محمد شتيوى
مستشار سابق
لو كنتُ أمريكياً ...
بقلم / محمد شتيوى
التاريخ يكرر نفسه , والمواقف تُعاد وإن كانت بطريقة مختلفة , ولكن اللبيب هو الذي يجمع بين الأشباه والنظائر ويسقط الماضي على الحاضر ويتعلم من التاريخ الدروس والعبر ليتخذها زاداً لحاضره ومستقبله
فقد روى ابن قتيبة في كتابه ( عيون الأخبار ) خبراً عن رجل من بني العنبر تعرض لإغارة من قبيلة تدعى ( ذُهْل بن شيبان ) على إبله فاستبيحت , وعلى حماه فدُنِّس , ولكن أحداً من قومه لم يحرك ساكنا لنصرته
ولسوء حظ هؤلاء القوم أن رجلهم هذا كان شاعراً , فقد خلَّد هجائه لهم في أبيات شهيرة مدح فيها قوماً يدعون ( بنو مازن ) اشتهروا بالبأس والنجدة , وذمَّ قومه وعيَّرهم بجبنهم وخورهم
وأنا سأضع لكم الأبيات مع إسقاطها على واقعنا المعاصر على لسان أهل غزة الابطال :
لو كنتُ من " مازنٍ " لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة مِنْ " ذهل بن شيبانا "
[ لو كنت أمريكياً أو أوروبياً لما انتهك الصهاينة أبناء الزنا حرمتي , ولا رعوا بساحتي , ولا نالوا من حقيقتى ]
إذن لقام بنصري معشرٌ خُشُنٌ ... عند الكريهة إنْ ذو لوثةٍ لانا
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافاتٍ ووُحدانا
[ ولو تجرأ هؤلاء وحاولوا النيل منى لوجدت أمريكا تعد حدها وحديدها , وقضها وقضيضا , وخيلها وخيلائها , يطيرون إلى نجدتي , ويهرعون إلى نصرتي إذا ضعف الجبان وخار اليراع ]
لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ ... ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإنْ هانا
[ لكن قومي الذين - يسمونهم المسلمين - وإن بلغوا المليار وربع المليار , فإنهم لا يستطيعون دفع شرٍ , ولا رفع ضُرٍ , لأنهم قوم صالحون يحبون الخير والسلام ! ]
يجزون من ظلمِ أهلِ الظُّلم مغفرةً ... ومن إساءةِ أهلِ السُّوءِ إحسانا
[ فإن اعتدى عليهم أحد متحدياً متعمداً معلنا الشر مصراً عليه فإنهم يعاقبونه بطريقتهم الخاصة , حيث يغفرون له ويسامحونه ويتركونه لضميره يؤنبه ]
كأنَّ ربّك لم يخلقْ لخشيته .... سواهمُ من جميعِ الناسِ إنسانا !
[ وهذا إن دل على شئ فهو يدل على أن الله قد اختصهم دون الناس جميعاً بخشيته وتقواه فهم لذلك لا يدفعون عدواً لكي لا يؤذون مشاعره ويجرحون أحاسيسه المرهفة , إنهم شعب الله المختار , وأهل الله وخاصته ]
فليتَ لي بهمُ قوماً إذا رِكِبوا ... شنّوا الإغارةَ فُرْساناً ورُكْبانا
[ فيا ليتنى عدمت قومى الجبناء المتخاذلين , ونلت بدلاً منهم قوماً إذا حان النزال تآزروا وتكاتفوا حتى يصيروا يداً واحدة يحسب الجميع لها ألف حساب ... ]
لا يسألونَ أخاهمْ حينَ يندُبُهمْ ... في النَّائباتِ على ما قالَ بُرهانا
[ ليتنى من هؤلاء القوم الذين لا ينتظرون قرارات مجلس الخوف , فإذا استنصرهم أخوهم واستعداهم على عدوه هبوا إليه هبة العاصفة لا يطلبون منه دليلاً على عدالة قضيته , ولا بياناً على أحقيته .. ]
لكنْ يطيرون أشتاتاً إذا فزعوا ... وينفرون إلى الغاراتِ وُحدانا (1)
[ لكنهم يطيرون إلى المعركة والثأر فرادى إذا مستصرخٌ نادي , وينفرون بغير كسل ولا تواني إلي النصرة حتى ولو كانوا وحدانا ]
وبعدُ فهذه عبرة ورسالة لكل من خذل أخاه فى موطن يحب أن ينصره فيه
فلا نامت أعين الجبناء
__________________________________
(1) مصدر الأبيات : كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة الدينورى – [ برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتي ]
بقلم / محمد شتيوى
التاريخ يكرر نفسه , والمواقف تُعاد وإن كانت بطريقة مختلفة , ولكن اللبيب هو الذي يجمع بين الأشباه والنظائر ويسقط الماضي على الحاضر ويتعلم من التاريخ الدروس والعبر ليتخذها زاداً لحاضره ومستقبله
فقد روى ابن قتيبة في كتابه ( عيون الأخبار ) خبراً عن رجل من بني العنبر تعرض لإغارة من قبيلة تدعى ( ذُهْل بن شيبان ) على إبله فاستبيحت , وعلى حماه فدُنِّس , ولكن أحداً من قومه لم يحرك ساكنا لنصرته
ولسوء حظ هؤلاء القوم أن رجلهم هذا كان شاعراً , فقد خلَّد هجائه لهم في أبيات شهيرة مدح فيها قوماً يدعون ( بنو مازن ) اشتهروا بالبأس والنجدة , وذمَّ قومه وعيَّرهم بجبنهم وخورهم
وأنا سأضع لكم الأبيات مع إسقاطها على واقعنا المعاصر على لسان أهل غزة الابطال :
لو كنتُ من " مازنٍ " لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة مِنْ " ذهل بن شيبانا "
[ لو كنت أمريكياً أو أوروبياً لما انتهك الصهاينة أبناء الزنا حرمتي , ولا رعوا بساحتي , ولا نالوا من حقيقتى ]
إذن لقام بنصري معشرٌ خُشُنٌ ... عند الكريهة إنْ ذو لوثةٍ لانا
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافاتٍ ووُحدانا
[ ولو تجرأ هؤلاء وحاولوا النيل منى لوجدت أمريكا تعد حدها وحديدها , وقضها وقضيضا , وخيلها وخيلائها , يطيرون إلى نجدتي , ويهرعون إلى نصرتي إذا ضعف الجبان وخار اليراع ]
لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عددٍ ... ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإنْ هانا
[ لكن قومي الذين - يسمونهم المسلمين - وإن بلغوا المليار وربع المليار , فإنهم لا يستطيعون دفع شرٍ , ولا رفع ضُرٍ , لأنهم قوم صالحون يحبون الخير والسلام ! ]
يجزون من ظلمِ أهلِ الظُّلم مغفرةً ... ومن إساءةِ أهلِ السُّوءِ إحسانا
[ فإن اعتدى عليهم أحد متحدياً متعمداً معلنا الشر مصراً عليه فإنهم يعاقبونه بطريقتهم الخاصة , حيث يغفرون له ويسامحونه ويتركونه لضميره يؤنبه ]
كأنَّ ربّك لم يخلقْ لخشيته .... سواهمُ من جميعِ الناسِ إنسانا !
[ وهذا إن دل على شئ فهو يدل على أن الله قد اختصهم دون الناس جميعاً بخشيته وتقواه فهم لذلك لا يدفعون عدواً لكي لا يؤذون مشاعره ويجرحون أحاسيسه المرهفة , إنهم شعب الله المختار , وأهل الله وخاصته ]
فليتَ لي بهمُ قوماً إذا رِكِبوا ... شنّوا الإغارةَ فُرْساناً ورُكْبانا
[ فيا ليتنى عدمت قومى الجبناء المتخاذلين , ونلت بدلاً منهم قوماً إذا حان النزال تآزروا وتكاتفوا حتى يصيروا يداً واحدة يحسب الجميع لها ألف حساب ... ]
لا يسألونَ أخاهمْ حينَ يندُبُهمْ ... في النَّائباتِ على ما قالَ بُرهانا
[ ليتنى من هؤلاء القوم الذين لا ينتظرون قرارات مجلس الخوف , فإذا استنصرهم أخوهم واستعداهم على عدوه هبوا إليه هبة العاصفة لا يطلبون منه دليلاً على عدالة قضيته , ولا بياناً على أحقيته .. ]
لكنْ يطيرون أشتاتاً إذا فزعوا ... وينفرون إلى الغاراتِ وُحدانا (1)
[ لكنهم يطيرون إلى المعركة والثأر فرادى إذا مستصرخٌ نادي , وينفرون بغير كسل ولا تواني إلي النصرة حتى ولو كانوا وحدانا ]
وبعدُ فهذه عبرة ورسالة لكل من خذل أخاه فى موطن يحب أن ينصره فيه
فلا نامت أعين الجبناء
__________________________________
(1) مصدر الأبيات : كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة الدينورى – [ برنامج الموسوعة الشعرية الإماراتي ]