إِلَهِـــي لاَ تُعَـــــذِّب لِسَـــــاناً يُخْـــــبِر عَنْـــــكَ .

محمد راقي

New Member
إِلَهِي لاَ تُعَذِّب لِسَاناً يُخْبِرعَنْكَ
منقول للفائدة.


بقلم: شيخنا د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف -حفظه الله-

( إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك، ولا عيناً تنظر إلى علوم تدلّ عليك، ولا يداً تكتب حديث رسولك؛ فبعزتك لا تدخلني النار )
هكذا كان ابن الجوزي - رحمه الله - يناجي ربه، وربما ابتهل إلى ربه قائلاً : ( ارحم عبرة ترقرق على مافاتها منك ، وكبداً تحترق على بُعدها عنك ).
إن الانكساروالانطراح بين يدي الله تعالى أعظم العبادات وأجلُّ القربات ؛ فالدعاء هو العبادة ؛حيث يتضمن أنواعاً كثيرة من العبادة كإسلام الوجه لله تعالى ، والرغبة إليه ،والاعتماد عليه والتذلل والافتقار .
يقول مطرف بن عبد الله بن الشخّير -رحمه الله- ( تذاكرتُ : ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثيرالصيام والصلاة ، وإذا هو في يد الله، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك ، فإذا جماع الخير الدعاء .).
وقال سهل بن عبد الله التستري -رحمه الله- ( ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار. ).
ولما كان الله تعالى لا يخلق شراً محضاً، فإن المحن المتتابعة على أمة الإسلام في هذا العصر من أعظم أسباب اللجوء إلى الله تعالى، والابتهال إليه . وتحقيق التوحيد كما حرر ذلك ابن تيمية - رحمه الله - بقوله : فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهما لشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحداً سواه ، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره ، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه،وحلاوة الإيمان وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة ؛ فإن ذلك لذَّات بدنية ونِعَم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن.
وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال، أو يستحضر تفصيله بال،ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه، ولهذا قال بعض السلف: يا ابن آدم، لقد بورك لكفي حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك . وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك .
إن الناظر إلى حالنا يرى غفلة عن الدعاء ؛ فقد ندعو الله تعالى دون إلحاح أو افتقار ، وربما دعونا الله تعالى مع ضعف ثقة ويقين بإجابة الدعاء ، ولذا تغيب حلاوة المناجاة ولذة الابتهال إلى رب العالمين . وإن مما يحقق ذلك أمرين مهمين:
أحدهما: أن نستحضر أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، فنتعبد الله تعالى بأسمائه وصفاته؛ فهو جل جلاله البرّ الكريم ، الرحمن الرحيم ، الملك القدوس السلام المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر . كما نتعرّف على الله تعالى من خلال آلائه ونعمه، {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} ( النحل : 1.).
{وَمَابِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}( النحل : 53 ).
والأمرالآخر: أن نستصحب في مناجاتنا فقرَنا وضعفَنا ومسكنَتَنا ، وكثرةَذنوبنا، وظلمَنا وتفريطنا ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
أرأيت إلى دعوات الأنبياء ومناجاتهم وما تحويه من هذين الأمرين المهمين ؟ فهذا زكريا - عليه السلام - ينادي ربه قائلاً :{ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِياًّ } ( مريم : 4) .
وها هو يونس - عليه السلام - ينادي ربه فيبطن الحوت فيقول:{ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }( الأنبياء: 87).
وكان نبينا صلى الله عليهوسلم يقول: [ سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت،خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ماصنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .).
ومما يحسن ذكره ها هنا أن عبد الملك بن مروان خطب خطبة بليغة ثم قطعهاوبكى بكاء كثيراً، ثم قال: ( يا رب ! إن ذنوبي عظيمة ، وإن قليل عفوك أعظم منها، اللهم فامحُ بقليل عفوك عظيم ذنوبي . فبلغ ذلك الحسن البصري فبكى وقال: لو كان كلامٌ يكتب بالذهب لكُتِب هذا الكلام )..
ومع أن ابن تيمية - قدس الله روحه - ينكر على الشاعر المتنبي مبالغته فيقوله:
يا من ألوذ به فيما أؤمله***ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره***ولا يهيضون عظماً أنت جابره
إلا أنه يقول : ( ربما قلتُ هذين البيتين في السجود أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع .).
وقد رئي أبوالحسين الرازي ( 304 ت هـ ) في المنام بعد موته ، فقيل له: ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي بقولي عند الموت: ( اللهم إني نصحت الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً؛ فهب خيانة فعلي لنصح قولي .).
ونختم المقالة بخيرالهدي ؛ فقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم :[ اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي ، ولا يخفى عليك شيء من أمري ، أناالبائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته ، وذلّ لك جسده، ورغم لك أنفه ، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن ربي رؤوفاً رحيماً !
يا خير المسؤولين ،ويا خير المعطين !.).

من موقع صناعة الحديث
 


جزاك الله خير أخي

كلمات رائعة ومعاني ما احوجنا الى الوقوف عندها

ما احوجنا الى مراجعة الحسابات والتأمل في ما مضى وفيما سيأتي
 


إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك ، ولا عيناً تنظر إلى علوم تدلّ عليك ، ولا يداً تكتب حديث رسولك ، فبعزتك لا تدخلني النار
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم والهام ..
بارك الله فيك وعليك وبارك لك في علمك وفي عمرك ..
اللهُ يغضبُ إنْ تركت سؤاله *** وبُنيُّ آدم حين يُسئل يَغضبُ
وقد جاء في الحديث عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم :
"من لم يسئل الله يغضب عليه" رواه الترمذي ..
وقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم :
"ليس شئ أكرم على الله من الدعاء" رواه أحمد ..
وأحب أن أختم بالحديث الصحيح التالي :
روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"ما أصاب أحد قط همٌ ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك .. ناصيتي بيدك ..
ماضٍ فيَّ حكمك .. عدلٌ فيَّ قضاؤك .. أسألك بكل اسم هو لك .. سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ،
أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك .. أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ،
ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي .. قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من قال هذه الدعوات أذهب الله همه وغمه ، وأبدله مكانه فرحاً .. قيل : يا رسول الله :
أفلا نتعلمهن ؟؟ قال : بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
" ...
بوركت أخي راقي ، وسلمك الله من كل مكروه ؛؛؛
تحياتي وتقديري +2

 


جزاك الله خيرا .. موضوع جدا قيم
 


جزاك الله خير أخي



كلمات رائعة ومعاني ما احوجنا الى الوقوف عندها


ما احوجنا الى مراجعة الحسابات والتأمل في ما مضى وفيما سيأتي

وأنت من أهل الجزاء أخي الكريم alomari بارك الله فيك على التتبع المستمر والتشجيع المتواصل .

جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم والهام ..
بارك الله فيك وعليك وبارك لك في علمك وفي عمرك ..



أشكرك كثيرا أيها الصديق العزيز على كلماتك النبيلة واخلاصك الوفي المستمر وتشجيعك المتواصل الدؤوب ومداخلاتك الثرية القيمة ، فبارك الله فيك وفي أسرتك وكل من له صلة بك.




جزاك الله خيرا .. موضوع جدا قيم​

بارك الله فيك أختنا الكريمة على تتبعك المستمر ونشاطك الدؤوب.

 


ما شاء الله
موضوع رائع
جزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى