جدارية على سراب الميلاد

جدارية على سراب الميلاد
________________________________________
فجأة انتفض من مقعده في مقهاه المفضلة ، لم ندر لِمَ ، و لا إلى أين هو منطلق كالسهم ؛ الجميع تَحَمَّجَ ، أما هو فقد ابتلعه سراب السيارات الكالح .
فقدناه أياما وأهِلَّةً . . . ، وفي كل أيام فقده ، كان النادل يجيء إلى مقعده حاملا ما اعتاد أن يطلبه ( قهوة زنجية ـ علبة السجائر ـ وحزمة من الصحف اليومية ) من غير كسل أو ملل .
كما غادرنا فجأة ، هلَّ فجأةً ، يشق سراب السيارات الكالح ، جلس في مقعده ، مده النادل بما اعتاد ؛ تَخرَّسَنا ، بصْبصْنا ، وفي كل واحد منا سؤال واستفهام ينبش تُربة ذات نَيْرَبٍ .
التفتَ إلينا حدج كلَّ واحدٍ منا حدجةً ، لم ينبس بحرفٍ ، ثم أخرج زهرة الأقحوان من جب بدلته ، وأخذ ينزع أوراقها ورقة ورقة ، حتى إذا ما أتى إلى الأخيرة ، تأملها بعناية ، فانبلجتْ شفتاه عن بسمة خفية ، كانت كقوس قزح ، ثم صاح بأعلى صوته :
ــ لابد قبل أن يُغادر العام القادم مرساته حتى أقتنص منه ما اغتصب مني هذه السنين .
بعدها رفع بصره إلى سدل السراب الذي أمامه وخط على صفحته شيئا ما
أنـــا / أنــــتَِ / نحــــــــــــــــــــن
كل عام ونحـــــــــــــــــــن بخير ، وحلم جديد لن يتحقق
 


بارك الله فيك أخي محمد لعروسي على القصة القصيرة جدارية على سراب الميلاد ونتمى للأمة الإسلامية كل خير وسعادة وهناء ، فهذا عام اطل ونجم عام قد أفل.
.رحل عام ورحلت معه اعمالنا ..... اسأل الله ان يغفر لنا ما سبق وما سلف
.رحل ولانعلم هل نحن من اللذين رضي الله عنهم ام من اللذين سخط رب العزة عليهم بما ارتكبوه من معاصي وذنوب
.رحل وذهبت معه اعمارنا .... ونحن لا ندري ولا نبصر
.رحل ومعه الآم امتنا المكلومه ...ولانصير ولامعين سوى الله رب العالمين.
.رحل ومعه ذل امتنا مع كثرة عددهم والله المستعان ...( بل انتم كثير ولكنكم غثاءا كغثاء السيل )
**لابد ان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب **
.لا بد أن نقف مع أنفسنا ونحاسبها ونتأمل حالنا ومآلنا وما ينتظرنا ..
ولننظر إلى صحائف أيامنا التي خلت؛ ماذا ادخرنا فيها ولآخرتنا ؟ ولنخل بأنفسنا ونحاسبها حساب الشحيح،
وإن غياب محاسبة النفس نذير غرق العبد في هواه، وما أردى الكفار في لجج العمى إلا ظنهم أنهم يمرحون كما يشتهون بلا رقيب، ويفرحون بما يهوون بلا حسيب، قال سبحانه عنهم : ( إِنَّهُم كَانُواْ لا يَرجُونَ حِسَاباً ..... الآية .)
بارك الله فيك أخي الكريم.
 
عودة
أعلى