في رحاب اللغة العربية ( 2 ): ( عكّ - كعّ - عجّ - جعّ )

محمد راقي

New Member
في رحاب اللغة العربية ( 2 )
( مع تهذيب اللغة للأزهري )- ( عكّ - كعّ - عجّ - جعّ )

( عكّ ) :
أبو عبيد عن الفراء: يقال عككُته أعكُّه عكًّا، إذا حبسته عن حاجته. وكذلك يقال عجبته عن حاجته. ويقال عكته الحمى عكّا، إذا لزمته حتى تُضْنيَه. قال: وقال أبو زيد: عككته أعته عكاً، إذا استعدته الحديثَ كي يكرره مرتين.
وروى ابن حبيب عن ابن الأعرابي: أعكّت العُشَراء من الإبل تُعِكّ. والاسم العِكَّة، وهي أن تستبدل لَوناً غير لونها، وكذلك إذا سمنت فأخصبت. وقال في قول رؤبة:
مإذا ترى رأي أخٍ قد عَكَّا
قال: عك الرجل، إذا احتبس وأقام.
قال الأصمعي: عكَّنى بالقول عكًّا، إذا ردهُ عليك متعنتا، ورجلٌ مِعَكُّ، إذا كان ذا لدَدٍ والتواء وخُصومة.
وقال ابن الأعرابي: العرب تقول ائتزر فلان إزرةَ عكَّ وَكَّ؛ وهو أن يُسِبل طرَفىْ إزاره وأنشد:
إن زرته تجده عَـكَّ ركـا *** مشيته في الدار هاكَ ركَّا
قال: هاك ركّ: حكاية تبختره.
أبو عُبيد الله عن أبي زيد: إذا سكنت الريج مع شدة الحر قيل: يوم عكِيك، ويقال يوم عكٌّ أكُّ، وقد عكَّ يومنا. قال: وقال غيره: العُكَّة والعكيك: شدّة الحر. وقال ساجع العرب: "إذا طلعت العُذْرة، لم يبق! بعُمان بُسْرة، ولا لأكّار بُرَّة، وكانت عكة نُكْرة، على أهل البصرة".
والمِعَك من الخيل: الذي يجري قليلاً ثم يحتاج إلى الضرب، قاله الليث.
قال أبو عبيد: العَكَوّك السمين، وقال غيره: هو القصير المقتدر: الخَلق. وقال الراجز:
عكوَّك إذا مَشىَ دِرحايه
والعُكة: زُقيق صغير يُجعَل فيه السمن. ويُجمَع عُكَكا وعِكا كا.
وأخبرني المنذريُّ عن الغَسَّانيّ عن سلمة، أنه قال: سقعت ابا القمقام الأعرابي يقول: غبت غيبة عن أهل قفدِمت، فقدَّمَت إلى امراني عكّتين صغيرتين من سمن، ثم قالت: حاني اكسُنى، فقلت:
نسلأ كلّ حُرَّةٍ نِحْيين *** وإنما سَلاُتِ عُكَّتَينِ
ثم تقول اشتر لي قرطين وقال الليث: عكُّ بن عَدنان هم اليومَ في اليمن، وقال بعض النسَّابين، إنما هو معدّ ابن عدنان، فأما عَكّ فهو ابن عُدثان بالثاء، وهم من ولد قحظان، وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال عُكَّ إذا حُمَّ، وعَكَّ إذا غَلى من الحرّ.
وقال أبو زيد: العَكّة: رملة حميت عليها الشمس. وأما قول العجاج:
عكٌّ شديدُ الأَسْر قُسبُرى

قال أبو زيد: العَكُّ: الصُّلب الشديد المجتمع.
وقال الليث: العَكَّه من الحرّ: فَورةٌ شديدة في القيظ، وهو الوقت الذي تركد فيه الريح وفي لغةٍ: أكَّة.
**************************************************************
( كعّ ) :
ابن حبيب عن ابن الأعرابي: رجل كَعُّ الوجه، أي رقيق الوجه؛ ورجلٌ كُعكُعٌ: جبان. وقد تككع تكأ كأ، إذا ارتدع. ورجلٌ كَعٌّ كاعُّ، إذا كان جباناً ضعيفا. وقد كعّ يكعّ كعُوعاً.
وقال أبو زيد: يقال كَعِعتُ أكَعّ وكَععتُ بالفتح أكِعُّ. وكذلك زَلِلت وَزَلَلتُ، وشَحِحْتُ وشحَحْتُ أشَحُّ وأشِحُّ. وقال العجَّاج:
كعكعتُه بالرجم والتنجُّه
وقال ابن المظفر: رجل كعُّ كاعٌّ، وهو الذي لايمضي في حزم ولا عزم، وهو الناكص على عقبيه. والكاعُّ: الضعيف العاجز. وأنشد:
إذا كان كَعُّ القوم للرَّحْلِ لازما
وقال أبو زيد: يقال ككعته فتكعكع.
وأنشد لمتمِّم بن نويرة:
ولكنّنـي أمـضـي ذاكَ مُـقَـدِمـاً *** إذا بَعضُ من يلقي الخطوبَ تكعكعاً
قال: واصل كعكعت: كعَّعْت، فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاث أحرف من جنس واحد ففرقوا بينها بحرف مكرر ومثله كفكفتُه عن كذا، وأصله كفَّفته.
وقال غيره: أكَعَّه الفَرَقُ إكعاعاً، إذا حَبسهَ عن وجهه.
والكَعْك: الخبز اليابس. قال الليث: أطنّه معربا. وانشد:
يا حَبّذا الكعك بلحمٍ مثـرود وخُشْكَنان مع سويقٍ مَقنود

***************************************************************
( عجّ ) :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل الحجّ العَجّ والثَّجّ وقال أبو عبيد: العجّ: رفع الصوت بالتلبية، والثّجّ: سيلان دماء الهدى. ويقال عج القوم يَعِجّون، وضجُّوا يَضِجُّون، إذا رفعوا أصواتهم بالدُّعاء والاستغاثة.
وقال الليث: سمِّى العجّاج الرّجاز عجَّاجاً بقوله:
حتَّى يعجّ ثخَناً من عجعجا
قال الليث: لما لم يستقم له في القاقبة عجَّا ولم يصحَّ معنى عجَّجا ضاعفه فقال:عجعجا وهم فُعَلاء لذلك.
قال: والتعجيج: اثارة الغبار، وهو العَجَاج. ويقال عججَّت البيت دخانا حتى تعجَّج والعَجَاج: غبار تثور به الريح، الواحدة عَجاجة. وفعله التعجيج.
وفي النوادر: عجّ القوم وأعجُّوا، وأهجُّوا، وخجُّوا وأخجُّوا، إذا أكثروا في فنوِنِه الركوبَ.
اللحياني: رجل عجْعاجٌ بجباج، إذا كان صيَّاحا.
وقال أبو زيد: أعجت الريح، إذا اشتد هبوبها واثارت الغبار. قال: والعجعجة في قضاعة كالعنعنة في تميم، يحولون الياء جيما كقوله:
المطعمون اللحم بالعَشجِّ *** وبالغداة كِسَرا البّرْنجِّ
يقُلَع بالودِّ وبالصِّـيجِّ
أراد: بالعشىّ، والبرنيّ، والصِّيصي.
وأخبرني المنذريّ ابن الأعرابي قال: النُّكب من الرياح أربع: فنكباء الصبا والجّنوب مهياف ملواح، ونكباء الصبا والشمال مِعجاجٌ مِصراد لا مَطر فيها ولا خير، ونكباء الشمال والدَّبور قَرّة، ونكباء الدَّبور والجنوب حارّة.
قال: والمِعجاج هي التي تثير الغبار.
ويقال: عجّ البعير في هديره يعجّ، فإن كرر هديره قيل عجعج. ويقال للناقة إذا زجرتها عاجٌ. وقد عجعجت بها.
أبو عبيد عن الفراء: العجَاجة: الإبل الكثيرة. وقال شمر: لا أعرف العجاجة بهذا المعنى. قال ابن حبيب: العَجَاج من الخيل: النجيب المسنّ.
وروى شمر بإسناد له عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عَجَاجٌ لا يعرفون معروفا ولا يُنكرون مُنكَراً". قال شمر: العَجَاج من الناس نحو الرَّجَاج والرَّعاع. وأنشد:
يرضى إذا رضى النساء عجاجةٌ *** وإذا تُعُمّدَ عَمْدُه لم يَغـضَـبِ
عمرو عن أبيه: عجّ، إذا صاح. وجَعّ، إذا كل الطين.
وقال غيره: طريق عاجُّ زاجٌّ، إذا امتلأ
********************************************
( جعّ ) :
أبو العباس عن ابن الأعرابي: جعّ فلان فلانا، إذا رماه بالجعْو، وهو الطين. وكتب عبيد الله بن زياد اللعين إلى عُمر بن سَعْد: "أن جعجعْ بالحسين بن علي" رضي الله عنهما. قال ابن الاعرابى: معناه ضيق عليه. قال: والجعجَع: الموضع الضّيق الخشِن.
وقال ابو عبيد: قال الأصمعي: الجعجعة الحَبْس. قال: وإنما أراد بقوله "جعجع بالحسين" أي احبسه. ومنه قول أوس ابن حَجَر:
إذا جعجعوا بين الإناخة والحبس
قال: والعججاع: المحَبِس. وأنشد:

وباتوا بجعجاعٍ حديث المعرَّجِ
قال أبو عبيد: وقال غيره: الجعجاع: الأرض الغليظة. وقال ابو قيس بن الأسلت:
مَنْ يَذُقِ الحربَ يجدْ طعمها *** مُرًّا وتتركْه بجعـجـاعِ
سَلَمة عن الفراء قال: الجعجة: التضيق على الغريم في المطالبة. والعجعة: الترشيد بالقوم.
وقال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: الجعجع: صوت الرحى، ومنه مثل العرب: "جَعجعة ولا أرى طِحْناً، يضرب للذي يعد ولا يفي. قال: والجعجعة: أصوات الجمال إذا اجتمعت.
وقال الليث: جعجعت الإبل، إذا حرّكتها لإناخة أو نُهوض. وانشد:
عَوْد إذا جُعجِعَ بعد الهبِّ
وفحل جُعجاع: شديد الرُّغاء. وقال حُميد بن ثور:
يطفن بعـجـاعٍ كـأن جـرانـه نجيب على جال من البئر أجوف
ويقال: تعجع البعير وغيره، إذا ضرب بنفسه الأرض باركا، لمرض يصيبه أو ضرب يُثخنه. وقال أبو ذؤيب:
فأبدهن حتوفهن فهارب *** بذمائه أو باركٌ متجعج
وقال إسحاق بن الفرج: سمعت أبا الربيع البكري يقول: الجعجع والجفجف من الأرض المتطامِن، وذلك أنَّ الماء يتجفجف فيه فيقوم، أي يدوم. قال: وأردته أن يقول يتجعجعَ فلم يقُلْها في الماء. وقال: جعجعَ الماشية وجفجفها، إذا حبسَها.
وقال شمر: قال أبو عمرو: الجَعجاع: الأرض. قال: وكلُّ أرضٍ جعجاع. قال شمر: وأنشدنا ا!بن الأعرابي:
نحلُّ الـديار وراء الـديا *** رِثمَّ نجعجع فيها الجُزُرْ
قال: نجعجعها: نحبسها على مكروهها.
ويقال: جعجعّ: بهم، أي أناخ بهم وألزمهم الجعجاع. قال: وجعجع البعيرُ إذا برك وأنشد:
حتى أنخنا عزَّه فجعجعا
أي اسناخ. وجعجعَ القومُ، أي أناخوا.
يتبع .

مكتبة مشكاة الإسلامية ..
 


الاستاذ الكبير الفاضل محمد راقي
امير المنابر الشعرية والملتقيات الادبية والثقافية
تحية الاسلام
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
باحترام تلميذك
ابي مازن
 


فعلاً ... ان للبيان لسحرا
هده هي العربية لغة الضاد التي قالت عن نفسها:
انا البحر في أحشائه الدر كامن .... فهل سائل الغواص عن صدفاتِ
بوركت محمد راقي وزادك الله رقيا
 
عودة
أعلى