..

++++++++++++++++++

ماذا تفعل لو ظلمك أحد الناس ؟
الجواب/ تثبت لنفسك و لغيرك أنك مظلوم و أن الله سينصرك لأنك مظلوم و تمضي في حياتك بخطى واثقة بعزيمة قوية و روح التفاؤل و إصرار على الإنتصار على الظلم .....
+*+*+*+*+*+*+*
ان الرصاصة لايسمع صوتها الا بعد ان يبان اثرها...

وللحروف رسائلها التي تخترق عتمة الظلم لتصل بنورها الى ضمير الانسانية معبرة عن رفضها لسياسة الظالم مؤنبة له محطمة لكبرياء غطرسته..

 
عودة
أعلى