( سلســـــــلة : من أشعـــــارالعــــــــرب ) : ( 3 )

محمد راقي

New Member
( سلسلة : من أشعارالعرب ) : ( 3 )

قد يتساءل البعض عن مفهوم هذه السلسلة وما غايتها وما علاقتها بأشعار العرب وهي في مجملها ومنذ بدايتها من سلسلة : ( من أشعار العرب -1- ) لا تتطرق إلى شمولية الشعر العربي ولا تسبح في فضائه الواسع المعروف ولا تتناول من كمه الهائل المتراكم عبر العصور ، ولا تغترف من عذبه ومره ، وصالحه و طالحه ، وجيده ورديئه كما يفعل الكثير ، بل لا تتكلم إلا عن معيار الشعر ومصداقيته والأسس القويمة التي يرتكز عليها الأديب الشاعر ، والاتجاه الذي يسلكه في حياته الأدبية والشعرية وإن كان المعروف و السائد في ثقافة الشاعر العربي أن يعيش بين كل الاتجاهات والمواقف، و في أكثر من ميدان وذكرى ومناسبة . فهو لا بدّ أن يعيش مع أهله وأرحامه ، وطفولته وشبابه ، ومع أصدقائه وإخوانه ، وبين الأفراح والسرور ، وبين الرثاء والدموع. وبين الحب والهيام ، وبين النزال والقتال والصراع .
فالشعر لم يكن أبدا منفصلاً عن المجتمع أو عن حياة الجماعة في أي عصر من العصور بل يحتضن قيم الجماعة ومشاكلها ، وهى تعبر عن أحلامها وطموحاتها ومواقفها ومآثرها وذكراها .....
لكن للأسف أضحت المشكلة الحقيقية والمعضلة المرة أن يتخبط الأديب والشاعر خبط عشواء ويسير في رحلته الأدبية والشعرية بدون منهاج ولا مصباح ينير له الطريق ، ويرشده إلى الغاية الأسمى، والوسيلة المثلى حتى بتنا نسمع من يقول أن أعذب الشعر أكذبه, وأجمل الشعر أطرفه وأخبثه .
لكن الحقيقة الواضحة وضوح النهار أن الإسلام ربط الأدب والشعر بالصدق والشرف, والأمانة والإخلاص ، والنزاهة والوفاء ،وأعاد نصب الرسالة بين عيني الشاعر, حتى قال حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه :‏
وإنما الشعر لب المرء يعرضه *** على المجالس إن كيساً وإن حمقاً‏
وإن أشـعر بيت أنت قائـله *** بيت يقال إذا أنشـدته صدقـا‏
إذن فلا بدّ للشاعر والأديب أن يمتدّ هذا الامتداد، ويسبح في هذا المضمار،ويسلك هذا السبيل ، وبخاصة الشاعر المسلم ، ليجلو إيمانه في كلّ ميدان يخوضه، ولتبرز نفحات الإيمان وعاطفته وفكره ، وأسلوبه ونهجه. . ولا بدّ أن يعيش مع أمته المسلمة وأحداثها وقضاياها مهما امتدّت وتنوّعت . ولا بدّ أن يعيش مع إيمانه بالله بين الخشية والرجاء ، ومع الحياة وآفاق الكون .
والمضي على الصّراط المستقيم مضيّ في كلّ نشاط المسلم ، والكلمة والأدب والشعر مما يجب أن يمضي على صراط مستقيم ، حينئذ يعيش الشاعر مع أمته في أفراحها وأحزانها، ومشاكلها وهمومها، وسلمها وحروبها، فيكون هذا الشعر صادقا نابعا من الإيمان والتوحيد، نابعا من القلب السليم المعافى، المشحون بالمراقبة المستمرة والمحاسبة الدقيقة حتى يكون عندئذ يضيء الدرب كلما ادلهمّ ليل وتدافعت أمواجه . ويظلّ منهاج الله قرآنا وسنّة وشريعة هو النور الوهاج الذي تأخذ كلُّ شعلة نورها منه، ويظل هذا الشعر وهذا الأدب يقتبس من هذه الشعلة المباركة حتى يصبح عطرا فواحا وأدبا غضا فريدا يؤدب الأجيال المتلاحقة ويترك نسمات من الأدب الرفيع القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا افتراء ولا فجور...
ونبدأ هذه السلسلة المباركة مع فضيلة الدكتور : عبد الرحمن شميلة الأهدل ( المدرس بمعهد الحرم المكي الشريف ) وهو يقول :

الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على رسول الهدى والبيان محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم وترسم خطاهم إلى يوم الدين .
وبعـد/
فإنّه لما كانت الدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة واجبة على كل مكلف . وكان لشعر الدعوة أثره البالغ في تهذيب النّفوس ولشعرائها مكانة خاصة منذ بزغ فجر الإسلام ،إذ هم يحركون المشاعر ويرفعون الروح المعنوية في أبناء الإسلام فقد اخترت من أشعاري مجموعة من القصائد والمقطوعات الّتي تحمل في طيّها العظات والعبر والنَّصائح وغير ذلك مِمّا هو مفيد : وسَمّيتها : ( روضة الشّعر الهادف )
وهي موجودة على الإنترنت في موقع خاص بعنوان :


سائلا المولى جلّت قدرته أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم إنّه سميع مجيب .

( انتهى كلامه ).
أحبائي الكرام... مشرفي وأعضاء وضيوف هذا المنتدى الغالي : ( منتدى كتاب العرب )
سنبحر سويا في هذه السلسلة المباركة مع مجموعة من الشعراء الأخيار الثقات الذين أخلصوا في شعرهم للرسالة المحمدية القويمة والأفكار النبيلة ، والأهداف الإنسانية الشريفة واستعملوا شعرهم للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . ونبدأ هذه السلسلة مع شاعرنا فضيلة الدكتور : عبد الرحمن شميلة الأهدل.
- كتبه محمد راقي -
( منتدى كتاب العرب )
 


جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم وعلى هذه السلسلة المباركة والميمونة ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي وبارك لك في علمك وفي عمرك ..
تقبل الله منك هذا الجهد وهذا العمل الجاد والمتميز وجعله في موازين حسناتك يوم القيامة ..

لكن للأسف أضحت المشكلة الحقيقية والمعضلة المرة أن يتخبط الأديب والشاعر خبط عشواء ويسير في رحلته الأدبية والشعرية بدون منهاج ولا مصباح ينير له الطريق ، ويرشده إلى الغاية الأسمى، والوسيلة المثلى حتى بتنا نسمع من يقول أن أعذب الشعر أكذبه, وأجمل الشعر أطرفه وأخبثه .
هذا هو واقع معظم أدباء وشعراء أمتنا للأسف الشديد ..
فجلهم يهرفون ويخرفون بما يعرفون وما لا يعرفون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
حتى صرنا غير متأكدين مِنْ :
مَنْ مِنْ شياطين الإنس والجن يوحي أحدهم للآخر !!
فيأتي نكرة -ممن يتسمون زوراً بالأدباء- ويكتب ويتفوه بأبيات وكلمات في حق العزيز الجبار -جلَّ في علاه- ،
أبيات وكلمات يخجل منها إبليس اللعين نفسه ، ولا يقوى على التفوه بمثلها ولا بأقل منها !!
قل مثل ذلك في حق الدين والأنبياء والأخلاق والغيبيات وحقائق الوجود والإيمان !!
كل ذلك تحت ذريعة ومسمى -ويا للغرابة- جماليات الشعر وجماليات الأدب !!
ألا بئساً وألف بئس لهذا الشعر وألف ألف بئس لهذا الأدب !!
ولا أريد أن نتعب أنفسنا مع أمثال هؤلاء الأقزام السفهاء فلا أقول لهم إلا كلمات جد مختصرة :
اليوم .. غداً أو بعد غد تأتينا وتأتيكم الحقيقة الكبرى ..
فالموت أقرب لأحدنا من شراك نعله !!
وعندها سينقطع كل شئ ..
وسيسقط الجدال والمراء والمنطق وعلم الكلام ..
ولن تبقى لا جماليات الشعر ولا جماليات الأدب ..
لن يبقى متصلاً بالعبد بعد موته إلا :
وا سعداه : حسنات جارية .. (تصل العبد بعد مماته كلما اقتدى به أحد) !!
وإما وا حسرتاه : سيئات جارية .. (أيضاً تصل العبد بعد مماته كلما اقتدى به أحد) !!
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ . وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ . أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ . وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون) .. الشعراء 221 ـ 227 ..
وهل إلا على أمثال هؤلاء السفهاء -شياطين الإنس- تتنزل شياطين الجن !!

والمضي على الصّراط المستقيم مضيّ في كلّ نشاط المسلم ، والكلمة والأدب والشعر مما يجب أن يمضي على صراط مستقيم ، حينئذ يعيش الشاعر مع أمته في أفراحها وأحزانها، ومشاكلها وهمومها، وسلمها وحروبها، فيكون هذا الشعر صادقا نابعا من الإيمان والتوحيد، نابعا من القلب السليم المعافى، المشحون بالمراقبة المستمرة والمحاسبة الدقيقة حتى يكون عندئذ يضيء الدرب كلما ادلهمّ ليل وتدافعت أمواجه . ويظلّ منهاج الله قرآنا وسنّة وشريعة هو النور الوهاج الذي تأخذ كلُّ شعلة نورها منه، ويظل هذا الشعر وهذا الأدب يقتبس من هذه الشعلة المباركة حتى يصبح عطرا فواحا وأدبا غضا فريدا يؤدب الأجيال المتلاحقة ويترك نسمات من الأدب الرفيع القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا افتراء ولا فجور...
ما شاء الله .. ما شاء الله
ما أعذب كلماتك أخي الحبيب !!
عبارات وكلمات راقية وصافية كالماء العذب السلسبيل ..
أحسنت وأجدت التعبير بها عن الأدب والشعر الصادق والحقيقي ،
وعن ما نتمناه جميعاً وننشده لأدبائنا وشعرائنا الصادقين المخلصين ..

سنبحر سويا في هذه السلسلة المباركة مع مجموعة من الشعراء الأخيار الثقات الذين أخلصوا في شعرهم للرسالة المحمدية القويمة والأفكار النبيلة ، والأهداف الإنسانية الشريفة واستعملوا شعرهم للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . ونبدأ هذه السلسلة مع شاعرنا فضيلة الدكتور : عبد الرحمن شميلة الأهدل.
أنعم وأكرم بأديبنا وشاعرنا فضيلة الدكتور عبد الرحمن شميلة الأهدل ..
أحسنت الاختيار أخي الحبيب راقي ؛؛؛

 


جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا الموضوع القيم وعلى هذه السلسلة المباركة والميمونة ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي وبارك لك في علمك وفي عمرك ..
تقبل الله منك هذا الجهد وهذا العمل الجاد والمتميز وجعله في موازين حسناتك يوم القيامة ..

أنعم وأكرم بأديبنا وشاعرنا فضيلة الدكتور عبد الرحمن شميلة الأهدل ..
أحسنت الاختيار أخي الحبيب راقي ؛؛؛

أخي الكريم أبو قصي أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك القيمة والمتميزة ، كما أشكرك على تشجيعك المتواصل المستمر .
في الواقع حال الأمة لا يبشر بخير وقد تكالبت عليها القوى العظمى من كل حدب وصوب تنهشها نهشا وتمزقها اربا . أما عن أدباءنا وشعرائنا ( إلا من رحم الله ووفقه للأمر بالمعروف والنهي عن الباطل ) فقد انسلخوا من هويتهم الوطنية والدينية وانغمسوا وراء الشهرة والدنيا يطلبون غرضا زائلا ومالا فانيا كالذي يلهث وراء الماء حتى إذا أدركه لم يجده سوى سرابا .
هذا ما دفعني أخي الكريم لأضع هذه السلسلة ( رغم ضيق الوقت عندي وعدم توفري على خط أنترنيت في بيتي لأنني لا أشارك سوى من مقاهي الأنترنيت في حيي وهذا ما يضيع لي الوقت كثيرا ويعيق لي البحث والتنقيب . ) قلت أريد أن أجعل من هذه السلسلة ( وستكون طويلة جدا ) حدا لشعر الغوغاء والمجون ، ولنعلم أجيالنا ما هو الأدب والشعر الصحيحين اللذين ينبغي علينا الكب عليهما والإهتمام بهما ومن هم الشعراء المخلصون الأوفياء لأمتهم وعروبتهم وعقيدتهم حتى نميز بين الحق والباطل وبين الحسن والقبيح وبين الجميل والخبيث والله المستعان وعليه الثكلان .

 
بارك الله بك اخي العزيز على هذا الطرح الرائع
وفقك الله في اكمال السلسلة..
 


الى الأخ الفاضل محمد اشتيوي هذه السلسلة جوابا على تساؤلك.
أنا .. ؟!
نعم .. نعم .. أنت محق

إذن فأنت تنوى عمل سلسلة من الشعر الهادف من كتاب روضة الشعر الهادف , الذى يمكن تحميله من ( صيد الفوائد)
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=90&book=2211
لكنه لن يكون بنفس الروعة إلا لو تابعناه مع الأخ محمد راقى فى سلسلته التى أذوب لها شوقاً من الآن

هذا نبأ خطير حقاً ويستأهل الدراسة ..
ويستحق أن تضع لنا اسم الكتاب فى آخر كل حلقة باضطراد وكأنك تخشى ان تنسى الاسم !
إذن أيها الشاعر الراقى سأنتظرك ومعى هرواتى النقدية لكى نرى الشعر الهادف على أصوله
إن لى ملاحظات نقدية واسعة حول هذه المسألة ولكننى سأرجئها لكل حلقة ولكل حادث حديث ...

بارك الله فيك :)
 
عودة
أعلى