محمد العروسي
New Member
التم مع رفاقه والبسمة تزين محياه الصغير ، تداولول فيما بينهم أية لعبة يتسلون بها بعيدا عن أعين الكبار ، خطوا شكلا رباعيا على الأرض بقطعة من خشب مفحم من بقايا منزل قصف أخيرا لم يكن معلنا ، حددوا أماكن خاصة لكل واحد منهم وما عليهم فعله .
لم ينس تحذيرات أمه ، لكنه أصر أن يكون كما يحلو له أن يراه الكبار ، لعبوا ، قهقهوا ، جروا في كل أرجاء المربع المخطط .
بغتة سمعوا دويا قويا بالقرب منهم ، تسمروا في أماكنهم بعيون أصابها الذهول ، لعنوا من أفسد لهم مرحهم ، اقتربوا من موقع الدوي مستطلعين ، فاجأتهم صعقة ثانية ، تطايروا كالفراش ، لم يلتئموا من جديد لاستكالهم اللعبة .
أُسرع بهم إلى المشفى ، أُخد مجاهد إلى قسم العناية المركزة ، التف حوله رجال باللباس الأبيض ، وهم يفحصون جسمه الصغير ، نظر إليهم ، وفي غفلة من الكل ، استسلم للسفر البعيد .
مد الطبيب أنامله إلى محجريه الصغيرين ، تفحصهمت ، ثم أغمضهما إلى الأبد ، عندها انسلت دمعة تروي الخد الصغير ، كأنها قطرة من زلال ، تروي هذه الصحراء البيداء .