السعدية الجبلية

مر على البازارات ، لم يكن يدري ، أي التحف يرغب فيها ، هل هي فسحة فقط عبر دروب من التاريخ أم ماذا ، إلا أنه تريث الخطو وتسمر متأملا لوحة امرأة جبيلة رسمت منذ بداية القرن الماضي ، شافت اللوحة بريق عين الحائر ، همست في همس خفي :
ــ أنا من شمال الوطن ، بهرته زرقة عيناها ،و سواد شعرها المنسدل في ظفيرة على الكتفين ، وقوامها الممشوق ؛ تحسس اللوحة بأنامله خفية من صاحب المعرض ، فانتشت في لوحة ذاكرته صورة الفتاة من العائلة التي كانت تقدم إليهم أيام الصيف حين كان صبيا ، فتذكر فتنتها وما كانت تفعله بقبله الغض .
عاد القهقرى إلى تلك الفترة ، وقرر أن يذهب إليها أو إلى حفيداتها ، لعله يتنسم عطر اللوحة على هيأته الطبيعية .
انتظر . . . وانتظر . . . ولم ينس . . . وحين واتته سنحة ما ، أحس بأن فؤاذه يكاد يهد صدره ، ركب الحافلة إلى سوق البدوي ، وبعد ساعات وجد نفسه وسط زحمة السوق ، . . . السوق لم يتغير ، طاف بين المتسوقين ، استرق سمعه
ــ ألسعدية . . . ألسعد أية . . ، التفت تسمر مكانه ، شده ودهش ، لأن من ينادى عليها كانت ترتدي سروال جين أزرق داكن وقميصا مفتوح الصدر يكشف عن نهدين بكرين ، وخصر دقيق زم شد القميص عليه ، قبس من حنكه قبسه أفاقته فانطلق يشق الزحام ، لم يدر إلا والطفل مالت نحو الرحيل ، فقال لنفسه :
ــ وأنا لابد لي من أن أرحل ، وأعود إلىالبازار لعلي أجد السعدية هناك تنتظرني

في اليوم الموالي ، استيقظ مبكرا ، سرعان ما وجد نفسه أمام البازار ، لم يجد اللوحة ، توجس شيئا ما ، وحين سأل صبي البازار عن اللوحة ، أجابه :
ــ لقد اقتناها البارحة سائح أجنبي ، وأخذها معه إلى الخارج
 


سيدي الكبير الشاعر السامق الجهبذ محمد العروسي
تحية الثورة والوطن
ان كل حروف ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
وما انا الا نقطة على حروف ابداعك
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
وسجادة من المسجد الاقصى المبارك الذي ينتظر عودة ابنائه المهجرين
لكي يصلوا صلاة العودة والنصر واقامة دولتنا العتيدة على تراب فلسطين المقدس
دمت بحفظ المولى
باحترام تلميذك
القعيد المبتلى
ابي مازن
 
عودة
أعلى