قصيدة : رواية ضمير
للشاعر محمود رفعت زعلوك
سمعت صوتاً يناديني : هلَّا أجبت ؟
فتعجبت و صحو المطر يداريني ؛ فاختبأت
فصرخ يناديني بروح فلسطيني ؛ فطلبت
منه ألا يبكي وحده ؛ فبكى و بكيت
و بعد أن هدأ كاد يتحدث ؛ فهدأت
ثم أخذ يناديني ؛ أنا لبناني قد جُرحت
و كرر الموقف و كنت من البكى قد تعبت
فقال لي : أنا عراقي كنت قد ذُبحت
و لما اندهش لتعجبي ظنَّ أنَّي فهمت
و جعلني أرى قلبه ينزف بلا دماء فظننت
أنه كان حيَّ في يوم ؛ فسألت
الصوت : من أنت ؟ فنظرت له ففوجئت
و قد رأيت ضمير العرب فحزنت
لحكايته ؛ فقد قال : بسببكم أنا قد مُت
فقلت له : أنت الحيَّ دائماً فَلِمَا هجرت
قال لي : قف و انظر حولك ؛ فوقفت
فنظرت بقلبي لمن حولي فاصطدمت
بعقلي يقول لي : لا تطاوعه ؛ فارتجعت
قال بحزن : الكل رفضني فرحلت
فأنا لم أهاجر بلا سبب فهل عرفت ؟
و الآن ليتك تجاوبني ؛ هلَّا أجبت ؟
فقلت : عن ماذا أجيب ؟ فرد في صمت
بسؤال جعلني أتمنى لو كنت هربت
أين بلادنا ؟ فوقعت و كأنَّي مرضت
فعاود النداء غاضباً و قال لي : قف ؛ فلمحت
كبرياء العرب الذي كنت له اشتقت
فأمرني أن أُنادي على العرب ؛ فناديت
فابتسم قائلاً : هم بخير ؛ قلت له صدقت .
للشاعر محمود رفعت زعلوك
سمعت صوتاً يناديني : هلَّا أجبت ؟
فتعجبت و صحو المطر يداريني ؛ فاختبأت
فصرخ يناديني بروح فلسطيني ؛ فطلبت
منه ألا يبكي وحده ؛ فبكى و بكيت
و بعد أن هدأ كاد يتحدث ؛ فهدأت
ثم أخذ يناديني ؛ أنا لبناني قد جُرحت
و كرر الموقف و كنت من البكى قد تعبت
فقال لي : أنا عراقي كنت قد ذُبحت
و لما اندهش لتعجبي ظنَّ أنَّي فهمت
و جعلني أرى قلبه ينزف بلا دماء فظننت
أنه كان حيَّ في يوم ؛ فسألت
الصوت : من أنت ؟ فنظرت له ففوجئت
و قد رأيت ضمير العرب فحزنت
لحكايته ؛ فقد قال : بسببكم أنا قد مُت
فقلت له : أنت الحيَّ دائماً فَلِمَا هجرت
قال لي : قف و انظر حولك ؛ فوقفت
فنظرت بقلبي لمن حولي فاصطدمت
بعقلي يقول لي : لا تطاوعه ؛ فارتجعت
قال بحزن : الكل رفضني فرحلت
فأنا لم أهاجر بلا سبب فهل عرفت ؟
و الآن ليتك تجاوبني ؛ هلَّا أجبت ؟
فقلت : عن ماذا أجيب ؟ فرد في صمت
بسؤال جعلني أتمنى لو كنت هربت
أين بلادنا ؟ فوقعت و كأنَّي مرضت
فعاود النداء غاضباً و قال لي : قف ؛ فلمحت
كبرياء العرب الذي كنت له اشتقت
فأمرني أن أُنادي على العرب ؛ فناديت
فابتسم قائلاً : هم بخير ؛ قلت له صدقت .