الثبات على الخير !!..

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
الثبات على الخير
--------------------

كتبه / محمد القاضي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
أحبتي في الله , كم يحتاج العبد في هذا الزمان إلى أن يثبت على معاني الخير والاستقامة في ظل هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن والمحن ، مصداق ما أخبر به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا) رواه مسلم.

كم يحتاج الواحد منا إلى الثبات على الخير بعد ما ذاق حلاوة الإيمان في مواسم الطاعات ، بعد ما وجد ذلك في الصيام والصلاة و القيام والذكر وتلاوة القرآن.
ما وجده الإنسان في قلبه , وما حصل في فؤاده مما يعجز القلم أن يصفه وتقصر الكلمات عن الوفاء به , فإنها حلاوة لا تضاهيها حلاوة ، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ) متفق عليه.

حلاوة لا يجدها الإنسان في لذات الدنيا ، لا يجدها في جمع المال ، ولا في التلذذ بالنساء ، ولا في التمتع بالطعام والشراب ولا غيرها من زخارف الدنيا...
وأنت تلحظ ذلك من نفسك وتجده في الناس ممن حولك ، فمظاهر الخير تزيد في المجتمع -والحمد لله-.

إذاً نحتاج دائماً إلى أن يظل القلب ثابتاً على الخير والطاعة والاستقامة حتى تحصل تلك اللذة ، التي قال عنها بعض السلف وهو إبراهيم بن بشار -رحمه الله-: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من اللذة والسرور لجالدونا عليه بالسيوف".
وكان الواحد منهم يصلي طيلة الليل حتى لا يعود إلى فراشة إلا حبواً وهو في منتهى الراحة الوجدانية ، والسعادة القلبية فسبحان الله !!
إنها الأرواح إخوتاه !!

كم نحتاج إلى ثبات القلب على معاني الخير والقلوب تتقلب ، وما سمي القلب قلباً إلا لشدة تقلبه ، ويروي الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا استحكمت غلياناً)رواه أحمد ، وصححه الألباني.
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال : "إنما سمي قلباً من تقلبه , إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن".

وما يعرض على القلب الآن في هذا الزمان من فتن وشهوات ، كشهوة الجاه ، والسلطة ، وشهوة المال والغنى ، وشهوة الشهرة ، وشهوة النساء .. شهوات وشهوات ، مصداق قول الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ) آل عمران:14.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)رواه مسلم.

إنها الفتن , فتن الشهوات وفتن الشبهات ، فإما أن تنكر فينتفض القلبُ بنور الإيمان والمعرفة ، ويقوى في مواجهة الأمواج ، وإما أن يشرب الفتنة كالخرقة حتى يملأ القلب بسواد المعصية ويعلوه الران : (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين 14
، ولا يصل إليه النور ، ولا يخرج من الضلالة , بل يكون هواه هو حاكمه أيما سار ، أينما توجه قاده كالدابة البهيمية تقاد بخطامها إلى حيث أريدت أن تذهب !!
نعوذ بالله من هذا الحال ، فأنى للقلب أن يثبت دون أن يتعضض ويتحصَّن بأسباب الثبات على الخير ..

نسأل الله -تعالى- لنا ولكم الثبات حتى الممات ..
كما كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)رواه الترمذي ، وصححه الألباني ، فإن كان هذا حاله -صلى الله عليه وسلم- ، ودعاؤه فنحن أشدُ حاجة إلى ذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله و سلم على محمد وآله وصحبه وسلم ..
-----------------------------
المصدر : (موقع صوت السلف)

 


جزاك الله خير اخي وبارك الله فيك

أخي ابا قصي ... أحبك في الله
 


جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا قصي على المواضيع الجميلة والهادفة فبارك الله فيك وفي أمثالك .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد ومن وسائل الثبات :
أولاً : الإقبال على القرآن :
القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى ، وهو حبل الله المتين ، والنور المبين ، من تمسك به عصمه الله ، ومن اتبعه أنجاه الله ، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .
ثانياً : التزام شرع الله والعمل الصالح :
قال الله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } إبراهيم /27
قال قتادة : " أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفي الآخرة في القبر " . وكذا روي عن غير واحد من السلف تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/421 . وقال سبحانه :{ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً } النساء /66 . أي على الحق
ثالثاً : تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل :
والدليل على ذلك قوله تعالى :{ وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} هود /1200
فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله ? للتلهي والتفكه ، وإنما لغرض عظيم هو تثبيت فؤاد رسول الله ? وأفئدة المؤمنين معه
- فلو تأملت يا أخي قول الله عز وجل : { قالوا حرقوه وأنصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ، قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين }الأنبياء /68-70 قال ابن عباس: " كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل" الفتح 8/22
ألا تشعر بمعنى من معاني الثبات أمام الطغيان والعذاب يدخل نفسك وأنت تتأمل هذه القصة ؟
- لو تدبرت قول الله عز وجل في قصة موسى : { فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال كلا إن معي ربي سيهدين } الشعراء /61-620
ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الطالبين ، والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر هذه القصة ؟
وغيرها كثير من قصص القرآن الكريم .
رابعاً : الدعاء :
من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } ، { ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا } . ولما كانت ( قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )رواه الإمام أحمد ومسلم عن ابن عمر مرفوعاً .
خامساً : ذكر الله :
وهو من أعظم أسباب التثبيت
- تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً } الأنفال /45 . فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد

سادساً : الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً صحيحاً :
والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق أهل السنة والجماعة ، طريق الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل ، والتميز عن أعداء الله ومفاصلة أهل الباطل
سابعاً : التربية :
التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة عامل أساسي من عوامل الثبات
ثامناً : الثقة بالطريق :
لا شك أنه كلما ازدادت الثقة بالطريق الذي يسلكه المسلم ، كان ثباته عليه أكبر
تاسعاً : ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل :
النفس إن لم تتحرك تأسن ، وإن لم تنطلق تتعفن ، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس : الدعوة إلى الله ، فهي وظيفة الرسل ، ومخلصة النفس من العذاب ؛ فيها تتفجر الطاقات ، وتنجز المهمات ( فلذلك فادع ، واستقم كما أمرت ) . وليس يصح شيء يقال فيه " فلان لا يتقدم ولا يتأخر " فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، والإيمان يزيد وينقص
عاشراً : الالتفاف حول العناصر المثبتة :
تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام : ( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر )حسن رواه ابن ماجة
البحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين ، والالتفاف حولهم معين كبير على الثبات . وقد حدثت في التاريخ الإسلامي فتن ثبت الله فيها المسلمين برجال
الحادي عشر : الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام :
نحتاج إلى الثبات كثيراً عند تأخر النصر ، حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها ، قال تعالى : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة }آل عمران /146-148
الثاني عشر : معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به :
في قول الله عز وجل:{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} آل عمران /196تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم .
وفي قوله عز وجل : { فأما الزبد فيذهب جفاء } الرعد /17 عبرة لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له .
الثالث عشر : استجماع الأخلاق المعينة على الثبات :
وعلى رأسها الصبر ، ففي حديث الصحيحين : ( وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )رواه البخاري في كتاب الزكاة - باب الاستعفاف عن المسألة ، ومسلم في كتاب الزكاة - باب فضل التعفف والصبر . وأشد الصبر عند الصدمة الأولى ، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل النكسة ويزول الثبات إذا عدم الصبر .
الرابع عشر : وصية الرجل الصالح :
عندما يتعرض المسلم لفتنة ويبتليه ربه ليمحصه ، يكون من عوامل الثبات أن يقيض الله له رجلاً صالحاً يعظه ويثبته ، فتكون كلمات ينفع الله بها ، ويسدد الخطى ، وتكون هذه الكلمات مشحونة بالتذكير بالله ، ولقائه ، وجنته ، وناره
الخامس عشر : التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت .
فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة العمل ، وهو يسير ويعلم بأنه إذا لم يثبت فستفوته جنة عرضها السموات والأرض ، ثم إن النفس تحتاج إلى ما يرفعها من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم العلوي.
أسأل الله العلي العظيم لي ولكل قارئ الثبات في الحياة الدنيا والآخرة انه على ذلك قدير
والحمد لله رب العالمين

كتبه الشيخ / محمد صالح المنجد

 


جزاك الله خير اخي وبارك الله فيك
أخي ابا قصي ... أحبك في الله
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب العمري ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أحببك الله الذي أحببتني فيه !!
كل الشكر لك أخي الكريم على مرورك العطر وعلى تشريفك الحاني ..
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري واحترامي !!..
 


جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا قصي على المواضيع الجميلة والهادفة فبارك الله فيك وفي أمثالك .
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد راقي ..
بارك الله فيك وعليك وبارك لك في علمك وفي عمرك ..
أشكرك جزيلاً أخي الكريم على متابعتك واهتمامك وعلى حضورك الراقي والمتألق ..
كما أشكرك جزيلاً على إضافاتك الثرية والقوية التي تثري الموضوع وتقويه !!
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل .. في السر والعلن ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة في الدارين ..
وتقبل أرق تحياتي وفائق تقديري واحترامي !!..
 


جزاك الله خير أخي العزيز والحبيب أبو قصي
وجعلهُ في ميزان حسناتك
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب نمر العصيمي ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً أخي الكريم على تشريفك العطر وعلى حضورك المتألق ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة ..
مع أرق تحياتي !!..
 


جزاك الله خيرا ابو قصي على موضوعك القيم...
اللهم ثبتنا على دينك ..
 


جزاك الله خيرا أبوقصى
و جعله الله لك ميزان حسناتك أخى
 


جزاك الله خيرا ابو قصي على موضوعك القيم...
اللهم ثبتنا على دينك ..
آمين على دعائك الطيب المبارك أخي الحبيب حضرموت ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً على تشريفك الحاني وعلى حضورك المتألق ..
رزقنا الله وإياك وجميع الإخوة الأحباب الثبات حتى الممات على طريقه المستقيم ..
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..

 


جزاك الله خيرا أبوقصى
و جعله الله لك ميزان حسناتك أخى
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب الشيمي ..
بارك الله فيك وعليك أخي الغالي ..
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وعلى حضورك المتألق ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
تقبل أرق تحياتي وبالغ تقديري واحترامي !!..
 
عودة
أعلى